أخبار عاجلة

النصف: العراق مؤهل لأن يكون الدولة الخليجية الجديدة بمجلس التعاون

[ad_1]

  • الملك فهد بن عبدالعزيز قالها بشجاعة «إما أن ترجع الكويت أو تذهب السعودية معها»
  • مواقف الدول الخليجية في مساندة الكويت خلال التحرير مشرّفة ويخلدها التاريخ
  • العدوان الغاشم على الكويت اتصف بالشراسة ودور القيادة الحكيمة في «الطائف» مشرّف
  • فترة التحرير بدأت مصاحبة لأكبر كارثة في تاريخ الكويت وهي حريق 700 بئر نفط
  • الشعب الكويتي ضرب أروع الأمثلة في التضحية وتقديم الغالي والنفيس فداء لتراب الوطن
  • الكويت تستطيع وضمن سياسة فقه الواقع خلق علاقة تكاملية مع العراق
  • العراق مؤهل لأن يكون الدولة الخليجية الجديدة بمجلس التعاون

أجرت الحوار: آلاء خليفة

لم تكن أشهر الاحتلال العراقي الغاشم مجرد فترة سوداء على الكويت، بل كانت بقسوتها وبشاعتها أكبر من أن توصف في مرارتها على كل من أحب هذه الأرض الطيبة، أمام طعنة الغدر والنكران في فجر الثاني من أغسطس عام 1990 من المقبور صدام حسين، الذي لم يجد لوشائج الأخوة والجيرة والنسب والدين والعروبة أي رادع عن مخططه الدنيء لاستهداف كيان وسيادة الكويت، محاولا محوها من خارطة العالم وضمها إلى العراق، فأطلق العنان لزبانيته وجنوده ليمارسوا كل فنون الوحشية على أرض الكويت الطاهرة، ويرتكبوا أبشع صور التعذيب والسرقات والتخريب بوطننا الغالي، لكن بفضل المولى عز وجل، ومع الالتفاف خلف قيادة حكيمة من أسرة آل الصباح، وبالتعاون مع الدول الشقيقة والصديقة، عادت الكويت حرة أبية عزيزة مستقلة. وفي شهر التحرير، شهر الأعياد الوطنية، حرصت «الأنباء» على الغوص في ملف تلك الفترة العصيبة، بمجموعة من اللقاءات الخاصة مع شخصيات كويتية كانت شاهدة عيان على محنة أهل الكويت سواء في الداخل أو الخارج، لنقدم صورة متكاملة عن كيفية تعامل الكويتيين مع تلك المحنة، وكيف تكاتف المواطنون خلف قيادتهم ليقدموا للعالم أجمع واحدة من أروع صور الولاء والانتماء، وليقوم كل منهم بدوره حتى علت كلمة الحق مدوية في وجه الطغاة، لتهب مختلف الشعوب إلى نصرة قضيتنا العادلة. شهادات حصرية من أصحابها نسترجع بها أصعب مرحلة مرت على تاريخ الكويت ولنأخذ منها العبر والعظات ولننتبه إلى أن تكاتفنا خلف قيادتنا السياسية سيظل سلاحنا القوي في وجه أي تحديات.

«فترة الاحتلال العراقي الغاشم على الكويت لا يمكن نسيانها ولن يمحوها التاريخ وستظل راسخة في الأذهان، ولكن بفضل أبنائها المخلصين وتكاتف ومساندة الدول الشقيقة والصديقة تخلصت الكويت من براثن العدو وعادت كما كانت عليه»، هكذا وصف وزير الإعلام الأسبق والكاتب الصحافي سامي النصف تلك الكارثة في حوار خاص مع «الأنباء»، استرجع خلاله ذكرياته عن فترة الاحتلال والتحرير وسلط الضوء على ما صاحبها من أحداث عدة يشهد لها التاريخ.

