أخبار عربية

فيروس كورونا: المرضى ومن حولهم فى مصر.. رفض وتنمر اجتماعي

[ad_1]

تعقيم

مصدر الصورة
Getty Images

Image caption

يشارك المواطنون في مصر في جهود مكافحة فيروس كورونا من خلال حملات تنظمها مؤسسات مدنية للتعقيم

“الكل يهرب مني، لا أحد يريد الحديث معي أو النظر إلي أو إلقاء التحية”.

لم يصب محمد علي بفيروس كورونا، أما والدته فقد أصيبت لدى عودتها من أداء مناسك العمرة في السعودية.

يحكي محمد لبي بي سي قصته التي أحاطت بإصابة والدته، يقول: “جاءت السلطات بأسطول من السيارات لاصطحاب والدتي لمستشفى العزل بعد ثبوت إصابتها، تحول الأمر إلى حديث القرية، الكل علم أن أسرتي بها مصاب بكورونا، ومنذ لك الحين تغيرت نظرات وتعاملات أهل القرية معنا”.

وينحدر محمد من قرية بني جرج، إحدى قرى محافظة المنيا، شمالي صعيد مصر، وكانت والدته واحدة من عشرات الأشخاص الذين ثبتت إصابتهم بالمرض بعد زيارة إلى السعودية لأداء عمرة شهر رجب، حيث يكون الزحام كبيرا في المشاعر المقدسة.

وأضاف محمد إن البعض أصبح يغير طريقه إذا ما كان يتقاطع مع خط سيره، والبعض الآخر يتجاهل إلقاء السلام عليه، يقول: “نظرات الناس جعلتني أشعر وكأني وباء”.

وظهرت أول حالة إصابة في مصر منتصف فبراير الماضي لشخص صيني بعد مخالطته لمديرته، ومنذ لك الحين تسارعت أعداد المصابين بالفيروس والمتوفين على إثره لتبلغ أكثر من 120 حالة وفاة.

واتخذت السلطات المصرية قرارات عدة لمنع التجمعات وتقليل الاختلاط، من بينها حظر تجول ليلي وتعليق الدراسة والطيران وصلوات الجماعة وغلق الأندية والمقاهي.

ويضيف الشاب محمد، وهو يعمل نجارا ويعتمد في كسب رزقه على التعامل مع زبائنه، إن هذه التجربة المؤلمة لن ينساها أبدا، ليس بسبب مرض والدته بل بسبب ما خلفه من ألم نفسي ونظرة سلبية من المجتمع، قائلا: “لا ذنب لنا في المرض، وبعد شفاء والدتي التي خرجت من المستشفى بعد أيام، أعتقد بقوة أن من عاملنا بشكل سلبي هم المريض وليس والدتي”.

  1. فيروس كورونا: ما أعراضه وكيف تقي نفسك منه؟
  2. فيروس كورونا: ما هي احتمالات الموت جراء الإصابة؟
  3. فيروس كورونا: هل النساء والأطفال أقلّ عرضة للإصابة بالمرض؟
  4. فيروس كورونا: كيف ينشر عدد قليل من الأشخاص الفيروسات؟

وتقوم السلطات الصحية في مصر بعمليات رصد وتقصي للمخالطين للحالات الإيجابية لفيروس كورونا التي تنقلها للعلاج في مستشفيات مخصصة لذلك، وتفرض حجرا صحيا على عشرات القرى والمناطق لمحاصرة انتشار الفيروس في البلاد، غير أن البعض لا يستجيب بشكل كاف مع هذه الإجراءات.

وكانت النيابة العامة قد أمرت قبل أسابيع بحبس شخصين على ذمة التحقيقات بتهمة التنمر بشاب صيني بعد سعاله المتكرر في سيارة يقودها أحدهم ووصفوه بأنه “وباء كورونا”، غير أن عددا من الأشخاص قدموا له اعتذارا له وباقات من الزهور.

رفض مجتمعي

بينما كان هذا تعامل “بني جرج” في المنيا مع محمد بسبب إصابة والدته بكورونا، جاء سلوك أهالي قرية بولس في كفر الدوار، بمحافظة البحيرة ليزيد من سوء الوضع.

فقد رفض أهالي القرية رفضا باتا دفن جثمان أحد أبناء القرية، بعدما توفي في مستشفى العزل جراء إصابته بفيروس كورونا. ولم يقبل الأهالي بأن تتم عملية الدفن إلا بعد أن تدخلت الشرطة.

وكان الرجل، وهو طاعن في السن، قد انتقلت إليه العدوى من نجله الطبيب بسبب عمله في إحدى مستشفيات العزل الصحي، وبرر أهالي القرية لوسائل إعلام محلية رفضهم دفنه في بلدتهم بأنه “من أهل المنطقة، ولكنه مقيم في الإسكندرية منذ زمن وأنهم يخشون من انتشار العدوى في القرية”.

مصدر الصورة
Getty Images

Image caption

تفرض السلطات في مصر حظر تجول ليلي إضافة إلى إغلاق بعض المناطق للحد من انتتشار فيروس كورونا

وأوضحت وزارة الصحة المصرية فى وقت سابق إجراءات التعامل مع جثمان المتوفى إذا يجب أن يتم يغسل المتوفى من قبل فريق الطب الوقائي بالمستشفى ويكفن في أحد الأكياس البلاستيكية جيدة الغلق وينقل الجثمان في صندوق خشبي مغلق، وبوجود أقل عدد ممكن من الأشخاص.

الأطباء أيضا

لم تقتصر حالة التحفز على المصابين بالفيروس أو المتوفين وعائلاتهم، بل امتدت أيضا لتشمل الأطباء العاملين على رعاية مرضى كورونا.

ونشرت الطبيبة المصرية دينا مجدي الأسبوع الماضي مقطعا مصورا تشكو فيه من محاولات سكان البناية التي تسكن فيها طردها بعد علمهم بطبيعة عملها في إحدى المستشفيات، التي تعالج مرضى كورونا.

وتروي دينا، وهي طبيبة للأمراض الجلدية بأحد مستشفيات محافظة الإسماعيلية، أنها بعدما نقلت للعمل فى المستشفى المخصص لعلاج كورونا تركت منزلها، وأقامت بمنزل آخر بمفردها وقاية لأفراد أسرتها، إلا أنها بعد عدة أيام فوجئت ببعض أهالي المنطقة يقولون إنها “ترعى حالة مصابة بكورونا في منزلها وتعرض سكان البناية للخطر وطالبوها بالرحيل فورا”.

وتقول الطبيبة المصرية: “كانوا يعاملونني وكأني موصومة لمجرد أني طبيبة أعالج مرض كورونا”. موضحة أنهم لم يتوقفوا عن ذلك إلا بعد تدخل شرطة النجدة.

ورغم ما ذكرته الطبيبة المصرية، قدم الرئيس المصري ورئيس الوزراء ووسائل الإعلام رسائل شكر وتقدير للأطباء والعاملين فى مكافحة “كورونا”، وانتشر مقطع مصور يظهر تحية الجيران للدكتور سامح سمير بعد عودته من عمله فى مستشفى للعزل الطبي، ويظهر المقطع خروج كل جيرانه إلى الشرفات والتصفيق له والترحيب به.

مصدر الصورة
Getty Images

Image caption

تنظم مؤسسات الدولة في مصر، من بينها وزارة السياحة، حملات تشجيع للمواطنين على البقاء في المنزل

مبالغة في الخوف

ترى الدكتورة سهير لطفي، أستاذ علم الاجتماع بالمركز القومي للبحوث بالقاهرة، أنه يجب تقديم كافة أنواع الدعم النفسي للمتعافين من الكورونا وأسرهم، ويمكن على الأقل التواصل معاهم عبر الهاتف للاطمئنان عليهم.

وتقول لطفي لبي بي سي “يجب تقديم دعم نفسي للمصابين والمتعافين بكورونا، من خلال حثهم على التصالح مع الذات ومع الآخر. فليس ذنبهم الإصابة بكورونا، أما المتنمرون بهم فهم مصابون برهاب الإصابة بالفيروس سريع الانتشار”.

ولكنها تحذر في الوقت نفسه من أن هذا الخوف يدفع البعض إلي المبالغة فى الإجراءات إلى حد مرضي.

وخصصت وزارة الصحة المصرية خطا هاتفيا لتقديم المشورة النفسية للمواطنين بعد وجودهم في المنزل فترات طويلة والخوف من الإصابة بكورونا، وتقدم السلطات الصحية وجمعيات أهلية نصائح عديدة للتغلب على الشعور بالقلق والخوف من الفيروس، من بينهم التوقف عن متابعة الأخبار السلبية حول الوباء.

[ad_2]

Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى