الحرب في سوريا: عيون اللاجئين السوريين على أوروبا مع وصول تركيا إلى نقطة حرجة
[ad_1]
يقف خليل عند حافة المياه في شاطئ صغير مهجور على الساحل الغربي لتركيا. يقول: “أنظري! إنها قريبة جدا، لكن الوصول إليها صعب للغاية”.
ويقصد جزيرة ساموس اليونانية التي يمكن رؤيتها على بعد بضعة أميال فقط.
هرب خليل من سوريا إلى تركيا قبل أربع سنوات، ويعيش هنا منذ ذلك الحين مع زوجته ووالدته وأطفاله الخمسة.
لكن في الأسبوع الماضي قرر الهروب إلى اليونان، وقدم القليل من المال الذي ادخره إلى أحد المهربين ليساعده على الوصول إلى هناك.
ويقول خليل “لم يكن لدي وظيفة منذ عام، لذا فإن وضعي المالي سيء. أنا الوحيد الذي يمكنه العمل (في العائلة). إذا علقت في المنزل، لن يجد أولادي الطعام. ما الخيار المتاح أمامي؟”.
وفشلت محاولته الهروب إلى اليونان.
ويروي ما حدث، قائلا “سمعنا صياحا فأدركنا أن الجنود الأتراك كشفونا. ألقوا القبض على الجميع، ولم يسمحوا لأحد بالفرار”.
خلال أزمة المهاجرين عام 2015، أبرمت تركيا صفقة مع الاتحاد الأوروبي، وافقت بموجبها على منع اللاجئين من الوصول إلى أوروبا مقابل المليارات من اليورو.
وطوال السنوات الماضية، صمدت الاتفاقية، حيث عززت تركيا دوريات الحراسة على الحدود وفي البحر.
لكن الموقف تغير مساء الخميس الماضي، عقب مقتل العشرات من الجنود الأتراك في غارة جوية في إدلب السورية، حيث قررت تركيا فتح حدودها البرية والبحرية مع أوروبا والسماح للمهاجرين واللاجئين بالسفر.
استقبلت تركيا 3.7 مليون لاجئ سوري منذ بداية الحرب السورية. ومنذ شهور، يهدد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بإرسال بعضهم إلى أوروبا ما لم تحصل تركيا على مزيد من المساعدة لعملياتها في سوريا.
وقال إبراهيم قالين، كبير مستشاري أدروغان، لبي بي سي إن “أزمة اللاجئين تتزايد، الأمر يزداد سوءا”.
وأضاف قالين “يبدو أن نهج العديد من الدول الأوروبية هو أنه طالما لا يأتون إلينا ولا يأتون إلى مدننا، فإنها ليست مشكلتنا، بل مشكلة شخص آخر”.
تتعرض تركيا لضغوط متزايدة. هناك ما يقرب من مليون شخص عالقون على طول الحدود مع سوريا، وقد نزحوا بسبب القتال الأخير، ولن تسمح لهم تركيا بالدخول إلى أراضيها.
اصطحبنا إلى تلك المنطقة الحدودية عبد الله الحسين، رئيس جماعة “الخوذ البيض” للإغاثة في محافظة إدلب السورية التي تسيطر عليها المعارضة.
وأخبرنا الحسين أن “الأرض تتقلص وعدد الناس في تزايد. نطلب من المجتمع الدولي، وليس تركيا فقط، فتح الحدود أمام مدنيي إدلب، وإلا ستكون هناك مذبحة. مذبحة كبيرة”.
بالعودة إلى الساحل، نجد الآلاف من السوريين الذين يعيشون في مخيمات مؤقتة، دون وجود المرافق الأساسية.
ويتم استغلالهم كعمالة زراعية رخيصة. يخبرنا البعض أنهم يكسبون أقل من 6 دولارات في اليوم. كلهم يطمحون للهروب إلى أوروبا.
تحدث إلينا أحد السوريين، ويُدعى فتحي، قائلا “حاولت أربع مرات، لكن في كل مرة يتم اعتقالي”.
ويضيف “لم أعد أملك أموالا، لكن إذا حصلت عليها سوف استمر في المحاولة. لقد أنفقت كل شيء. لقد بعت حُليّ زوجتي”.
والآن تمتلئ القوارب المتجهة إلى الجزر اليونانية باللاجئين السوريين، حيث يبدو أن قوات خفر السواحل التركي تغض الطرف عنهم.
ومع سماع الأخبار عن أن قوات حرس الحدود لا تمنع الناس من العبور، بدأ المئات من اللاجئين يتجهون إلى الحدود.
وهناك أيضا شبكات من المهربين المستعدة والجاهزة لنقل الناس إلى أوروبا. وبلغ الأمر أن بعض هذه الشبكات تعلن عن نشاطها في التهريب من خلال وسائل التواصل الاجتماعي.
ووافق أحدهم على أن يتحدث إلينا. وقال “نرسل قاربين أو ثلاثة قوارب في اليوم عندما يكون البحر هادئا”، مضيفا “لا توجد رقابة علينا في الوقت الحالي. وليس هناك أي مخاطرة في عبورنا”.
قالت الحكومة التركية إنه لم يطرأ أي تغيير على سياستها تجاه اللاجئين، ولكن قد يستمر تدفق المهاجرين من تركيا باتجاه أوروبا إذا استمر الوضع في إدلب في التدهور.
عززت اليونان إجراءاتها ونشرت المزيد من دوريات الشرطة عند نقاط التفتيش الحدودية، ولكن الطريق إلى أوروبا في الوقت الحالي يبدو أسهل.
خليل مصمم على إعادة المحاولة. ويقول لنا “سأفعل كل شيء مرة أخرى، حتى أخرج”.
وحين بكت والدته الجالسة إلى جواره، سألتها “أتريدين منه ألا يذهب؟”.
فردت الأم “ليحاول. إنه لا يستطيع إطعام أطفاله هنا”.
[ad_2]
Source link