فيروس كورونا: كيف يعيش الآباء والأمهات مع أطفال عدوانيين خلال الإغلاق؟
[ad_1]
يعني العيش مع الأطفال، بالنسبة إلى بعض الآباء والأمهات، مواجهة التهديد، وسوء المعاملة، وحالات من الهياج العنيفة. فكيف يتعايش هؤلاء خلال العزل والإغلاق؟.
اكتشفت جولي أنها تستطيع شراء سكاكين كبيرة على الإنترنت، حينما شاهدت ابنها يلوح بواحدة، ويقطع بها بعض أثاث المنزل.
وتقول إنها خلال الشهرين الماضيين اضطرت إلى طلب الشرطة مرتين، وكانت آخرهما عندما حبست نفسها في الحمام، بينما كان ابنها الصبي يحاول كسر الباب بسكين. والآن تعيش الأسرة معا خلال فترة الإغلاق، وتعاني من العزل، ومن فقد شبكة الأصدقاء والأقارب ومن الجو الخانق، الذي تصفه جولي بأنه مثل “علبة أعواد الثقاب”.
وهي تعتقد أن ابنها أبلغ الشرطة أنه لم يقصد أبدا إيذاءها، ولكنه كان يريدها فقط أن تعرف مدى غضبه. ولكنها تقول إن حوادث الترهيب هذه تقع مرتين أو ثلاث مرات كل أسبوع.
وقد عانى ابنها ليام، هو طفل، من صدمة، كما أن لديه صعوبات في التعلم تؤثر في ذاكرته، وسلوكه العاطفي، ومهاراته الاجتماعية. وتتعامل الأسرة مع حالات هياجه العدوانية بطلب المساعدة من قائمة لديها من الأصدقاء والمعاونين، الذين يأتون وقت الحاجة ويعملون معها على تهدئة حالات التوتر. ولكن حتى هذه الطرق في التعايش أصبحت مهددة الآن بعد تطبيق قواعد التباعد بين الناس.
وتقول جولي إن زوجها يعمل خارج المنزل، ولذلك تجد نفسها، إن لم تستطع طلب أحد من الأصدقاء “تواجه الأمور وحدها”.
ولا يعرف بالضبط عدد الآباء والأمهات الذين يعيشون مع عنف أطفالهم. وتشير الأرقام التي رصدتها بي بي سي العام الماضي إلى أن عدد الحوادث التي سجلتها الشرطة تضاعف إلى 14133 فيما بين 2015 و2018، وربما تقع حوادث أخرى لا تبلغ بها الشرطة.
“مثل العيش مع مادة قابلة للاشتعال”
وتقول هيلين بونيك، موظفة الشؤون الاجتماعية السابقة، والناشطة في هذه القضية، إن الأدلة المستقاة من العالم تشير إلى احتمال معاناة واحد من كل 10 آباء من بعض العنف من أطفالهم، وإن كانت الحوادث الشديدة أكثر ندرة. ويوجد لدى بعض الأطفال العدوانيين مشكلات في التعامل مع عواطفهم، كما تقول، ولكن آخرين يتسمون “بالسيطرة والهيمنة أكثر على الآخرين بطريقة تُشعر أكثر بأن عنفهم مثل عنف الكبار”.
وأثارت حالة الإغلاق الخوف على تلك الأسر، وشدد هذا من عزلتها، كما أنه دعم عنف الأطفال بطريقة غير مباشرة، وكأنهم يقولون لآبائهم إنكم “لن تستطيعوا الخروج، وإنكم محاصرون هنا معنا، وإننا نستطيع فعل ما نريد، دون أن يعرف أحد”.
وتضيف: “بالنسبة إلى الوالدين الذين جربوا عنف شريكهم، وعنف الأطفال تجاههم، فإنهم غالبا ما يقولون إن عنف الأطفال أسوأ، لأنهم من لحمك ودمك”.
ويقول نيل، الذي يعيش في شرق إنجلترا، إن عدوانية ابنه، بن، كان “طفوليا” وهو في الرابعة، ولكنه أصبح مقلقا عندما بلغ الثامنة. وهو يعيش الآن مع صبي ويحس “بخطورة الوضع فجأة”، إذ أصبح بن يلجأ أكثر إلى استعمال السكاكين والزجاجات.
ويعاني بن من التوحد، ولديه مصاعب غير شديدة في التعلم. وأدت زعزعة نظام حياته اليومي بسبب فيروس كورونا إلى زيادة مستويات الضغط العصبي لديه بشدة، وجعلت حالات تهيجه أكثر احتمالا، بحسب ما يقوله والده.
- فيروس كورونا: ما أعراضه وكيف تقي نفسك منه؟
- فيروس كورونا: ما هي احتمالات الموت جراء الإصابة؟
- فيروس كورونا: هل النساء والأطفال أقلّ عرضة للإصابة بالمرض؟
- فيروس كورونا: كيف ينشر عدد قليل من الأشخاص الفيروسات؟
ويقول نيل: “يقترب بن من الغليان فجأة. ولا يستغرق الأمر كثيرا ليتغير ثم ينفجر. إن العيش معه أصبح مثل العيش وفي بيتك دلو مليء بمادة قابلة للاشتعال”.
وكانت إحدى استراتيجيات التعايش قبل الإغلاق هي اصطحاب بن في رحلة طويلة بالسيارة، مما كان يهدئه. ولكن حتى هذا أصبح الآن مثيرا للقلق، لأنه يخشى أن توقفهم الشرطة لأنهم يخالفون قواعد الإغلاق برحلة غير ضرورية.
ويقول نيل: “كانت الحياة شاقة بالفعل، وجعلها كوفيد-19 أكثر مشقة”.
ويقول بيتر جاكوب، وهو طبيب نفسي يساعد الناس في تلك الحالات، إن العزل وما يشعر به الآباء من عار بالفعل يمثل تحديا كبيرا في تعاملهم مع عنف أطفالهم. ولكنه يضيف أن هذا مسألة يمكن علاجها، حتى في حالات الإغلاق.
ويشجع دكتور جاكوب الآباء والأمهات على أن يكون لديهم شبكة من الأصدقاء والمعاونين الذين يمكن أن يبدأوا ما يسميه “حملة اهتمام”، حين يتصل بعض الأشخاص منهم، عقب وقوع حادثة عنف، بالطفل بإرسال رسائل نصية إليه، أو بدء محادثة فيديو معه، بواسطة واتس آب أو فيس تايم مثلا.
ويقول: “إن معظم الأطفال لا يريد أن يعرف الآخرون في جماعتهم أنهم يتصرفون بعنف، وعدوانية، أو بطريقة مدمرة أخرى”.
“تفهم السلطات والناس”
لكن سوزان جاكوب، رئيسة جمعية مكافحة سوء المعاملة المنزلية (سيلف لايف) تقول إن الآباء والأمهات في تلك الظروف بحاجة إلى تفهم السلطات والأفراد المحيطين بهم لحالتهم. وتضيف أن الأطفال في بعض الحالات يستخدمون الشرطة، المكلفة بتنفيذحالة الإغلاق لمواجهة والديهم، لأنهم يعرفون أنها ستوجه إليهم اللوم إذا خالفوا القانون.
ويبين هذا – كما تقول – كيف لا يجد الآباء من يساندهم، وكيف يساء فهم وضعهم.
وتقول سوزان إنها تريد أن ترى إقرارا أكثر من الحكومة بأن البيت ليس مكانا آمنا لبعض الناس، سواء أكان هذا الشخص ضحية إساءة أب أو أم، أو ضحية عنف طفل.
(أسماء الأسر في هذا الموضوع وبعض التفاصيل غيرت لحماية الأشخاص)
[ad_2]
Source link