أخبار عربية

فيروس كورونا: عمال يتحدثون عن معاناتهم بسبب فقدانهم لوظائفهم جراء الوباء

 

كانت هولي تحصل على راتب قدره 30 ألف جنيه استرليني سنوياً، وتعمل 45 ساعة أسبوعياً.

توقفت الحياة في بريطانيا إلى حد كبير، وتأثرت الشركات وموظفيها بشدة، وشهدت العديد من القطاعات تقاعد أعداد كبيرة من الموظفين على نطاق واسع. كما حذرت الشركات من احتمال فقدان آلاف الوظائف .

وتقول هولي آير البالغة من العمر 28 عاماً: “لست غاضبة من ذلك، ولا ألوم أحداً”.

عادت آير إلى منزل والديها في مدينة ليدز بشمال إنجلترا، بعد أن فُصلت من وظيفة أحلامها لعدم الحاجة إليها، والتي كانت تدير فيها مطعماً ومقهى في مدينة نيوكاسل، التي عاشت فيها ثماني سنوات.

وتقول آير إنه تم فصل حوالي نصف العاملين في المطعم بسبب الفيروس. “بعد لحظات من سماع الناس لنصيحة السلطات بتجنب السفر غير الضروري، بدأنا في تلقي مكالمات لإلغاء الحجوزات المسبقة”.

وتضيف: “كنت العضو الجديد الذي انضم إلى فريق العاملين، حيث بدأت عملي قبل أسبوعين فقط”.

وتقول هولي آير -والتي تلقت تدريبا يسمح لها بالعمل كمدرسة للغة الإنجليزية- إنها ستغير من مستقبلها الوظيفي. “لا أعتقد أن قطاع الضيافة والاستقبال سيستمر في الأشهر القليلة المقبلة.”

وتقول آير إن خطة الحكومة لدفع 80 في المئة من أجور الموظفين التي يحتفظ بها أصحاب العمل تأتي متأخرة للغاية.

ومن المعلوم أن الخطة ستنطبق على الشركات التي قامت فعلياً بتسريح العمال، ولكن فقط لمن تم إعادتهم إلى العمل من قبل رؤسائهم.

“لقد تم فصلي يوم الثلاثاء الماضي، وهو ما حدث مع كثيرين آخرين، وهذا ليس لصالحي” كما تقول.

لكنها تضيف: “أنا لست في وضع صعب حقاً، فلدي والديّ لأعتمد عليهما، أنا بالفعل محظوظة”.

 
 
مصدر الصورة
Tom Danousias

 

Image caption

يقول توم دانوسياس إنه فوجئ بكيفية معاملة صاحب العمل له

“لا أعرف كيف سأستمر بالعيش”

ومن بين الأشخاص الأكثر قلقاً بشأن وضعهم توم دانوسياس، 23 عاماً، من لندن، والذي فُصل هو الآخر من عمله هذا الأسبوع.

ويقول: “كنت في المكتب عندما جاءني أحد موظفي الموارد البشرية وأبلغني بوجوب العودة إلى المنزل بسبب فيروس كورونا”.

وقال دانوسياس، الذي عمل في شركة تبيع منتجات لقطاع الضيافة: “أشعر بالاستياء حقاً، لأنني لا أعرف كيف سيكون بمقدوري العيش خلال الأشهر الثلاثة أو الأربعة المقبلة”.

“أدفع 800 جنيه استرليني مقابل إيجار المنزل والفواتير، ولدي بعض المدخرات، لكنها بالكاد تغطي شهرين كحد أقصى”.

ويقول مستشار الأعمال بوب دونيلان الذي يعيش في مقاطعة ساسكس، إنه يتوقع أن يبقى عاطلاً عن العمل لمدة ستة أشهر تقريباً. إذ أنه يعمل بموجب عقد مؤقت وسينتهي في نهاية الشهر الحالي. وإن ثمة “عاصفة متكاملة” من فيروس كورونا، بالإضافة إلى التغييرات المخطط لها (يستبعدها في الوقت الحالي) لمن يعملون لحسابهم الخاص، والتي ستجعل الحياة أكثر صعوبة.

ويتابع: “”لدينا إيجار ندفعه”. “وبتقديري، أستطيع تحمل نفقات عيشنا لمدة تتراوح بين أربعة وخمسة أشهر. ولست من هؤلاء الذي يجب عليهم النظر في الوضع أسبوعياً”.

“لذلك، فهي مجرد حالة من الاقتصاد وعدم الإنفاق”.

بالنسبة لجيمس غودين (21 عاماً)، وهو طالب جامعي في سنته الأخيرة في جامعة يورك، فإن المال الذي كان سيجنيه من وظيفته في المطعم بعطلة عيد الفصح، كان سيمكنه من أخذ دروس في قيادة السيارة للاستفادة منها في عمله في المستقبل.

ويقول غودين: ” ما حدث قيد نوع الوظيفة التي يمكنني التقدم لها في المستقبل”.

ويضيف: “وبسبب انخفاض عدد الزبائن، فلم يعد هناك حاجة إلي، لذلك أخبروني بأن لا داعي لمتابعة العمل”.

“لقد خسرت 1200 جنيه إسترليني من راتبي بسبب ذلك، وهذا كثير علي كوني طالبا لا يزال يستأجر شقة في مدينة يورك والتي لم أعد بحاجة إليها. إن فقدان هكذا مبلغ كبير من المال، أمر مزعج ومرهق للغاية”.

مصدر الصورة
James Godwin

 

Image caption

يقول جيمس إنه شعر في البداية إنه الوحيد الذي تم فصله من العمل، لكنه سرعان ما علم أن أصدقاءه أيضاً واجهوا نفس المصير.

“تقدمت بطلب على وظيفة، فحصلت عليها بعد 3 ساعات”

في الوقت الذي أعلنت فيه العديد من الشركات تخفيض الوظائف في الأيام الأخيرة، بدأت الأمور مختلفة بالنسبة لمتاجر السلع الغذائية وشرعت في توظيف عشرات الآلاف من الموظفين وبسرعة فائقة.

وتقول الطالبة تريسي لاندو (24 عاماً) إنه تم تقليص ساعات العمل في مكتبتها الجامعية لأن تفشي فيروس كورونا يعني وجود عدد أقل من الأشخاص في المبنى الجامعي.

وتقول إنها تقدمت بطلب موجز عبر الانترنت للعمل في متجر تيسكو بشمال لندن في الساعة السابعة مساءً بتوقيت غرينتش.

“لقد كان الأمر سريعاً حقاً، لم أكتب الكثير من التفاصيل المطلوبة في الطلب، وحتى أنني لم أرسل السيرة الذاتية كاملة، لأنني كنت أعلم أنهم محبطين وفاقدين للأمل، لذلك، وجدت أن إرسال التفاصيل الرئيسية يجب أن يكون كافيا”.

وبحلول الساعة العاشرة مساء من نفس اليوم، تلقت اتصالاً من متجر تيسكو، وبعد مقابلة هاتفية لم تدم أكثر من دقيقتين، طلبوا منها البدء بالدوام في اليوم التالي مباشرة.

وتضيف: “تحدثت إلى فتاة كانت بجانبي، وقد استدعيت في الساعة التاسعة صباحاً من أجل التدرب على العمل في الساعة 12 ظهراً”.

مصدر الصورة
Tracy Landu

 

Image caption

تقول الطالبة تريسي لاندو إنها قررت أن تتولى الأمور بنفسها وتعمل على عدم توقف دخلها مستقبلاً

وأضافت: “كنت في عقد مؤقت قصير المدى في مكتبة الجامعة لأنني طالبة في سنتي الأخيرة”.

“جعلني ذلك أفكر في أن” هذه الساعات ليست مؤكدة، لذا قررت أن أتحكم بالأمور بنفسي وأحصل على دخل مستمر”.

وقالت سلاسل محلات التجزئة، بما في ذلك تيسكو وآزدا وآلدي وليدل إنها ستوظف الآلاف من الموظفين بعد أن شهدت إقبالاً متزايداً من قبل المتسوقين الذين أفرغوا رفوف المحلات من السلع.

وحث رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الشركات على “دعم موظفيها”، بعد الإعلان عن حزمة دعم بقيمة 350 مليار جنيه استرليني للشركات التي قدمها المستشار ريشي سوناك.

كما أعلن السيد سوناك عن أن الحكومة ستدفع بعض أجور العمال الموظفين من قبل الشركات الخاصة.

وتهدف هذه الخطوة إلى حماية وظائف الناس وستشهد دفع الحكومة لأربعة أخماس رواتب موظفي الشركات ، وتغطي أجور تصل إلى 2500 جنيه استرليني شهرياً.

Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى