معركة إدلب: هل هذه “بداية النهاية لأردوغان في سوريا”؟

اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي في العالم العربي بعد مقتل حوالي 33 جنديا تركيا في غارة شنتها طائرات تابعة للجيش السوري في إدلب، حسب مسؤول تركي رفيع.

وتعهدت تركيا بالرد على الغارة، مؤكدة أن عملياتها العسكرية سوف تستمر في الأراضي السورية.

#إدلب / تركيا

وانقسمت الآراء عبر مواقع التواصل بين مؤيد ومعارض للوجود التركي على الأراضي السورية.

وحصد وسم #إدلب أكثر من 23 ألف تغريدة على مدار 24 ساعة الماضية بينما حصد وسم #تركيا أكثر من 24 ألف تغريدة.

واعرب بعض المغردين عن تأييدهم لتركيا مثل محمد المختار الشنقيطي الذي قال: “حين تمتزج دماء التركي والعربي في خندق واحد، وهما يحاربان معا، الساق بالساق والمنكب بالمنكب، من أجل كرامة الشعوب، وإحقاق الحق، فاعلم أن الحضارة الإسلامية قد استأنفت مسيرتها من جديد”.

فيما اتخذ آخرون رأيا مغايرا بأنه يتعين على أردوغان استخلاص العبر من الحرب السورية، معتبرين أن دخول الأراضي السورية ليس بنزهة، وبأن المشروع التركي في المنطقة قد انتهى واصفين ما حصل ببداية النهاية لأردوغان، على حد قولهم.

فقال مروان أمين: “أي بلد معتدي على بلد بغض النظر عن معارضة ونظام … وأي جيش يأتي من دون موافقة الدولة وجيشها يعد احتلال ويواجه بالعلن، سيد اردوغان سوريا ليست نزهة أو حديقة أطفال لقد كسرت هيبة الجيش التركي بأرخص الأمور”.

وأعرب آخرون عن معارضتهم الصريحة لأردوغان وتأييدهم للنظام السوري، مثل سهيل دياب الذي قال: “حيوا الجيش السوري حيوا الحلفاء حيوا دماء الشهداء، إرادة المقاومة تصنع في ادلب معادلة الانتصار والهزيمة للمشروع التركي عشرات القتلى والجرحى من الجنود الأتراك وأنقرة المربكة قررت السماح للاجئين السوريين الوصول إلى أوروبا”.

وجهة نظر خليجية

ومن جهة أخرى، رأى خليجيون أن هذه الضربة أوجعت أوردوغان وستكون مرحلة مفصلية في تاريخ تركيا.

فقال أحمد ميكافيلي من السعودية: “مشاهد بكاء وصراخ الجنود الأتراك في سوريا أثناء الاستهداف الروسي محزنة على جنود شباب كانوا يعتقدون أنهم ذاهبين لنزهة استعراضية بسبب عنتريات وتصريحات أردوغان وبسبب ثقتهم بأن الخسائر لن تطالهم إنما ستطال ميليشيات سورية خائنة تتقدمهم، ما حصل مهزلة ومرحلة مفصلية في تاريخ تركيا”.

وقالت الناشطة السعودية سعاد الشمري: “عاجل قطع النت وحجب مواقع التواصل في تركيا حجب الفيسبوك والإنستا وتويتر وحتى المسنجر والسبب عدم تناقل أخبار الخسائر وصور الجثث والقتلى والمصابين في إدلب الأكيد أردوغان تورط ليس أمام العالم أمام شعبه وقيادات الجيش وأتوقع انقلاب عليه إما من قادة الجيش أو من حزبه نهايتك سودا”.

الجانب الإنساني

وفي المقابل تحدث كثيرون عن الجانب الإنساني من المعركة، رافضين كل الأطراف المشاركة في الحرب التي وصفوها بالدموية في سوريا.

فقال ساري درغام: “بين روسيا وإيران وتركيا وإسرائيل وحزب الله وداعش والتحالف والناتو والأميركي هناك شعب سوري يعاني الأمرين فهو تيتم وتهجر وقتل وبتر من قلبه 40 قطعة وقطعة. اللهم بردا وسلاما على الشعب السوري الشقيق، فعلى قول محمود درويش “إن اعادوا لك المقاهي القديمة فمن يعيد لك الرفاق؟”

وقال أبو علي: “الله يكون بعون الشعب السوري وكل الشعوب اللي همه ضحية للصراعات”

معركة إدلب

وقال أردوغان، في خطاب ألقاه أمام أعضاء حزبه قبل مدة، إن أنقرة عازمة على إجبار القوات السورية على التراجع إلى ما وراء نقاط المراقبة التركية في شمال غربي سوريا، مع حلول نهاية الشهر الحالي. وطالب مسلحي المعارضة السورية المتحالفة مع تركيا بعدم إعطاء الحكومة ذريعة للهجوم.

وأضاف أردوغان: “إذا أصيب جنودنا في مواقع المراقبة، أو في أي مكان آخر بأي سوء، فأنا أعلن من هنا أننا سنضرب قوات النظام في أي مكان اعتبارا من اليوم، بغض النظر عن حدود إدلب أو حدود اتفاق سوتشي”، مشيرا بذلك إلى اتفاق وقف إطلاق النار الذي أبرم في 2018.

وتصاعد العنف في إدلب، المتاخمة لجنوب تركيا، خلال الأسابيع القليلة الماضية، بعد تحقيق القوات السورية، المدعومة من روسيا وإيران، مكاسب في حملتها للقضاء على آخر معقل للمعارضة في الحرب المستمرة منذ تسع سنوات.