أخبار عربية

كأس السوبر الأفريقي: “لا وقت للسياسة” في مباراة الترجي والزمالك


جماهير الزمالك والترجي

مصدر الصورة
Getty Images

Image caption

جماهير الزمالك (يمين) وجماهير الترجي (يسار). صور أرشيفية

رغم أن فريقي الترجي التونسي والزمالك المصري تقابلا في عدة مناسبات سابقة، إلا أن مباراة الجمعة بين الفريقين لها أهمية خاصة.

وتستضيف العاصمة القطرية، الدوحة، للعام الثاني على التوالي مباراة كأس السوبر الأفريقي، التي يتقابل فيها الفريق المُتوج بدوري الأبطال مع الفائز بالكأس الكونفيدرالية، فعلى ملعب ثاني بن جاسم، خسر الترجي لقب النُسخة السابقة لصالح الرجاء المغربي، قبل أن يعود بطل في محاولة جديدة، لكن هذه المرة أمام الزمالك في أول مباراة تجمع بينهما خارج حدود القارة.

ظلال سياسية

وبدت بوادر أزمة بسبب إقامة المباراة في الدوحة في البداية؛ إذ هدد رئيس نادي الزمالك، مرتضى منصور، بعدم السماح لفريقه بالسفر إلى قطر، التي تقاطعها السعودية والإمارات والبحرين ومصر منذ يونيو/ حزيران 2017.

لكن رغبة منصور لم تحظ بغطاء جماهيري. وعلى الرغم من رفض إدارة النادي المصري، المشاركة في بطولة “سوبر غلوب” العالمية لكرة اليد، في مناسبتين سابقتين بسبب إقامتها في قطر، إلا أن مقاطعة كأس السوبر الإفريقية لم تبدُ قابلة للتطبيق.

مصدر الصورة
Getty Images

Image caption

هدد مرتضى منصور بمقاطعة البطولة المقامة في قطر

وعزز من صعوبة ذلك تراجع السعودية والإمارات والبحرين عن عدم المشاركة في النسخة الأخيرة من كأس الخليج التي استضافتها قطر أيضا، رغم استمرار القطيعة السياسية.

وسارع كل من الاتحادين الإفريقي والقطري لكرة القدم في تقديم ضمانات لإدارة الزمالك بتأمين البعثة، بعدما قال منصور إن لاعبي الفريق سيكونون “عرضة لمخاطر أمنية”.

وتأتي المباراة في ظل فترة عصيبة وممتدة، يعيشها الاتحاد الإفريقي (كاف) الذي واجه أزمة في نهائي دوري الأبطال الموسم الماضي، بين الترجي والوداد المغربي، وما تلاه من خضوع الكاف لإشراف الاتحاد الدولي، الذي عين الأمينة العامة السنغالية فاطمة سامورا مفوضة لإفريقيا، في مهمة انتهت في يناير/ كانون الثاني.

مواجهات متتالية

مصدر الصورة
Getty Images

Image caption

يسعى كارتيرون لكسب ثقة جمهور الزمالك

ستكون المباراة المرتقبة بمثابة الجولة الأولى في النزال المكون من ثلاث لقاءات بين الفريقين في ظرف أيام قليلة. فقد وضعت قرعة دوري الأبطال الزمالك المصري والترجي التونسي في مواجهة بعضهما البعض، ضمن الدور ربع النهائي.

ولذا، ثمة أهمية خاصة لمباراة كأس السوبر التي يسعى كل طرف للفوز بها، لاقتناص الأسبقية على حساب منافسه، قبل المواجهتين القريبتين في مصر أولا ثم في تونس ضمن دوري الأبطال.

وحظي الفريقان باستقبال حماسي في الدوحة، من روابط المشجعين لدى وصولهما إلى مطار حمد الدولي، مع تأكيدات بأن ملعب المباراة، التي تتجاوز سعته 20 ألف مشجع، سيكون ممتلئًا عن آخره مع انطلاق المباراة، في تمام الرابعة بتوقيت غرينيتش.

استقرار الترجي

ويتمتع الترجي بحالة من الاستقرار الفني، فالمدرب الشاب واللاعب السابق للفريق، معين الشعباني، نجح منذ توليه القيادة الفنية عام 2017 في تثبيت أقدامه، وقيادة الفريق للتتويج بلقبين متتاليين من دوري الأبطال، والمشاركة في مونديال الأندية.

وعلى الرغم من تخلي الفريق عن عدد من عناصره البارزة، مثل يوسف بلايلي وأنيس البدري، إلا أن اللاعب السابق للترجي سيف الله المحجوبي قال لبي بي سي إن الفريق التونسي نجح في تعويض هذه الغيابات بعناصر بديلة مميزة، كما أن لاعبيه يتمتعون بالخبرة، التي ترفع من حظوظهم للفوز بالمباراة.

وبزغ نجم الجناح الليبي حمدو الهوني مع “فريق الدم والذهب”، إذ سجل ثلاثة أهداف في بطولة العالم للأندية، كما يلعب دورا بارزا في صفوف الفريق على المستويين المحلي والقاري.

مصدر الصورة
Getty Images

Image caption

تألق الليبي حمدو الهوني في صفوف الترجي

على الجانب الآخر، أطاح الزمالك بمدربه الصربي ميتشو، بعد أسابيع من انطلاق الموسم، ويقوده حاليا الفرنسي باتريس كارتيرون.

ويحتفظ كارتيرون بذكريات متباينة عن مواجهة بطل تونس، حيث سقط بثلاثية في نهائي دوري الأبطال، عندما كان مدربا للأهلي المصري، ثم عاد وانتزع كأس السوبر الإفريقية الأخيرة من الترجي، حين كان في قيادة الرجاء المغربي.

وتأتي المباراة المنتظرة قبل أسبوع واحد، من مواجهة أخرى تنتظر الزمالك في أبوظبي، ضد غريمه الأهلي على لقب كأس السوبر المحلية.

كل ذلك يضع مزيدا من الأعباء على كاهل المدرب، الساعي لتأمين منصبه من الإدارة المُتحفزة، وكذلك كسب ثقة الجمهور في مُنعطف مهم من الموسم، الذي يبدو محفوفا بالمخاطر.

ويُعول الزمالك على قوة الثنائي الهجومي، مصطفى محمد والمغربي أشرف بن شرقي.

وقال اللاعب السابق للزمالك، هيثم فاروق، لبي بي سي إن اللقب مرهون بتسعين دقيقة، وهذا يتطلب من لاعبي الفريق المصري تقديم كل ما لديهم من عطاء للتتويج بالكأس.

أسبقية تاريخية

مصدر الصورة
Getty Images

Image caption

(صورة أرشيفية) لقاء سابق بين فريقي الترجي والزمالك.

للمرة الرابعة سيتنافس فريقان من تونس ومصر، على لقب كأس السوبر. ولم تنجح الأندية التونسية في انتزاع الكأس، في أي من المرات السابقة.

كما يسعى الترجي لتفادي الهزيمة الرابعة في كأس السوبر، وإضافة اللقب الثاني لخزائنه حيث تُوج بها في الإسكندرية عام 1995، على حساب موتيما بيمبي الكونغولي.

في المقابل، يضع الزمالك نصب عينيه الظفر بالكأس الرابعة في تاريخه، كي يفض الشراكة مع مازيمبي الكونغولي الفائز باللقب ثلاث مرات، وأيضا كي يُقلص الفارق مع الأهلي الأكثر تتويجا بالبطولة (8 مرات).

ويتمتع الزمالك بأسبقية تاريخية في مواجهاته المباشرة مع الترجي، إذ فاز الفريق الأبيض في ثلاث من أصل ثماني مباريات، وخسر مرة واحدة فقط لكنها حاضرة في ذاكرة جمهور الفريقين، لأنها منحت الترجي لقبه الأول في دوري الأبطال عام 1994.

لكن تلك الخسارة عوضها الزمالك، حين فاز على الترجي في دور المجموعات، ومهد طريقه نحو اللقب الخامس من دوري الأبطال عام 2002.



Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى