فيروس كورونا: جدل في مصر بعد مطالب بفرض حظر التجول ومشاهير مصر يتسابقون لدعم الضحايا
[ad_1]
لا يزال فيروس كورونا الحدث الرئيس الذي يشغل بال كثيرين في مختلف العالم، حكومات وأفرادا، خاصة بعد ارتفاع عدد الإصابات عالميًا.
في مصر، تتعالى الأصوات المطالبة بفرض حظر تجول في البلاد أسوة بالعديد من دول العالم لكبح انتشار الفيروس ولتجنب سيناريوهات يراها بعضهم كارثية كتلك التي تحدث في إيطاليا وإيران.
وقد لا تختلف هموم المصريين ومخاوفهم عن بقية المواطنين في الدول العربية، غير أن الكثافة السكانية التي تتميز بها جعلت كثيرين يطالبون بتشديد التدابير في البلاد.
وكانت الحكومة المصرية قد طبقت جملة من التدابير للحد من انتشار الفيروس فلجأت إلى تعليق الدراسة وإغلاق المطاعم والمقاهي والمراكز التجارية من 7 مساء إلى 6 صباحا حتى 31 مارس /آذار الحالي.
ويستثني القرار المخابز ومحلات البقالة والصيدليات، سواء الموجودة في المراكز التجارية أو خارجها.
لكن تلك القرارات لم ترض كثيرين إذ تتزايد المطالب بضرورة فرض حظر كامل عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث انتشر وسم “منع التجوال” بكثافة.
ويرى المتفاعلون مع هذا الوسم أن الحظر سيقلل من انتشار الفيروس بين الناس ويخفف الضغط على المستشفيات العمومية التي تعاني من نقص في المستلزمات الطبية، على حد قولهم.
ويخشى هؤلاء من أن تتحول مصر إلى بؤرة للفيروس نتيجة التجمعات السكانية التي تتمركز في مساحة لا تتجاوز 9 بالمئة من المساحة الإجمالية للبلاد.
وفي الأثناء، يتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطعًا مصورًا للسفير الفرنسي في القاهرة يدعو فيه رعاياه باتخاذ الاحتياطات اللازمة قائلا إن “الوضع سيكون صعبا خلال الأيام القادمة في ظل ارتفاع الإصابات ما يدعو إلى مراجعة القرارات الحالية”.
في المقابل، يعارض مصريون فرض حظر التجول ويعربون عن مخاوفهم من انعكاساته السلبية على الفقراء ومحدودي الدخل الذين تصل نسبتهم إلى 32 بالمائة بحسب الإحصائيات الرسمية.
ويناشدون الحكومة الإسراع في اتخاذ إجراءات لدعم الفقراء، خاصة في ظل توقعات دولية بأن الفيروس سيستمر في الانتشار لمدة ثلاثة شهور.
كذلك يطالب آخرون الحكومة بتسليط عقوبات على التجار الذين يتعمدون رفع أسعار السلع الأولية، ومواد التنظيف بشكل لا يتناسب مع دخل الملايين.
ويتحدث مصريون على مواقع التواصل عن اختفاء بعض السلع خاصة المعقمات والمواد التي تحتوي على نسب كحول عالية وارتفاع أسعار المواد الأساسية.
الوعي أم الردع
من جهة أخرى، يرى مصريون أن المشكلة لا تكمن في الإجراءات الحكومية بل فى حالة الاستهتار واللامبالاة في صفوف بعض المواطنين والتجار.
فقد حرصت الحكومة المصرية خلال الأسابيع الأخيرة على إصدار إجراءات والبيانات بشكل دوري بهدف طمأنة الشارع وحث المواطنين على البقاء في منازلهم وأخذ الأمر على محمل الجد.
فضلًا عن ذلك، فقد قررت تخفيض عدد العمال في الدوائر الحكومية، وغلق المدارس وتكثيف عمليات التعقيم في محطات سكك الحديد ومتروالأنفاق، إضافة لتعليق حركة الطيران حتى نهاية مارس/ آذار الجاري.
كذلك أصدر البنك المركزي قرارات استثنائية.
لكن يبدو أن مناشدات الحكومة للمواطنين بالتزام بيوتهم لم تلق أذانا صاغية.
ففي مشهد تكرر في معظم دول العالم، يتداول مصريون عشرات المقاطع المصورة لتدافع متسوقين في المتاجر والأسواق، رغم تحذيرات وزارة الصحة من تجنب الأماكن المكتظة.
ويظهر مقطع آخر توافد مواطنين على سوق شعبية ليلًا بعد أن منعته الحكومة في النهار في حين وثقت مقاطع أخرى عدم التزام أصحاب المقاهي الشعبية بقرار الإغلاق.
ووسط هذه التجاوزات، بادر فريق من المعلقين المصريين إلى إطلاق حملات بهدف توعية الناس وحثها على الالتزام بالإجراءات الحكومية التي يروونها كافية لاحتواء الوباء.
ويرفض هؤلاء فكرة منع التجوال في ظل ما تمر به مصر من ظروف مناخية وسياسية آخرها أزمة سد النهضة مع إثيوبيا. و يعتقدون أن حظر التجول سيكبد البلاد خسائر اقتصادية جمة.
لذا يخصصون قسطًا من نشاطهم الإلكتروني لتشجيع الناس على الوثوق بالحكومة.
وفي الوقت الذي يرى فيه بعضهم عدم التزام الناس بالبقاء في المنازل دليلا على انعدام الثقة بين المواطن والدولة، يُنحي آخرون باللائمة على الأخبار المغلوطة التي تغرق الفضاء الإلكتروني في مصر.
ولعل أحدث مثال على تلك النوعية من الأخبار فيديو نشرتهالمدونة المصرية مي الخرسيتي، و دفع محامين إلى رفعبلاغ ضدها بدعوى إشاعة الرعب والبلبلة بين المواطنين.
وتحت عنوان “كورونا بالتفكير المصري”، أطلت المدونة على متابعيها لتقول إن كورونا هو صناعة أمريكية وتدعوهم إلى ممارسة حياتهم بشكل طبيعي.
‘تحدي الخير’ التضامن هو الحل
وفي محاولة لمحاربة الأخبار ، تبرع مشاهير مصريون من إعلاميين وفنانين ولاعبي كرة القدم للتكفل بعدد من الأسر الفقيرة التي تعتمد على أجر يومي زهيد وستتعرض لمشاكل خلال الحجر المنزلي الموصي به لتفادي انتشار الوباء.
وانطلقت حملة التبرعات “تحدي الخير” عندما ظهر لاعب كرة القدم في النادي الأهلي المصري، سعد سمير، معلنا تكفله ب20 أسرة متضررة من فترة الحجر الصحي وآثار الأمطار الغزيرة التي هطلت على مصر قبل نحو أسبوع.
وطرح سمير أسماء مجموعة من زملائه اللاعبين متحديا أن يتكفلوا أيضا بالأسر المعوزة، لتنهال بعدها التبرعات ويتسع التحدي ليشمل نوابًا ورجال أعمال وممثلين.
ولم تقتصر المبادرات الخيرية على المصريين داخل البلاد، إذ سبقهم المغتربون الذين بادروا إلى إطلاق حملة لمساعدة مواطنيهم العالقين في مطارات العالم، بسبب إيقاف حركة الطيران.
وكان مصريو إيطاليا أول من أطلق حملة “#احنا_في_ضهرك”، وأبدوا استعدادهم الكامل لفتح بيوتهم أمام أبناء وطنهم ممن تقطعت بهم السبل في المطارات.
وتعد هذه المبادرات المصرية واحدة من بين آلاف الحملات التي انتشرت في دول العالم وتعكس تكاتف مواطنيها في مواجهة هذا العدو غير المرئي .
وحتى كتابة هذه السطور، أعلنت مصر عن 256 إصابة مؤكدة بفيروس كورونا، توفي سبع منها.
وتضع وزارة الصحة أكثر من 300 أسرة مصرية في إحدى القرى التابعة لمحافظة الدقهلية (شمال مصر) تحت الحجر الصحي بعد وفاة شخصين منهم.
[ad_2]
Source link