الحرب في ليبيا: هل طلب طرابلس قواعد عسكرية أمريكية يضع البلاد في قلب صراع روسي أمريكي؟
[ad_1]
ناقشت صحف عربية، ورقية وإلكترونية، تطورات الوضع في ليبيا، في ظل استمرار هجوم القوات التابعة للقائد العسكري خليفة حفتر على العاصمة طرابلس.
يأتي هذا بعد إعلان حكومة الوفاق الليبية المعترف بها دوليا بقيادة فايز السراج تعليق مشاركتها في محادثات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة في جنيف، بعد هجوم جديد شنته قوات حفتر، التي تُعرف بـ”الجيش الوطني الليبي”، على طرابلس قبل أيام.
من يخرق وقف إطلاق النار؟
يقول جمال الكشكي، الصحفي في “البيان” الإماراتية، إن فايز السراج رئيس حكومة الوفاق الوطني “يُصر على تكسير كل قواعد التفاوض، ولم يلتزم بأية بنود مما نصت عليها طاولات التفاوض الدولية”.
ويضيف بأن تصرفات السراج “ليست من بنات أفكاره، بل هي تنفيذ لاستراتيجية مشتركة بينه وبين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان”.
ويرى الكاتب أن أردوغان يحاول الهروب من المشكلات التي تحاصره من خلال “السيطرة على أوراق الأزمة الليبية، وذلك سعيا إلى تحقيق أكبر قدر من المكاسب الاقتصادية التي هو في أمس الحاجة إليها”.
وتقول صحيفة “اليوم السابع” المصرية نقلا عن طارق فهمى، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن حكومة الوفاق “تصر على عدم الالتزام بالقرارات الأممية بوقف إطلاق النار بسبب الخسائر الضخمة التي تتكبدها الجماعة في ليبيا خلال الفترة الراهنة بعد الانتصارات التي حققها الجيش الليبي على الميليشيات المسلحة في طرابلس خلال الفترة الماضية”.
بيد أن “القدس العربي” اللندنية تتهم قوات حفتر بخرق وقف إطلاق النار “بوتيرة يومية من خلال شن هجمات على طرابلس، مقر حكومة الوفاق، ضمن عملية عسكرية مستمرة منذ 4 أبريل/نيسان 2019، للسيطرة على العاصمة”.
ويقول ماجد الأنصاري في موقع “الخليج أونلاين” الإخباري إن الملفات في ليبيا تشابكت، “فصار التفاوض بين تركيا وروسيا حول ليبيا وزحف حفتر على العاصمة مربوطاً بإدلب (السورية) ومحاولات النظام استرجاعها”.
ويرى الكاتب أن الأتراك “حريصين كل الحرص على تثبيت حكومة الوفاق التي تناصرهم في مواجهتهم مع جيرانهم في حوض المتوسط، وروسيا من جهة أخرى تخلط الأوراق بين دعمها للنظام ودعمها لحفتر لتحقيق أكبر المكاسب الممكنة في علاقتها مع تركيا وإيران ومنافستها لواشنطن”.
إنشاء قاعدة عسكرية أمريكية؟
ويقول الحبيب الأسود في “العرب” اللندنية، بشأن دعوة وزير داخلية حكومة الوفاق الليبية، فتحي باشاغا، الولايات المتحدة إلى إقامة قاعدة عسكرية في بلاده للتصدي لما وصفه بالتغلغل الروسي في أفريقيا، إن هذه الدعوة “تثبت بما لا يدع مجالا للشك أن حكم الميليشيات في طرابلس دخل مرحلة السقوط على جميع الأصعدة بما فيها العسكرية والأخلاقية”.
ويضيف: “تمثل دعوة باشاغا في الواقع استدراجا لأجواء الحرب الباردة في ما بعد الحرب العالمية الثانية، واستجداء لصراع داخل ليبيا بين روسيا والولايات المتحدة. ومحاولة لإقناع العالم بأن شرق البلاد في يد الروس، ما يتطلب توازنا استراتيجيا بجلب قاعدة أمريكية إلى غربها، وما يعني بشكل آخر التسليم ببناء قاعدة روسية في المنطقة الشرقية”.
وتقول “العربي الجديد” اللندنية نقلا عن مصطفى البرق، الباحث الليبي في العلاقات الدولية، وصفه دعوة باشاغا بـ”التسول السياسي” لـ”دغدغة عواطف واشنطن والدندنة على وتر توجسها من التوغل الروسي في ليبيا”.
ويرى البرق أن “قادة طرفي الصراع في ليبيا يدركون بشكل جيد طبيعة الموقف الأمريكي الجامد”، موضحا أن “قادة الحكومة لم يتوقفوا عن الحج إليها في محاولة لاستمالتها وصنع حليف منها، متخذين من الشراكة معها في ملف مكافحة الإرهاب أساسا لصنع هذه العلاقة، بينما يستغل الطرف الآخر، المتمثل في اللواء المتقاعد خليفة حفتر، الفراغ الذي تركه الموقف الأمريكي في الملف الليبي لتحقيق أهدافه العسكرية”.
ويقول جلال حرشاوي، المتخصص في شؤون شمال أفريقيا، في تصريح لموقع “عين ليبيا” إن دعوة باشاغا ليست بالجديدة.
ويضيف: “دعوة وزير الداخلية لإنشاء قاعدة أمريكية دائمة في العاصمة طرابلس ليست بالجديدة، إنه أمر عادي، هذا موقف مصراتة منذ سنوات، لا يوجد شيء جديد هنا”.
ويدعو جمعة بوكليب، الصحفي في “الشرق الأوسط” اللندنية، إلى “العودة بالطرفين المتحاربين، ومن يقف وراءهما من الدول الداعمة، إلى طاولات التفاوض السياسي”.
ويضيف الكاتب: “مشكلة الصراع في ليبيا، أنه، خلال السنوات الأخيرة، أفلح في تهميش وتجاوز الأطراف المحلية، وذلك بتحوله إلى تنافس محموم وملحوظ بين دول إقليمية وأوروبية، تلقي بثقلها السياسي والعسكري وراء الطرفين المتحاربين بدوافع تحقيق مصالح اقتصادية وسياسية، في حين اختارت الولايات المتحدة، حتى الآن، الوقوف على الضفة ومراقبة الموقف من مسافة”.
[ad_2]
Source link