أخبار عاجلةسيكولوجية الأدب العربي

البطاقة الأدبية

بقلم الشاعر حماد الهمل

 

بطاقة أدبية
الكثير منا يعلم ما هو الأدب ، ولكن هناك من يعتقد أن الأدب هو الشعر ، ونجد طرفاً آخر يعتقد أن الشعر معزولٌ عن الأدب فيعتقد أن الأدب نثراً والشعر وزناً ، فأحببت أن أنقلكم معي عبر آلة الزمن لنعود إلى العصر الجاهلي ثم نعود إلى عصرنا هذا ، ولكن قبل الرحيل يجب أن تحفظوا هذا السؤال جيداً ، ما هو الادب ؟
كان في العصر الجاهلي يقال أدب أي طعام الضيوف ومنها تأتي المأدبة وفي صدر الإسلام تحول المعنى إلى الأخلاق فأصبحت تستخدم للأخلاق بكثرة ولأهمية الأخلاق في القصائد والنثر في ذلك الوقت اهتم جماعة في ما هو يجذب العقول ويلفت الإنتباه وبدأ يتطور حتى صار علمٌ يدرس وأصبح معنى الأدب هو جميل الإسلوب يعبر فيه عن أحاسيس وخواطر وأفكار سواء بالنثر أو النثر المنظوم أو الشعر الموزون .
ويستخدم الأدب في عدة أغراض كالخطب والخواطر والقصص والروايات والمقالات والمدونات والشعر والمقطوعات والمنظومات والنقد .
تاريخ الأدب العربي
اختلفت الروايات في بداية القصائد وذهب بعضهم أن الزير سالم هو من بدأها ولذلك سمي بالمهلهل ثم انتشر انتشاراً سريعاً وظهر شعراء المعلقات وهم امرؤ القيس ابن حُجر الكندي ويُلقب بالملك الضِّلّيل وكان أول من لقبه بذلك لبيد بن ربيعة حين سئل عن أشعر الناس فقال: الملك الضّليل يعني امرء القيس، قيل ثم من؟ فقال: الغلامُ القتيل: يعني طرفة، قيل ثم من ؟ فقال: الشيخُ أبو عثيل، يعني نفسه. والشاعر الثاني و طرفة بن العبد ثم عنترة بن شداد العبسي، ثم عمرو بن كلثوم التغلبي، ثم زهير بن أبي سلمى المزني ثم الحارث بن حلزة اليشكري وآخرهم موتا لبيد بن ربيعة العامري، وأضافوا إليهم الأعشى والنابغة الذبياني وعبيد بن الأبرص .
ويتسم الشعر الجاهلي بقوة الفصاحة وصدق التعبير وتعدد المواضيع بالقصيدة الواحدة ، وكانت اهتمامات الشعر الجاهلي بالفروسية والغزل والخمر والحكمة ووصف البيئة .
وهذا عنترة يفتخر بقبيلته دون حمل الحقد عليهم وفي ما يلي بعض أبيات قصيدته
لا يحمل الحقد من تعلو به الرتب
ولا ينال العلى من طبعه الغضب
ومن يكن عبد قوم لا يخالفهم
إذا جفوه ويسترضى إذا عتبوا
قد كنت فيما مضى أرعى جمالهم
واليوم أحمي حماهم كلما نكبوا
لله در بني عبس لقد نسلوا
من الأكارم ما قد تنسل العرب
لئن يعيبوا سوادي فهو لي نسب
يوم النزال إذا ما فاتني النسب
ومن القصائد الجميلة قصيدة زهير بن أبي سلمى وجمال الحكمة فيها
سئمت تكاليف الحياة ومن يعش
ثمانين حولا لا أبا لك يسأم
رأيت المنايا خبط عشواء من تصب
تمته ومن تخطئ يعمر فيهرم
وأعلم علم اليوم والأمس قبله
ولكنني عن علم ما في غد عم
ومن لا يصانع في أمور كثيرة
يضرس بأنياب ويوطأ بمنسم
ومن يك ذا فضل فيبخل بفضله
على قومه يستغن عنه ويذمم
ومن يجعل المعروف من دون عرضه
يفره ومن لا يتق الشتم يشتم
ومن لا يزد عن حوضه بنفسه
يهدم ومن يخالق الناس يعلم
وليس الأدب في العصر الجاهلي يقتصر على الشعر بل كان هناك نثراً ولكنه ينحصر في الخطابة والوصاية حتى أتت الحقبة الثانية في تطور الأدب وهي صدر الإسلام والعصر الأموي ويقصد بصدر الإسلام هو من بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى وفاة علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، فتطور النثر حيث اتسع فأصبح يستعمل في الخطابة والوصاية والرسائل والنصائح ، وكان النثر والشعر يستمدان قوتهما من القرآن وسنة النبي صلى الله عليه وسلم فتهذبت ألفاظه واستبعد غريبه وظهرت الفاظٌ جديدة وهي ما شرعت في الإسلام كما اتسم الأدب في هذا الزمن بالبديع والبيان والصرف والنحو ، وقد برز الكثير بالنثر وأبدع فيه ، وجل صدر الإسلام كان شعراءه مخضرمين أي عاصروا الجاهلية والإسلام أمثال حسان بن ثابت وكعب بن زهير و الخنساء والحطيئة والنابغة الجعدي ، أما شعراء العصر الأموي فمنهم الأخطل والفرزدق وجرير ومجنون ليلى ، ومن أشعار هذا الزمن قصيدة حسان بن ثابت في الدفاع عن الرسول صلى الله عليه وسلم ، وهذه بعض أبياتها
عدمنا خيلنا إن لم تروها
تثير النقع موعدها كداء
يبارين الأسنة مصغيات
على أكتافها الأسل الظلماء
تظل جيادنا متمطرات
يلطمهن بالخمر النساء
فإما تعرضوا عنا اعتمرتا
وكانوالفتح وانكشف الغطاء
وإلا فاصبروا لجلاد يوم
يعين الله فيه ما يشاء
وقال الله قد يسرت جندا
هم الأنصار عرضتها اللقاء
لنا في كل يوم من معد
قتال أو سباب أو هجاء
فنحن بالقوافي من هجانا
ونضرب حين تختلط الدماء
وهجاء جرير للفرزدق والنميري في قصيدة نذكر منها
تطولكم حبال بني تميم
ويحمي زارها أجما وغابا
أم نعتق نساء بني نمير
فلا شكرا جزين ولا ثوابا
ألم ترني صببت على عبيد
وقد فارت أباجله وشابا
أعد له مواسم حاميات
فيشفي حر شعلتها الجرابا
فغض الطرف إنك من نمير
فلا كعبا بلغت ولا كلابا
أتعدل دمنة خبثت وقلت
إلى فرعين قد كثرا وطابا
وكما كان الشعر مزدهراً في هذا الزمن كان النثر أكثر ازدهاراً فمن الرسائل المهمة في تلك الحقبة رسالة عمر بن الخطاب التي أرسلها إلى أبي موسى الأشعري في بيان أحكام القضاء بين المسلمين و خطبة الحجاج بالعراق و خطبة زياد بن أبي سفيان ( إبن أبيه ) المعروفة بالبتراء ، وغيرهم الكثير .
ثم أتى العصر العباسي الذي ضم مع أدبه الجميل الأدب الأندلسي لأنه يزامنه وكانت سماته تعمق المعنى وسهولة الألفاظ والميول إلى صنعة الصور وتعقد الخيال وشمل مواضيع جديدة لتغير المناخ كما مزجت الأفكار بالمعاني وتطور الوصف إلى المجالس والحدائق والقصور واستحدثت طرق الغزل والهجاء والرثاء والمدح ، واتسم النثر في هذا الزمن بسهولة اللفظ ووضوح الفكرة وكثرة المحسنات وقصر الجمل والتأثر بالقرآن بقوة والتلاعب بالألفاظ والقواعد النحوية ، وقد ظهر في هذا الوقت الرسائل الوصفية وكتابة الدواوين ورواية القصص والنحو والتاريخ والكتابات العلمية والدينية وظهور المقامات والمناظرات ، ومن ناحية الشعر فتنوع وأصبح به الشعر التعليمي وشعر الزهد والدهريات والهزليات ، ومن أبرز أدباء وشعراء هذا العصر أبو فراس الحمداني وأبو الطيب المتنبي وأبو العلاء المعري وأبو نواس وابن الرومي والرندي والشتري والإلبيري وابن زيدون والجاحظ وأبو العتاهية وأبو تمام وابو محمد قاسم الحريري والأصمعي والبحتري وغيرهم الكثير ، ونذكر هنا أبياتاً من قصيدة أبي فراس الحمداني
أراك عصي الدمع شيمتك الصبر
أما للهوى نهي عليك ولا أمر
بلى، أنا مشتاق وعندي لوعة
ولكن مثلي لا يذاع له سر
إذا الليل أضواني بسطت يد الهوى
وأذللت دمعا من خلائقه الكبر
تكاد تضيء النار بين جوانحي
إذا هي أذكتها الصبابة والفكر
وقال المتنبي
إذا الجود لم يرزق خلاصا من الأذى
فلا الحمد مكسوبا ولا المال باقيا
وللنفس أخلاق تدل على الفتى
أكان سخاء ما أتى أم تساخيا
أقل اشتياقا أيها القلب ربما
رأيتك تصفي الود من ليس صافيا
خلقت ألوفا لو رجعت إلى الصبى
لفارقت شيبي موجع القلب باكيا
وصل الأدب إلى القمة في العصر العباسى وكان غير العرب يواكبون هذه العذوبة بثقافاتهم ، ولكن بعد الوصول إلى القمة إما النظر إلى القمم الأعلى والصعود إليها أو النزول من القمة لأن الإستمرار في نفس المكان يثقل على النفوس ، ولكن الأدب اختار النزول بعد قمة العصر العباسي ، فانحدر بقوة حتى أنه لم يستطيع التوقف في منتصف الطريق حيث تراجع الشعر الذي يتربع على عرش الأدب إلى مستوى النظم وسجنت العقول فلا تستطيع التحليق في الفضاء وكثرت الروايات المبالغ فيها وكانت أكثر الكتابات من غير العرب الواثقين بمستواهم الأدبي على عكس واقعهم لأن كتاباتهم
اتسمت بعدم روح الجمال بين سطورها وذابت اللغة في ذلك العصر لتمتخض اللهجات العامية فأصبح هناك أدبٌ عامي وهو أقل مقداراً من الأدب العربي الفصيح إلا أنه لاينكر ، ففي صدر كل عربي شاعرٍ أو أديب سواء أخرجه فصيحاً أو عامياً ، ولا يمر عصر إلا يأتي به أدباء رائعون مهما كانت سمات ذلك العصر أمثال حافظ ابراهيم وإيليا أبو ماضي و شهاب الدين الخفاجي وعبدالجواد النيسابوري ومحمود سامي البارودي وأحمد أديب البيشاوي وغيرهم الكثير ، وهذه بعض أبيات إيليا أبو ماضي
أيـــهــا الــشــاكـي ومـــــا بـــــك داء
كــيــف تــغــدو اذا غـــدوت عـلـيـلا؟
ان شــر الـجـناة فــي الأرض نـفس
تـتـوقـى، قــبـل الـرحـيـلِ، الـرحـيـلا
وتـرى الـشوك فـي الورود، وتعمى
أن تــــرى فــوقـهـا الــنــدى إكـلـيـلا
هـــو عـــبءُ عــلـى الـحـيـاة ثـقـيـل
مــــن يــظــن الـحـيـاة عـبـثـاً ثـقـيـلا
وهذه تحفة قدمها حافظ ابراهيم في هذا الزمن ويقول
فـالـناس هــذا حـظـه مــال وذا
عــلـم وذاك مــكـارم الأخــلاق
والـمـال إن لـم تـدخره مـحصناً
بـالـعـلم كـــان نـهـاية الإمــلاق
والـعـلم إن لــم تـكـتنفه شـمائل
تـعـلـيه كـــان مـطـية الأخـفـاق
لاتـحـسبن الـعـلم يـنـفع وحــده
مــالــم يــتــوج ربـــه بــخـلاق
مــن لــي بـتربية الـنساء فـإنها
فـي الـشرق عـلة ذلـك الإخفاق
الأم مـــدرســـة إذا أعــددتــهــا
أعـددت شـعباً طـيب الأعـراق
الأم روض إن تــعـهـده الـحـيـا
بــالــري أورق أيــمــاً إيـــراق
ومن جمال الشعر العامي ابتهال محسن الهزاني التي سوف نعرض بعض أبياتها
الغنى والرضا والهدى والتقى
والعفو والعفو ثم حسن العمل
وأسألك غادياً مادياً كلما
لج فيها الرعد حل فينا الوجل
وادق صادق غادق ضاحك
باكيا كلما هل مزنه هطل
المحث المرث المحن المرن
حامياً سامياً آنياً متصل
ومع تطور العالم وتقاربه أصبح أدب العالم بين يدي الأديب العربي فزادت المعرفة وبدأ الإبتكار في هذا العصر الحديث وأراد النهوض من زمن النزول من القمة إلى البحث عن قمة أخرى تناسبه فتسلح بالعلم حينما لم يستطيع النهوض بالعربية الفصحى كما كانت من قبل فتعامل مع اللغة البسيطة التي يسهل فهمها وكذلك اتسم هذا العصر بتوسع الخيال وتصوراته وأساليبه وكان من أساليبه الحديثة طرح الفكرة بإسلوب ساخر وكان من سماته الرمزية في القصائد وذهب البعض في إهمال القافية عمداً فظهر النثر ذو التفعيلة وكذلك التنوع في أساليب البلاغة في القصيدة الواحدة وتغير الأسلوب فوجدنا وحدة القصيدة والمسارح الشعرية وتطور الشعر العامي بشكلٍ ملحوظ حتى أصبح يتبع مدارس شعرية كما هو في الفصيح وتنوع النثر العامي مثل المقالات والقصص والروايات وإن اختُلِف على أصل وجودها لأن البعض يرى أنها تقتل اللغة الأم ولكن كل ذلك يبرهن لنا أن الأدب العربي في هذا العصر قد أصبح علماً كبيراً و مجالاته ضخمة ، ضم الأدب الفصيح والأدب العامي وإن لم يرتقي لجودة العصور الماضية ولكنه أتى بحلية جديدة تناسب ذائقة جمهورة ، وأمثال رجال هذا العصر نزار قباني وأحمد شوقي و جبران خليل جبران والأخطل الصغير وعمر أبو ريشة وأحمد شكري وغازي القصيبي ومحمد الجواهري وغيرهم الكثير ، وهنا نعرض بعض أبيات أمير الشعراء أحمد شوقي
المَجدُ وَالشَرَفُ الرَفيعُ صَحيفَةٌ
جُعِلَت لَها الأَخلاقُ كَالعُنوانِ
وَأَحَبُّ مِن طولِ الحَياةِ بِذِلَّةٍ
قِصَرٌ يُريكَ تَقاصُرَ الأَقرانِ
دَقّاتُ قَلبِ المَرءِ قائِلَةٌ لَهُ
إِنَّ الحَياةَ دَقائِقٌ وَثَواني
فَاِرفَع لِنَفسِكَ بَعدَ مَوتِكَ ذِكرَها
فَالذِكرُ لِلإِنسانِ عُمرٌ ثاني
ويقول الأخطل الصغير في قصيدته الغزلية
نم أنت واتركني بلا نوم ودع
روحي وروحك في الهوى تتكلما
وإذا الكرى لعبت بجفنك كفه
وإذا السكون على سريرك خيما
وإذا النسيم وأنت في بحر الشذا
غرقٌ دنا من وجنتيك ليلثما
ومن ناحية الشعر العامي نذكر أبيات سعد بن جدلان
كل ماشبيت نار المحبة مـع حبيب
قام يسحل فـي مشاهيبهـا ويرشها
يدك لامدت وفاء لا تحرّى وش تجيب
كان جاتك سالمة.. حب يدك وخشِّها
وكل ما صادفت لك فالزمن وجه غريب
مثل ماقال المثل دام تمشي مشها
وهنا أبيات من قصيدة لضيدان بن قضعان ويبدو متأثراً بالقيهبان المري فأتى بقافية رائعة ويقول
وذكرت قـول الغيهبـان المـري
راع القنـا والمهـرة الصفرائـي
 
بليت بابليـسٍ ونفسـي والهـوى
كيـف النجـاة وكلهـم اعدائـي
 
و أخـذت أمليهـا لنفسـي كنـي
لم استبيح الشعـر فـي ارجائـي
 
و غنيت من بدعي على طاروقـه
قصيدة ٍ مـن فكرتـي وإيحائـي
 
الشعر شعري والبحـور بحـوره
والجـد جـدي والشيـوخ ابائـي
 
انـي لمـن قـوم ٍ يعـز عليهـم
قتل الرعـاة ودمعـة الحسنائـي
 
وفي هذا الزمن يتوقع المرء استمرارية التطور والإبداع والتجديد ولكن نتمنى النهوض في لغتنا الأم ونشر جمالها بين عامة الناس وقد رأيت حب العامة للفصحى والخوف منها أيضاً ، لأنهم لم يتغلغلوا بها وهاهم يرون المنفرين من أصحاب اللغة كجلد الأمة العربية بهوانها أو امتهان التدريس للغرض المادي مجرد من الأمانة العلمية ، فرب معلم منفر بأخلاقه الدونية فوالله لو علم هذا بحجم المكان الذي يشغله لما استهان ساعةً من وقته بالاستثمار ، ولا ننسى أن هناك ميولٌ للنطق بلغة الغرب بحجة أنها لغة الدول المتقدمة ، وليتهم علموا أنه كان بالأندلس من يتكلم اللغة العربية يبدو متحضراً ، وسوف يعود ذلك الزمن إن أحببنا لغتنا وأحببنا نشرها .
وفي الختام هل عرفنا ما هو الأدب ؟
هو جميل الإسلوب يعبر فيه عن أحاسيس وخواطر وأفكار ذو معاني فياضة بالعطاء سواء بالنثر أو النثر المنظوم أو الشعر الموزون .
وفي بطاقتي الأدبية ذكرت في كل زمن رجال على سبيل المثال وليس حصراً أو رفعةً على غيرهم ، كما أن أمثلتي كانت شعراً والأدب له مجالات عدة ، فيستطيع المرء تثقيف نفسه في المجال الذي يحبه من الأدب ولكن الشعر هو أبرز الأدب لذا اخترته مثالاً ، فهاهي آلة الزمن وقفت عندكم فهل حركتموها معي للمستقبل لنرى عجائب الأدب ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى