أخبار عربية

فيروس كورونا: نساء عربيات يواجهن الفيروس… فهل نجحن؟

[ad_1]

صورة لنساء

خمس نساء عربيات يروين تجاربهن الاجتماعية والعملية بعد انتشار فيروس كورونا، في محاولة للتغلب على المصاعب التي تفشت مع الفيروس.

“آخر طائرة إلى قطر أنقذتني”

عكفت منال، وهي طالبة في اليونان، طوال الليل على تجهيز أمتعتها من أجل اللحاق بآخر طائرة – في ذلك اليوم – تقلها إلى بلدها قطر.

“أحسست بالذعر، خاصة أنه لم يكن لدي أي قدرة على التحكم في الأمور.. أردت أن أكون مع أهلي”.

تعمل منال في الحقل الطبي، وتتخصص في تأهيل القلب. وهي الآن في منزل عائلتها في قطر، حيث تراقب حالة والدتها الصحية، التي صُنفت ضمن الفئات الأكثر عرضة لخطر الإصابة بفيروس كورونا.

“لم يكن لدي شعور بالاستقرار النفسي إلا بعد تأكدي من أن وضع والدتي الصحي تحت السيطرة”.

ومع الخوف المستمر من عدم وجود أماكن كافية في المستشفيات حال ازدياد عدد المرضى، تسخر منال خبرتها العملية للاعتناء بوالدتها الموجودة حاليا في غرفة طبية منزلية، قامت العائلة بتجهيزها من أجل مراقبة حالة الأم الصحية، والحد من عدد الأشخاص المسموح لهم بالزيارة، والحرص على الالتزام بـ “المسافة الآمنة اللازمة”.

“والدتي طريحة الفراش منذ خمس عشرة سنة. وأحرص على تعقيم غرفتها والأجهزة المتوفرة داخلها، وأتابع وضعها الصحي باستمرار”.

تفضل منال أن ترى الجانب الإيجابي في الأمور، فبالرغم من حالة الذعر التي صاحبتها طوال رحلتها من اليونان صوب بلدها الأم، إلا أن الوضع الحالي ساهم – برأيها – في زيادة مشاعر الأمان والترابط الأسري بين أفراد عائلتها.

وتقول: “أصبحنا نخاف على بعضنا البعض، فنحن الآن نطهو سويا ونأكل سويا ونعتني بوالدتي سويا.. وبرأيي، العلاقات الأسرية المترابطة، وما تضيفه للفرد من حس بالطمأنينة والراحة النفسية ومكافحة القلق، هي من أفضل طرق تعزيز المناعة الفردية ومقاومة هذا الوباء.. والله المستعان”.

“كورونا فرق والداي جغرافيا”

حين بدأت إجراءات الحجر الصحي في المملكة المتحدة، كانت مليكة، وهي جدة جزائرية تبلغ من العمر 59 عاما، في زيارة قصيرة للبلاد لدى ابنتها ابتسام وأسرتها المكونة من زوج وثلاثة أطفال. وبحكم وجود العائلة في منطقة تبعد ساعات عديدة عن العاصمة لندن، كان من الصعب عليهم التنقل بسهولة إلى المطار، نظرا لتقنين حركة المواصلات في البلاد، وخوفا من الإصابة بالفيروس المستجد.

تقول ابتسام إن الخوف والقلق لا يفارقانها ووالدتها: “أمي لم تعد تخرج لأي مكان، فهي لا تمشي ولا تتحرك من المنزل.. نحن خائفون”.

وأضافت: “أمي موجودة في بريطانيا على “تأشيرة زائر”، ما يعني أنه في حالة إصابتها بأي مكروه – لا سمح الله – فإن تكاليف العلاج ستتجاوز آلاف الجنيهات الاسترلينية”.

وتخشى مليكة على زوجها صادق، 68 عاما، وهو موجود حاليا في منزل العائلة في الجزائر وحيدا. وتقول ابتسام: “أرادت أمي زيارتي لمدة أسبوعين قبل أن تعود للجزائر.. لكننا الآن لا ندري إلى متى سنبقى على هذا الحال”.

وتابعت: “أبي يقوم بكامل الأعمال المنزلية بنفسه، لكنه خائف وحده.. حتى أنه يرفض أحيانا عروض أخي بلال بالقدوم والمساعدة، خوفا من نقل العدوى أو الإصابة بها”.

وبالإضافة للوضع الحالي، تشعر والدة ابتسام بالحزن بسبب اضطرار العائلة لتأجيل حفل زفاف بلال، والذي استمرت التحضيرات له لمدة عامين: “لقد قمنا بكامل التجهيزات من شراء فستان الزفاف إلى حجز الصالة… لا نعلم إن كنا سنسترد جزءا من التكاليف”.

ومن ناحية أخرى، تشعر ابتسام بالقلق بسبب مرض رضيعها، البالغ من العمر ثمانية أشهر، “فقد بدأت تظهر عليه أعراضا شبيهة بأعراض الإنفلونزا. لم يستطع ابني النوم البارحة. زوجي يريد أخذه للطبيب، لكني أخشى أخذه لأي مكان في هذه الظروف.”

بالرغم من مشاعر الحزن والقلق التي تعاني منها ابتسام ووالدتها، إلا أنهما تشعران بنوع من التسرية لوجودهما مع بعضهما، وبالأخص ابتسام التي تؤكد: “لا أنكر أن زوجي يساعدني قدر المستطاع، فهو يلاعب الأولاد ويشغلهم، لكن سبعين في المئة من الأعباء المنزلية هي على المرأة في مجتمعنا. بالإضافة، رضيعي يرفض أي شخص غيري بسبب مرضه الآن.. لا أدري ما الذي كنت سأفعله دون وجود أمي معي”.

“هل أخسر منحتي الدراسية جراء كورونا؟”

لم تسطر سارة، وهي باحثة دكتوراة من غزة في جامعة كامبريدج ببريطانيا، ولو كلمة واحدة في بحثها منذ أن بدأ انتشار الجائحة. ومع تهاوي قدرتها على التركيز مع كل خبر، تتساءل سارة عن مستقبلها الأكاديمي، إذ ترى أن الوضع الحالي في المملكة المتحدة كارثيّ، خاصة مع صدور إحصائيات حكومية تشير إلى ارتفاع مستمر في عدد الوفيات.

وتفاقم الوضع عندما بعثت معظم الكليات المسؤولة عن المرافق السكنية في الجامعة رسائل إلكترونية للطلبة، تطالبهم فيها المغادرة في أقرب وقت ممكن نحو بلدانهم، بغية تفادي حالات العدوى بين الطلبة في ظل انتشار الوباء.

“في نهاية المطاف سُمِح لي وللعديد من الطلبة بالبقاء في السكن لظروف مختلفة. لكن الضغط المتواصل للمغادرة في بداية الأمر أضاف حملا نفسيا ثقيلا، كان يمكن تفاديه لو تعاملت الكليات بشكل أكثر حكمة. كيف نغادر؟ وإلى أين؟ وما هو “الوطن” الذي يتحدثون عنه؟ وحتى إن نجحت في محاولة الرجوع، فقد لا أستطيع الخروج مجددا، هل علي المحاولة؟ وهل أنا مستعدة للمخاطرة بمنحتي الدراسية؟”

تصارعت هذه التساؤلات في رأس سارة على مدى أسبوع، ظلت فيه حبيسة غرفتها، في حيرة من أمرها بين حزم أمتعتها والمغادرة، وبين التركيز والقراءة والتحضير للقاء عبر “سكايب” مع مشرفها، في وقت بدأ التعليم الإلكتروني فيه يكتسح حياة كل طالب وطالبة.

وتحاول سارة أن تطمئن أفراد عائلتها وصديقاتها، اللذين ينصحونها بعدم الخروج من غرفتها “إلا للضرورة”، أمر تشدد عليه والدتها في كل اتصال. أما هي، فتشعر بالضيق والاختناق في ظل الظروف التي يعيشها القطاع الصحي في غزة، من تردٍّ في الخدمات الصحية ونقص في المعدات الطبية بشكل عام.

وتقول: “أنا متعبة، وعيناي ترقبان شاشة الأخبار. تمر الساعات وأنا أتابع حالات كورونا في فلسطين وفي غزة تحديدا. حالتان.. سبع حالات.. تسع حالات.. هذا كابوس”.

بالرغم من قلق سارة وعائلتها، فإنها تُستفز من المقارنات المغلوطة بين الحجر الصحي والحصار على غزة. فالحجر خيارٌ عاقل حكيم، يتخذه الفرد لوقاية نفسه وأحبابه من وباء عالمي. أما الحصار فهو أمر مختلف، وليس امتيازا.

“وفي حين يحافظ الحجر الصحي ضد الكورونا على الحياة، يقود الحصار على غزة إلى قتلها ويعرقل سفر أهلها، ويقيد حركتهم وعمليات الاستيراد والتصدير والصيد البحري والزراعة.. والحياة”.

مراكز تجميل خاوية

تشكو أميرة، وهي صاحبة مركز تجميل في الأردن ذات أصول سورية-أردنية، من تدني دخلها بسبب انتشار الفيروس: “لقد توقفت النساء عن زيارة المركز بعد أن كن يترددن باستمرار إلى المكان خشية الإصابة بالعدوى”.

وفي الوقت الحالي، تقول أميرة إن عملها توقف كليا مع فرض حظر التجول في الأردن، حيث أقدمت على إغلاق المركز خلال ثلاثة أيام من بدء الإعلان عن الإصابات.

وتضيف: “في بداية الأمر، كانت الزبائن تتصل، للاستفسار عن الوضع وعما إذا قمنا بإغلاق المركز بالفعل. لكن بعد فترة خمسة عشر يوما من بدء الحظر، لم يأتنا حتى اتصال واحد”.

أصبحت أميرة هي المعيل الوحيد لأطفالها بعد طلاقها من زوجها السابق، ومع ازدياد الأوضاع سوءا، تخشى على مستقبل أسرتها، وتتساءل: “صحيح أن معظم أصحاب العقارات في الأردن سامحوا المستأجرين بمستحقات شهر آذار/مارس. ولكن في حال استمرار الحال على ما هو عليه وتوقف أعمالنا، من أين سنصرف على أنفسنا؟ وما الذي سيحصل لنا؟”

وتؤكد أميرة أن جائحة كورونا أثرت على حياتها بشكل كبير من ناحية مادية ومعنوية، بالرغم من الوقت المبكر نسبيا للأحداث، فتقول باللهجة العامية: “اتدمرنا.. نفسيتنا تحطمت، والوضع من سيء لأسوأ”.

لا تعلم أميرة كيف يمكن أن تتطور الأمور، ولكن استمرار الوضع الحالي سيؤدي إلى نتائج وخيمة على عملها الخاص، وتختم كلامها متمنية “أن يرفع الله البلاء عنا وعنكم”.

ما الحلول البديلة؟

لم يُسعف ليليان، وهي شابة أردنية تعيش في أيرلندا، الوقت لبناء صداقات جديدة قبل تفشي الفيروس وبدء اتخاذ إجراءات الحظر الجزئي في البلاد. فبعد أيام قليلة من انتقالها إلى البلاد من محل عملها السابق في دبي، لمباشرة عملها في واحدة من كبرى شركات التكنولوجيا في أيرلندا، فرضت الشركة سياسة “العمل في المنزل” لتفادي الإصابة بالفيروس أو نقل العدوى به.

“واجهت صعوبة كبيرة في الانتقال من دبي، وهي مدينة لدي فيها العديد من الأهل والأصدقاء، إلى مكان جديد لا أعرف فيه أحد، حيث يتوجب علي أن أعيش أجواء الحظر وحدي وبعيدة عن أسرتي”.

أما على الصعيد المهني، تقول ليليان إنه بالرغم من تأثر العديد من أصحاب الأعمال سلبا بسبب انتشار الفيروس، فإننا نشهد نقلة نوعية في الحقول التكنولوجية، كالذكاء الاصطناعي.

“لقد شهدنا مؤخرا تعاونا كبيرا بين القطاعات الاقتصادية لتعزيز عملية التحوّل الرقمي كنهج يتميز بكونه أكثر مرونة وفعالية في إدارة الأعمال، خاصة في مثل هذه الأوقات والظروف الاستثنائية التي نواجهها، والتي نحتاج فيها لآليات وقائية فعالة.”

ومع استمرار انتشار الفيروس، ازدادت سرعة هذه النقلة الرقمية لتشمل مجالات أكبر من حياتنا اليومية، “فمثلا، يستعين الناس في الوقت الحالي بخدمات بديلة في عالم التقنيات الحديثة من أجل تسهيل مزاولة أعمالهم واجتماعاتهم من المنزل، وشراء المواد الغذائية، ومتابعة التمارين الرياضية، وحتى حضور حفلات الزفاف وأعياد الميلاد عبر مواقع التواصل الاجتماعي”.

لا شك أننا نعيش أوقاتا صعبة، أثرت علينا في شتى مناحي الحياة، لكن ربما تغير هذه الأوقات الصعبة سلوك وتوجهات المؤسسات والأفراد نحو المزيد من الابتكار التكنولوجي.

تتساءل ليليان: “من يدري ماذا يخبيء المستقبل لنا! وكيف يكون شكل حياتنا؟ قد لا يكون لكورونا تأثير يذكر مقارنة بشكل الحياة التي تنتظرنا مستقبلا”.

وأنا أتساءل، هل يدفعنا فيروس كورونا إلى إيجاد حلول بديلة لمشاكلنا الحالية؟

هل يستخدم الذكاء الاصطناعي في الحقل الطبي مستقبلا؟ هل اقترب اليوم الذي نرى فيه مباشرة الأعمال اليدوية أو المنزلية عن طريق الروبوتات؟ هل تغني لقاءات الإنترنت عن التفاعل الإنساني؟ وما هي خياراتنا البديلة؟

[ad_2]

Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى