بالفيديو لاري لـالأنباء تماسك الشعب | جريدة الأنباء
[ad_1]
- الوضـع الإقليمـي اليـوم في غايـة الصعوبـة ويتطلـب منا الحرص على وحدتنا الوطنية وعدم توزيع الاتهامات
- الاحتلال.. اختبار كبير وصعـب على الشعـب الكويتي.. لكنه استطاع تجاوز هذه الأزمة الكبيرة بوحدته
- كنا نتوقع حدوث المناوشات شمالاً..لكن الاحتلال الكامل كان مفاجئاً
- أسرة الحكم في الكويت لم تأتِ بانقلاب أو بحد السيف.. بل بالتوافق
أجرى الحوار: محمد هلال الخالدي
لم تكن أشهر الاحتلال العراقي الغاشم مجرد فترة سوداء على الكويت، بل كانت بقسوتها وبشاعتها أكبر من أن توصف في مرارتها على كل من أحب هذه الأرض الطيبة، أمام طعنة الغدر والنكران في فجر الثاني من أغسطس عام 1990 من المقبور صدام حسين، الذي لم يجد لوشائج الأخوة والجيرة والنسب والدين والعروبة أي رادع عن مخططه الدنيء لاستهداف كيان وسيادة الكويت، محاولا محوها من خارطة العالم وضمها إلى العراق، فأطلق العنان لزبانيته وجنوده ليمارسوا كل فنون الوحشية على أرض الكويت الطاهرة، ويرتكبوا أبشع صور التعذيب والسرقات والتخريب بوطننا الغالي، لكن بفضل المولى عز وجل، ومع الالتفاف خلف قيادة حكيمة من أسرة آل الصباح، وبالتعاون مع الدول الشقيقة والصديقة، عادت الكويت حرة أبية عزيزة مستقلة.
وفي شهر التحرير، شهر الأعياد الوطنية، حرصت «الأنباء» على الغوص في ملف تلك الفترة العصيبة، بمجموعة من اللقاءات الخاصة مع شخصيات كويتية كانت شاهدة عيان على محنة أهل الكويت سواء في الداخل أو الخارج، لنقدم صورة متكاملة عن كيفية تعامل الكويتيين مع تلك المحنة، وكيف تكاتف المواطنون خلف قيادتهم ليقدموا للعالم أجمع واحدة من أروع صور الولاء والانتماء، وليقوم كل منهم بدوره حتى علت كلمة الحق مدوية في وجه الطغاة، لتهب مختلف الشعوب إلى نصرة قضيتنا العادلة.
شهادات حصرية من أصحابها نسترجع بها أصعب مرحلة مرت على تاريخ الكويت ولنأخذ منها العبر والعظات ولننتبه إلى أن تكاتفنا خلف قيادتنا السياسية سيظل سلاحنا القوي في وجه أي تحديات.
استعاد عضو مجلس الأمة السابق أحمد لاري ذكريات الاحتلال العراقي الغاشم عام 1990 وذكريات التحرير، قائلا إنه كان مثل غيره من أهل الكويت يتابع أخبار الأزمة التي افتعلها المقبور صدام حسين وادعاءاته الكاذبة ضد الكويت بأنها خلف انهيار العملة العراقية وأنها تسرق النفط العراقي من حقل الرميلة، وكنا نتوقع أن تتصاعد الأزمة وربما تحدث بعض المناوشات على الحدود الشمالية، لكن الاحتلال الكامل كان مفاجئا وصاعقا، خاصة أنه حدث بعد يوم من جلسة مفاوضات قادها من الجانب الكويتي بطل التحرير الراحل الشيخ سعد العبدالله، رحمه الله.
وأضاف لاري خلال حديثه لـ «الأنباء» أنه تلقى خبر الغزو فجر يوم الخميس الأسود بعد صلاة الفجر، حيث سمع أصوات مدافع قوية ثم شاهد عربات عسكرية عراقية تجوب المنطقة.
ويكمل لاري أنه بدأ اتصالات على الأهل والأصدقاء للاطمئنان عليهم، ويقول أن زوجته وابنه الكبير محمود كانا في البحرين آنذاك، بينما والدته كانت في قم في إيران، وهو وابنه الصغير ذو العامين فقط في الكويت، وكان وقتها لديه محل لبيع المواد الغذائية بالجملة، فقام بنقل جميع السلع من المحل وتوزيعها بعد ذلك على أهل الكويت، ثم خرج مع ابنه الصغير إلى إيران عبر البصرة، وقال إن الشعب الإيراني استقبلهم بكرم وأحسنوا معاملتهم، واستطاع أن يجتمع مع والدته في إيران ثم التحقت بهم زوجته وابنهما محمود.
ويكمل لاري أنهم انتقلوا بعد ذلك من إيران إلى الإمارات العربية الشقيقة ثم إلى سلطنة عمان الشقيقة، وهناك وجدوا كرم الضيافة وحسن المعاملة حتى إنهم لم يشعروا بالغربة بل كانوا بين أهلهم وأحبابهم.
وأشاد بالشعب العماني الشقيق وجميع شعوب دول مجلس التعاون الخليجي، قائلا إنهم كانوا فعلا خير السند والعضد وأهل نخوة وكرم.
واستذكر ديوانية «الكويت حرة» التي أسسها الحاج المرحوم كاظم عبدالحسين وعدد من الكويتيين في دبي، وكانت ملاذا لهم ومركزا لتبادل الأخبار عن أهلنا في الكويت، وكذلك لمتابعة شؤون الكويتيين ومساعدة المحتاج منهم.
وقال إن الكويتيين أسسوا دواوين مشابهة في مختلف الدول التي أقاموا فيها، وهذه من مميزات الشعب الكويتي والتي تدل على تماسك هذا الشعب ووحدته وهو ما تظهره الأزمات دائما.
وعن اقتراب موعد التحرير، قال لاري: كنا متابعين بالتأكيد للأخبار يوما بيوم، وعلى اطلاع بالاستعدادات العسكرية التي كانت تجري في المملكة العربية السعودية التي لا يمكن أن ننسى فضلها ومواقفها تجاه الكويت، مشيدا بالموقف التاريخي للملك الراحل فهد بن عبدالعزيز، رحمه الله، وكرم الشعب السعودي ونخوته مع أشقائهم الكويتيين.
وأضاف أننا كنا نعيش على الأمل بالله سبحانه وتعالى، مستمرون بالدعاء، وبفضل الله عز وجل وبفضل تماسك الشعب الكويتي ووحدته وولائه الكامل لقيادته الحكيمة من أسرة آل الصباح الكرام، وبفضل السياسة الحكيمة والديبلوماسية المتزنة التي رسم ملامحها صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد منذ كان وزيرا للخارجية، وبجهود سمو الامير الراحل الشيخ جابر الأحمد، رحمه الله وبطل التحرير سمو الشيخ سعد العبدالله، رحمه الله، وبصمود أهل الكويت وتحركات اللجان الشعبية حول العالم، سخر الله عز وجل لنا تضامنا غير مسبوق من دول العالم، وتحقق التحرير في أيام قليلة، وكانت فرحة لا توصف.
ويكمل لاري أنه كان في الإمارات الشقيقة وقت التحرير، فقام بشراء شاحنتين كبار وملأهما بالمواد الغذائية ومولدات الكهرباء وقام بإرسالهما إلى الكويت، ثم انتقل مع أسرته إلى البحرين في انتظار السماح لهم بالعودة إلى الكويت.
دروس الاحتلال
وتطرق لاري إلى تجربة الاحتلال قائلا بأنه كان بمثابة اختبار كبير وصعب على الشعب الكويتي، لكنه استطاع بفضل الله تجاوز هذه الأزمة الكبيرة بتماسكه ووحدته خلف قيادته الحكيمة، ورفضه التعاون مع المحتل، وهنا علينا أن نتعلم أهم دروس هذه المحنة وهو أهمية وضرورة الوحدة الوطنية، مضيفا أن هناك من يريد أن يشرخ جدار هذه الوحدة والتماسك الشعبي اليوم من خلال دعوات غريبة تثير الفتن والتفرقة، مثل الدعوة إلى قانون «العفو الشامل»، قائلا إن العفو الشامل إما أن يشمل الجميع وإما أن نحترم أحكام القضاء على الجميع، لأن محاولة التبرير لفئة دون أخرى من شأنها أن تثير الفتنة والتفرقة بين أهل الكويت.
وقال: علينا أن نتمسك بوحدتنا الوطنية وبثوابت الدستور والولاء للكويت ولأسرة الحكم آل الصباح الكرام، فهذا هو أساس قوتنا ولا يجوز أن ننجر بعد تلك التجربة المؤلمة خلف المزايدات ودعوات التخوين والتفرقة.
كما شدد لاري على ضرورة أن تستمر الكويت بسياستها الخارجية الحكيمة والتي جعلت الكويت تحتل مكانة مرموقة بين الدول، ونادى بضرورة وضع معايير واضحة لعلاقاتنا بين بعضنا كشعب وعلاقتنا مع الأسرة الحاكمة على ضوء المادة 6 من الدستور، والتي تنص على «نظام الحكم في الكويت ديموقراطي، السيادة فيه للأمة مصدر السلطات جميعا، وتكون ممارسة السيادة على الوجه المبين بهذا الدستور»، لافتا الى أن أسرة الحكم في الكويت لم تأت بانقلاب أو بحد السيف، بل بالتوافق وعلينا جميعا أن نحترم الدستور، مطالبا الحكومة بأن تحترم الدستور أيضا ولا تتجاوز على حق الشعب الكويتي في اختيار ممثليه في مجلس الأمة، ولا تتلاعب بإرادة الشعب، مشددا على أن الكويت لا تواجه خطرا داخليا أبدا، وإذا كان هناك خطر فهو خارجي فقط، مشيرا إلى أن الوضع الحالي في البلاد يثير الإحباط وانعدام الثقة بالحكومة من قبل الشعب، وهذا أمر خطير ويدل على أننا لم نتعلم من دروس الاحتلال العراقي، لافتا إلى تزايد حالات الفساد والتطاول على المال العام والتعيينات البراشوتية التي تقضي على الكفاءة والعدالة الاجتماعية.
ولخص لاري الحل بأن يمارس الناخب الكويتي حقه بمسؤولية أكبر من خلال الحرص على اختيار ممثليه في البرلمان، بحيث تكون بوصلته هي مصلحة الكويت والشعب الكويتي وليس المصالح الفئوية والشخصية الضيقة، كما طالب النخب المثقفة ومؤسسات المجتمع المدني ووجهاء الكويت بأن يقوموا بدورهم الوطني، ويتداعوا لحث الناخبين على تقديم مصلحة الكويت وتجاوز العصبيات الفئوية بحسن الاختيار، مشيرا إلى أن الوضع الإقليمي اليوم في غاية الصعوبة ويتطلب منا الحرص على وحدتنا الوطنية وتماسكنا ونبذ كل أشكال التفرقة والتخوين وتوزيع الاتهامات التي تثير الفتن.
[ad_2]
Source link