فيروس كورونا: كيف تدعمون أطفالكم نفسيا في الحجر المنزلي؟
[ad_1]
“أكره فيروس كورونا لأنه جلب الحزن للعالم، وجعل الناس خائفين ومذعورين”، هكذا تلخص شمس معرفتها عن هذا الفيروس الذي ملأ الدنيا وشغل الناس. قد لا تدرك هذه الطفلة، وكثيرون غيرها من أطفال العالم، كافة التفاصيل المتعلقة بفيروس كورونا، لكنهم يرون أمامهم عالما مذعورا، الناس فيه “محبوسون في البيوت، لا يستطيعون زيارة أحد”.
وسط كل هذا الخوف، تحمل شمس خوفها الخاص. هي تعلم مما تسمعه ممن حولها من البالغين، أو مما تبادلته من حوارات مع أصدقائها قبل إغلاق مدرستها، أنها بسنواتها العشر أقل عرضة للتأثر بالفيروس، لكنها تقول إنها “خائفة على جدي وجدتي”.
على بعد آلاف الأميال من لندن، حيث تقطن شمس، تعبّر أمل، من منزلها في العاصمة الأردنية عمان، عن قلق مشابه. وتقول: “أخاف أن يصيب الفيروس أمي وأبي وأخي ويروحوا عالمستشفى وأظل في البيت وحدي.”
وتحكي أمل، بعين تلامس البكاء، عن شوقها لأن “ينتهي الحظر وأزور جدتي وأقاربي”.
وشكّل تفشي فيروس كورونا والإجراءات المتعلقة به ضغوطاً كبيرة، اقتصادية واجتماعية ونفسية، على عالم الكبار. ويجد الأطفال أنفسهم الحلقة الأضعف نفسياً للتعامل مع هذا الوضع الجديد، الذي تغير فيه كل شيء أو كاد.
وفي مثل هذه الأوقات يلجأ الأطفال للبالغين لشرح ما يجري حولهم، وبث الطمأنينة في نفوسهم الصغيرة.
يؤكد أخصائي الطب النفسي، الدكتور محمد جمال، أن مشاعر القلق هي أمر طبيعي يمر به الناس كافة، وأنها “نابعة من مشاعر الخوف التي يكون هدفها توقع الأخطار، ما هو حقيقي منها وما هو وهمي، لتحفيز الإنسان على حماية نفسه”.
وأضاف الدكتور جمال أن مشاعر القلق بحد ذاتها ليست مشكلة، إلا إذا تحولت إلى عائق أمام إتمام الإنسان لمهامه اليومية وعيش حياة طبيعية.
وفي ضوء إصابة مجتمعات بأكملها بالقلق في ظل تفشي فيروس كورونا، ينعكس هذا القلق على الأطفال، الذين يختلفون في طرق التعبير عن هذه المشاعر بحسب فئاتهم العمرية، وتبعا للاختلافات الفردية بين طفل وآخر.
لكن الدكتور محمد جمال يؤكد وجود مجموعة من الأعراض التي يمكن للآباء والأمهات أن يدركوا من خلالها وقوع أطفالهم تحت وطأة القلق. من بينها:
- أعراض مزاجية كأن يصبح الطفل أكثر عصبية أو أسرع استثارة، أو أن يبكي بكاء غير مبرر، أو يغلب عليه الحديث عن الخوف.
- نقص الانتباه وضعف التركيز وسهولة التشتت.
- تغيرات سلوكية واضحة، كزيادة الحركة أو نقصانها، كثرة الجدال، انخفاض الرغبة في اللعب مع الأقران، وزيادة التعلق بالوالدين أو أحدهما.
- اضطرابات النوم.
- سمات عصبية مثل قضم الأظافر ومص الإبهام وغيرها.
وتختلف طرق التعامل مع هذا القلق من طفل إلى آخر. لكن بشكل عام، تقدم منظمة الأمم المتحدة للأمومة والطفولة (اليونيسف) طرقاً يمكن من خلالها للآباء والأمهات دعم أطفالهم للتعامل مع ما يمرون به من مشاعر خلال هذه المرحلة.
تشمل توصيات المنظمة مراقبة البالغين لسلوكهم، ومحاولة البقاء هادئين قدر المستطاع، إضافة إلى تشجيع الأطفال على التعبير عن مشاعرهم، وطمأنتهم من خلال الحديث إليهم حول الفيروس بهدوء وروية.
كما تدعو المنظمة البالغين إلى محاولة صرف نظر الأطفال عن مشاعر القلق والخوف بممارسة أنشطة محببة إليهم، والاستمرار بالحياة الطبيعية قدر الإمكان للتخفيف من حدة التغييرات التي يمر بها الأطفال.
ويشير الدكتور محمد إلى أن بقاء العائلات في منازلها وتحول كثيرين إلى العمل من المنزل قد يشكل فرصة لقضاء الأهل لوقت أطول مع أبنائهم، ما قد ينعكس إيجابيا على نفسيتهم. كذلك يمكن الاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي في البقاء قريبين، ولو افتراضيا، من الأحبة والأصدقاء، إلى أن ينتهي العزل وإجراءات التباعد الاجتماعي التي فرضها فيروس كورونا على طريقة البشر في التواصل.
برأيكم
كيف يمكن حماية الأطفال من الآثار النفسية لتفشي فيروس كورونا؟
كيف يواجه أطفالكم قيود الحجر الصحي؟ وكيف تساعدونهم على تجاوزها؟
وما هي الأنشطة التي تقومون بها للترفيه عنهم ومساعدتهم في إمضاء الوقت؟
كيف تتعاملون مع أسئلة أطفالكم حول فيروس كورونا ومخاوفهم على صحة أفراد الأسرة خصوصا المسنين (مثل الأجداد)؟ وكيف تجيبون عن أسئلتهم؟
سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الأربعاء 15 أبريل/نيسان من برنامج نقطة حوار في الساعة 16:06 بتوقيت غرينتش.
خطوط الاتصال تفتح قبل نصف ساعة من البرنامج على الرقم 00442031620022.
إن كنتم تريدون المشاركة عن طريق الهاتف، يمكنكم إرسال أرقامكم عبر الإيميل على nuqtat.hewar@bbc.co.uk
يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message
كما يمكنكم المشاركة بالرأي على الحوارات المنشورة على نفس الصفحة، وعنوانها: https://www.facebook.com/hewarbbc أو عبر تويتر على الوسم @nuqtat_hewar
[ad_2]
Source link