أخبار عربية

هدى العمري: ما صحة المقطع المنسوب للمعارضة السعودية؟


حاز مقطع مصور منسوب للناشطة السعودية، هدى العمري، على اهتمام رواد مواقع التواصل الاجتماعي في البلاد وأثار ردود فعل متباينة.

مصدر الصورة
youtube

وكان مغردون سعوديون قد تداولوا مقطعا قالوا إنه يظهر هدى العمري، المعارضة السعودية المقيمة في العاصمة البريطانية لندن، وهي تنام في شوارع المدينة.

انتشر الفيديو، الذي لم تتمكن بي بي سي من التأكد منه بشكل مستقل، على نطاق واسع خلال 15 ساعة الماضية وأعيد تداوله آلاف المرات.

وجاء اسم “هدى العمري” على رأس أكثر الكلمات بحثا على موقع غوغل، بينما احتل مركزا متقدما في لوائح العبارات الأكثر تداولا على تويتر مساء يوم السبت.

“إلهاء الرأي العام أم تأليبه”؟

وانقسم المغردون السعوديون بين مصدق ومشكك لما جاء في الفيديو وآخر يتساءل عن الغرض من نشره.

ويرى قطاع من المغردين في المشهد المنسوب للعمري “عبرة لآخرين تعاونوا مع من سموهم بأعداء المملكة”.

كما تداول هؤلاء فيديوهات قالوا “إنها توثق علمية استدراج هدى العمري من قبل معارضين سياسيين مقيمين في بريطانيا وتكشف زيف الشعارات التي يرفعونها”، على حد تعبيرهم.

ويعد الأمير سطام بن خالد آل سعود من أوائل الذين أعادوا نشر الفيديو، إذ أرفقه بتغريدة بدأها: “هذه نتيجة سماع كلام المحرضين الذين كانوا يستدرجوا أبناء وبنات الوطن ويصوروا لهم أحلام كاذبة عن الحريات والمال”.

من جهة أخرى، عبر مغردون آخرون عن تعاطفهم مع العمري وطالبوها بالاعتذار والعودة إلى بلادها. واستعرضوا تصريحات سابقة للعمري وقرنوها بمقطع الفيديو الجديد المنسوب لها.

ولم تمض دقائق، حتى انخرط معارضون سعوديون في النقاش.

وخصص المعارض السعودي غانم الدوسري المقيم في لندن جزءا من تغريداته لتفنيد الاتهامات التي وجهها له البعض بـ “استغلال العمري من أجل تحقيق جملة من المكاسب السياسية والضغط على الحكومة السعودية”.

واعتبر معارضون آخرون أن الهدف من نشر الفيديو هو “تشويه أصحاب الرأي المعارض وصرف أنظار السعوديين عن السجل الحقوقي في المملكة، خاصة بعد حادثة الحويطات”.

في المقابل، وصف آخرون المقطع بأنه “تمثيلية تهدف للنيل من مكانة المملكة وتأليب الرأي العام الدولي ضدها”.

ما الذي تضمنه المقطع؟ وما مدى صحته؟

مصدر الصورة
ugc/youtube

ويظهر المقطع المثير للجدل رجلا يقترب من سيدة تفترش الأرض في شارع بلندن ليسألها عن جنسيتها ودينها.

بدا الاستغراب واضحا على المصور عندما أجابتها السيدة بأنها من السعودية، فاستعجلها بسؤال آخر معربا عن شكوكه: “سعودية وتنامي في الشارع؟”.

فردت قائلة: “نعم، أنا سعودية واسمي معروف، هدى العمري … أنا مشردة هنا في هذا البلد”.

ثم أظهرت وثيقة بدت أنها بطاقة هوية عليها شعار المملكة السعودية دون إظهار تفاصيل الاسم وتاريخ الميلاد التي تم تغطيتها في مقطع الفيديو.

لم يظهر المقطع الذي تم تداوله بكثافة يوم السبت 18 أبريل/نيسان سوى جزء قصير من المقطع الأصلي.

وفي بحث أجرته مدونة بي بي سي ترند، توصلت إلى مقطع فيديو بمثابة تقرير صحفي يرصد أوضاع الناشطات السعوديات اللاتي لجأن إلى دول أوروبية وأجنبية.

ويعود المقطع الذي تبلغ مدته 17 دقيقة، إلى مارس آذار 2019. وقد رفعته قناة تحمل اسم F&R Vision على موقع يوتيوب.

ولم يستن لنا التأكد من هوية أصحاب القناة، الذين اقتصر نشاطهم على رفع فيديو واحد.

وتضمن المقطع الحوار الكامل الذي دار بين السيدة، التي يعتقد أنها الناشطة السعودية، وبين رجلين يتحدث أحدهما العربية والآخر الإنجليزية.

واستغرق حديثهم حوالي 12 دقيقة اتضح خلالها أنها مقيمة في لندن منذ عام 2015. وأعربت المتحدثة عن أملها في العودة إلى السعودية حتى إن اضطر الأمر إلى محاكمتها.

حاولت بي بي سي الحديث مع الناشطة السعودية، لكننا لم نتمكن من الوصول إليها إلى حد كتابة هذه السطور.

ويوجد أكثر من حساب عبر مواقع التواصل يحمل اسمها وصورها.

وعرفت هدى العمري من خلال مقاطع مصورة تنقد فيها نظام الحكم في السعودية.

كما برز اسمها كواحدة من المدافعات عن حقوق المرأة في بلادها، لكن الكثير من الناشطات النسويات البارزات ينفين ذلك عنها.

لا يزال محتوى الفيديو محل أخذ ورد بين مؤيدي الحكومة السعودية ومعارضيها.

فقد انبرى كل طرف في كيل الاتهامات للطرف الآخر واتهامه بتحريف الحقائق.

في حين وصف قطاع آخر من المغردين مستوى النقاش بين الطرفين بالمبتذل، ودعوا إلى إجراء مراجعة كاملة لتنقيح الفضاء الافتراضي الخليجي من “الذباب الإلكتروني وخلايا الإخوان”، على حد تعبيرهم.





Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى