أخبار عاجلة

عبدالله بوشهري لست مريضا بـ كورونا | جريدة الأنباء


  • أول شيء سأفعله عقب خروجي أجمع أهلي وزوجتي وبنتي في مكان واحد
  • تلقيت إنذاراً في الحجر بسبب «طباخ أمي».. وحنين «عورت قلبي» وشفت فيها داليا
  • أحداث «الوصايا العشر» تعبر عن وضعنا الحالي.. ووفاة الطبيب «إبراهيم» تشبه وفاة مكتشف «كورونا» الطبيب الصيني
  • تعلمت في الحجر الصحي الاهتمام بالتفاصيل الصغيرة
  • أتعامل بشكل إيجابي.. وتضايقت عند تجديد فترة بقائي
  • شجون تحدثني بالساعات يومياً حتى لا أشعر بأنني معزول عن الناس وأشكر باقي الفنانين
  • سأحكي للكاتب فهد العليوة تفاصيل ما شاهدته في الحجر.. ربما يصلح ليكون عملاً درامياً

حاوره هاتفياً: ياسر العيلة

لوعدنا بالزمن الى الوراء سنلاحظ أن مرض الفنان كان يبقى طي الكتمان وبعيدا عن الأضواء، لكن مع ظهور وسائل التواصل الاجتماعي، باتت الحياة الخاصة مباحة والمرض أيضا، اذ يعلن الفنان عبر تغريدة أو تدوينة عن مرض يصيبه أو مشكلة صحية يعانيها، فيحرك مشاعر معجبيه، وحتى آخرين يظهرون تعاطفا واضحا في هذه الحالة.

وفي السابق، كنا نشهد تسترا على المرض وحقيقته وكأن صورة الفنان تقتصر على الايجابية والسعادة والفرح بعيدا عن المرض والحزن، أما اليوم فتغيرت الأمور بعد أن تبين أن إشراك الفنان الناس بمختلف تفاصيل حياته الخاصة يقربه أكثر منهم، فيشعرون بأنه يشبههم ويصاب بالمرض مثلهم، ما يطمئنهم كونه قد يمر بلحظات ضعف وحزن ومرض مثلهم تماما.

ومن الحالات التي أثرت في الناس وأثارت تعاطفهم كانت حالة الفنان عبدالله بوشهري الذي دخل الحجر الصحي في الكويت بعد عودته من إيران، وذلك لتفشي «كورونا» فيها، للتأكد من عدم انتقال الفيروس له، وهو أمر طبيعي تقوم به الكويت للعائدين من بلاد تعاني من انتشار المرض بها.

«الأنباء» تحدثت مع بوشهري في اتصال هاتفي، في أول حوار صحافي له من داخل الحجر الصحي، حيث طمأن جمهوره ومحبيه عن آخر تطورات حالته الصحية، وكشف عن اللحظات الصعبة التي عاشها خلال هذه المحنة، وتطرق لعلاقته الإنسانية بالطفلة «حنين»، كما ذكر الأشياء التي تغيرت في شخصيته من خلال هذه الأزمة، بالاضافة الى أمور اخرى كثيرة، تحدث عنها النجم عبدالله بوشهري للمرة الاولى، من خلال الحوار التالي:

في البداية، ودي تطمئن جمهورك عن حالتك الصحية..

الحمد لله صحتي «زينة» وأموري طيبة، وأقوم بعمل اجراءات روتينية من قبل وزارة الصحة مثل كل الركاب الذين كانوا معي على متن الطائرة القادمة من ايران، وصار لي 21 يوما في الحجر الصحي، وعملنا الفحص الأخير لنغادر الى منازلنا، ولكن للأسف اكتشفوا أن هناك 13 حالة موجودة معنا كلهم حاملين للفيروس، ولم يعرف الأطباء المخالطين لهم بالفندق، ومن أجل ذلك مددوا لنا 14 يوما أخرى للاطمئنان علينا، وهذه مناسبة بأن أرد على بعض الناس الذين يعتقدون أنني حامل للفيروس بسبب التجديد لي للمرة الثانية، وأحب أن أوضح لهم أن أي شخص يتم اكتشاف انه حامل للفيروس يتم نقله الى المستشفى لتلقي العلاج، وأنا ولله الحمد ما فيني ولا شيء، لكنني ملتزم بتعليمات وزارة الصحة.

شاهدناك في بداية الأزمة متفائلا ومتماسكا وإيمانك قويا، هل بعد تمديد إقامتك شعرت بحالة من اليأس والحزن والانكسار؟

منذ بداية وضعي في الحجر الصحي وأنا ملتزم بتعليمات وزارة الصحة، وكنت متفائلا وأتعمد تصوير يومياتي في «سناب شات» حتى يشاهد المتابعون تفاصيل حياتنا في الحجر الصحي وكيف نعيش ونأكل ونتعامل، حتى نشجع كل الأشخاص الذين يشعرون بالخوف من الحجر الصحي، ولا أخفي عليك أنني شعرت بحالات ضيق في بعض الأحيان، أذكر منها عندما تم إبلاغي بأنهم سيجددون لي 14 يوما اخرى، لكن عندما تحدث معي الطبيب وشرح لي خطورة اكتشاف 13 حالة من المقيمين معنا بالفندق حاملين للفيروس اقتنعت بأهمية ان أقضي الاربعة عشر يوما الجديدة، وبالعكس ليومنا هذا وأنا «مستانس» وأتعامل مع الوضع بشكل ايجابي ولم أفكر في أي شيء سلبي لأنه في النهاية ما يحدث من أجل صحتي.

لاحظنا علاقة انسانية جميلة بينك وبين كل المحجوزين بالحجر الصحي.. كلمنا عنها؟

منذ دخولي الحجر الصحي في اليوم الاول كل المتواجدين كانوا يعرفونني كوني فنانا، وكنت أتواصل مع الجميع وأعمل على تهدئة قلقهم نتيجة الوضع الذي نعيشه، وكنا نساعد بعضنا بعضا، وكنت أحرص على أن اطلب من الوالدة أن تطبخ كمية كبيرة من الاكل حتى يمكنني توزيعه على الجميع، ولكن بعد أن تلقيت إنذارا بعدم التجمع معا من يومها كنت أسأل عنهم، وتوقفنا عن التجمع معا من أجل صحتنا جميعا.

نزلت مقاطع من مسلسلك «الخطايا العشر» الذي تطرق لتعرض أحد البلاد لفيروس وكنت تقوم بدور الطبيب «ابراهيم» الذي يموت بسبب هذا الفيروس، ألا ترى أن ذلك سبب حالة من اليأس بين الموجودين معك في الحجر الصحي؟

بالعكس، عندما دخلت الحجر الصحي في اليوم الاول تذكرت «الخطايا العشر»، وكنت أنوي التحدث عنه، ولكن انشغلت بالعديد من الأمور، وما كنت أعرف مصيرنا داخل الحجر بالتفصيل، وعندما طالت المدة حرصت على نشر أجزاء من المسلسل لأن أحداثا كثيرة حاليا تشبه مشاهد في المسلسل صورتها منذ عامين، مثل تعقيم اليدين وارتداء الماسك الواقي وخوف الناس من الفيروس والعلاج، وبالنسبة للمشهد الاخير الخاص بالدكتور «ابراهيم» الذي توفي، ولماذا وضعت هذا المشهد تحديدا؟ لأن الطبيب الصيني الذي اكتشف «كورونا» توفي من الفيروس، وهذا المشهد كان قريبا من الواقع، وللعلم بسبب هذا المشهد أمي «زفتني» وقالت لي لا تعيدها ولا تضع مثل هذه المشاهد مرة أخرى التي تموت فيها، وبالعكس فيروس «كورونا» ليس خطيرا، مشكلته الوحيدة سرعة انتشاره من شخص لآخر، وهذا ما عرفته من الاطباء في الحجر الصحي ونسبة وفياته قليلة تقريبا 2.9%.

بصراحة.. ما الذي غيرته هذه المحنة في عبدالله بوشهري الانسان؟

أنا دائما أنظر الى الأمور بإيجابية، والشيء الايجابي في الحجر الصحي الذي أتواجد فيه وجود وقت كبير لدي لكي أفكر في الكثير من الأمور، منها أننا في حياتنا العادية لم نعد نهتم بالتفاصيل الصغيرة في علاقتنا مع الآخرين، مثل «السلام» عندما نلتقي بأحبابنا وأصدقائنا بشكل عادي، وهذا الشعور حسيته عندما شاهدت الطفلة «حنين» في اللوبي، ولم أستطع السلام عليها، وهذا الشيء أتعبني، وهذا مثال لبعض تفاصيل صغيرة وعندما أخرج إن شاء الله سأحرص على الاهتمام بها.

ما أول الأشياء التي ستقوم بها بمجرد خروجك من الحجر الصحي؟

أول شيء يدور في خاطري وأرغب بعمله أن أقوم بجمع كل أهلي، امي واخواني وزوجتي الحبيبة وابنتي داليا في مكان واحد، لأن لا تدري «شكثر» أنا مشتاق لهم جدا، وبالرغم من انني كنت أسافر بالأشهر للتصوير، الا انني لم أشعر بمثل هذه الرغبة الكبيرة لرؤيتهم مثل ما اشعر به حاليا داخل الحجر الصحي، «لأني وايد وايد مشتاق لهم» ولم أفكر في أي شيء آخر غير أهلي وأسرتي.

بعد خروجك بإذن الله من الحجر مشافى معافى، هل من الممكن ان تتطوع لمساعدة الاشخاص الموجودين في الحجر الصحي، خاصة أنك أصبحت تمتلك خبرة حاليا؟

أتمنى والله أن يوافقوا لي بوزارة الصحة على ذلك، فأنا بالفعل أصبحت صاحب خبرة في التعامل مع كل من يتم احتجازه في الحجر الصحي من خلال تهدئتهم وطمأنتهم، والتعامل النفسي معهم بشكل جيد، وأنا على استعداد بالمساعدة بأي شيء.

فكرت بتحويل الاحداث التي عشتها داخل الحجر الصحي الى عمل درامي كونك ممثلا ومررت بهذه التجربة على أرض الواقع؟

نعم فكرت في ذلك، ولست كاتبا لكي أكتب قصة ما حدث معي، ولكنني تحدثت هاتفيا مع أخي وصديقي الكاتب فهد العليوة بأنني بعد أن أخرج سأجلس معه وأحكي له تفاصيل الأحداث التي حدثت معنا منذ أن استقللنا الطائرة، وبداية دخولنا الحجر الصحي والمواقف التي حدثت معنا، والأشخاص الذين تعرفت عليهم خلال توجدنا في الحجر، ومنهم شخصيات لها «كاركترات» خاصة، فمنهم الكوميدي والحزين وتفاصيل كثيرة أخرى سأحكيها للعليوة، واذا كانت لديه الرغبة في كتابة عمل يتناول هذه الاحداث وفيروس كورونا، فهذا شيء جميل بالتأكيد لأن الحالات الانسانية كانت كثيرة في هذه الفترة.

من هم أصدقاؤك الفنانون الذين حرصوا على التواصل معك خلال فترة وجودك بالحجر الصحي كنوع من الدعم المعنوي لك؟

صراحة، الفنانون كلهم فيهم الخير والبركة، منذ اليوم الأول حرصوا على الاتصال بي والاطمئنان عليّ، وأنا أشكرهم على ذلك، ولكن الفنانة الوحيدة التي حرصت على الاتصال بي يوميا عن طريق «الفيديو كول» وتتحدث معي بالساعات وتقولي «حتى لا تشعر عبدالله بأنك معزول عن الناس» وكنا نتحدث في «وايد» أمور، وكانت تحاول أن تخرجني من هذه الحالة بعفويتها وخفة دمها، هي حبيبتي النجمة شجون الهاجري.

حنين وداليا

تحدث النجم عبدالله بوشهري عن الطفلة «حنين» التي تعرف عليها صدفة في الحجر الصحي، وقال: تعرفت عليها كونها كانت تقيم مع أسرتها في الطابق أسفل الطابق الذي أقيم فيه، وعندما شاهدتها من البلكونة «عورت قلبي» لما شفت انها طفلة في هذا العمر الصغير، «سنة وكم شهر»، فكنت حريصا على ان أتواصل معها، وكنت ألقي لها بالحلاو والكاكاو، ومع الأيام اشتريت لها ألعابا ونزلتها لها بالحبل من البلكونة، لكن فوجئت بعد ذلك بالاخوة في وزارة الصحة يخبرونني بخطورة نقلي أغراضا من عندي الى غرفة ثانية حرصا منهم على الصحة العامة.

وتابع: للحقيقة قلبي كان يعورني على «حنين» لأنني كنت أرى فيها ابنتي «داليا» وكيف كانت تفرح عندما أعود الى البيت وأنا أحمل هدايا وكاكاو لها، فكنت أشوف هذا الشيء في «حنين»، وبالرغم من ذلك حرصت على شراء ألعاب لـ«حنين» والاحتفاظ بها عندي، ووعدتها بأن أعطيها لها بمجرد خروجنا من الحجر الصحي بإذن الله، وسأحضنها لأنني قابلتها في «لوبي» الفندق ولم أستطع لمسها أو حملها أو السلام عليها بسبب قوانين وتعليمات الأطباء.





Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى