أخبار عاجلة

فزعة للكويت نصح وتوجيه بلا طعن ولا تشكيك

[ad_1]


قال الله تعالى:
(وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ۖ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) سورة التوبة آية ١٠٥.

رسالتي للإخوة الأفاضل الأعزاء القائمين على العمل الخيري في الجمعيات الخيرية المباركة والذين نكن لهم كل تقدير واحترام وهم مفخرة لنا جميعا ووجه مشرق من الوجوه النيّرة الطيبة لدولتنا الكويت الغالية، انتم من فضل الله سبحانه وتعالى عليكم ان منَّ عليكم وخصّكم في هذا الميدان المبارك، ميدان العمل الخيري وهذا فضل عظيم من رب العالمين الكل يتمناه كبير وصغير، وأنتم محل ثقة لدى إخوانكم لأنكم ولا نزكيكم على الله من الرجال الأفاضل الثقاة، والكل يشهد لكم بحسن أخلاقكم وطيب معدنكم وأمانتكم العالية.

لدي وجهة نظر متواضعة وأتمنى أنها تصل مسامعكم،،،
إن ما تقومون به من جهد كبير لا بد أن يتخلله بعض الأخطاء سواء بقصد من بعض ضعاف النفوس من انخرطوا بالعمل الخيري بغرض شيطاني في نفوسهم، أو بدون قصد من اجتهد ولم يصب في اجتهاده، وانا في هذا الجانب أود أن أوصل بعض النقاط المهمة بإيجاز وهي كالاتي:

١/ أوصي نفسي وأوصيكم باخلاص النية لله تبارك وتعالى حتى يبارك رب العالمين في العمل الخيري، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى، فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى دُنْيَا يُصِيبُهَا، أَوْ إِلَى امْرَأَةٍ يَنْكِحُهَا، فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ.

٢/ لا ضيرَ في متابعة ومراقبة كل جمعية خيرية للجمعية الخيرية الأخرى من شاركوا في هذه الحملة بقصد تصحيح أخطاء بعض الجمعيات ان وجدت والأخذ بيد مسئوليها لما هو صواب وهذا الامر وارد ومشروع يقول تعالى( وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ)سورة المائدة آية٢، والغرض من هذه المراقبة ليس التشكيك او التخوين بل حتى لا نسمح لمن تسول له نفسه بالتلاعب في اموال المتبرعين حتى لا تتزعزع الثقة لدى اهل الخير وينقطع المعروف بين الناس.

٣/ لتتسع صدورنا للعوائل المحتاجة والتي هي بأمسّ الحاجة لتبرعات اهل الخير حتى وان بدرت منهم بعض التصرفات او الأفعال التي قد تجرحنا او تضايقنا مستشعرين بهذا التغاضي ما تمر به تلك الأسر المحتاجة من ضغوط نفسية ومعنوية وضائقة مالية اوصلتهم لهذه الحالة السيئة، منطلقين من الآية القرانية/
{وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ، الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ۗ وَاللَّـهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} ال عمران ١٣٣-١٣٤

٤/ التركيز قدر المستطاع على استهداف الشرائح الأكثر حاجة للمساعدات والتبرعات، وهي واضحة لعامة الناس كالأسر الكويتية المتعففة اصحاب الدخل الضعيف من أرهقتهم ديون البنوك واثقلتهم ايجارات المساكن الخاصة بهم (الاقربون أولى بالمعروف)، وكذلك اخواننا الكويتيين البدون الذين يعيشون بيننا ونحن اعلم بحالتهم المعيشية القاسية الصعبة منذ فترة طويلة والعمالة الوافدة الذين تقطعت بهم السبل في الحصول على الحد الأدنى لأساسيات معيشتهم من مأكل ومشرب ومسكن نتيجة انقطاعهم عن أعمالهم خلال هذه الأزمة.

٥/ اعادة النظر جدياً في جعل جزء من تبرعات الحملة الى الجهود الحكومية وذلك لانه لله الحمد والمنة دولتنا من أغنى دول العالم وهي ليست بحاجة تبرعات حتى نسد نقص احتياجات الوزارات والجهات الاخرى، فباستطاعة الحكومة ان توفر كل ما يلزم وما هو ضروري لكافة العاملين في قطاعاتها دون ان تستعين بأموال التبرعات على اعتبار ان الاولى بتلك الاموال هم الأسر المتعففة من الكويتيين والكويتيين البدون والعمالة الوافدة.
ولا نتعلل بأن التبرع للجهات الحكومية يأتي من منطلق “الدعم اللوجستي السريع” ولان الدورة المستندية في الدولة بطيئة وحتى تتمكن الجهات الحكومية من الحصول على كل ما يلزمها فنقوم بالتبرع لها من هذه الحملة، لان هذا الامر مردود عليه بأن الحكومة والحكومات السابقة بالتعاون مع المتنفذين بالبلد اعتادت للاسف على تمرير مناقصات مليونية دون حسيب او رقيب، الشاهد من هذا الامر ان الحكومة متى ما ارادت فعلاً ان تجهز وتوفر المستلزمات الاساسية لكافة قطاعاتها من تجهيزات لوجستية وخلافه، استطاعت تحقيق ذلك دون ان تأخير او تسويف ودون الحاجة للتعلل بالدورة المستندية البطيئة.

٦/ جعل النصيب الأكبر من التبرعات تبرعات مادية نقدية وذلك لأسباب عدة أهمها:
أ- ان الاسر المتعففة المحتاجة هي ادرى واعلم باحتياجاتها الاساسية وضروراتها سواء بالتزاماتها المالية أو المواد الغذائية التي تنقصها وترغب بالحصول عليها.
ب- تخفيف الضغط والجهد على الكوادر العاملة في الجمعيات الخيرية من تعب وعناء شراء وتجهيز السلات الغذائية.
ج- منع استغلال تجار وشركات المواد الغذائية لأموال هذه الحملة من إخلال التلاعب وزيادة أسعار المواد الغذائية الضرورية محل السلات الغذائية.
⁃ وتجدر الإشارة الى انه لا يمنع ان تكون جزء من اموال هذه التبرعات بشكل سلات غذائية لمن يرغب من الاسر المتعففة ولمن لا يملك القدرة الحصول على المواد الغذائية من كبار السن واصحاب الهمم ذوي الاحتياجات الخاصة.
٧/ التيسير والتسهيل في سن الاشتراطات الواجب توافرها في الاسر المتعففة للحصول على المساعدات من الجمعيات الخيرية دون ان نكون “عثرة” في طريق المساكين والمحتاجين من خلال سن اشتراطات صعبة وتعجيزية تمنعهم من الحصول على المساعدات المستحقة لهم، يقول تعالى: ﴿وَآَتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ﴾ الاسراء آية ٢٦، ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (الراحمون يرْحمهم الرحمن، ارْحموا مَن في الأرض يرحمكم مَن في السماء).

٨/ الشفافية والوضوح في كافة تعاملاتنا سواء مع المتبرعين او الشرائح المستفيدة من التبرع، بهدف تعزيز الثقة بجمعيات العمل الخيري وكوادرها، وحتى لا يتصيد البعض بالماء العكر، فهناك العديد من الاوجه والسبل بوجهة نظري التي من شانها تعزيز هذا الامر لعل اهمها:
أ- إفصاح كل جمعية خيرية عن المبالغ التي تلقتها من اهل الخير نتيجة هذه الحملة بمواقع التواصل الاجتماعي المعروفة.
ب- وضع شرح وآلية مبسطة لكيفية وطريقة توزيع تلك التبرعات لمستحقيها ونشرها ايضا للكافة بمواقع التواصل الاجتماعي والوسائل الاخرى.
ج- التحديث الاسبوعي بالمركز المالي للجمعية الخيرية بعد قيامها بتوزيع المساعدات سواء النقدية او العينية لمستحقيها، حتى نفاذ المبلغ المالي الذي تلقّته الجمعية الخيرية من اهل الخير خلال هذه الحملة المباركة.

-اخيراً وليس آخراً، لقد جاءت هذه المقالة بمناسبة النصح وإبداء وجهة النظر الموضوعية، دون تشكيك بنزاهة الجمعيات الخيرية والقائمين عليها، والذين هم بمثابة اخواناً لنا نتشرف بالعمل معهم وتربطنا معهم اواصر مشتركة كثيرة وعلى رأسها حب عمل الخير والسعي فيه، ونقول لمن يشكك بهم لغاية في نفسه او لمن يطعن بذممهم المالية بقصد الهجوم الشخصي على العمل الخيري، خبتم وخاب مسعاكم.

إن أحسنت فمن الله، وإن أسأت أو أخطأت فمن نفسي والشيطان.

السعيد احمد يوسف السعيد
محامِ – عضو هيئة تدريس منتدب
في كلية الدراسات التجارية



[ad_2]

Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى