أخبار عربية

الحرب في سوريا: هل تُحدد معركة إدلب “مستقبل” أردوغان في حكم تركيا؟


جنديان تركيان

مصدر الصورة
Getty Images

Image caption

جنود أتراك على مقربة من الحدود السورية (أرشيفية)

تناولت صحف عربية وتركية صادرة باللغة العربية التطورات الميدانية في محافظة إدلب السورية، حيث تقول تقارير إن قوات تابعة للمعارضة السورية بدأت هجوما بريا جنوب شرقي إدلب بمساندة من الجيش التركي.

ويأتي ذلك بعد تبادل للقصف بين القوات التركية والجيش السوري في إدلب، بالتزامن مع قصف روسي استهدف منطقة قريبة من مكان وجود رتل تركي بجبل الأربعين في ريف المدينة.

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أعلن مؤخرا أن انطلاق العملية العسكرية التركية لإيقاف العملية العسكرية للجيش السوري ضد المعارضة في محافظة إدلب السورية أصبح “مسألة وقت”.

يُذكر أن العملية العسكرية للجيش السوري قد أدت إلى تشريد 900 ألف شخص مدني منذ الأول من ديسمبر/كانون الأول الماضي.

“العدوان التركي”

تقول صحيفة البيان الإماراتية في افتتاحيتها إن “سوريا اليوم بحاجة إلى موقف عربي موحَّد لنسف كل المخططات الغربية على هذا البلد، العدوان التركي على شمال سوريا هو عدوان على دولة عربية شقيقة واحتلال لأرضها وتعريض أهلها للقتل والتهجير… دمشق متيقنة أن عزلها عن عروبتها هو هدف أنقرة، فالعملية العسكرية التركية في شمال شرقي سوريا غزو لأراضي دولة عربية، وعدوان على سيادتها، ولا تنم إلا عن نظام مرتكب للمجازر يتلطى بالشعارات الإنسانية وهو الأبعد عنها. فأردوغان يتجه إلى الحرب كلما واجه أزمة لها علاقة ببقائه، لكنه لا يفهم بعد أن الإصرار على موقفه سيجرّ بلاده إلى عزلة دولية”.

وتضيف الصحيفة أن “أرض سوريا أرض عربية وأمنها جزء من الأمن العربي، والاعتداء بهذه الصورة التي نراها على وحدة التراب السوري تهديد للأمن القومي العربي الجماعي، فسوريا بحاجة إلى التفاف عربي حولها لصدّ كل تدخل أجنبي على أراضيها، وحماية الشعب السوري وصون حقوقه”.

وتقول صحيفة الوطن السورية إن “الرئيس التركي رجب طيب أردوغان واصل حملة التصعيد الكلامية والتحشيد الميداني، وزعم في تصريحات له أمس بأن العملية العسكرية في إدلب مسألة وقت”.

وتضيف الصحيفة أن “سوريا جددت التأكيد أن نظام رجب أردوغان الخارج عن الشرعية الدولية، يواصل بدعم دول غربية اعتداءاته على الأراضي السورية، في محاولة لإنقاذ أدواته من المجموعات الإرهابية، وشددت على مواصلتها الحرب على الإرهاب حتى تحرير كل شبر من أراضيها”.

وفي رأي اليوم اللندنية، قال عبد الباري عطوان: “أعطى الرئيس التركي رجب طيّب أردوغان الضوء الأخضر للفصائل المتشدّدة بشن هجمات على مواقع للجيش العربي السوري استعادها مؤخرا في ريف مدينة إدلب، الأمر الذي أشعل فتيل مواجهة عسكرية ربما تقود إلى حرب شاملة”.

ويضيف الكاتب أنه “يصعب علينا التكهن بالتطورات القادمة في المشهد السوري، وفي مدينة إدلب وريفها على وجه الخصوص، ولكنّها قد لا تكون في صالح الجانب التركي، في ظِل تصاعد المعارضة الداخلية التركية لهذا التورط العسكري ليس مع الجانب السوري فقط، وإنّما مع الحليف الروسي أيضا… إدلب ستكون المدينة التي لن تحدد مستقبل سوريا، ونهاية المعارضة المسلّحة، المعتدلة أو المتطرّفة فقط، وإنما مستقبل الرئيس أردوغان كزعيم لتركيا وطموحاته بإعادة بعث الدولة السلجوقية، أو العثمانية الجديدة”.

“منطقة إنسانية”

مصدر الصورة
Getty Images

Image caption

العملية العسكرية للجيش السوري أدت إلى تشريد 900 ألف شخص مدني

أما طلحة كوسه فيقول في موقع تُرْك برِس إن “أهداف تركيا في خِضمّ التوترات الأخيرة في إدلب واضحة، وسوف يكون نطاق العملية العسكرية المحتملة محدودا. ترغب تركيا في تشكيل منطقة إنسانية محمية في محافظة إدلب لمنع وقوع كارثة إنسانية أخرى ووقف تدفق اللاجئين إلى الحدود التركية”.

ويضيف الكاتب أن “الهدف الثاني والأكثر أهمية لتصعيد تركيا في الآونة الأخيرة مع نظام الأسد وروسيا هو الإبقاء على حلّ سياسي للحرب السورية مطروحا للتفاوض. إن هجمات النظام وروسيا في الأشهر الستة الماضية تقوِّض الحل السياسي للأزمة السورية. تصرّ موسكو على الحل العسكري لسوريا وتريد السيطرة على الطرق السريعة الاستراتيجية وإخلاء المناطق التي تسيطر عليها المعارضة”.

وتبرز صحيفة ديلي صباح التركية تصريحات وزير الخارجية مولود تشاووش أوغلو الذى يقول فيها “إن دماء الجنديين التركيين اللذين استُشهدا في غارة جوية بمحافظة إدلب شمال غربي سوريا لن تذهب سُدى”.

وتضيف الصحيفة أنه “ورغم تفاهمات لاحقة تمّ إبرامها لتثبيت وقف إطلاق النار في إدلب إلا أن قوات النظام وداعميه تواصل شنّ هجماتها على المنطقة، مما أدى إلى مقتل أكثر من 1800 مدني، ونزوح أكثر من مليون و300 ألف آخرين إلى مناطق هادئة نسبيا أو قريبة من الحدود التركية”.

ويقول أسامة أبو ارشيد في العربي الجديد اللندنية إنه في الأسابيع الأخيرة “تصاعدت نُذر وقوع صدام مسلح مباشر بين تركيا وقوات النظام السوري في إدلب … من ناحية موازين القوى المجرّدة، الجيش التركي قادر على سحق نظيره السوري في حرب تقليدية، خصوصا أن الأخير منهك بعد قرابة عقد من عدوانه على أبناء شعبه، ومن الصراع مع قوى المعارضة، وهو كان عُرضةً لانشقاقات كثيرة، وللاستنزاف بشريا وعسكريا”.

ويضيف الكاتب: “وحتى مع دعم المليشيات الإيرانية لقوات النظام، تبقى القوة العسكرية التركية متفوقة. إلا أن موازين القوى تشهد تغييرا كبيرا في حال ما إذا أُخذ في الاعتبار العامل الروسي الداعم لجيش النظام السوري الرسمي، وهنا معضلة تركيا الأساسية”.



Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى