توجيهات حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه
إيسايكو: هذا ما جاء في خطاب حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه اليوم كلمة إلى إخوانه وأبناءه المواطنين والمقيمين في الساعة السابعة من مساء اليوم.
سمو الأمير: شاءت إرادة الله أن يتعرض وطننا العزيز إلى وباء “فيروس كورونا” الذي اجتاح العالم وأوقع كوارث صحية تمثلت في وفاة عشرات الآلاف ومرض مئات آلاف آخرين وجر عليها تداعيات اجتماعية وسياسية واقتصادية خطيرة.
سمو الأمير: كحال دول العالم فرض هذا الحدث الجلل أولويته على كافة اهتمامات دولة الكويت سعياً للتوصل إلى أفضل السبل في التعامل مع هذا الوباء الخطير.
سمو الأمير: ندرك تماماً خطورة هذا الوباء وقد وجهت سمو رئيس مجلس الوزراء باستنفار أجهزة الدولة وإمكاناتها لحماية سلامة وصحة الإنسان في الكويت (مواطناً أو مقيماً أو زائراً) على حد سواء فهي أمانة في أعناقكم.
سمو الأمير: وجهت سمو رئيس مجلس الوزراء بألا تدخروا جهداً ولا تبخلوا بمال واحرصوا على الشفافية الكاملة في كافة صور التعامل مع هذا الوباء.
سمو الأمير: التأكيد على اعتماد الاعتبارات الصحية في إجراءات منع انتشار الوباء وعدم الالتفات إلى أي ضغوط أو مجاملات محلية أو خارجية في هذا الشأن فلا تهاون ولا تساهل في هذا الأمر على الإطلاق.
سمو الأمير: تابعت بكل ارتياح سلسلة الخطوات والإجراءات الجريئة والحازمة التي اتخذتها الأجهزة الحكومية بكل اقتدار في مواجهة هذا الوباء.
سمو الأمير: شهدنا جميعاً الجهود الدؤوبة والتضحيات الكبيرة التي قامت بها الفرق المختلفة على كافة الأصعدة والمستويات من أجل إنقاذ الكويت من براثن هذا الوباء الخطير.
سمو الأمير: سرني ما زخرت به وسائل الإعلام من إشادة دولية واسعة مستحقة بمستوى وكفاءة الإجراءات التي اتخذتها دولة الكويت في مواجهة هذا الوباء وأثلجت صدري مشاعر الرضا والارتياح التي عبر عنها المواطنون والمقيمون تجاه تلك الإجراءات.
سمو الأمير: وجهت بالتواصل مع أبنائنا الطلاب في الخارج وكذلك المواطنين المتواجدين خارج البلاد لمتابعة أوضاعهم وتأمين كافة احتياجاتهم ورعايتهم ريثما يتم ترتيب إجراءات عودتهم إلى أرض الوطن وفق ما تفتضيه الإجراءات الصحية وهو أمر يتطلب المزيد من التعاون والتفهم والصبر.
سمو الأمير: ونحن في خضم هذه المواجهة العصيبة أتوجه لأخي سمو رئيس مجلس الوزراء وإخوانه الوزراء بعظيم الاعتزاز بدورهم في قيادة وإدارة هذا العمل المميز آملاً الاستمرار في هذا النهج وعدم التهاون فيه.
سمو الأمير: تحية فخر وتقدير لجميع العاملين في الصفوف الأمامية من المواجهة المباشرة مع الوباء سواء من الكويتيين أو غيرهم من الشرفاء وكذلك العاملين في تقديم الخدمات المساندة ممن يواصلون الليل والنهار من أجل تأمين مقومات الثقة والأمان لدى الجميع.
سمو الأمير: أتوجه بالشكر والتقدير لمعالي الأخ رئيس مجلس الأمة والأخوة الأعضاء لما أبدوه من تعاون بناء وتفاعل مشكور ودعم مشهود للحكومة في مواجهة الأزمة ترجمت بصدق الشراكة الإيجابية وروح المسئولية الوطنية وأدعوهم إلى مواصلة هذا التعاون الجاد.
سمو الأمير: أعبر عن خالص التقدير للمبادرات الكريمة والمساهمات الطيبة التي تقدمت بها الشركات والجمعيات والأفراد وعلى كل ما قدموه من دعم نقدي أو عيني رغم الظروف الاقتصادية التي ندرك آثارها وهي ليست غريبة على أهل الكويت.
سمو الأمير: نواجه أزمة صحية عالمية عابرة للقارات ولا تلوح في الأفق نهاية لها ما يستوجب الاستعداد لكافة الاحتمالات ويتطلب فزعة كويتية عامة واستجابة وطنية شاملة ووعياً كاملاً وتعاوناً جاداً.
سمو الأمير: شهدنا بأم أعيننا ما حل بدول عظمى من صور مؤلمة ومحزنة أحدثها هذا الوباء القاتل بسبب التهاون واللامبالاة.
سمو الأمير: نخوض معركة فاصلة ضد عدو شرس وهي معركة الجميع وتستوجب الالتزام الجاد بتعليمات السلطات الصحية وأهمها تجنب التجمعات وأسباب العدوى فهي الوقود الذي يذكي نار الوباء وعدم الالتفات إلى الإشاعات الضارة التي تؤدي إلى إضعاف جهود الدولة.
سمو الأمير: أدعو السلطات المعنية باتخاذ كل ما يتطلبه الأمر من تدابير لضمان التطبيق الكامل للإجراءات الصحية.
سمو الأمير: أدرك الجميع كفاية ووفرة المخزون الغذائي والتمويني في البلاد بحمد الله وهنا يجدر التنبيه إلى أن توفر هذه المواد لا يبرر الإسراف والتبذير بل يستوجب الترشيد والتوفير.
سمو الأمير: إننا في هذه المرحلة الدقيقة نركز على احتواء الوباء وإنقاذ الأرواح كأولوية قصوى تتعدى كل الاهتمامات ولا تلغيها ما يستوجب المبادرة إلى دراسة التداعيات والآثار الاجتماعية والاقتصادية والتعليمية التي ترتبت على الإجراءات الاستثنائية التي تمت مؤخراً.
سمو الأمير: أعلم ما يعتمل في نفوسكم من مشاعر القلق حيال هذه الأزمة وإذ أتفهم أسباب هذا القلق ودواعيه لأطمئنكم بأن الكويت قد تجاوزت منذ نشأتها العديد من الأزمات الجسام وسجل التاريخ للكويتيين مواقف عظيمة وأمثلة رائعة في التضحية والبذل والعطاء والتعاون حتى كتب الله لهم الغلبة والفوز.
سمو الأمير: بعون الله وتعاون الجميع سيكون النصر للكويت على هذا الوباء ولن تتوقف الجهود المخلصة حتى تنكشف هذه الغمة.
سمو الأمير: أنا على ثقه تامة بأننا سنتجاوز هذه المحنه فسيجعل الله بعد عسر يسرا نسأل الله تعالى أن يرفع البلاء عن وطننا العزيز وعن كافة بلاد المسلمين والبشرية جمعاء وأن يحفظ وطننا من كل سوء ومكروه ويحرسه بكريم عنايته ولطفه.