وأوضح النصف ان هناك العديد من الدروس والعبر التي يجب تعلمها من تلك الفترة، مشيرا الى مواقف الدول العربية والأجنبية المشرفة خلال تحرير الكويت وفي مقدمتها دول الخليج ومصر، مبينا ان العدوان العراقي الغاشم على الكويت اتصف بالشراسة ودور القيادة الكويتية الحكيمة في الطائف كان مشرفا، وصولا الى مرحلة التحرير التي بدأت مصاحبة لأكبر كارثة في تاريخ الكويت وهي حريق 700 بئر نفط، حيث ضرب الشعب الكويتي أروع الأمثلة في التضحية وتقديم الغالي والنفيس فداء لتراب الوطن.

وطالب وزارة التربية بتضمين فترة الاحتلال في المناهج الدراسية وتعليم ثقافة السلام في المدارس، مؤكدا ان الكويت تستطيع حاليا وضمن سياسة فقه الواقع خلق علاقة رشيدة تكاملية مع العراق، وهو مؤهل لأن يكون الدولة الخليجية الجديدة بمجلس التعاون بشرط التناغم عن طريق بوابة الكويت، وفيما يلي التفاصيل:

في البداية، حدثنا عن ذكرياتك خلال فترة الاحتلال العراقي الغاشم على الكويت؟

٭ قبل أيام من وقوع الاحتلال العراقي كنت قادما من لندن وكانت صحيفة «صنداي تلغراف» عرضت مقالا لكبير مراسليها في الكويت باتريك بيشوب، يشير فيه إلى ان هناك احتمالية لحدوث غزو كامل للكويت من العراق وهجرة كويتية الى المملكة العربية السعودية وبالتالي كانت هناك مؤشرات للغزو وعلينا ان ننتبه لها مستقبلا، وفي الواقع لا احد يعلن نواياه بشكل صارخ ولكن لابد من الانتباه لما يذكر في الصحف، وبعد حدوث الغزو علمنا العدو من الصديق فبعض من وقفنا معهم انقلبوا علينا حتى ان الأكثر تلقي للمساعدات من الكويت كان الأكثر عداء لنا وهي العراق، بالإضافة الى فلسطين واليمن وتونس والسودان التي اتخذت موقفا معاديا وفي المقابل فإن الدول الغربية التي كنا نرفع ضدها راية العداء نصرة للقضية الفلسطينية هي من وقفت معنا، كما ساندتنا دول عربية على رأسها جمهورية مصر العربية التي تشكل ثلث الأمة العربية وكان للرئيس الراحل حسني مبارك موقف لا يمكن نسيانه قطعا وكذلك الدول الخليجية أثبتت صداقتها للكويت عندما سخرت ماءها وسماءها وارضها لقوات التحالف وقال الملك فهد بن عبدالعزيز مقولته الشهيرة آنذاك «اما ان ترجع الكويت او ان تذهب السعودية».

كيف تصف العدون العراقي على الكويت؟

٭ اتصف العدوان الصدامي الغاشم على دولتنا الحبيبة بالشراسة وبدأوا بتغيير القيادات، ففي البداية قاموا بتجربة عبدالجبار عمر الذي كان سفيرا للعراق في الكويت وعندما اشتدت المقاومة الكويتية جاءوا برئيس المخابرات سبعاوي الحسن، والغريب ان سبعاوي هو من كتب كتاب صدر في عام 1988 حول كيفية حل النزاعات بين الدول العربية وأوصى فيه باتباع الطرق السلمية والبعد عن استخدام السلاح ورجع الى الإعلان القومي الذي أعلنه المقبور صدام حسين عام 1981 بانه لا يجوز لدولة عربية ان تعتدي على اخرى وعلى العرب ألا يخشوا من الجيش العراقي وان لو حدث في يوم من الأيام واعتدى على دولة فعلى كل الدول العربية ان تحتشد ضده وتحدث عن التحكيم والتوافقية والذهاب إلى محكمة العدل الدولية وفي عام 1990 جاء واعتدى على الكويت بمخالفة صريحة لما كتبه، واضطر المقبور صدام لاستخدام علي الكيماوي ولابد من الإشارة هنا إلى دور القيادة الكويتية الحكيمة في الطائف والذي انتهى بتحرير الكويت وتكاتفت الدول الخليجية والعربية والمجتمع الدولي من أجل ذلك.

ما ذكرياتك حول التحرير، وماذا حدث خلال تلك المرحلة الهامة في تاريخ البلاد؟

٭ بدأت فترة التحرير مصاحبة لاكبر كارثة في تاريخ الكويت وهي حريق 700 بئر نفط وكانت الشركة الاميركية المتخصصة بحرائق النفط قد قررت ان الأمر يحتاج الى 5 سنوات ولو بقينا حقيقة تلك الفترة لربما تلوث الكويت كله وما تبقى نفط، وقد حضرت اول اسبوع بعد التحرير وكانت سماء الكويت في فترة الظهيرة سوداء بسبب الحرائق ولم نر الشمس في تلك الفترة وقررت الدولة حينها عدم الاعتماد على الشركة الاميركية وفتحت المجال امام الدول الأخرى للاستفادة من خبراتها في إطفاء الحرائق وبدأت الكويت توقع العقود مع الدول لاطفاء حرائق آبار البترول وبالفعل نجحت خلال أشهر قليلة في إطفائها ومنحنا فرصة لدول غير مختصة بإطفاء الحرائق بأن تكتسب خبرة والبعض وصل لاستنباط أمور لم يكن متعارف على استخدامها لإطفاء الحرائق ومنها دول المعسكر الشرقي مثل المجر وغيرها.

ما الدروس المستفادة من الاحتلال العراقي للكويت من وجهة نظرك؟

٭ عندما نحتفل بالأعياد الوطنية علينا ان نستذكر الدروس والعبر المستفادة من فترة الغزو ونعلم ان القضية لا تقتصر على رفع الاعلام وسماع الأغاني الوطنية فقط وانما علينا ان نبحث عن الأخطاء التي حدثت وهل كان يمكن ان يتغير المسار، ونرى ان بعضا من مزوري التاريخ يرددون ان الكويت لو قدمت 10 مليارات دينار لتوقف الغزو وهذا الكلام جريمة بحق الكويت وغير صحيح، لاسيما ان الكويت قدمت مساعدات مالية كثيرة للعراق على مر التاريخ وهذا لم يمنع المقبور صدام من احتلالها عام 1990، ومن الدروس المستفادة من الغزو اننا علمنا الصديق من العدو وضرب الشعب الكويتي أروع الأمثلة في التضحية وتقديم الغالي والنفيس فداء لتراب الوطن، ويجب على الكويت ان تتعلم فقه الواقع وتعي جيدا ان الشعارات لا تنفع ولابد من العمل الجاد للحفاظ على المستقبل.

تعقيبا على ما ذكرته ان الشعب الكويتي ضرب أروع الأمثلة في اللحمة الوطنية نود تسليط الضوء بشكل اكبر على هذا الامر؟

٭ الأزمات تظهر معادن الشعوب، وبالفعل الكويتيون ضربوا مثالا رائعا أمام العالم اجمع في تقديم الروح فداء للوطن وسقط الكثير من الشهداء نساء ورجالا فضلا عن العدد الكبير الذين أخذوا أسرى في العراق، كما ان المواطن الكويتي عمل في المخابز وجمع القمامة من الشوارع والعديد من الأمور الاخرى التي اثبت المواطن من خلالها حبه لتراب الوطن وإصراره على عودته وتحرير من براثن العدو الغاشم.

ما رسالتك للأجيال الكويتية الشبابية الذين لم يحضروا تلك الفترة العصيبة للحفاظ على كويت المستقبل؟

٭ هذه القضية هامة للغاية، فنحن الذين عشنا الغزو نعتقد بالتبعية ان جميع الشباب علموا المأساة، ولكن مهما تحدثنا وتكلمنا فلن يعلموا حقيقة ما حدث للكويت خلال تلك الفترة، وأتصور ان هذه مهمة وزارة التربية ان تتأكد دوما ان المناهج الدراسية تخدم الوطن، ولابد من ان يتم سرد تلك الفترة في المناهج بطريقة علمية حتى يعرف الشباب الكويتي الرعب الذي عاشه الوطن في تلك المرحلة ولابد ان تتضمن المناهج تأكيدا على أهمية التضحية والحفاظ على الوطن والتأكيد على أهمية التنمية المستدامة فضلا عن التركيز على تدريس ثقافة السلام في المدارس، وفي الحقيقة فإن الحرب تدمر ولا تحل أي مشاكل على الإطلاق، وقد قدمت ورقة عمل للجامعة العربية وللامم المتحدة عن التنمية وأكدت أهمية تدريس التنمية في المدارس وغرسها في نفوس الشباب منذ الصغر، التنمية القائمة على التوزيع العادل للثروات.

ما تقييمك حاليا للعلاقات الكويتية ـ العراقية ومستقبلها؟

٭ التاريخ الحقيقي للعلاقة بين الكويت والعراق من اجمل ما يمكن، علاقات تجارة ونسب وزيارات متبادلة وبقيت العلاقة بهذا الشكل على مدار التاريخ حتى جاء الغزو الصدامي الغاشم، والآن الكويت بعد التغيير الذي حدث عام 2003 تعتبر أكثر دولة دعمت العراق وقدمت مساعدات على مستويات عدة سواء مساعدات رسمية أو شعبية، ومن المهم كذلك ان نغير علاقات «الخسارة الخسارة» الى علاقة «الربح الربح» ولو وضعنا هذا الإطار لاي علاقة بين دول الوطن العربي فسوف يتغير الحال الى الأفضل وبدلا من ان نسعى الى الضرر نسعى الى التعاون والاستفادة، وفي الحقيقة يمكن لنا في الكويت ضمن سياسة فقه الواقع والتعلم ان نخلق علاقة رشيدة تكاملية بيننا وبين العراق ولكن قبل ذلك علينا ان نسعى لأن يطمئن العراقيون لوطنهم خاصة ان هناك أناسا من داخل العراق لا يريدون له الاستقرار بل يريدون الاستيلاء على موارده وثرواته وتدميره بالكامل.

ومن وجهة نظري، فإن العراق اليوم مؤهل ليكون الدولة الخليجية الجديدة في مجلس التعاون الخليجي على شرط ان يكون بشكل متناغم عن طريق بوابة الكويت لدول الخليج ويرتفع الأداء بالعراق ليصبح على نفس مستوى الدول الخليجية.

كلمة أخيرة؟

٭ في شهر فبراير شهر الأعياد الوطنية نقول كل عام وكويتنا الحبيبة بخير، ونتمنى ان تبقى دوما كما هي موطن للخير والنماء، وعلينا ان نحمد الله على النعمة، ونحرص عليها ونتذكر ان بدون الوطن لا ثروة ولا أموال ستفيد، رجاء «حافظوا على الكويت» بالحفاظ على الاموال العامة والإخلاص في العمل ووضع الأشخاص المناسبين في الأماكن المناسبة.

التعلم من دروس الماضي.. جزء من إصلاح الأوضاع

أكد النصف انه بعد تحرير الكويت كان يفترض ألا يرفع شعار اننا نريد العودة بالكويت الى ما كانت عليه خاصة ان ما كانت عليه قبل الغزو هو ما أدى بنا الى الاحتلال، وكان من الواجب ان نرفع شعار اننا نريد كويت جديدة، لا مجال بها لإنسان لا يعمل، لا مكان لها للفاسدين، وعلينا ان نتعامل حاليا بواقعية جديدة ولا نترك الكويت مرة أخرى عرضة لهبوب رياح الشر من اي جهة كانت.

وشدد النصف على ان المطلوب حاليا وضع الرجل المناسب في المكان المناسب بكل مؤسسات الدولة، واذا أردنا ان ننهض بالبلد فعلينا ان نعلم ان هناك فارقا كبيرا بين الرجل الكفؤ الأمين والذكي الذي يمكن ان يوفر من ميزانية وزارته مليارا وشخص آخر يخسرها مليارا، ونتحدث اليوم عن وجود عجز مالي، فأعتقد ان جزءا من إصلاح الكويت ان نتعلم من دروس الماضي، ولو تم تعيين الشخص المناسب في المكان المناسب لما رأينا «شوارع مكسرة» ولاختفت المشكلات التعليمية والصحية والاقتصادية والسياسية وغيرها ممن يعاني منها من المواطن في الوقت الراهن.

[ad_2]

Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى