أخبار عربية

فيروس كورونا بين “تشاؤم” جونسون و”مناشدة” جواد ظريف

[ad_1]

مع استمرار انتشار فيروس كورونا تسود حالة من الهلع وتكثر الأسئلة حول مدى خطورته، وهذا ما يعكس حالة التهافت على المواد الغذائية ومواد التعقيم، يضاف إلى ذلك سؤال عن دوافع تسييس الوباء.

getty images

مصدر الصورة
ANDREA PATTARO

قبل أيام، فوجئ رواد مواقع التواصل الاجتماعي في بريطانيا بخطاب لرئيس الوزراء بوريس جونسون يقول فيه إنه “يتعين على العائلات الاستعداد لفقد أحبائها باكرا”.

وقال جونسون في كلمة للشعب البريطاني إن : “فيروس كورونا سيواصل الانتشار في البلاد خلال الأيام المقبلة حاصدا مزيدا من الأرواح”.

ولم تمر تصريحات جونسون دون جلبة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فقد وصفها البعض بالصادمة وطالبوه باتخاذ إجراءات صارمة أسوة بتلك التي اتخذتها دول أوروبية كإيطاليا بوضع البلاد تحت الحجر الصحي أو غلق حدودها أمام المسافرين الأجانب مثلما فعلت الولايات المتحدة.

ولم يختلف وقع تصريحات جونسون كثيرا عن ما قالته المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، إذ حذرت من احتمال إصابة ما يقرب من 70 في المئة من سكان البلاد بفيروس كورونا المستجد.

وأثارت تصريحات جونسون وميركل موجة من الانتقادات من قبل كثيرين اتهموهما بالتهويل، في حين أثنى بعض المعلقين العرب على صراحتهما وقارنوه بتصريحات لمسؤولين في دول أخرى غلب عليها خطاب التهوين والتعتيم، على حد قولهم.

واختلف تعامل دول العالم مع الوباء المستجد، من متكتم غير مبال، إلى متخوف يسابق الزمن لمكافحته، إلى آخر يروج للحدث على أنه إشعار بحلول نهاية العالم، أو يعتبره جزءا من مؤامرة أو حربا بيولوجية.

كما رفع فيروس كورونا من حدة التوتر وتبادل الاتهامات بين زعماء العالم.

وفي سياق متصل، لاقت تصريحات وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف حول تفشي الفيروس في بلاده تفاعلا واسعا.

وأطلق ظريف نداء عاجلا عبر تويتر يناشد فيه دول العالم مساعدة بلاده في مواجهة الفيروس.

اتهم ظريف الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بممارسة “إرهاب اقتصادي وطبي على بلاده عبر تشديد العقوبات لإضعاف قدراتها على مكافحة فيروس كورونا” وأضاف بأنه “ليس أخلاقيا ترك متنمر يقتل الأبرياء”.

وأردف روحاني: “الفيروسات لا تعترف بالسياسة أو الجغرافيا، وكذلك يجب أن نكون جميعا”

كذلك اتهمت الصين الولايات المتحدة بإدخال فيروس كورونا إلى مدينة ووهان، فيما قال المرشد الإيراني علي خامنئي إنه هناك مؤشرات ودلائل تعزز فرضية حدوث هجوم بيولوجي.

بين التهوين والتهويل

مما لا شك فيها أن كورونا أظهر حجم الفجوة الثقافية والصحية بين دول العالم، إذ يعتقد مغردون أن سياسة الإنكار واللامبالاة “التي اتبعتها بعض الدول كإيران في البداية ساهمت في زيادة انتشار الفيروس”.

لهذا يرى مغردون أن مواجهة الأمراض مستقبلا مرتبط بمحاربة الحكومات البيروقراطية أو الاستبدادية التي يعتبرونها سببا رئيسا في انتشار كورونا ووصولها إلى معظم دول العالم.

وفي الوقت الذي يحذر فيه البعض من تسييس كرورنا، يرى البعض الآخر أن الفيروس سيقضي على فكرة العولمة.

كما يتخوف مدونون وأطباء من أن يتسبب التهويل من شأن هذا الوباء في زيادة عدد الضحايا، نتيجة التضييق الاقتصادي والعزل الاجتماعي.

فالذعر الذي انتشر بفعل التهويل والتضخيم والتركيز الشديد على غريزة الخوف لدى البشر، أدخل الناس في دوامة هلع دفعتهم إلى تخزين السلع المختلفة استعدادا للبقاء داخل المنزل لمدة طويلة .

ثقافة القطيع

وينشر مغردون أوروبيون وأمريكيون صورا تظهر رفوف المتاجر فارغة بعد تهافت الناس على شراء أوراق المراحيض ومواد التعقيم.

وتصاعد الأمر في بعض الحالات إلى حد الاشتباك بالأيدي وبآلات حادة ما استدعى تدخل الشرطة.

كذلك أظهرت مقاطع متداولة عبر الصفحات العربية تكدس مواطنين أمام المخابز والبقالات ، في ظل مخاوف من نقص المواد الغذائية الأساسية.

ويطلق خبراء اقتصاديون ومختصون في علم النفس على هذا السلوك ” نظرية القطيع”، موضحين أن التعرض المستمر للأخبار والشائعات يدفع البعض إلى اتخاذ تدابير لتأمين أنفسهم دون تفكير، فالذعر يولد “الخوف والهلع”.

وبحسب دراسة أجرتها هيئة الخدمات الصحية البريطانية، فإن الشائعات ونظريات المؤامرة التي تنتشر حول كورونا تساهم بشكل كبير في انتشارها وتزيد من نسبة الذعر والتوتر.

لذا ينصحُ بتجنب المواقع غير الموثوقة المصادر التي تحاول تضخيم مثل هذه الأوبئة.

وترجع دراسة نشرت على موقع ” science direct” انعدام ثقة بعض المواطنين في حكوماتهم ومستوى الرعاية الصحية في بلدانهم قد تجعلهم ضحية لتلك المواقع والمعلومات المغلوطة.

السخرية كسلاح

ورغم أن نسبة وفيات كورونا لم تتجاوز وفيات الإنفلونزا الإسبانية أو الطاعون الأسود، إلا أن التهويل في تصاعد مستمر في ظل تعطل المدارس والأنشطة الاقتصادية في عدد من دول العالم.

وفي الوقت الذي لجأ فيه بعض رواد مواقع التواصل إلى سلاح الدعابة للتخفيف من التوتر، رصد آخرون تطبيقات ومواقع إلكترونية يمكن الاستفادة منها خلال العزل المنزلي.

وتنوعت اقتراحات وتعليقات المغردين إلا أنهم طرحوا الأسئلة نفسها: كيف نخفف حالة الهلع التي فرضتها كورونا؟ وماذا تفعلون في منازلكم؟

فمثلا لم يمنع الحجر العام وحظر التجوال الإيطاليين من مزاولة هواياتاهم المفضلة. فقد خرج كثيرون إلى شرفات منازلهم لتقديم وصلات موسيقية جماعية في مشهد يعبر عن حبهم للحياة وتحديهم للوباء.

[ad_2]

Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى