هل يعكس انهيار أسعار النفط حرب “تكسير عظام” بين الرياض وموسكو؟
[ad_1]
حذرت صحف عربية، ورقية وإلكترونية، من التداعيات الاقتصادية السلبية لانخفاض أسعار النفط العالمية، التي وصفها البعض بأنها “حرب نفط”.
وخفضت السعودية، أكبر بلد مصدر للنفط، الأسعار في تعاملات اليوم الاثنين في أعقاب إخفاقها في إقناع روسيا بدعم خفض كبير في الإنتاج بعد هبوط معدلات الطلب نتيجة تفشي فيروس كورونا.
وانتقد بعض الكتّاب الموقف الروسي، الذي دافع عن “مصلحة” موسكو بمعزل عن بقية الدول المنتجة للنفط في العالم، بينما حذر آخرون من أزمات اقتصادية قد تضرب الدول العربية، خاصة المصدرة للنفط.
“حرب النفط الجديدة”
حذر موسي مهدي، في صحيفة “العربي الجديد” اللندنية من “زلزال الحرب النفطية” الذي سوف “يهز الأسواق ويهدد بتغييرات جيوسياسية”.
ونقلت صحيفة “الاقتصادية” السعودية عن روبرت شتيهرير، مدير معهد فيينا الدولي للدراسات الاقتصادية، قوله: “إن استهلال الأسبوع على خسائر تعكس حجم المحنة التي يجتازها السوق، وذلك بعد أن كان يتأهب المنتجون في ‘أوبك’ لإجراء تخفيضات أكثر عمقاً بنحو 1.5 مليون برميل يومياً لامتصاص صدمة كورونا على السوق العالمي للنفط، وذلك قبل أن تقوم روسيا بالإخلال بالاتفاق”.
وانتقدت الصحيفة موسكو التي “دافعت عن مصلحتها بمعزل عن بقية مصلحة المنتجين وهو ما يتناقض مع مفهوم الشراكة والتعاون الذي تم تأسيسه في عام 2016 ورسخ لمبدأ المسؤولية المشتركة ومصلحة الاقتصاد العالمي بشكل عام”.
ويرى عبد الحي زلوم، في صحيفة “رأي اليوم” اللندنية أن “حرب النفط اليوم هي حرب من حروب الجيل الخامس الاقتصادية وحرب عالمية وطحن عظام وسيكون لها آثار عميقة على الجغرافيا الاقتصادية والسياسية في العالم”.
وتنبأ الكاتب بتعرض الولايات المتحدة إلى “هزة أرضية غير مسبوقة”، كما حذر من أن انخفاض أسعار النفط “يكلف المملكة العربية السعودية خسارة قدرها 400 مليون دولار يوميا، أي نحو 150 مليار في السنة، ويكلف مجلس التعاون الخليجي بأكمله 300 مليار دولار”.
وأبدى الكاتب أسفه من أن “بترودولارات الدول العربية تتبخر عندما يقرر الآخرون خفض الأسعار وتتبخر حين زيادتها لسد عجز الدول الأخرى الغربية لا العربية”.
وقال باسل عباس خضير، في موقع “صوت العراق”، إنه على الرغم من أن “الانخفاض السعري كان متوقعا بسبب الحالة الوبائية التي يشهدها العالم وتوقف الإنتاج في الصين، التي تؤثر على ثُلث اقتصاديات العالم وغيرها من الدول التي ظهرت فيها إصابات أو اتخذت إجراءات للتحوط من الوباء (كورونا)، ولكن الوصول إلى هذا الرقم في الأسعار يثير القلق لأن ما يرافقه هو انخفاض كميات الصادرات”.
ووصف سالم بن حمد الجهوري، في صحيفة “عمان”، ما أطلق عليه “حرب النفط الجديدة” بالحرب “القذرة” التي قد تحتاج إلى “سنوات لإعادة الأوضاع إلى سابق عهدها”.
وأكد أن خسارة الاقتصاد العالمي مليارات الدولارات يوميا “تصيب الجميع بالضرر، لاسيما الدول التي تعتمد على الإيرادات النفطية في الأساس لتضربها في مقتل، ويعني ببساطة عجزها عن تنفيذ مشروعاتها الخدمية وتوفير سبل العيش الكريم لمواطنيها والتأخر في توفير رواتب موظفيها، وإيقاف كل شيء تقريبا في حياتها الاقتصادية اليومية التي تمتد إلى سلسلة من المنافع المتداخلة كالدومينو”.
هل تستفيد السعودية من الأزمة؟
ترى صحيفة “العرب” اللندنية أن “السعودية هي المستفيد على المدى البعيد من تقويض هذا الإنتاج البديل، الذي ساعد الولايات المتحدة على الوصول إلى نوع من الاكتفاء الذاتي من النفط”.
وأضافت الصحيفة: “يضع القرار السعودي واشنطن أمام إشكالية مزدوجة؛ فمن جهة يحقق خفض الأسعار وعداً للرئيس دونالد ترامب بتقييد سعر النفط، لكنه من جهة أخرى يهدد صناعة النفط الصخري المترنحة أصلا بسبب كلفة الإنتاج العالية، ويضع ضغوطا على شركات النفط التقليدية”.
وتنبأ وليد شرارة، في صحيفة “الأخبار” اللبنانية، بانتهاء ” الكباش السعودي ــ الروسي لمصلحة الدولة التي ستتمكّن مِن تحمُّل الضرر الناجم عن حرب الأسعار. وفي حين تُعدُّ المملكة مُنتجاً منخفض الكلفة (2.80 دولار للبرميل)، تملك روسيا اقتصاداً أكثر تنوعاً يجعلها منافساً كبيراً”.
وأضاف الكاتب: “الرياض ستكافح لإيجاد توازن في موازنتها في ظلّ استقرار أسعار النفط عند مستويات متدنيّة، تترافق غالباً مع احتمال إلغاء موسم الحج لهذه السنة إذا واصل ‘كورونا’ التفشّي، بعدما عُلِّقت العمرة، وجرى إلغاء فعاليات ‘هيئة الترفيه'”.
[ad_2]
Source link