أخبار عربية

في الصنداي تايمز: شابة قطرية هاربة من عائلتها الثرية تخشى من الاختطاف


بناية شارد في لندن

مصدر الصورة
PA Media

ناقشت الصحف البريطانية الصادرة يوم الأحد عدداً من القضايا المتعلقة بالعالم العربي والشرق الأوسط، من بينها قصة شابة قطرية هاربة من عائلتها وتعيش في بريطانيا تحت خوف الاختطاف، وتحقيق عما آلت إليه مدينة تعز التي كانت يوماً عاصمة الثقافة اليمنية بعد سنوات من الحرب الأهلية، وآخر عن مقاتلين سابقين في المعارضة السورية المسلحة بعد الهزيمة وغياب الدعم.

ونبدأ من الصنداي تايمز مع حكاية الشابة القطرية عائشة القحطاني، ابنة الضابط الكبير في الجيش القطري، والمنتمي إلى إحدى القبائل الخليجية الأكبر نفوذا. يحمل المقال عنوان “ابنة عائلة قطرية غنية تعيش في خوف مستمر من الاختطاف”، وهو بقلم شانتي داس التي التقت عائشة في حديثها للمرة الأولى مع وسيلة إعلام.

وتقول داس إن هذه الشابة تعيش في بريطانيا بخوف دائم من أن تلقى مصيراً مشابهاً لمصير ابنتي حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد المكتوم.

وحسب داس فإن “عائشة تعرضت للقمع وسوء المعاملة من قبل عائلتها، وكلما ضُربت، أو وُبخت لأنها تقرأ الروايات الغربية، أو خُربت اللوحات التي ترسمها، كانت لا تفكر إلا بالهرب”.

ولم يكن ذلك يبدو سهلا، “فهناك قضبان حديدية على نوافذ غرفة نومها، وتنقلاتها مرصودة عبر تطبيق الهاتف النقال الخاص بتحديد الموقع، كما أنها ستزوج لرجل دين متشدد. لقد كانت سجينة في قطر. أو هذا ما ظنه الجميع”.

ولكن الشابة التي تبلغ من العمر 22 عاماً، تمكنت في ليلة 21 ديسمبر/كانون الأول الماضي من الهرب خلال إجازة عائلية في الكويت، بالرغم من الحظر المفروض على سفر الفتيات العازبات تحت سن 25 عاماً من دون مرافق محرم.

لكن عائشة تسللت بعد منتصف الليل من الفندق، وركبت سيارة أجرة إلى المطار، حيث أخذت طائرة إلى لندن عبر أمستردام.

واليوم، تعتقد عائشة خريجة الأدب الإنجليزي والفلسفة، أن حياتها لا تزال في خطر، وهي تعيش في مكان سري في المملكة المتحدة، وتحاول الحصول على اللجوء، وقد تصاعدت مخاوفها عقب قرار محكمة بريطانية بتحميل حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم المسؤولية في اختطاف ابنتيه اللتين حاولتا الهرب، وثم إخفائهما.

وتنقل الكاتبة عن عائشة قولها “يمكن أن يحصل لي نفس الشيء، لقد جلبت العار للعائلة. لقد نزعت النقاب، وأظهرت وجهي وتكلمت. لقد دمرت سمعتهم”.

ولخوف عائشة ما يبرره كما تقول الكاتبة، فبعد 24 ساعة من وصولها إلى بريطانيا، اتصلت بها الشرطة لتبلغها أن شابا من أقاربها تم توقيفه في مطار هيثرو، وبعدها بثلاثة أسابيع، تم نقلها عن طريق وزارة الداخلية إلى مكان إقامة آمن في مدينة كارديف.

ولكن رجلين من عائلتها تمكنا من تتبعها، ووصلا إلى مكان كانت قد زارته وقريب جداً من مكان إقامتها، كما ادعى أحدهما لاحقاً أنه تمكن من رشوة موظف في دائرة الهجرة، وعلم بمكان إقامتها.

ورغم أن عائشة تستخدم تطبيقاً معيناً لتجري اتصالاتها، وقد قطعت علاقاتها مع معارفها في قطر، واتخذت إجراءات كثيرة لحمايتها وإخفاء مكان إقامتها وتحركاتها، فهي لا تزال تشعر أن حياتها في خطر، كما تؤكد للصحيفة.

وبحسب المقال فإن عائشة تلقت اتصالات من مسؤولين قطريين، وعدوها بأن لا شيء سيحدث لها إن عادت إلى بلاها، ولكنها تقول “يريدون أن يحبسوني، سأودع في السجن حتماً، أو أن عائلتي ستقتلني”.

وتقول عائشة في المقابلة الأولى التي تجريها منذ وصولها إلى بريطانيا، إن برج “شارد” في لندن، والمملوك لقطر، هو بمثابة الرمز لمحاولة قطر “تقديم صورة حديثة براقة، في حين لا تزال تقمع فيها النساء”، وتضيف ” يقدمون هذه الصورة الرائعة عن قطر، ولكن في الحقيقة النساء في الدوحة، إنسان من الدرجة الثانية، والناس لا يملكون حرية الكلام”.

وتأمل عائشة في أن “تؤدي قصتها إلى حصول تغيير، وأن تكون إلهاماً لفتيات أخريات”، وتضيف “هربت لكي أكون حرة، ولكن في نفس الوقت هناك هذا الخوف، إنها ليست حرية كاملة”.

وتضيف عائشة “ولكنني في كل دقيقة، وطوال الوقت أتذكر سوء المعاملة الذي تعرضت له. أنا متفائلة، وهذا ما أوصلني إلى هنا”.

مصدر الصورة
Reuters

Image caption

شهدت مدينة تعز قتالا عنيفا منذ أن وصل الحوثيون في عام 2015

عاصمة الثقافة المنسية في اليمن

ونشرت الأوبزفر تحقيقاً مطولاً عن مدينة تعز، العاصمة الثقافية لليمن، بعد سنوات من الحرب الأهلية والحصار، بقلم ليز دوسيت كبيرة المراسلين في بي بي سي ، ويحمل عنوان “خوف ولطف وموت في عاصمة الثقافة في اليمن”.

وتقول دوسيت في الصراع اليمني، الذي لطالما يطلق عليه “اسم الحرب المنسية”، فإن مدينة تعز، هي الضحية الكبرى للنسيان. هذه المدينة التي كانت يوماً مركزاً للتعليم والسياحة، شطرت اليوم بين الحوثيين والحكومة، وغزا الخوف شوارعها.

في هذا التحقيق تحاول دوسيت أن تزيح غبار الحرب والنسيان عن ثالث كبريات المدن في اليمن، والتي كانت تفخر بأنها عاصمة الثقافة، وأنجبت أهم المثقفين وأفضل الأساتذة والحقوقيين والطيارين في البلاد، أما الآن فهي ساحة معركة مديدة لا تنتهي، والمدينة الأكثر تعرضاً للقصف والضربات من قبل القوات السعودية، والمكان الأخطر، الذي شهد أكبر عدد من القتلى في اليمن.

وتعتبر دوسيت أن تعز بمثابة الرمز البشع للحرب الطويلة التي مزقت البلد كلها، والمدينة تقسمها جبهة قتال ممتدة من شرقها إلى غربها كأنها ندبة طويلة، ونحو ثلث تعز في قبضة الحوثيين المسيطرين على المرتفعات المطلة على الحدود الشمالية للمدينة، في حين تسيطر الحكومة على ما تبقى، أما الناس فلا يريدون سوى أن يسمح لهم بالحياة.

وتنتقل دوسيت من منطقة الحكومة إلى منطقة الحوثيين، وتقول إن الوصول المسافة كانت تقطع عادة في خمس دقائق بالسيارة، أما الآن فقد استغرق الطريق خمس ساعات عبر الجبال.

وتشير دوسيت إلى أن كل الذين التقتهم في تعز يتذكرون ما حصل لهم وكأنه جرى بالأمس. ومن بينهم شخص اسمه مروان دمر بيته وقتل 10 من أقاربه في غارة جوية لقوات التحالف الذي تقوده السعودية، لكن ورغم مرور خمس سنوات على الحادث فإن قلب مروان مثل بيته لا يزال محطماً، وهو “يقول كان الهجوم قوياً جداً، وبقينا ستة أيام ونحن ننتشل الجثث”.

وحين زارت دوسيت منزلا دمره الحوثيون، التقيت بسيدة اسمها زهرة، وقالت لها “الجميع باعوا اليمن لأجل مصالحهم، الحوثيون يعملون مع إيران، نصف رجال المقاومة يعملون مع السعودية، والنصف الآخر مع الإمارات”.

وتقول دوسيت إن حكاية زهرة تشبه حكاية اليمن، فقد قتل صغيرها في الهجوم، وابنتها خسرت عيناً، وجن زوجها من الحزن، ولكن ما أن تحركنا لنغادر المكان، حتى هرعت زهرة لتقدم لنا خبزاً يمنياً طازجاً خارجا للتو من الفرن، وكأنما لتذكرنا بأن هذه الحرب القاسية التي لا ترحم، لا يمكنها أن تقضي بالكامل على الطيبة والثقافة”.

سلاح المخذولين

مصدر الصورة
AFP

وفي الصنداي تلغراف نقرأ تحقيقاً أجراه غاريث بروان بعنوان “مسلحو معارضة سوريون يقايضون صواريخهم المضادة للدبابات بأي شيء”، يتقصى فيه أوضاع مقاتلين سابقين في المعارضة لم يعد لديهم من يدعمهم.

ويلتقي الكاتب كمثال قائد كتيبة سابق من مسلحي المعارضة، اسمه أبو صالح، أصبح اليوم يعمل سائق شاحنة لصالح شركة توزيع مواد غذائية في مدينة أنطاكية في جنوب تركيا، وحيث لا يزال بإمكانه أن يسمع أصوات الطائرات التي تقصف شمالي غرب سوريا.

وأبو صالح، واحد من كثير من المقاتلين السابقين، الذين يحاولون أن يعيشوا حياة طبيعية إلى حد ما. وبعد عجزهم عن متابعة القتال حاول رجال مثله بيع أسلحتهم بأسعار زهيدة، ومع هذا لا يزالون مصرين على أنهم لم يتخلوا عن قضيتهم، كما يقول براون.

كان ابو صالح، وهو من مدينة اللاذقية، من أوائل المنضمين إلى الجيش السوري الحر، وقاتل القوات الحكومية ومليشيات حزب الله ولواء الفاطميين الإيراني، وعرف إثارة الإحساس بالحرية واقتراب النصر، لكن ذلك قبل تدخل القوات الروسية.

وينقل براون عن أبو صالح أن المقاتلين طلبوا من الولايات المتحدة أسلحة مضادة للطائرات لكي يستطيعوا حماية أنفسهم من غارات المقاتلات الجوية السورية والروسية، وكيف أنهم استطاعوا إسقاط طائرات بأسلحتهم المضادة للدبابات.

وكان أبو صالح من بين مقاتلي المعارضة الذين تواصلت معهم واشنطن عام 2015 ، لكن لم يلبث الدعم الأمريكي أن جف، ثم تخلت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن برنامج دعم المقاتلين المعتدلين في المعارضة السورية. وفي غياب السلاح، وتزايد الدعم الروسي للرئيس السوري بشار الأسد، لم يكن أمام المقاتلين الكثير من الخيارات.

ويتابع قائلاً إن بعض المقاتلين عثروا على داعمين جدد في تركيا، وبعضهم انضموا إلى الجهاديين، وبعضهم جمعوا عائلاتهم وذهبوا إلى تركيا كما فعل أبو صالح، فالرجال إما قتلوا أو غادروا.

ويقول الكاتب رغم أنه من المسوغ تماماً أن يكون لدى أبو صالح حقد تجاه واشنطن، وأن يعتبر أنها تخلت عن مقاتلي المعارضة، إلا أن لومه وعتابه الكبيرين هما على طرف آخر، فأبو صالح يقول “بقية الدول العربية تخلت عنا. أمريكا على الأقل دعمت قضيتنا لفترة، أما الدول العربية فلم تحرك إصبعاً لمساعدتنا. لقد دعموا الإخوان المسلمين ومسلحي القاعدة”.



Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى