فيروس كورونا: لا سبيل لدرء الوباء إلا باتحاد العالم
[ad_1]
لا تزال الصحف العربية تولي اهتماماً واسعاً بتفشي فيروس كورونا حول العالم. وتناول الكُتّاب عددا من الموضوعات أبرزها أهمية اتحاد دول العالم للتصدي للفيروس، وكذلك الأولويات التي يجب أن تتغير بعد القضاء على الوباء.
مصير واحد
تقول نادية هناوي في “القدس العربي” اللندنية: “شعوب الأرض قاطبة أمام عدو واحد هو عبارة عن كائن فيروسي لا سبيل للتوقي من مخاطره المفاجئة والطارئة إلا باتحاد العالم كله اتحاداً عاجلاً لا حاجة فيه إلى مقدمات فلسفية أو طروحات نظرية، كما لا وقت فيه لرسم استراتيجيات دولية وتقدير مصالح ذاتية، لأن الخطر المحدق بنا لا يعطينا وقتا للتأني واستدراك الفائت والبناء عليه”.
وتضيف: “الواجب على قادة العالم ومفكريه وفلاسفته هو أن يتكاتفوا، نازعين عنهم أقنعة التفوق والتكبر، ناظرين إلى الحياة البشرية بعقلانية وهم يواجهون معضلات كونية لا سبيل لدرئها إلا باتحاد العالم في مرحلته الاجتماعية ـ التاريخية الجديدة”.
ويقول حماد السالمي في “الجزيرة” السعودية: “الكثير من الأوبئة والجوائح والحوادث في حياة البشر تعد من المحن العظمى التي تفوق طاقة الإنسان، لكنها لا تخلو من منح إلهية ملهمة. من منح محنة (فيروس كورونا) تغيير طريقة التفكير في المواجهات الحادة بين الدول، إلى البحث عن مشترك دولي واحد ينجي من الغرق ولو إلى حين. مصير هذا العالم واحد مشترك، فهو إذاً يتوحد ضد خطر مشترك اجتاح المجتمعات في قرابة مئتي دولة”.
ما الذي يمكن فعله لوقف انتشار المعلومات المغلوطة عن كورونا؟
من جانبها، تقول نجاة السعيد في “الاتحاد” الإماراتية: “هناك ثلاثة أسباب رئيسة تجلت بها أهمية الدولة الوطنية خلال أزمة كورونا. أولاً، أكدت الجائحة أن الناس في أوقات الطوارئ يرجعون إلى الدولة الوطنية التي لديها نقاط قوة مالية وتنظيمية وعاطفية تفتقر إليها المؤسسات العالمية. ثانيًا، في حين أن القادة ذوي التفكير العولمي يتحدثون دائماً عن أهمية التعاون عبر الحدود لمواجهة التهديد المشترك، أثبتت هذه الأزمة أنهم يقولون ما لا يفعلون. فقد فرضت العديد من الحكومات الليبرالية قيوداً على السفر والتجارة أكثر قسوة مما تجرأ ترامب عليه بفرضه حتى في ذروة الأزمة، وهي تفعيل توطين الإنتاج. ثالثاً، كشفت الأزمة عن هشاشة سلاسل الإمداد العالمية والحاجة إلى المنتجات المحلية. إنه لأمر مثير للدهشة أن نرى في هذه الأزمة البلدان المتقدمة تعاني من نقص كبير في الإمدادات الطبية الضرورية”.
كيف ستتغير عاداتنا بسبب العزلة التي فرضها فيروس كورونا؟
“الأولويات العالمية تغيرت”
تقول أمل عبد الملك في “الراية” القطرية إنه بعد التزام معظم الناس بالحجر المنزلي المفروض عليهم في دولهم، “لم تعد المظاهر تعنينا ولا الترتيبات المُبالغ بها، كل ما يهمنا أن نكون بخير”.
غير أنها أشارت إلى “بعض المُستهترين” الذين لم يلتزموا بالقوانين والتعليمات الصحية، وقالت في حقهم: “إن انعدام المسؤولية وجريهم وراء المظاهر وأنانيتهم جعلتهم يضربون بالقانون عرض الحائط غير مُبالين باحتمالية إصابتهم بالفيروس وإمكانية نقله للآخرين”.
وأضافت: “أزمة كورونا مرحلة من أصعب مراحل حياتنا للصغار والكبار وهي فترة لن ننساها، إن مَد الله في أعمارنا، ولكن لا يجب أن تمر هذه الأزمة دون أن تغيّر بعض المفاهيم لدينا، وتشجّعنا على أن نفكر إنسانياً ونترك الأنانية والجشع والطمع وإبادة الكل من أجل تحقيق الهدف”.
اهتزاز عروش
ويقول ماهر أبو طير في “الغد” الأردنية: “كل الأمم ينكشف معدنها في الأزمات، وإذا كانت أزمة كورونا تختطف دولاً عظمى، فمن الطبيعي جداً أن تترك أثراً علينا”.
ويضيف: “تنهار قطاعات أمام الأولويات المستجدة بسبب جرثومة غير مرئية هزت أنظمة العالم وعروشه، وأثبتت أن العالم أضعف بكثير مما نظن، وأن إعادة تشكيله ورسم خرائطه ليست بحاجة الى حروب عسكرية، بل ما هو أصغر منها بكثير”.
ويقول عقل أبو قرع في “الأيام” الفلسطينية: “بغض النظر عن المدة التي سوف تستغرقها الأزمة الحالية وتشعباتها ومضاعفاتها، إلا أن الأولويات العالمية تغيرت وسوف تتغير، بدءاً من الصين إلى الولايات المتحدة وأوروبا وإلى منطقتنا وحتى إلى بلادنا وعلاقاتنا الداخلية المتعددة، وبالطبع سوف يكون الاهتمام بالقطاع الصحي من الأولويات وفي كل بلدان العالم، وبالأخص في قطاعات صحية مثل الوقاية والتطعيم وزيادة الأموال من أجل الابحاث العلمية واكتشاف وتطوير الأدوية، وفي التعاون من أجل حماية البيئة والنظام الحيوي وفي العمل من أجل الحد من التلوث، وفي تغيير أوجه الإنفاق المالي، وبالأخص الانتقال من الإنفاق على أسلحة تتكدس وجيوش لا تفيد في أزمات مثل هذه الأزمة”.
[ad_2]
Source link