الشراهة من آثار كورونا النفسية | جريدة الأنباء
[ad_1]
- من يمارسون الرياضة بشكل منتظم تقل عندهم الإصابة بنزلات البرد بنسبة 50%
- الأكل متنفس لإفراغ الطاقات وشغل أوقات الفراغ.. والبوصلة تتجه نحو الحلويات
- المشعان: القراءة والجلوس مع أفراد الأسرة وممارسة الرياضة بدائل ناجحة للطعام
- عرب: الرياضة في جميع الظروف ضرورية وليست رفاهية ونحن أحوج إليها حالياً
- الطيار: تناول الطعام طوال اليوم أصبح وسيلة للهروب من الواقع ومصدراً للسعادة
- السهل: حاجتنا للطعام تختلف عن رغبتنا في تناوله وذلك مدخل حقيقي لزيادة الوزن
آلاء خليفة
لـ «كورونا» تداعيات أخرى.. نعم، فكثيرا ما نتداول تداعياتها المتعلقة بالصحة العامة وتأثيراتها على الاقتصادات العالمية وتوقف المصالح وتعطيل المدارس والحياة العامة والحجر المنزلي والمؤسسي وما إلى ذلك دون أن نلتفت إلى حالة «الشراهة» وزيادة الرغبة في الأكل التي أصابت البشرية بعد تفشي الفيروس.
تلك التداعيات تبررها الغالبية بالملل وعدم الانشغال بأمور تملأ وقت الفراغ بعد مكوثهم دون عمل ودراسة، فلا يجدون أمامهم إلا الثلاجة والمطبخ بشكل عام لإفراغ طاقاتهم و«شغل وقتهم» بما لذ وطاب وصولا إلى حد «الشراهة»، دون اكتراث بزيادة الوزن ونسبة «السمنة».
ففي هذه الظروف، تحول الطعام فعلا إلى نوع من كسر الروتين، بغض النظر عما إذا كان ما يتم تناوله مفيدا للصحة أم لا، بل بالعكس، تحولت البوصلة بشكل قياسي نحو الحلويات والمشروبات الغازية وتناول العشاء في وقت متأخر من الليل، بعد أن انقلب ليلنا نهارا نظرا لعدم وجود دوامات وإغلاق الأندية الرياضية بما لا يتيح الفرصة لعمل التمارين الرياضية اليومية لتخفيف الوزن.
كيف ينظر المتخصصون الى هذا الأمر من النواحي النفسية والصحية والغذائية؟، وما الدوافع الحقيقية وراء التعامل مع الطعام كوسيلة للتنفيس عن الروح ومحاربة الملل؟، وما نصائحهم لحياة صحية أفضل حتى تمر هذه الفترة دون اكتساب المزيد من الوزن؟ «الأنباء» استفتت عدداً منهم وفيما يلي التفاصيل:
في البداية، قال رئيس قسم علم النفس بكلية العلوم الاجتماعية بجامعة الكويت د.عويد المشعان إنه في أثناء الأزمات قد يصاب بعض أفراد المجتمع بحالة من الشراهة نحو الأكل أو العكس النزوع عنه، موضحا أن الغالبية العظمى يقبلون على الأكل بسبب ما يمرون به من حالة نفسية حاليا، خاصة مع وجود أوقات فراغ طويلة وشعورهم بحالة من الملل تدفعهم نحو التفكير في الأكل حتى إن كانوا يشعرون بالشبع، حيث أصبح الأكل بالنسبة لهم مجرد تسلية وتمضية لوقت الفراغ بما قد يصيب البعض منهم بمرض السمنة.
ظروف نفسية
وذكر المشعان أن العالم أجمع يمر اليوم بظروف نفسية بسبب أزمة فيروس كورونا وانتشاره، ما أجبر الجميع على المكوث في منازلهم لفترات طويلة لمتابعة الأخبار أولا بأول، ما يجعلهم يشعرون بالقلق والتوتر، وهذا قد يدفعهم للانشغال بالأكل، وعلينا جميعا أن نكون متوازنين في هذا الجانب لنتجنب اكتساب وزن زائد قد يصيبنا بأمراض خطيرة.
ونصح بممارسة الرياضة في المنزل من خلال أداء بعض التمارين اليومية وكذلك ممارسة رياضة المشي داخل حدائق المنازل أو توفير أجهزة رياضية في سرداب المنزل بما يجعل الشخص في حالة توازن جسدي وعقلي لتثبيت الانفعالات لدى الإنسان وإعادتها لوضعها الطبيعي.
وتابع: يتوجب علينا أن نحافظ على نوع من التوازن في تنفيذ القرارات التي أصدرتها الحكومة والبقاء في منازلنا ولكن دون أن نفرغ طاقتنا في الأكل، بل استثمارها في أشياء أخرى مفيدة ومنها على سبيل المثال القراءة والكتابة ومتابعة البرامج التلفزيونية وكذلك الجلوس مع أفراد الأسرة وممارسة الرياضة المنزلية وغيرها من الأمور التي تعود على الأسرة بالنفع والفائدة، مشيرا الى أن أعضاء هيئة التدريس يمكنهم شغل وقت فراغهم في قراءة الكتب وإجراء الأبحاث العلمية، موضحا انه يجري حاليا بحثا علميا حول فيروس كورونا بالتعاون مع عضو هيئة تدريس زميل وسيرى النور قريبا، موضحا انه يمكنهم كذلك المساهمة في تقديم النصائح والإرشادات من خلال فيديوهات على وسائل التواصل، لافتا إلى تنزيله فيديو على «يوتيوب» لطلبة الجامعة يتضمن مجموعة من النصائح والإرشادات التي تفيدهم خلال المرحلة الحالية.
الرياضة والرفاهية
من ناحيتها، أوضحت الأستاذ المشارك في كلية التربية الأساسية بالهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب تخصص علوم الرياضة والإعاقة د.مريم عرب أن نمط حياة أغلب الناس في هذه الفترة يتصف بالخمول والأكل بسبب الجلوس في البيت، نظرا لتداعيات انتشار «كورونا» وضرورة البقاء في المنازل للحد من الإصابات.
وذكرت عرب أن ممارسة الرياضة ليست رفاهية بل ضرورة، فالجسم يحتاج لممارسة نشاط رياضي وحركي بانتظام ليقوم بوظائفه على أكمل وجه ويستطيع مواجهة العدوى والأمراض المختلفة، لافتة إلى أن الدراسات تؤكد أن من يمارسون الرياضة يتمتعون بمناعة أعلى بالمقارنة مع أولئك الذين لم يمارسوا رياضة بدنية، مشيرة إلى أن الأجسام المضادة التي تساهم الرياضة بزيادتها تعمل على تحسين الجهاز المناعي عن طريق تدمير أي مواد ضارة دخيلة على الجسم، لافتة الى ان البالغين الذين يمارسون الرياضة على أساس منتظم تقل عندهم نسبة الإصابة بالبرد بنسبة تصل الى 50% وكذلك يتعافى الجسد الذي يتمتع باللياقة البدنية بسرعة عندما تهاجمه الفيروسات.
وأوضحت أنه للحصول على جهاز مناعي قادر على مواجهة الفيروسات يجب الاهتمام بممارسة الرياضة بشكل يومي، لمدة لا تقل عن 30 دقيقة، لأن التمارين الرياضية تساعد على تنشيط الدورة الدموية، الأمر الذي يحفز المناعة على إنتاج المزيد من كرات الدم البيضاء مما يقلل من فرص الإصابة بالأمراض الفيروسية.
ونصحت بعدم السهر طويلا وأخذ القسط الكافي من النوم فعندما يأخذ الجسم حاجته من النوم سيكون محصنا بشكل أفضل لمواجهة الفيروسات الخارجية ومنها فيروس كورونا، مؤكدة ان صحة جهاز المناعة أيضا ترتبط بأخذ الجسم حاجته من النوم اليومي، مؤكدة ان مشكلة اكتساب الوزن ستواجه كثيرين خلال فترة الحجر المنزلي، وتعتبر مصدر قلق للعديد من الأشخاص وبخاصة في هذه الفترة التي تمتاز بالخمول الحركي إضافة إلى الفراغ بسبب الانقطاع عن العمل مما يؤدي إلى استهلاك كمية اكل أكثر من احتياجات الجسم، مطالبة بشرب الماء قبل وأثناء وبعد ممارسة الرياضة وتمارين الكارديو لمحاربة الدهون مثل المشي والجري والصعود والنزول من الدرج وتمارين المقاومة باستخدام الاوزان الصغيرة في البيت.
من جانبه، ذكر عضو هيئة التدريس بقسم علم النفس بكلية العلوم الاجتماعية بجامعة الكويت د.حمد الطيار أنه في ظل انتشار «كورونا» وما اتخذته الدولة من قرارات للحد من انتشار المرض ومن بينها تعطيل المدارس والجامعات وإعطاء عطلة للموظفين، كل ذلك جعل الجلوس في المنزل يشجع الكثيرين على تناول الأكل بشراهة.
وأوضح الطيار أن تناول الأكل لعدة مرات طيلة اليوم أصبحت وسيلة لدى الكثيرين للهروب من الواقع، موضحا ان الناس باتت تسمع يوميا اخبارا حزينة خاصة بحالات الاصابات والوفيات بسبب فيروس كورونا على مستوى العالم بما جعل الاكل «متنفسا سعيدا» للخروج من الاجواء السلبية.
وأشار إلى ان الحلويات على وجه الخصوص تساهم في رفع هرمونات السعادة لدى الناس بما يجعل الكثيرين يأكلون الحلويات بشراهة، محذرا من ان تناول الاكل دون وعي قد يصيب الشخص بالسمنة، بما يجعله يدخل في حالة من الحزن والاكتئاب اكبر بكثير من شعوره بالحزن بسبب فيروس كورونا وهنا تكمن الخطورة، داعيا الجميع الى ضرورة استغلال أوقات الفراغ حاليا في أمور مفيدة واهمها ممارسة التمارين الرياضية في المنزل والتي تساهم في تنشيط الدورة الدموية والمحافظة على الجسم الصحي بعيدا عن اكتساب وزن زائد، ومن الناحية النفسية فإن الاشخاص الذين يشعرون بالقلق النفسي ينقسمون الى قسمين، الاول يصبح لديه إفراط في الاكل حتى ينشغل عن حالة القلق التي يعيشها والاخرون يصابون بفقدان الشهية بسبب الاحداث الحزينة التي يعيشها، مشيرا إلى أن أزمة كورونا جعلت من الطعام متنفسا لدى غالبية افراد المجتمع والابتكار في عمل وصفات جديدة كنوع من شغل وقت الفراغ.
الحاجة والرغبة
بدوره، أوضح استشاري الصحة النفسية وعضو هيئة التدريس بجامعة الكويت وعضو جمعية علم النفس الكويتية د.راشد السهل ان الشراهة في تناول الطعام التي تحصل حاليا مع البقاء في المنزل ليست نتيجة الظروف إنما نتيجة أفكار عند الانسان تقول له ان الوقت طويل وممل وان ليس لديه ما يقوم به لشغل وقت فراغه بما جعل الطعام مصدر متعة بالنسبة لهؤلاء.
وذكر السهل ان الناس يتناولون الطعام لسببين السبب الاول الحاجة الى الطعام وهو أمر متعارف عليه نتيجة الشعور بالجوع وبالتالي ناكل ما نحتاجه من الطعام لنمو أجسادنا بشكل طبيعي مع المحافظة على الوزن، موضحا ان السبب الثاني الرغبة في الطعام وهو الاشكالية التي تواجه الكثير من الناس والتي تؤدي الى زيادة الوزن ومن الاسباب الرئيسية للشراهة نحو الطعام، لافتا الى أن الإنسان عندما يأكل لرغبة فهو يأكل لمتعة وليس لشعوره بالجوع انما يريد فقط ان يستمتع بالأكل، ناصحا جميع أفراد المجتمع صغارا وكبارا بأن يشغلوا أوقات فراغهم بأمور تفيدهم مثل القراءة في الكتب المختلفة وممارسة الرياضة المنزلية بشكل يومي والحرص على تناول الاكل الصحي والبعد عن الاكل الذي يؤدي الى اكتساب المزيد من الوزن الذي يؤثر سلبا على صحة الإنسان، بل وقد يصيبه بالكثير من الامراض.
[ad_2]
Source link