أخبار عربية

هل فجر فيروس كورونا عنصرية تجاه ذوي الملامح الآسيوية؟


مصدر الصورة
Getty Images

Image caption

حوادث عنصرية تجاه آسيويين في أماكن مختلفة من العالم على خلفية انتشار كورونا

“الكورونوفوبيا” مصطلح جديد، ابتدعه البعض لتجسيد حالة الخوف، من كل ذوي الملامح الأسيوية، والتي تصل إلى حد العنصرية، في خلط واضح بين المكان الذي انتشر منه فيروس كورونا المستجد وهو الصين، وكل من هو صيني، أو يحمل ملامح آسيوية، رغم فساد الربط والاستنتاج وعدم منطقيته.

وعبر وسائل التواصل الاجتماعي، تبدو التعليقات فاضحة، لأصحاب حسابات من العالم العربي، وهي تحمل إساءات لآسيويين، في ربط يتسم بالجهل، بين منطقة كانت بؤرة لانتشار الفيروس لظروف بعينها، وأبناء هذه المنطقة أو من يشبهونهم في ملامحهم حتى لو كانوا يعيشون في بقعة أخرى من العالم.

ورغم أن الظاهرة تبدو عالمية، حدثت وتحدث في العديد من المدن حول العالم، إلا أن البعض من المثقفين في العالم العربي، عابوا على من انساقوا وراء تلك الموجة التي تتسم بالشعبوية من أبناء المنطقة العربية، التي كان أبناؤها يدينون دوما، ظاهرة “الإسلاموفوبيا”، حين تحدث في الغرب، قائلين إنهم في ممارساتهم تلك، ينسفون كل ما أسسوا له من انتقادات لمن يمارسون الاسلاموفوبيا.

وكان لافتا ذلك الشريط المصور، الذي نشره طالب صيني، يدرس في الجامعة اللبنانية، وحقق انتشارا كبيرا، يتحدث فيه بعربية فصحى، عن معاناته من الممارسات العنصرية في الشارع اللبناني، بعد انتشار فيروس كورونا المستجد.

ويحكي الطالب الذي اختار اسما عربيا هو أمير وانج، كيف أن الأمر وصل إلى حد شتمه، وكيف أنه يشعر بالألم، من الذين يلاحقونه من اللبنانيين في بيروت، أو صيدا، واصافا من يقومون بهذه الممارسات، بأنهم “معدومو الضمير والإنسانية”، ويبدي وانج أسفا للتغير الذي طرأ على تعامل اللبنانيين معه، فبعد أن كان يشعر بأنهم أهله وعائلته، صار يشعر بالأسى لاجتنابهم له.

غير أن ما اصطلح على تسميته بظاهرة ” الكورونوفبيا”، والتي تتزايد مع انتشار وتوسع وباء الكورونا المستجد، في أنحاء مختلفة من العالم، لا تبدو ظاهرة عربية فقط، إذ أن التقارير تتوالى عن حوادث مشابهة في عدة بلاد غربية رغم ما ترفعه تلك البلاد من شعارات مناوئة للعنصرية.

وبفعل العنصرية التي اثارها فيروس كورونا، تجاه ذوي الملامح الآسيوية، أسس شاب آسيوي في فرنسا بصحبة مجموعة من رفاقه من الشباب الآسيويين، وسما بعنوان “#JeNeSuisPasUnVirus”، على تويتر للإعراب عن غضبهم، تجاه ما يلاقونه من ممارسات، بفعل ربط جاهل بين سحنتهم، وبؤرة انتشار فيروس كورونا.

وتلخص تغريدة لهذا الشاب عبر وسم “لست فيروسا”، مدى الإحساس بالألم، إذ يقول”الخوف من انتشار فيروس كورونا تحول إلى رهاب، فبمجرد ذكر هذا الفيروس يتبادر إلى الذهن أن جميع الآسيويين مصابون به. كمواطن فرنسي من أصول آسيوية، لم أزر الصين في حياتي، أنا أيضا عرضة للإصابة به كغيري من البشر. أنا لست فيروسا، كفوا عن العنصرية “.

غير أن الأمر لم يقتصر على فرنسا، فقد تناقل مغردون في كندا ونيوزلندا، تقارير تفيد بتعرض أطفال من أصول آسيوية للتنمر في المدارس، وفي الولايات المتحدة، اعتبرت ولاية كاليفورنيا أن المنشورات المزيفة، التي تحذر من تناول الطعام في المطاعم الآسيوية الأمريكية، بسبب فيروس كورونا، هي جزء من سلسلة الحوادث العنصرية الأخيرة المرتبطة بتفشي المرض.

من جانبها رصدت السفارة الصينية في برلين، تزايدا في وقائع العداء ضد مواطنين صينيين في ألمانيا، بسبب تفشي فيروس “كورونا”، وأوضحت السفارة أنه تم التواصل على الفور مع الشرطة، عقب تعرض صينية لاعتداء في برلين، مضيفة أنها “تدخلت لدى وزارة الخارجية الألمانية، للمطالبة بإجراءات ضرورية، لضمان أمن المواطنين الصينيين وحقوقهم المشروعة وكرامتهم”.

برأيكم

هل فجر تفشي وباء كورونا عنصرية تجاه ذوي الملامح الآسيوية؟

لماذا يربط البعض بين الصينيين أو ذوي الملامح الآسيوية وتفشي الفيروس من الصين؟

إذا كان لك أصدقاء آسيويون هل أدى ما تسمعه من أخبار عن كورونا إلى تغيير في علاقتك بهم؟

وهل تعتبرون أن ما وقع من أحداث عنصرية له صلة بعدم الوعي أو بنزعة عنصرية؟

سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الأربعاء 4 آذار/مارس من برنامج نقطة حوار الساعة 16:06 جرينتش.

خطوط الاتصال تفتح قبل نصف ساعة من البرنامج على الرقم 00442031620022.

إن كنتم تريدون المشاركة عن طريق الهاتف يمكنكم إرسال رقم الهاتف عبر الإيميل على nuqtat.hewar@bbc.co.uk

يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Messageكما يمكنكم المشاركة بالرأي على الحوارات المنشورة على نفس الصفحة، وعنوانها: https://www.facebook.com/hewarbbc أو عبر تويتر على الوسم @nuqtat_hewar



Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى