كيف يؤثر سجن أحد الوالدين على الأبناء؟
[ad_1]
هل تستطيع أن تخبر أحدا بأن والدك يقضي عقوبة في السجن؟ وماذا تفعل إن تعلق الأمر بأمك؟
تقول مفوضية الأطفال في إنجلترا إنه ينبغي إخبار المدارس والبلديات إذا كان الأب أو الأم في السجن، لأن وصمة العار في ذلك تعني عدم القدرة على الحديث بشأن الأمر لطلب الحصول على مساعدات مثل الصحة النفسية.
قالت توني: “هل ستحضر أمي؟”
كان عمر توني 11 عاما، قبل يوم واحد من احتفال انهاء السنة الدراسية السادسة، وكانت تريد أن تعرف هل أمها سوف تحضر إلى المدرسة لرؤيتها.
تجاهلت شقيقتها السؤال في البداية، ثم أجابت عنه.
وقالت: “يؤسفني أن أقول إن أمنا لن تأتي، لأنها في السجن”.
ودأبت توني، اعتبارا من هذه اللحظة، على زيارة أمها في السجن، بعد أن كانت تراها يوميا في المنزل.
وأصبح يتعين على شقيقة توني الكبرى، التي كانت تبلغ من العمر 23 عاما وأنجبت لتوها رضيعا، رعاية توني التي كانت تبلغ من العمر تسعة أعوام.
وقالت: “تعين علينا أن نتضامن ونستمع إلى كل شيء قالته شقيقتي الكبرى”.
ونظرا لأن الشقيقة الصغرى كانت تقلد كل شيء تفعله الشقيقة الكبرى، شعرت توني بأنه لا يمكن لها أن تغضب أمام أختها الصغيرة.
وقالت: “لا أظن أنني تعاملت مع عواطفي بطريقة صحيحة في ذلك الوقت”.
لم تكن هذه المرة الأولى التي يقضي فيها أحد والدي توني عقوبة السجن.
قضى أبوها، الذي لم تعش معه منذ كان عمرها خمس سنوات، بضعة أعوام في السجن عندما كان عمرها سبعة أعوام.
لكن الذي أثر فيها كثيرا هو غياب أمها.
خلال الأسابيع القليلة الأولى، كانت تنزل الدرج بسرعة للتأكد من أن أمها هناك في الصباح.
قالت: “طبعا لم تكن موجودة”.
وتقول، توني التي تبلغ الآن من العمر 21 عاما، إن آخر شيء كان يشغلها آنذاك هو طبيعة الجريمة التي ارتكبتها أمها.
وأضافت: “كنت مشغولة بموعد عودتها إلى المنزل”.
وقالت: “الأمر أشبه بفاجعة، لأن أمك رحلت، وحتى إن عادت فإنك لن تعيش بالطريقة ذاتها”.
“يفتشون حفاظة ابن شقيقتي”
تعد زيارة أمها في السجن تجربة مؤلمة.
وقالت: “الرحلة طويلة لأن السجن عادة يكون بعيدا، وعندما تدخل إلى السجن، تجد المباني مرتفعة، في كل مكان توجد حواجز عالية، الجو مظلم، والأبواب تحدث أصواتا”.
وأضافت: “يفتشون كل شخص، حفاظة ابن شقيقتي خضعت للتفتيش. كنت خائفة من الكلاب، وما عليك إلا الوقوف هناك قبل أن تقوم الكلاب تشمك”.
وقالت: “عندما تغادر السجن، تنهمر الكثير من الدموع ويبكي الكثير من الناس”.
وتقول توني، التي بدأت حياتها تتغير عندما كانت أيضا في المدرسة: “هذه بيئة غير مريحة لأنك تخضع للمراقبة بشكل مستمر”.
لم ترغب عائلتها في أن تتحدث عن أمها التي توجد في السجن، بسبب الخزي والعار اللذين سيجلبهما هذا الحديث.
وتقول: “لا يُفترض أن يذهب الآباء إلى السجن، وخصوصا الأمهات”.
ولا تعرف توني أي شخص آخر في وضعها، ولم تجد من تتحدث معه.
وقالت: “كنت طفلة غاضبة جدا. شعرت بالكثير من المشاعر السلبية تجاه أمي، وكانت النتيجة أنني صببت غضبي على الجميع”.
وأضافت: “لأنني لم أستطع تفسير سبب إحباطي، أُسِيء فهم الكثير منه”.
وقالت: “وصفوني بأنني طفلة سيئة”.
“أطفال لا يرانا أحد“
تشير التقديرات إلى أن 300 ألف طفل في المملكة المتحدة لهم أحد الأبوين في السجن.
ولا تعلم حاليا المدارس والسلطات بالأمر إلا إذا خضع طفل للرعاية.
وتعتقد آن لونغفيلد، مفوضية الأطفال في إنجلترا، أن هناك حاجة إضافية لاتخاذ إجراءات تهدف إلى مساعدة أطفال مثل توني.
وترغب توني في إحصاء الأطفال الذين دخل آباؤهم في السجون، حتى يتسنى تلقي مساعدة مثل الصحة النفسية والسكن.
وتقول: “أرغب حقيقة في رؤية المحاكم، وخدمات الادعاء العام، والشرطة، ووهم يتحملون المسؤولية تجاه الأطفال عندما تصدر الأحكام بحق السجناء”.
وأوضحت قائلة “الأمر يتعلق بمهمة إدارية لكن ذلك سوف يُحدث فرقا بالنسبة للأطفال لتمكينهم من تحقيق هذا الدعم”.
وتتفق توني مع الرأي القائل إن هناك حاجة إلى مزيد من الدعم: “نحن مجموعة من الأطفال لايرانا أحد”.
“الجميع يرتكبون أخطاء”
قضت أم توني سنتين في السجن.
وعلى الرغم من أنهما لا يزالان يحتفظان بعلاقات طيبة، يظل الأمر بالغ الصعوبة الحديث بشأن هذه الفترة.
وتقول: “نحن أقرب إلى بعضنا بعضا وأقوى كأسرة، لكن السنتين اللتين قضتهما أمي بعيدة عن المنزل، كأنهما لم يحدثا. لا نتحدث عنهما”.
وتقول توني إنها لا تلوم أمها: “جميع الناس يرتكبون أخطاء. ربما كنت أفضل لو أن ذلك لم يحدث”.
وتدرس توني علم الجريمة في الجامعة، وتقول إن تجربتها ألهمت خططها الهادفة إلى العمل في النظام المتعلق بإطلاق السراح المشروط.
وتأمل في أن تتغير الأشياء لمساعدة أطفال آخرين مروا بالتجربة ذاتها التي مرت بها، وتقول إن حصولهم على مزيد من الدعم قد يحول دون الانتهاء بهم إلى السجن أنفسهم.
واختتمت حديثها قائلة: “إذا أهملت الأطفال الذين دخل آباؤهم في السجون، فإنه يمكن أن يقودهم ذلك إلى الظروف ذاتها التي كان فيها آباؤهم. إننا لسنا آباءنا، لم نرتكب الجرائم التي ارتكبها آباؤنا، وإذن لماذا نُعاقب نيابة عنهم”.
[ad_2]
Source link