هل ينجح السياسي العراقي عدنان الزرفي في إخراج البلاد من أزمتها السياسية؟
[ad_1]
أتى تكليف النائب في البرلمان العراقي، عدنان الزرفي، بتشكيل الحكومة الجديدة تزامنا مع مناقشة عدد من الكتاب العرب، ولاسيما في العراق، أسبابَ فشل سلفه محمد توفيق علاوي في تشكيل الحكومة.
وعلى الرغم من أن تكليف الزرفي لم يمر عليه إلا ساعات قليلة، إلا أن ظروف تسميته والواقع السياسي العراقي لا يختلف كثيرا عن سابقه. فهل ستكون تجربة الزرفي مختلفة؟
وعقب إعلان تكليف الزرفي، الذي شغل من قبل منصب محافظ النجف، نقلت بعض وسائل الإعلام العراقية اعتراض عدد من الكتل البرلمانية الرئيسية عليه، ما يعني أنه قد يواجه صعوبات كبيرة، في تمرير تشكيلته الوزارية في مجلس النواب.
ويشهد العراق مظاهرات ضد الحكومة، منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي. ودفعت هذه الاحتجات المستمرة حتى الأن رئيس الوزراء العراقي، عادل عبدالمهدي، لتقديم استقالته بعد نحو شهرين من بداية التظاهرات.
ومنذ ذلك الحين، يحاول العراق تشكيل حكومة جديدة، خلفا لحكومة عبدالمهدي التي أصبحت حكومة تسيير أعمال.
“إدارة التوازن القلق”
عقب تكليف الزرفي بتشكيل الحكومة، أفاد عدد من مواقع الأخبار العراقية باعتراض بعض التحالفات السياسية على تكليفه، ولاسيما تلك التي تُوصف بأنها “موالية” لإيران.
ونقل موقع “كتابات”، عن نشطاء وسياسيين في العراق، أن الزرفي “لم يحظ بتوافق الكتل السياسية”.
وأفاد موقع “ألترا عراق”، عن مصادر سياسية قولها، إن “تحالف الفتح وائتلاف دولة القانون، فضلا عن حركة عصائب أهل الحق، رفضت بشدة تكليف الزرفي، مشيرة إلى أن بعض تلك الأطراف تتهم الزرفي، بالمسؤولية عن حادثة حرق القنصلية الإيرانية في النجف”.
وقال موقع “بغداد بوست” إن الاعتراض على الزرفي يأتي من “المعسكر الموالي لإيران”، إذ يتهمونه بأنه “أمريكي الميول”.
ونقل الموقع عن “مفاوض سياسي” في تحالف النصر، الذي يقوده رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي، قوله إن “اختيار الزرفي جاء نتيجة فشل التفاهمات التقليدية بين القوى الشيعية”… وإن “ضرورات المرحلة تتطلب تكليف شخصية قوية، يمكنها إدارة توازن قلق بين النفوذين الإيراني والأمريكي في العراق”.
وأفاد موقع “المسلة” عن القيادي في حركة عصائب أهل الحق، جواد الطليباوي، رفضه ترشيح الزرفي، قائلا: “هذه خيانة لدماء الشهداء وتضحيات المجاهدين. لن نسكت وسنقلب عاليها سافلها، على الأسياد والعملاء والمتأمرين”.
“المنهج الفاشل ذاته”
وأعرب عدد من الكُتّاب عن خيبة أملهم، بسبب فشل الكتل البرلمانية في التوافق على شخصية مقبولة، من الأطراف كافة لتشكيل الحكومة، متهمين الطبقة السياسية بأنها السبب وراء هذه الأزمة.
يقول راصد الطريق في جريدة “طريق الشعب” العراقية: “عندما يجري الإصرار على المنهج الفاشل ذاته، وتتمسك القوى المعنية بتسمية مرشح لرئاسة الوزراء، وفقا لمواصفاتها ومقايسها، وهي التي اختلفت على ذلك سابقا، وعندما تدور المشاورات بعيدا عن الناس ومطالبهم وأولوياتهم، وعما وضعه المنتفضون من معايير في هذا الشأن، فمن المنطقي أن تتواصل حالة الاستعصاء، ويستمر إهدار الوقت”.
أما علي العكيدي، في جريدة “الزمان” العراقية، فيقول إن “الطبقة السياسية التي لم تصوت لكابينة علاوي، كان دافعها الرئيسي لذلك هو عدم موافقة السيد علاوي على شروطها”.
لذا يرى العكيدي أن “الجماهير عليها أن تعدل مطالبها، وتطالب بحل البرلمان وتشكيل حكومة إنقاذ وطني، فقط هي من تأخذ على عاتقها إجراء انتخابات قادمة، وتهيئة الأجواء الملائمة لها”.
ويرى الكاتب أن “هذا هو الحل الوحيد، الذي ينقذ العراق من قبضة جهات، لا تعرف معنى السياسة وخدمة الوطن، بقدر معرفتها لمعنى سرقة البلد، وإذلاله وترسيخ تبعيته للأجنبي”.
وعلى نفس المنوال، يقول كاظم الموسوي في جريدة “الوطن” العمانية: “أصبح الصراع السياسي فعليا بين قيادات الأحزاب السياسية، التي تحولت إلى طرف في العملية السياسية أمام طرف الشارع، رغم وقوف جهات أخرى داخل كل طرف منهما موقف المتفرج، ووضع اشتراطات لها عليه، مما جعل الوضع مركبا، فلا قدرة لأي منهما على التغيير المنشود ولا الإصلاح الموعود، فكل طرف منهما ظل متمسكا بحجته، ومتذرعا بأوضاع لم تعد قادرة على الاستمرارية والنجاح دون تنازلات أساسية، رغم التشابك في أحيان بينهما”.
وشبّه أحد الكتاب المعضلة السياسية في العراق بوباء الكورونا، الذي يقف العالم أمامه عاجزا حتى الآن.
ففي موقع “شفق نيوز” الإلكتروني العراقي، يقول كفاح محمود كريم: “لقد انتظر هذا الشعب كثيرا، حتى مل منه الانتظار والصبر، فانفجر في أول أكتوبر 2019 ليعبر عن ذاته وإحباطه، ويأسه ممن يحكمون باسم الرب والدين والمذهب، فهل يا ترى سيصمد أمام كورونا السياسة والفيروس!”
[ad_2]
Source link