لماذا نجحت دول وأخفقت أخرى في التصدي لوباء كورونا؟
[ad_1]
من أبرز التداعيات، التي أفرزتها أزمة تفشي وباء كورونا عالميا، كان ذلك الكشف الجلي والواضح، للفروق بين تعامل عدة دول، على مستوى العالم مع الأزمة، وسط حديث عن فشل بعضها ونجاح الآخر، وفي معرض الحديث عن المقارنة، برزت المقارنة بين إدارة الصين للأزمة، وحيث كانت البؤرة الاصلية لتفشي الوباء، وإدارة دول إخرى غربية لها، من بينها الولايات المتحدة وإيطاليا وألمانيا.
وفي وقت اتسم فيه تقييم الأداء الصيني بالتنباين، عبر مرحلة التصدي للوباء، بدا الأداء الأمريكي عرضة لانتقادات كثيرة، تحدثت عن انكار وتخبط، وبطء في الاستجابة لتفشي الجائحة، بينما غردت دول بعينها على رأسها ألمانيا، وكوريا الجنوبية، خارج السرب بفعالية واضحة لنظامها الصحي، وتعاملها الاستباقي، الذي وضعها في موقف جيد في المرحلة الحالية، سواء من حيث عدد الضحايا، أو من حيث السيطرة على انتشار الوباء.
الصين
تباين تقييم الأداء الصيني، في التصدي لتفشي الوباء، ايجابا وسلبا، منذ بداية تفشيه، في مقاطعة ووهان الصينية وحتى الآن، فمنذ بدأت الصين خطتها للتصدي لانتشار الوباء، بعملية واسعة النطاق، استهدفت عزل الإقليم بكامله، ووضعه تحت الحجر الصحي، والقيام بعمليات فحص واسعة النطاق، وعلاج المصابين، حظي النموذج الصيني بثناء كبير في عدة تقارير، وحتى من قبل منظمة الصحة العالمية.
وأثنى كل هؤلاء، على سرعة التحرك الصينية، والزام السلطات للناس بالحجر، في مقارنة مع نماذج غربية على رأسها إيطاليا، التي كانت النقطة الأولى لتفشي الفيروس في أوربا بعد الصين، وحيث بدا أن الوباء أخذ البلاد على حين غرة، فأوقع عددا كبيرا من الضحايا.
لكن ومع انتقال الوباء لمزيد من الدول الغربية، وخاصة الولايات المتحدة، التي تمثل المنافس العالمي للصين، بدأ الحديث عن الفشل الصيني، سواء فيما يتعلق بنشأة الفيروس، الذي قيل إنه تسرب من معمل بيولوجي في ووهان، وحتى الحديث عن تكتم صيني وعدم دقة في عدد الضحايا، الذين أسقطهم الفيروس في البر الصيني، والذي تشير مصادر غربية الآن، إلى أنه ربما يكون أضعافا مضاعفة، للعدد الذي أعلنته الصين، حتى وصل الأمر بالعديد من الساسة الغربيين وعلى رأسهم ترامب، للمطالبة بتحميل الصين المسؤولية، وعقابها جراء ماتسببت به من تفشي للوباء في العالم، بفعل نظامها القمعي، الذي لايؤمن بالشفافية، ولا بحرية تداول المعلومات وفق المسؤولين الغربيين.
الولايات المتحدة
باتت الولايات المتحدة حاليا الدولة الأكثر تضررا، من حيث عدد الضحايا بفعل تفشي الفيروس، بعد أن زاد عدد المصابين فيها على أكثر من 600 ألفا، في حين زادت حالات الوفيات عن الثلاثين ألفا، وعلى مدار أسابيع، شهد تعامل إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع الأزمة، انتقادات واتهامات بالفشل، من قبل معارضيه السياسيين خاصة الحزب الديمقراطي.
وكان جو بايدن مرشح الحزب الديمقراطي، لانتخابات الرئاسة الأمريكية القادمة، قد زاد من انتقاداته لترامب، لما وصفه بالأخطاء الكارثية، التي ارتكبها في التعامل مع الأزمة منذ بدايتها، وقال بايدن في تغريدة على تويتر:”تعلمنا من أزمة كورونا أن إدارة ترامب فشلت في التخطيط والإعداد وامتد ذلك إلى تقييم الأزمة والتعامل مع هذا الخطر الذي هدد الأمة الأمريكية وكل ذلك قادنا لنتائج كارثية”.
من جانبها وجهت رئيسة مجلس النواب الأمريكي، الديمقراطية نانسي بيلوسي، انتقادات حادة لترامب بعد إعلانه العزم على رفع بعض القيود المفروضة للتصدي لتفشي فيروس كورونا.
وقالت بيلوسي تعليقا على ذلك إن “الرئيس يرغب في الهروب إلى الأمام بغض النظر عن الوضع الوبائي الذي تشهده الولايات المتحدة، وهو لا يأخذ بعين الاعتبار نتائج الاختبارات والبيانات الديمغرافية”، مضيفة أن تعامل ترامب مع تفشي وباء كورونا “لا يحترم العلم والحقائق”.
ألمانيا
بأقل عدد من وفيات كورونا في أوروبا حتى الآن ( 4294 حالة)، تبدو ألمانيا وهي تغرد وحيدة خارج السرب، في حالة متميزه للتصدي لوباء كورونا، منذ اللحظة الأولى لتفشيه، وكانت ألمانيا قد بدأت في الأيام الأولى لتفشي الوباء، بإجراء أعداد كبيرة من الفحوص، مما ساعد السلطات الصحية، في التعرف على الحالات المبكرة، وبالتالي تتبع سلسلة العدوى بشكل أفضل.
وقد أعلنت ألمانيا مؤخرا، أن وباء كورونا بات تحت السيطرة، بعد شهر من القيود التي فرضتها السلطات، التي وعدت بإنتاج الأقنعة الواقية بكميات كبرى، قبل أسبوع من بدء تخفيف إجراءات العزل تدريجيا، وأظهرت بيانات معهد روبرت كوخ لمراقبة الأوبئة، أن كل مصاب بكوفيد-19 في البلاد بات ولأول مرّة ينقل العدوى إلى أقل من شخص.
وبدون أن تلجأ إلى عزل مشدد، فرضت ألمانيا على كل أراضيها قيودا كبرى من إغلاق مدارس، والأماكن الثقافية وصولا إلى منع التجمعات لأكثر من شخصين.
وأشارت عدة تقارير إلى أن التفوق الألماني، في التعامل مع الأزمة، يعود أيضا في جانب منه، إلى عدد أجهزة التنفس الصناعي الكبيرة التي تملكها ألمانيا، وكذلك ماتملكه من منشآت خاصة بالرعاية المركزة للحالات الحرجة.
وجهة نظر أخرى
بعيدا عن التحليل العلمي نشرت مجلّة فوربس الأميركية للأعمال، مقالاً مختلفا بعنوان “ما القاسم المشترك بين أفضل الدول استجابة لأزمة فيروس كورونا؟ القيادات النسوية”.
ويشير المقال إلى الفارق الكبير الذي أحدثته النساء الحاكمات في سبع بلدان في طريقة تعاملهن مع أزمة جائحة كورونا وعددت فوربس حالات نجاح القيادات النسائية في كل من أنجيلا ميركل في ألمانيا، وكاترين جاكوبسدوتير في آيسلندا، و إيرنا سولبرغ في النرويج، وتساي إنغ ون في تايوان، وسانا مارين في فنلندا، وجاسيندا أرديرن في نيوزلندا، وميتي فريدريكسون في الدنمارك.
ووفق ما ذكرته المجلة فإن أسباب نجاح قيادات هذه البلاد تمثلت في أربعة أمور هي: الحقيقة والحب والتكنولوجيا والحسم.
برأيكم
لماذا نجحت دول بينما أخفقت أخرى في التعامل مع أزمة كورونا؟
كيف ترون التضارب بين من يثنون على النموذج الصيني في التعامل مع الأزمة ومن يرون أنه سبب كل البلاء؟
هل تعتقدون أن الصين تكتمت فعلا على انتشار الوباء في البداية؟
وكيف تقيمون أداء الإدارة الأمريكية في تعاملها مع الأزمة؟
هل تم تسييس أزمة كورونا في الولايات المتحدة؟
ولماذا برأيكم تميزت دول مثل ألمانيا وكوريا الجنوبية في تعاملها مع الأزمة؟
سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الإثنين 20 نيسان /إبريل من برنامج نقطة حوار في الساعة 16:06 بتوقيت غرينتش.
خطوط الاتصال تفتح قبل نصف ساعة من البرنامج على الرقم 00442031620022.
إن كنتم تريدون المشاركة عن طريق الهاتف يمكنكم إرسال رقم الهاتف عبر الإيميل على nuqtat.hewar@bbc.co.uk
يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message
كما يمكنكم المشاركة بالرأي على الحوارات المنشورة على نفس الصفحة، وعنوانها: https://www.facebook.com/hewarbbc أو عبر تويتر على الوسم @nuqtat_hewar
[ad_2]
Source link