فيروس كورونا: الانهيار التاريخي لأسعار النفط الأمريكي “يخطف الأضواء” من الوباء
[ad_1]
ناقشت صحف عربية الانهيار التاريخي الذي شهدته أسعار النفط الأمريكي مؤخرا، بعد أن تراجعت يوم الاثنين 20 أبريل/نيسان إلى ما دون الصفر للمرة الأولى في التاريخ.
ويعني تراجع الأسعار إلى هذا المستوى أن شركات النفط باتت تدفع للعملاء كي يحصلوا على منتجاتها خشية تراكم مخزون الخام لديها خلال الشهر المقبل.
وواصل سعر برميل النفط، في الولايات المتحدة، تراجعه إلى سالب 37.63 دولارا، وذلك بسبب تراجع الطلب على النفط ومشتقاته خلال الأشهر الماضية إثر إجراءات الإغلاق في شتى دول العالم في أعقاب تفشي وباء كورونا.
النفط “يخطف الأضواء من كورونا“
قالت صحيفة “البناء” اللبنانية، في افتتاحيتها تحت عنوان “النفط يباغت كورونا ويخطف الأضواء”: “في توقيت مفاجئ، فيما العالم يتجه للترقب في متابعة فيروس كورونا… سرق الضوء الانهيار الدراماتيكي لأسعار النفط الأمريكي الخام الآجل لشهر مايو/أيار المقبل، حيث سجل سعر مبيع البرميل بالسالب مقارنة بسعره الإيجابي”.
وتضيف الصحيفة: “محاولات المكابرة والإنكار، التي مثلتها سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لمقتضيات زمن كورونا، هي من يتحمّل، برأي كثير من المحللين، مسؤولية الانهيار المقبل، في ظل محاولة معاندة لقوانين الطبيعة بالحفاظ على الإنتاج بوتيرة عادية كأن لا شيء يحدث”.
وتؤكد صحيفة “الأخبار اللبنانية” في افتتاحيتها أن “إصرار أمريكا الإبقاء على الإنتاج عند مستويات طبيعية مرتفعة أصاب أسعار الخام في مقتل”.
وتضيف الصحيفة: “سيبقى تاريخ العشرين من نيسان/ أبريل 2020 محفوظا في الذاكرة لوقت طويل كـ’اثنين أسود’ جديد في تاريخ الانهيارات. انهيار ليس له مثيل. لم يحدث على الإطلاق أن دَفَع حامل عقود للمستهلك مقابل تصريف بضاعته النفطية! هذه سابقة لم يتوقّعها حتّى مَن وضعوا أكثر السيناريوات تشاؤما”.
وتقول: “سيجبر ذلك واشنطن، في نهاية المطاف، على فرض اقتطاعات طوعية في الإنتاج، بعدما تغنّى الرئيس دونالد ترامب طويلا بركونه إلى العرض والطلب، ورفض توازيا الاقتطاع من إنتاج بلاده، مصرّاً على أن انخفاضا تلقائيا وطبيعيا سيحدث متى تأثّر الإنتاج بعوامل انخفاض الطلب وامتلاء المخزونات”.
ويقول أحمد عبد الرحيم، في صحيفة “الوفد” المصرية: “حولت أزمة فيروس كورنا أسعار النفط من صعود متزايد إلى انهيار تاريخي لا ينسى في أسواق النفط العالمية”.
“الدول العربية إلى أين؟”
ويقول محمد عايش، في صحيفة “القدس العربي” اللندنية في مقال عنوانه “أزمة النفط الجديدة، الدول العربية إلى أين؟”: “العالم العربي بأكمله سيتأثر سلبا بانهيار أسعار النفط، وليس فقط دول الخليج كما يحلو للبعض أن يتخيل”.
ويضيف: “على الدول العربية جميعها، شعوبا وأنظمة، أن تستعد لشد الحزام، وسياسات التقشف، وتتأهب لمرحلة ما بعد كورونا، وما بعد انهيار أسعار النفط، علماً بأن الانهيار الحالي في هذا الحجم وهذا العمق ستظل انعكاساته السلبية وتأثيراته على المنطقة، لسنوات مقبلة وليس للعام الجاري فقط”.
ويقول عايش: “الانهيار الجديد في أسعار النفط يرجع إلى ثلاثة أسباب رئيسية، الأول هو فشل منظمة أوبك وحلفائها في التوصل إلى اتفاق مبكر لخفض الإنتاج، يحافظ على التوازن في الأسواق… أما السبب الثاني للانهيار فهو أزمة كورونا، التي دفعت صندوق النقد الدولي إلى أن يتوقع تراجع الطلب العالمي على النفط، بواقع 29 مليون برميل يوميا، خلال العام الحالي… والسبب الثالث والأخير لهذا الانهيار هو الأزمة المقبلة التي تلوح في الأفق، وهي أزمة التخزين”.
ويضيف: “انخفاض الطلب العالمي بهذا المستوى الكبير، وارتفاع الإنتاج خلال فترة حرب الأسعار سيؤدي قريبا إلى أن يصبح المنتجون غير قادرين على تخزين إنتاجهم من النفط غير المباع”.
وتتساءل عبير عبد الرحمن ثابت، في صحيفة “رأي اليوم” اللندنية: “ما هو مستقبل دول الخليج النفطية في ظل واقع كهذا يفقد فيه برميل النفط نصف سعره؟علما بأن هذه الدول تعتمد بما يزيد على 60 في المئة في أحسن الأحوال من موازناتها السنوية على عائدات تصدير النفط الخام، وما هو مستقبل أمن منطقة الخليج … في ظل تغير اقتصادي جذري من هذا القبيل؟”
وتؤكد الكاتبة أنه عقب تحول الولايات المتحدة من مستورد إلى مصدر للنفط “من الممكن أن تتحول منطقة الخليج إلى منطقة فوضى مفتعلة واقتتال قد تصل إلى حالة بعض الدول المحيطة لكى تفسح المجال للعملاق الأمريكي ليتربع على عرش أسواق تصدير الخام بعدما فقدت المنطقة أهميتها الاقتصادية”.
وتقول صحيفة “قاسيون” السورية: ” قبل أن تنخفض أسعار النفط بهذا المستوى، وفي شهر سبتمبر/أيلول 2019، أرسل صندوق النقد الدولي رسالة تحذيرية لدول الخليج بأن احتياطاتها المالية التي يقدرها الصندوق بـ 2 تريليون دولار ستنفد خلال 15 سنة والأسعار الحالية ستقلّص هذه المدة بسرعة قياسية، والاحتياطيات المالية للخليج قد لا تستمر لعقد قادم. إن دول الخليج تحتاج إلى أسعار نفط مرتفعة حتى تستطيع أن تغطي إنفاقها دون استدانة”.
وشددت الصحيفة على أن “انهيار الأسعار يعني تراجع كتلة فوائض النفط لهذه الدول، وهذا له تأثير كبير على البنية المالية للخليج ودوله التي تعتمد على النفط كأساس في استمرارية إنفاقها واستدامة الجوانب المتعددة لمستوى ونمط معيشة سكانها، بل أكثر من ذلك لدورها الوظيفي في المنطقة وعبر العالم”.
[ad_2]
Source link