أخبار عربية

فيروس كورونا: هل الأطفال محصنون ضد الإصابة؟

[ad_1]

مصدر الصورة
Getty Images

أثير جدل واسع مؤخرا حول مدى مصداقية تغريدة لرائد الأعمال الأمريكي إيلون ماسك، أشار فيها إلى أن الأطفال “محصنون” ضد الإصابة بفيروس كورونا المستجد. حتى الآن تشير الأحداث إلى أن الفيروس قد يسبب أعراضا مرضية وخيمة أو حتى الوفاة لكبار السن، بينما الوضع مطمئن بالنسبة للأطفال.

لكن تقارير مقلقة ذكرت أن بعض الصغار في السن قد عانوا أيضا من أعراض شديدة جراء الإصابة بفيروس كورونا. وأثارت هذه التقارير، وكذلك إجراءات إغلاق المدارس والتباعد الاجتماعي، مخاوف الآباء والأمهات حول تأثير فيروس كورونا على أطفالهم.

هل يمكن أن يصيب فيروس كورونا المستجد الأطفال؟

نعم، الأطفال ليسوا في مأمن من الإصابة بالعدوى إذا كانوا في بيئة ينتشر بها فيروس كورونا المستجد.

ويقول أندرو بولارد، أستاذ المناعة والأمراض المعدية لدى الأطفال بجامعة أكسفورد، إن أعداد الإصابات بين الأطفال الآن لا تقل عنها بين البالغين، رغم أننا كنا نعتقد في البداية أنه لا يصيب الأطفال. لكن الأطفال عادة تظهر عليهم أعراض طفيفة جراء الإصابة بالعدوى.

وأشارت بيانات المركز الصيني لمكافحة الأمراض والوقاية منها إلى أن الأطفال دون 19 عاما لا يمثلون إلا اثنين في المئة فقط من حالات الإصابة التي سجلت حتى 20 فبراير/شباط، وبلغ عددها 72,314 حالة.

لكن سانجاي باتيل، استشاري الأمراض المعدية لدى الأطفال بمستشفى ساوثامبتون للأطفال، يعزو انخفاض معدل الإصابة بين الأطفال في هذه الفترة إلى أن بيئات العمل ووسائل النقل كانت المصدر الرئيسي لنقل العدوى، لكن البالغين الآن يقضون وقتا أطول مع أطفالهم، وبالتالي ربما نشهد ارتفاعا في معدلات الإصابة بين الأطفال.

وتشير الإحصاءات العالمية إلى أن الأطفال أقل عرضة للإصابة بفيروس كورونا المستجد، لكن هذه البيانات قد لا يعول عليها لأن بعض الدول لا تجري فحوصا مخبرية إلا للمرضى الذين ينقلون إلى المستشفى إثر تفاقم أعراض المرض، ولا يشكل الأطفال في الغالب إلا نسبة ضئيلة من هؤلاء.

كيف يختلف تأثير فيروس كورونا المستجد على الأطفال عن تأثيره على البالغين؟

يقول أندرو بولارد، رئيس مجموعة اللقاحات بجامعة أكسفورد، إن جميع التقارير عن المصابين بفيروس كورونا حتى الآن تشير إلى أن الأطفال أقل تأثرا بالفيروس من البالغين، حتى لو كانوا يعانون من أمراض خطيرة تؤثر على مناعتهم، مثل السرطان.

لكن الأطفال المصابين بفيروس كورونا المستجد بشكل عام يعانون من أعراض أخف نسبيا مقارنة بالبالغين. وكان أصغر ضحاياه في أوروبا فتاة عمرها 12 عاما من بلجيكا وصبي من لندن عمره 13 عاما. وفي الصين كان عمر أصغر الضحايا 14 عاما.

مصدر الصورة
Getty Images

Image caption

المدارس أُغلقت في بلدان كثيرة حول العالم للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد

وأكدت دراسة صينية، أجريت على أطفال مصابين بفيروس كورونا المستجد، أن أكثر من نصف المصابين عانوا من أعراض طفيفة مثل الحمى والسعال والتهاب الحلق وسيلان الأنف وآلام في الجسم والعطس، في حين أن ثلثهم عانوا من الالتهاب الرئوي والحمى المتكررة والسعال المنتج للبلغم، وأزيز الصدر، وذلك بدون ضيق تنفس وصعوبة التنفس التي تصاحب الحالات الخطيرة.

ويقول غراهام روبرتس، استشاري طب الأطفال بجامعة ساوثامبتون، إن فيروس كورونا المستجد يصيب الجهاز التنفسي العلوي، أي الأنف والفم والحلق، لدى غالبية الأطفال، ولهذا تكون أعراضه شبيهة بأعراض نزلة البرد، ولا يصل الفيروس للرئتين أو يسبب التهابا رئويا حادا ووخيما كما هو الحال لدى المرضى البالغين.

ولم تتعد نسبة الأطفال الذين أصيبوا بضيق تنفس أو متلازمة ضيق التنفس الحادة جراء العدوى بفيروس كورونا المستجد ستة في المئة من إجمالي المصابين. ولم تظهر أية أعراض على واحد في المئة من الأطفال المصابين بعدوى فيروس كورونا.

لماذا تسجل نسب تعافي أعلى بين الأطفال مقارنة بنسب التعافي بين البالغين؟

“الفيروس جديد جدا لدرجة أننا لا نعرف السبب حقا”، بحسب روبرتس، وهو مدير مركز ديفيد هايد لأبحاث الربو والحساسية في نيوبورت ببريطانيا.

ويوضح روبرتس أن أحد الأسباب المرجحة حتى الآن هو أن الفيروس يحتاج إلى نوع من البروتين على سطح الخلية (المستقبِل) حتى يتمكن من الدخول إليها ويتسبب في المشاكل. ويبدو أن فيروس كورونا المستجد يستخدم مستقبل الإنزيم المحول لهرمون الأنجيوتنسين 2 لهذا الغرض. وربما لأن الجهاز التنفسي السفلي لدى الأطفال يحتوي على عدد أقل من هذه المستقبلات مقارنة بالجهاز التنفسي العلوي، ينصب تأثير العدوى على الجهاز التنفسي العلوي لدى الأطفال.

وقد أثبتت دراسات عديدة أجريت على عدة أنواع من الفيروسات التاجية (كورونا) تفضيل هذه الطائفة من الفيروسات لمستقبل الإنزيم المحول للأنجيوتنسين 2.

ويرى بولارد أن ثمة تفسير آخر لهذه الظاهرة، وهي التغيرات التي تطرأ على الجسم مع التقدم في العمر، مثل شيخوخة الجهاز المناعي، وضعف قدرته على مكافحة العدوى الجديدة.

ويتعرض الأطفال في دور الحضانة والمدارس لعدد هائل من العدوى التنفسية الجديدة، ومن ثم تنتج أجسامهم أعدادا أكبر من الأجسام المضادة لمقاومة العدوى بالفيروسات مقارنة بالبالغين.

مصدر الصورة
Getty Images

Image caption

الفيروس يحتاج لبروتين معين على سطح الخلية حتى ينقل لها العدوى

ويقول روبرتس إن الاستجابة المناعية للعدوى الفيروسية قد تكون أقوى لدى الأطفال منها لدى البالغين، وتظهر في صورة ارتفاع شديد في درجة حرارة الجسم. وأغلب الظن أن الجهاز المناعي لدى الأطفال أكثر قدرة على مهاجمة الفيروس ومنعه من الدخول إلى الجهاز التنفسي السفلي.

ويقول باتيل إن الأطفال الذين أصيبوا بأي من أنواع الفيروسات التاجية الأخرى الأربعة ربما يكونوا قد اكتسبوا مناعة ضد جميع الفيروسات التاجية.

وأشار الباحثون في الدراسة الصينية إلى أن معظم الأطفال لا يعانون من أمراض تنفسية وقلبية ووعائية مزمنة، وهذا يجعلهم أكثر قدرة على مقاومة الأعراض الشديدة لفيروس كورونا المستجد.

وعزا البعض عدم إصابة الأطفال بأعراض وخيمة جراء عدوى كورونا إلى سبب ثالث، وهو عدم قدرة أجهزتهم المناعية على إطلاق استجابة مناعية مفرطة لمقاومة الفيروسات، كما هو الحال لدى البالغين الذين تشتد عليهم أعراض المرض، وتفرز أجسامهم أعدادا هائلة من السيتوكينات أو البروتينات التي تنظم الاستجابة المناعية ويطلق عليها “عاصفة السيتوكين”، والتي قد تؤدي إلى توقف أعضاء الجسم عن العمل.

هل يمكن أن ينقل الأطفال المصابون بأعراض طفيفة أو بدون أعراض العدوى لآخرين؟

نعم بإمكانهم نقل العدوى.

ويقول روبرتس إن الكثيرين يظنون أن الأطفال ضمن الفئة الأقل تهديدا، ومن ثم لا ينبغي أن نقلق بشأنهم. وهذا صحيح لو كان الأطفال لا يعانون من أمراض مزمنة مثل نقص المناعة. لكن هؤلاء يفوتهم أن الأطفال ربما هم أحد القنوات الرئيسية لنشر العدوى في المجتمعات.

إذ تنتقل عدوى كورونا من الشخص المصاب إلى غير المصاب عبر التلامس المباشر بالقطيرات التي يفرزها الجهاز التنفسي للمصاب، أو لمس الأسطح الملوثة بالفيروس. ومن ثم فإن الأطفال المصابين بفيروس كورونا، سواء لم تظهر عليهم أعراض أو كانوا يعانون من أعراض طفيفة، قد ينقلون العدوى للآخرين، خاصة أفراد أسرتهم والأقارب كبار السن.

مصدر الصورة
Getty Images

Image caption

الأطفال يحملون فيروس كورونا المستجد وينقلون العدوى للآخرين حتى لو لم تظهر عليهم أعراض شديدة كالبالغين

ويقول روبرتس إن الأطفال الذين تظهر عليهم أعراض طفيفة من المحتمل أن يكونوا من أكبر المساهمين في نشر الفيروس، ولهذا كان قرار إغلاق المدارس غاية في الأهمية للحد من معدلات تفشي الجائحة.

هل شهدنا أنماطا مشابهة مع فيروسات أخرى يساهم الأطفال الذين يعانون من أعراض طفيفة في نشرها؟

نعم، وأحد الأمثلة على ذلك فيروس الانفلونزا الموسمية.

ويقول روبرتس إن الطفل المصاب بالانفلونزا لا يعاني في الغالب سوى من سيلان الأنف، لكن البالغين المصابين بها قد تتفاقم لديهم الأعراض وينقلون للمستشفى وأقسام العناية الفائقة، ويموت بعضهم.

وينبه روبرتس إلى أن حرص الحكومة البريطانية على منح الأطفال لقاح الانفلونزا لم يكن الهدف منه حماية الأطفال بقدر ما كان منع الأطفال من نقل العدوى لأقاربهم كبار السن الذين قد يعانون من أعراض شديدة.

ويضرب باتيل مثالا بأحد الفيروسات التاجية التي سببت انفلونزا الخنازير وتفشي المرض في عام 2009 و2010. وكانت أعراض المرض لدى الأطفال تقتصر على آلام طفيفة في البطن، في حين عانت الحوامل وكبار السن من أعراض أكثر شدة بمراحل.

هل يختلف تأثير كورونا على الأطفال باختلاف مراحلهم العمرية؟

أشارت دراسات صينية إلى أن الصغار، ولا سيما الرضع، أكثر عرضة لخطر الإصابة بفيروس كورونا المستجد مقارنة بالأطفال الأكبر سنا. وبينما اشتدت حدة المرض لدى واحد من كل 10 أطفال رضع جراء الإصابة بالفيروس، فقد انخفضت هذه المعدلات كثيرا لدى الأطفال الأكبر سنا، إذ لم تشتد حدة المرض سوى لدى ثلاثة من كل 100 طفل يتجاوز عمره خمس سنوات.

ويقول روبرتس إن الأطفال دون خمس سنوات لا تزال أجهزتهم التنفسية صغيرة، ولا يمكنهم مقاومة العدوى كالأطفال الأكبر سنا. وتزيد احتمالات نقلهم إلى المستشفى بعد الإصابة بالعدوى.

وماذا عن المراهقين؟

يقول روبرتس إن جهاز المناعة لدى المراهقين يدخل في طور النضج ومن ثم تقل كفاءته في مقاومة هذا الفيروس.

وأشارت الدراسة الصينية إلى أن حالة الوفاة الوحيدة بين الأطفال كانت لطفل يبلغ 14 عاما. وفي المملكة المتحدة سجلت حالتا وفاة لصغيرين في السن جراء الإصابة بفيروس كورونا المستجد، أحدهما عمره 18 عاما وكان يعاني من أمراض، والآخر 13 عاما.

هل يصيب فيروس كورونا المستجد حديثي الولادة؟

حتى هذه اللحظة، توجد حالتا إصابة مؤكدتان لطفلين حديثي الولادة، أحدهما في ووهان والآخر في لندن. ورغم أننا لا نعلم بعد إن كانا أصيبا بالعدوى في الرحم أم بعد الولادة، لكن في كلتا الحالتين أكدت التحاليل إصابة الأم بفيروس كورونا المستجد.

ما الذي نعرفه حتى الآن عن مدى تأثير فيروس كورونا على الأجنة داخل الأرحام؟

لا نعرف الكثير بعد. ورغم أن بعض الفيروسات التاجية الأخرى، مثل الفيروسين المسببين لمتلازمة الالتهاب التنفسي الحاد “سارس” ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية “ميرز”، قد تؤثر على الحوامل وأطفالهن، وتسبب الإجهاض والولادة المبكرة وضعف النمو، إلا أنه لم تسجل حتى الآن أنماط مماثلة مع فيروس كورونا المستجد.

مصدر الصورة
Getty Images

Image caption

حتى الآن يبدو أن الأطفال أقل عرضة لمخاطر الإصابة بفيروس كورونا المستجد، ولكنهم قد يصابوا بالمرض ما لم نهتم باتخاذ الخطوات اللازمة لوقايتهم من العدوى

وتنصح هيئة الصحة العامة في إنجلترا الحوامل بالالتزام بتدابير التباعد الاجتماعي بحذافيرها لما يصل إلى 12 أسبوعا، لأنهن أكثر عرضة لمخاطر الإصابة بأعراض شديدة ومضاعفات جراء عدوى فيروس كورونا المستجد.

ما هي الخطوات التي يمكن اتخاذها لوقاية الأطفال من الإصابة بفيروس كورونا؟

في البداية، أهم الخطوات لمنع تفشي الفيروس هي غسل اليدين جيدا، والالتزام بالتباعد الاجتماعي وتطهير الأسطح والمواد الصلبة التي قد تؤوي الجراثيم والفيروسات. وتوصي الهيئات الصحية بأهمية استخدام المناديل الورقية عند العطس والسعال ثم التخلص منها في سلة المهملات وقتل الجراثيم المتبقية على اليدين بغسلهما على الفور.

وينصح باتيل بالامتناع عن لمس الوجه بعد لمس الأسطح في أماكن التجمعات، إلا بعد غسل اليدين جيدا.

كيف يمكن أن تحول العائلات دون انتقال العدوى من الأطفال إلى كبار السن والأقارب الأكثر عرضة لخطر الإصابة؟

يعد التباعد الاجتماعي أفضل الطرق وأكثرها أمانا لمنع انتقال العدوى من الأطفال أو غيرهم لكبار السن والأقارب الأكثر عرضة لخطر الإصابة.

ويقول باتيل إنه رأى في عيد الأم الأطفال بصحبة أجدادهم وجداتهم ووالديهم، ضاربين عرض الحائط بالإرشادات الواضحة حول مخاطر إصابة كبار السن بالأعراض الشديدة جراء الإصابة بفيروس كورونا المستجد.

ورغم أن فصل الأطفال الأصحاء عن أقاربهم كبار السن قد يبدو إجراء غير ضروري، إلا أن معظم الأطفال المصابين بفيروس كورونا لا تظهر عليهم أعراض أو يعانون من أعراض طفيفة وقد ينقلون الفيروس للآخرين.

لماذا من المهم أن نتحدث إلى الأطفال عن فيروس كورونا المستجد؟

يقول باتيل إن الناس يتحدثون الآن طوال الوقت عن وباء فيروس كورونا المستجد وضحاياه، ولهذا ينصح الآباء والأمهات بطمأنة أطفالهم بأن الفيروس لا يودي بحياة الأطفال.

وبحكم تعامله الدائم مع الأطفال، يقول باتيل إن الأطفال يخشون دائما أسوأ العواقب وقد لا يفصحون عن مخاوفهم للآخرين.

ويقترح بولارد أن يؤكد الآباء لأطفالهم أن الفيروس غالبا لا يصيب الأطفال بأعراض شديدة.

يمكنك قراءة الموضوع الأصلي على موقع BBC Future

[ad_2]

Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى