فيروس كورونا: أطباء إيطاليا يضطرون لعلاج بعض المرضى وترك آخرين لمصيرهم بعد تكدس المستشفيات
[ad_1]
يقول أطباء إيطاليون يخوضون معركة التصدي لتفشي فيروس كورونا في البلاد، إنهم يضطرون إلى الاختيار بين من يتلقى العلاج أولا لإنقاذ حياته ومن يُحرم من ذلك بسبب ارتفاع عدد المصابين.
ومع استمرار ارتفاع أعداد الإصابات الجديدة بالفيروس يوميا، تبذل إيطاليا قصارى جهودها للتعامل مع ما يكفي من أسرّة داخل المستشفيات لعلاج المرضى، وهي خطوة غير مسبوقة في وقت السلم.
وتقول كريستيان سالارولي، رئيس وحدة الرعاية المركزة في مستشفى في بيرغامو، الواقعة في المنطقة الشمالية من مدينة لومباردي، لصحيفة “كورييري ديلا سيرا”: “إذا كان عمر الشخص بين 80 و 95 عاما ويعاني من ضيق تنفسي شديد، فمن غير المحتمل أن يحصل على العلاج، إنها كلمات بالغة الصعوبة، لكنها للأسف حقيقة. لسنا في وضع يسمح لنا بتجربة ما يسمى معجزات”.
ولكن ما الذي جعل تفشي المرض في إيطاليا يحدد اتخاذ قرارات ضرورية تتعلق بالحياة أو الموت؟
“خيارات صعبة”
أثبت فيروس كورونا أنه مرض فتاك في إيطاليا على وجه الخصوص، بعد أن تسبب في نحو 1809 حالة وفاة من أصل 24747 حالة إصابة حتى اليوم الاثنين، ما يعادل نحو ثُلث حالات الوفاة المسجلة في الصين من جراء الإصابة بالفيروس.
وتقول منظمة الأمم المتحدة، إن البلاد تحتل المرتبة الثانية على مستوى العالم بعد اليابان من حيث عدد كبار السن، مما يعني أنهم معرضون بشكل خاص لخطر الإصابة بأعراض بالفيروس الحادة.
وكانت الكلية الإيطالية للتخدير والتسكين والإنعاش والرعاية المركزة قد أصدرت توصيات أخلاقية، في وقت سابق من هذا الشهر، للأطباء الذين يتعين عليهم تقديم خدمة علاجية لمريض في سرير بقسم الرعاية المركزة “في ظروف استثنائية”، الأمر الذي يعني عدم توافر الإمكانية أمام الجميع.
وبدلا من قبول المرضى على أساس أسبقية الحضور، نصحت الكلية الأطباء وفرق التمريض، الذين يواجهون اتخاذ “خيارات صعبة”، بالتركيز على المرضى الذين لديهم فرصة أكبر للتعافي بعد توفير العلاج المكثف.
وقالت التوصيات: “ليست الكلية هي التي تحدد علاج بعض المرضى دون آخرين. بل على العكس، الأحداث الطارئة هي التي تفرض على الأطباء تركيزهم على مدى ملاءمة العلاج لأولئك الذين يمكنهم الاستفادة منه بشكل أكبر”.
“تسونامي” كورونا في إيطاليا
وتمتلك إيطاليا نحو 5200 سرير للرعاية المركزة، بيد أنه في أشهر الشتاء، تُستخدم العديد من هذه الأسرّة بالفعل من قبل مرضى يعانون من مشاكل في الجهاز التنفسي.
ويوجد في المناطق الشمالية من لومباردي وفينيتو 1800 سرير فقط في المؤسسات الخاصة والعامة.
وقال ستيفانو ماغنون، طبيب يعمل في مستشفى في لومباردي، لبي بي سي إنهم وصلوا إلى الحدود الاستيعابية القصوى.
وأضاف: “الوضع يزداد سوءا يوما بعد يوم، لأننا نصل إلى الحدود الاستيعابية القصوى من حيث توفير أسرّة للرعاية المركزة، وكذلك الأقسام العادية، لعلاج مرضى فيروس كورونا”.
وقال: “نفدت الموارد تماما في مقاطعتنا، سواء البشرية أو التكنولوجية، لذلك نحن في انتظار أجهزة تنفس جديدة، وأجهزة التنفس الصناعي غير الغازية”.
وكان دانييل ماكيني، طبيب متخصص في الرعاية المركزة في بيرغامو، قد نشر شهادته في وقت سابق هذا الأسبوع على تويتر، يصف كيف أن فريقه “يواجه تسونامي” من المرضى، بعد أن أصبحت الأجهزة الطبية التي تعالج مشاكل التنفس ذات قيمة كبيرة، ووصفها بأنها “مثل الذهب”.
وقال: “تتضاعف الحالات، (لدينا)15-20 حالة دخول للمستشفى في اليوم، جميعها تشكو من نفس السبب. نتائج عينات المسح الطبية تشير واحدة تلو الأخرى: إيجابية، إيجابية، إيجابية. وفجأة تنهار غرفة الطوارئ”.
وأضاف: “بعض زملائنا المصابين أصابوا أيضا أقاربهم، وبعض أقاربهم يعانون بالفعل وهم بين الحياة والموت”.
وقالت الطبيبة سالارولي لصحيفة “كورييري” إن العبء النفسي على فريق العمل الطبي “مدمر”، وأن بعض الأطباء في فريقها “انهاروا” بسبب الخيارات التي يتعين عليهم اتخاذها.
وأضافت: “يمكن أن يحدث ذلك مع كبير الأطباء كما مع الطبيب الشاب، إذ يجد نفسه مضطرا لاتخاذ قرار يحدد به مصير إنسان. وأكرر أن هذا يحدث على نطاق واسع”.
وقالت: “رأيت ممرضين يبكون، وآخرين يعانون من أزمات عصبية، فجأة”.
نداء إيطالي إلى أوروبا
ودعا وزير الخارجية الإيطالي، لويجي دي مايو، في حديثه لبي بي سي إلى وحدة أوروبية لتنسيق الإمدادات لجميع المستشفيات والعيادات في شتى أرجاء أوروبا.
بيد أنه بدا متفائلا وقال إن عشر بلدات في شمالي إيطاليا، لم تسجل أي إصابات، بعد فرض حالة الطواريء القصوى، “منطقة حمراء”.
وقال دي مايو: “كانت إيطاليا أول دولة في أوروبا تتضرر بشدة. لكنني آمل أن يعني ذلك أيضا أن تكون إيطاليا أول دولة تتخلى عن حالة الطوارئ”.
[ad_2]
Source link