أخبار عربية

فيروس كورونا: سائح أمريكي في مصر يوثق رحلته من الأقصر إلى الحجر الصحي


وثق السائح الأميركي “مات سويدر” المصاب بفيروس كورونا في مصر تفاصيل رحلته من مدينة الأقصر إلى محافظة مرسى مطروح حيث نُقل إلى الحجر الصحي.

مصدر الصورة
@mattswider

وأعلنت وزارة الصحة المصرية إصابة سويدر ضمن 45 حالة كشفت عنها في باخرة سياحية قادمة من محافظة أسوان نحو الأقصر. وقد نقل جميع ركاب الباخرة للحجر الصحي.

ودأب سويدر منذ بداية الرحلة على نشر صور تبرز جمال مدينة أسوان واستعرض المحطات الكثيرة والآثار الرائعة التي مر بها خلال جولته السياحية. لكن الأجواء الممتعة لم تدم طويلا.

واتخذت الرحلة مسارا معاكسا بشكل مفاجئ بعد أن ركب باخرة باتجاه الأقصر، لينقل فيما بعد عبر طائرة عسكرية إلى مستشفى النجيلة غربي مصر.

وقال سويدر في تغريدة على تويتر: “أجريت تحليلا طبيا وأخبروني أن النتيجة سلبية، ثم حدث خطأ واتضح أن التحليل إيجابي، وأنني مصاب بفيروس كورونا. سأنقل الآن من الأقصر مع 32 آخرين إلى مستشفى خارج الإسكندرية على متن طائرة عسكرية”.

وبمجرد وصوله إلى المستشفى، نشر سويدر صورة له وهو يرتدي كمامة، وعلق قائلا: “سيكون هذا منزلي في مصر خلال الأيام القادمة، حتى أتعافى من الفيروس”.

وتعاطف كثير من المصريين مع السائح الأمريكي وتمنوا له الشفاء العاجل.

لكن الجولة السياحية التي قضاها سويدر متنقلا بين المدن المصرية أثارت تساؤلات ومخاوف من أن يكون هو نفسه سببا في نقل الفيروس لآخرين قبل اكتشاف الإصابة.

ولا يعرف ما إذا كان هذا السائح قد أصيب بفيروس كورونا قبل زيارته مصر أو بعد دخولها.

وكإجراء احترازي، قررت السلطات المصرية إغلاق المناطق الأثرية في الأقصر ومنع نزول ركاب البواخر إلا بعد فحصهم والتأكد من خلوهم من فيروس كورونا.

تهافت على مراكز التحليل

وبالموازاة مع ذلك، أثار مشهد تدافع وتكدس مئات المصريين أمام مقار وزارة الصحة للحصول على شهادة صحية تفيد بخلوهم من عدوى فيروس كورونا، الذعر في أوساط رواد مواقع التواصل الاجتماعي.

وانتقد مغردون تعامل الحكومة مع هذه الحشود التي “تخالف الإجراءات الاحترازية المطلوبة للوقاية من الفيروس، كتفادي التجمعات والاحتكاك المباشر”.

ورصد مغردون لقطات لمواطنين يتبادلون القبل أثناء تجمعهم أمام مخبر التحليل المركزي في العاصمة القاهرة أملا في إجراء التحليل المطلوب ليتمكنوا من العودة إلى أعمالهم في دول الخليج.

فيما أظهرت صور أخرى أشخاصا يتشاركون قوارير المياه أثناء انتظارهم دورهم قبالة المركز الطبي.

وحددت وزارة الصحة المصرية مبلغ 1000 جنيه مصري (64 دولارا أمريكيا) لاستخراج هذه الشهادة الصحية، وهو مبلغ وصفه كثيرون بالكبير نسبيا.

كما وفرت خدمة تحليل مستعجلة نظير مبلغ 2500 جنيه مصري (160 دولارا أمريكيا).

وكانت السعودية والكويت وسلطنة عمان قد اشترطت على المسافرين إليها إحضار شهادة طبية تثبت عدم إصابتهم بالفيروس.

ثم تراجعت السعودية والكويت عن طلب تلك الشهادات قبل أن تقررا حظر دخول المسافرين القادمين من مصر و6 دول أخرى.

بينما أعلنت دول أخرى وضع كل مواطنيها القادمين من مصر في الحجر الصحي.

في حين استنكرت السلطات المصرية من يتهمونها بغياب الشفافية في التعامل مع ملف المصابين بالفيروس داخل أراضيها.

وتشير أرقام رسمية مصرية ارتفاع عدد المصابين بالفيروس في البلاد إلى 55 حالة، ووفاة سائح ألماني.

وصفة الوزيرة وتعطيل الدراسة

من جهة أخرى، ظهرت وزيرة الصحة هالة زايد، العائدة لتوها من الصين، لتتحدث عن معالجة الفيروس بالمضادات الحيوية وبخافض للحرارة.

وقوبلت تصريحات الوزيرة بردود فعل متباينة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فمن المغردين من شكك في كلامها واعتمد السخرية سلاحا للرد عليها، بينما اقتنع آخرون به معتبرين أنه لا ضرر من تناول المضادات في ظل غياب علاج للفيروس.

كما أشار البعض إلى أن الوزيرة كانت تتحدث عن حالة معينة، يعاني فيها المريض من عدوى بكتيرية إضافة إلى إصابته بفيروس كورونا.

ويقول أستاذ الميكروبات والأحياء الدقيقة بالجامعة الأردنية، محمد المدادحة إن “المضادات الحيوية لا تقي من الإصابة بالفيروسات، ولكنها تقضي على العدوى الجرثومية فقط”.

ويضيف :”لكن إذا صاحبت العدوى الفيروسية مثل كورونا، عدوى بكتيرية يتعين استخدام المضادات الحيوية”.

ولا يوجد علاج خاص بفيروس كورونا حتى الآن، فما زالت الدراسات والأبحاث مستمرة لإيجاد العلاج.

وفي سياق متصل، لجأ عدد كبير من أولياء الأمور إلى مواقع التواصل للمطالبة بتعليق الدراسة حفاظا على صحة أبنائهم، أسوة ببعض الدول العربية.

وأشاروا إلى أن الفصول تعاني من التكدس، ما يعزز احتمال انتقال العدوى من تلميذ إلى آخر.

وكانت السعودية والإمارات وقطر قد قررت تعليق الدراسة والاعتماد على نظام الدراسة عن بعد.

وتصدر وسم “تعليق الدراسة” قوائم المواضيع الأكثر تداولا في معظم الدول العربية.

وبينما يعيش العالم ذعرا حقيقيا من تفشي الفيروس القاتل، ضج الوسم بالصور الكاريكاتورية والنكات.

وعبر مغردون سعوديون عن فرحتهم بتعطيل الدراسة في حين غبطهم مغردون يحلمون بتطبيق القرار في بلدانهم.

يذكر أن عدد المصابين بالفيروس على مستوى العالم تجاوز حاجز المئة ألف.

في حين أعلنت السلطات الصينية عن اكتشاف 40 حالة إصابة جديدة بفيروس كورنا الجديد، ما يعد أقل عدد من حالات الإصابة الجديدة اليومية منذ بدء نشر البيانات الرسمية في 20 يناير/ كانون ثاني الماضي.



Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى