أخبار عاجلة

PARASITE يصنع التاريخ السينمائي | جريدة الأنباء


كتب الفيلم الكوري الجنوبي «Parasite» التاريخ بفوزه بأوسكار أفضل فيلم ليكون أول فيلم في تاريخ الأكاديمية يفوز بالجائزة الكبرى والرئيسية في الحفل وهو غير منجز بالانجليزية ليكسر بذلك حاجز اللغة وليفتح باب الأفلام بلغة أجنبية أمام جمهور أوسع وليثبت أن القصة المروية بشكل احترافي يمكنها أن تتجاوز حاجز اللغة.

فالفائز التاريخي والأكبر بحفل الأكاديمية «Parasite» حصد 3 جوائز رئيسية إضافية كأفضل فيلم أجنبي وأفضل مخرج وأفضل سيناريو مقتبس وليكون كذلك أول فيلم آسيوي يفوز بأفضل سيناريو مقتبس وليأتي الفوز الكبير كتتويج كلي للسينما الكورية بمناسبة مرور مائة عام على انطلاقتها في 2019.. وتعتبر النتيجة محصلة رائعة لفيلم عرض مصحوبا بالترجمة في الولايات المتحدة ليتفوق على كبرى شركات الإنتاج والمخضرمين في هوليوود أمثال مارتن سكورسيزي وكوينتن تارانتينو، وكان لافتا في الحفل امتلاء مسرح جوائز الأوسكار بالممثلين وصناع السينما الكوريين الذين تحدث غالبيتهم للجمهور عبر مترجم.

 

وزعت الأكاديمية جوائزها على معظم الأفلام المرشحة، فنال الفائز الأكبر «باراسايت» 4 جوائز فقط بخلاف الأعوام الماضية التي كان فيلم محدد يهيمن على معظمها، واكتفى فيلم «1917» الذي كان الأوفر حظا للفوز بعدما حصد جوائز كثيرة في موسم المكافآت السينمائية قبل الأوسكار بـ 3 جوائز تقنية وهي أفضل تصوير وأفضل مؤثرات خاصة وأفضل مكساج صوت، ليكون إقصاؤه عن الجائزة الكبرى بمنزلة مفاجأة الحفل، خاصة أن الفيلم المصور كلقطة واحدة عن الحرب العالمية نال ثناء نقديا واسعا واعتباره فيلما مجددا في تاريخ السينما.

أما الخاسر الأكبر في الحفل فكان فيلم «الايرلندي» لمارتن سكورسيزي، حيث خرج خالي الوفاض رغم ترشيحه لـ 10 جوائز لم ينل منها شيئا، فيما تقاسمت الافلام الاخرى الجوائز، فنال «Joker» جائزتين بينهما أفضل ممثل لخواكين فينيكس، و«Once Upon a Time» بجائزتين بينهما أفضل ممثل مساعد لبراد پيت و«Ford vs Ferrari» جائزتين، واكتفى «Jojo Rabbit» و«Marriage Story» و«Little Women» بجائزة لكل منها.

الجائزة الكبرى

إذن بعد 10 ترشيحات لأفلام ناطقة بغير الانجليزية لجائزة أفضل فيلم، أتى الفيلم الـ 11 «Parasite» ليقطف المجد السينمائي متغلبا على أسماء تاريخية عملاقة كإنغمار بيرغمان ومايكل هانكيه.

وقد عبر المخرج بونغ جون هو عن سعادته ودهشته بالقول «أشعر بأنني سأستيقظ لأكتشف أنه مجرد حلم».

ويتمحور الفيلم وهو من النوع الكوميدي القاتم حول الفقر والثراء ويتبع عائلة كورية جنوبية فقيرة تحتال لضمان عمل لأفرادها في دارة أسرة غنية كمدرسين وسائق ومدبرة منزل، حيث يظهر لنا في بداية الفيلم أن جميع أفراد العائلة عاطلون عن العمل ويعيشون في شقة تحت الأرض حقيرة تنتشر فيها الصراصير من دون خدمة انترنت في أحد أكثر بلدان العالم تطورا على الصعيد التكنولوجي.

وخلال الفيلم، سيعمد أفراد العائلة الأربعة الى تزوير شهادات جامعية وتنظيم سلسلة من الأكاذيب ستفضي لاحقا الى عنف مروع في الدارة الفسيحة، حيث يعملون والتي تخفي ديكوراتها الأنيقة مجموعة من الأسرار.

أفضل ممثل

وكما كان متوقعا، فاز خواكين فينيكس بأوسكار أفضل ممثل رئيسي عن «Joker» بعد أدائه المرعب كشخص وحيد منعزل يصبح أحد أشهر أشرار كتب الرسوم المصورة في العالم.

فبعد 3 ترشيحات سابقة، توج فينيكس بالجائزة الحلم قائلا لدى تسلمه الجائزة: «نتشارك الحب نفسه، حب السينما. هذا الشكل من أشكال التعبير وفر لي أروع حياة ممكنة»، داعيا أوساط هوليوود الى استخدام صوتنا لمن لا صوت لهم، ولمحاربة الظلم.

كما حمل الممثل في كلمته على الظلم «والنظرة الأنانية الى العالم» التي تؤدي الى تدمير البيئة، قبل أن يوجه تحية الى شقيقه ريفر وهو ممثل أيضا توفي العام 1993 من جرعة مخدرات زائدة.

وتنافس فينيكس على الجائزة مع ليوناردو دي كابريو، أدم درايفر، أنطونيو بانديراس، وجوناثان برايس.

أفضل ممثلة رئيسية

وأضافت الممثلة رينيه زيلويغر الأوسكار الثاني في مسيرتها الفنية بعد فوزها كأفضل ممثلة رئيسة عن «Judy» والتي جسدت فيه حياة الفنانة الأميركية الشهيرة جودي غارلاند.

وتغلبت زيلويغر على سينثيا ايريفو (هارييت) وسكارليت جوهانسون (ماريدج ستوري) وسارشه رونان (ليتل وومن) وشارليز ثيرون (بومبشل).

أفضل ممثل ثانوي

وبعد ٣٠ عاما من مسيرته الفنية نال براد پيت أوسكاره التمثيلي الأول عن «Once upon a time» كممثل بديل متفوقا على جو بيشي وآل باتشينو وكلاهما في فيلم «ذي آيريشمان» لمارتن سكورسيزي وأنطوني هوبكينز (ذي تو بوبس) وتوم هانكس عن (ايه بيوتفل داي إن ذي نيبرهود).

وقال پيت متوجها الى الحضور في مسرح «دولبي ثياتر» في لوس أنجيليس «أنا مصعوق. أنا لا أنظر الى الماضي عادة لكن جعلني أفعل».

أفضل ممثلة ثانوية

فازت الممثلة الاميركية لورا ديرن بجائزة أوسكار أفضل ممثلة في دور ثانوي عن دورها محامية سريعة الكلام ومتطرفة في فيلم «ماريدج ستوري».

وقد تفوقت ديرن عشية عيد ميلادها الثالث والخمسين على مارغو روبي (بومبشل) وسكارليت جوهانسون (جوجو رابيت) وفلورانس بيو (ليتل وومن) وكاثي بايتس (ريتشارد جويل).

وقد أهدت فوزها الى والديها الممثلين ديان لاد وبروس ديرن.

أفضل مخرج

بعدما كانت التوقعات تشير الى فوز سام منديس «1917» واصل الفيلم الكوري «Parasite» مفاجآته بحفل الاكاديمية بفوز مخرج الفيلم بونغ جون هو بأوسكار أفضل مخرج.

وقال المخرج عند تسلمه الجائزة بعدما تفوق ايضا على مارتن سكورسيزي وكوينتن تارانتينو وتود فيليبس «بعدما فزت بجائزة أفضل فيلم دولي ظننت ان الأمر قد انتهى ويمكنني أن أسترخي».

أفضل فيلم وثائقي

لم يستطع الفيلمان العربيان وتحديدا السوريان في هذه الفئة الفوز، إذ فشل «الى سما» و«الكهف» أمام «أميركان فاكتوري» الذي حصد الجائزة «وهو أول عمل تنتجه شركة باراك وميشال أوباما للإنتاج بجائزة أفضل وثائقي.

وهو يتناول قصة مصنع يعاد فتحه بعدما اشتراه ملياردير صيني. وقد غرد باراك أوباما، مشيدا بـ «قصة معقدة ومؤثرة حول عواقب التغير الاقتصادي الموجع».

أما أوسكار أفضل سيناريو مقتبس فقد كان من نصيب المخرج والكاتب النيوزيلندي تايكا واتيتي عن فيلمه «جوجو رابيت»، بينما فاز فيلم «فورد يواجه فيراري» بالأوسكار لأفضل مونتاج، أما فيلم «حدث ذات مرة في هوليوود» فحصد الأوسكار أفضل تصميم إنتاج وديكور، وفاز «نساء صغيرات» بالأوسكار لأفضل تصميم ملابس، واستطاع فيلم «بومبشل»، بالفوز بالأوسكار أفضل مكياج.

وفازت المؤلفة الموسيقية هيلدر جودينتر بالأوسكار أفضل موسيقى تصويرية عن موسيقى فيلم «جوكر»، بينما فازت أغنية «سأحبني مرة أخرى» من فيلم «روكيتمان» للسير إلتون جون وبيرني توبين، بجائزة الأوسكار أفضل أغنية، وذهبت جائزة أفضل تعديلات صوتية لفيلم «فورد يواجه فيراري».

وكما كان متوقعا للكثيرين، حصد فيلم «قصة لعبة 4» الأوسكار أفضل فيلم كرتوني طويل، وتمكن فيلم «حب الشعر» من الفوز بالأوسكار لأفضل فيلم كرتوني قصير، بينما فاز فيلم «شباك الجيران» بالأوسكار أفضل فيلم روائي قصير.

الرئيس الكوري فخور بالإنجاز

أشاد الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي ـ ان بفوز Parasite، معتبرا انه اعتراف دولي بأهمية السينما الكورية الجنوبية، وقال مون «ابديت امتناني (للمخرج) عن هذا الفخر الذي يعيشه الشعب (الكوري الجنوبي)»، مضيفا «انا فخور للغاية بالمخرج بونغ جون ـ هو وبالممثلين وايضا بكل الفريق».

وقد احبط فيلم Parasite كل التكهنات خصوصا تلك التي اطلقها اشخاص راهنوا على ان اكاديمية جوائز الاوسكار التي تواجه انتقادات دائمة على خلفية نقص التنوع في خياراتها لن تسلم يوما اي جائزة لفيلم آسيوي مترجم إلى الانجليزية.

ناتالي بورتمان ودعم المرأة

اختارت ناتالي بورتمان أن تدعم النساء من زملائها اللواتي لم يحظين باهتمام نظرا لعدم ترشيحهن في الجوائز، وقررت هي أن تسلط عليهن الأضواء بطريقتها.

وارتدت بورتمان فستانا أسود طويلا، مزينا باللون الذهبي، زينته نقوش، بأسماء فنانات ومخرجات عملن على أفلام تراها رائعة، ولم يترشحن لجوائز الأوسكار هذا العام.

استعراض للغائبين

بدأ حفل الأوسكار في دورته الـ 92 باستعراض غنائي للمغنية والممثلة جانيلا موناي، وهو العرض الذي تفاعل معه الحضور، خاصة أن الاستعراض كان يحتوي على مشاهد تعبيرية من أهم الأفلام المرشحة للجائزة مثل جوكر والأيرلندي، كما عبرت موناي في الاستعراض عن غياب المخرجات عن ترشيحات هذا العام، وعن الأفلام التي لم تترشح للجائزة رغم استحقاقها لذلك حسب النقاد.

تكريم الراحلين

قدم المخرج الكبير ستيفين سبيلبيرغ تكريم الفنانين الراحلين عن عالمنا، حيث غنت المغنية الأميركية الحائزة جائزة الغرامي بيلي إيليش أغنية تكريم الراحلين، حيث تصدرهم لاعب السلة كوبي براينت، الذي توفي هو وابنته في حادث طائرة منذ أسابيع قليلة، وقد نال جائزة الأوسكار عام 2018 كمنتج لأفضل فيلم كارتوني قصير «عزيزتي كرة السلة»، كما انتهى تكريم الراحلين بصورة للنجم الأميركي الراحل كيرك دوغلاس الذي توفي عن عمر ناهز 103 أعوام منذ أيام قليلة.

«نتفليكس».. الخيبة الكبرى

كانت شبكة نتفليكس، عملاق البث عبر الإنترنت، صاحبة أكبر نصيب من الترشيحات بين الشركات هذا العام، حيث حصدت الأفلام المنتجة تحت مظلتها 24 ترشيحا، ولكنها لم تخرج إلا بجائزتين وهما، جائزة أوسكار أفضل فيلم وثائقي طويل عن فيلم «مصنع أميركي»، وجائزة أفضل ممثلة مساعدة التي حصدتها لورا ديرن، عن دورها في فيلم «قصة زواج».

بقرة خواكين فينيكس

رغم حصول النجم الأميركي خواكين فينيكس على جائزة الأوسكار أفضل ممثل في دور رئيسي عن دوره في فيلم «جوكر»، فإن خطابه لم يتحدث عن الجائزة التي ينالها للمرة الأولى في حياته رغم عدة ترشيحات سابقة، لكنه تحدث عن حقوق الحيوان، وقسوة البشر الذي يسرقون ألبان البقر، ويسرقون صغارها رغم صراخهم الذي لا تخطئه عين.

الأوسكار والأمطار

أمطار شديدة شهدتها الساحات المحيطة بمسرح «دولبي»، الذي احتضن حفل الأوسكار، حيث أظهرت اللقطات الأمطار وهي تهطل على المكان الذي يشهد الحفل، حيث غطى مدخل المسرح، «سقف» شفاف اظهر هطول الأمطار.

وصف الصورة

 





Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى