أخبار عربية

“اغتصبوني وصوروا مقاطع فيديو ونشروها على موقع إباحي”

[ad_1]


Rose Kalemba

مصدر الصورة
Rose Kalemba

في العام الماضي، كتبت روز كاليمبا مقالا في مدونتها تحدثت فيه عن معاناتها الكبيرة من أجل حذف مقطع فيديو، يصور تجربة اغتصاب تعرضت لها عندما كانت بعمر 14 عاماً، من موقع مشهور للأفلام الإباحية.

وقد اتصل بها في أعقاب ذلك عشرات الأشخاص ليقولوا لها إنهم ما زالوا يواجهون المشكلة نفسها في أيامنا الراهنة.

تحذير: تسرد هذه القصة أحداث اعتداء جنسي عنيف

توقفت الممرضة عند المدخل المؤدي إلى غرفة روز في المستشفى والتفتت إليها لتقول بصوت مرتجف: “آسفة لما حدث لك.. ابنتي أيضاً تعرضت للاغتصاب”.

نظرت روز إلى الممرضة، قدرت أن عمرها لا يتجاوز 40 عاماً.

عادت بذاكرتها إلى الصباح الذي أعقب الاعتداء عليها، وإلى محادثاتها مع الشرطي والطبيب اللذين بديا مجردين من الإحساس. لقد استخدم الجميع عبارة (المزعوم) عند الإشارة إلى الاعتداء العنيف الذي تعرضت له، ووصفت لهم كيف تواصل لساعات في الليلة السابقة.

لم يصدق معظم أقربائها ما تعرضت له باستثناء والدها وجدتها. ولكن مع الممرضة، كان الأمر مختلفاً تماماً، “لقد صدقتني” تقول روز.

وكان ذلك بصيص أمل: أن ترى شخصا يقدر معاناتها ويعرف ما حدث لها. وشعرت بموجة من الارتياح وبأنها يمكن أن تبدأ بالتعافي من آثار تلك التجربة القاسية.

ولكنها واجهت مشكلة مع انتشار فيديو الاغتصاب الذي شاهده مئات الآلاف من الناس، ولم تحظ منهم بأي تعاطف.

وبعد مرور 10 سنوات، بدأت روز كاليمبا بتمشيط شعرها الأسود الكث أمام مرآة الحمام، ولف أطرافه بأصابعها لتشكيل حلقات طبيعية.

لم يكن الحال هكذا في الأشهر التي تلت الاعتداء. كان عليها تغطية جميع المرايا في منزلها بالبطانيات، لأنها لم تكن تتحمل رؤية نفسها فيها.

روز الآن في الـ 25 من العمر، وقد نظمت روتيناً للعناية بنفسها في حياتها اليومية. فاهتمامها بشعرها مثلاً، واحدا من النشاطات التي تمارسها ضمنه. ويكاد تمشيط شعرها وتسريحه، الذي يستغرق جهداً ووقتاً طويلاً، يستحيل إلى نوع من التأمل لديها. وتعلم روز أن شعرها جميل، ويثني الناس على جماله طوال الوقت.

واعتادت أيضا على أن تعد لنفسها، في كل صباح، قدحا من الكاكاو، وهو نوع نقي من الشوكولاتة تعتقد أنه يتمتع بصفات علاجية، ثم تبدأ في تدوين أهدافها اليومية في دفتر مذكراتها، وتكتبها بصيغة الحاضر وليس الماضي عمداً.

تكتب “أنا سائقة ممتازة”، وهذا واحد من الأهداف، أو “أنا متزوجة من روبرت وسعيدة بذلك” أو “أنا أم رائعة”.

أثناء الجلوس لتبادل أطراف الحديث، تترك روز شعرها ينسدل على كتفيها ليغطي معظم جسدها.

نشأت روز في بلدة صغيرة في ولاية أوهايو، ولم يكن غريبا، كما هي الحال بالنسبة لمعظم الفتيات في عمرها، أن تتمشى وحدها مساءً قبل وقت النوم، للاستمتاع بالهواء النقي وبرهة من السكينة. وهكذا بدأ ذلك المساء في صيف عام 2009.

ولكن، فجأة ظهر من وسط العتمة رجل أمامها وهو يحمل سكيناً، وأجبرها على ركوب سيارة تحت التهديد.

كان يجلس في مقعدها الخلفي رجل آخر يبلغ من العمر نحو 19 عاماً. بدا وجهه مألوفاً لها وسبق أن رأته في الحي.

اقتادها الرجلان إلى منزل في الجانب الآخر من البلدة وتناوبا على اغتصابها على مدار 12 ساعة، بينما قام رجل ثالث بتصوير أجزاء من حادث الاعتداء.

ظلت روز في حالة صدمة، وكانت تتنفس بصعوبة. لقد تعرضت لضرب مبرح وطعنت في ساقها اليسرى، وكانت ملابسها مغطاة بالدماء. وفقدت الوعي غير مرة.

وفي مرحلة ما أثناء تعرضها للاعتداء، أخرج أحد الرجال حاسوباً محمولاً وأراها فيديوهات لاعتداءات على نساء أخريات.

تقول روز “أنا من أثنية من السكان الأصليين” (في إشارة إلى سكان أمريكا قبل هجرة الأوروبيين إليها) و”كان المهاجمون من البيض ولهم بنيات قوية بشكل واضح. وبعض الضحايا كُنّ من البيض أيضا، لكن الكثير من الضحايا النساء كنّ ملونات”.

ولاحقاً بعد أن استعادت وعيها، هددها أولئك الرجال بالقتل. وحاولت استجماع شجاعتها للتحدث معهم طالبة منهم إطلاق سراحها مقابل أنها لن تكشف عن هوياتهم، قائلة لا شيء سيحدث لكم ولن يعرف أحد بالأمر.

فأعادها الرجال إلى السيارة، ليلقوا بها في أحد الشوارع على بعد نحو نصف ساعة سيرا على الأقدام من منزلها.

وعند وصولها إلى مدخل باب منزلها، رأت نفسها في مرآة القاعة. كان هناك جرح بليغ في رأسها ما زال ينزف دما.

كان والدها رون وبعض أفراد الأسرة في غرفة المعيشة على وشك تناول طعام الغداء لحظة وصولها، فأخبرتهم بما جرى لها والدم يسيل من الجرح الذي في رأسها.

تقول روز: “اتصل والدي بالشرطة على الفور، وحاول تخفيف الهم عني مباشرة، بيد أن الآخرين لاموني على الخروج في وقت متأخر”.

وفي غرفة الطوارئ استقبل طبيب وضابط شرطة روز التي قالت “لقد تعامل الاثنان معي بطريقة غاية في الجفاء، وخالية من العواطف والإحساس”.

سألها رجل الشرطة إن كان الأمر قد تم بالتراضي. وهل كان مجرد ليلة خرجت عن المألوف.

تقول روز إنها صعقت عند سماع أسئلته. وتضيف “حدث ذلك على الرغم من تعرضي لضرب مبرح لا يمكن تصوره وإلى طعن، وكنت أنزف”.

مصدر الصورة
Rose Kalemba

Image caption

صورة روز عندما كانت طفلة تحمل كتبا ودمية

ردت روز “لا، لم يكن بالتراضي” وكانت لا تزال تعاني مما تعرضت له، فقالت لهم إنها لا تعرف من هاجموها.

لم يكن لدى الشرطة أي خيوط لمتابعتها والاستمرار في القضية.

حاولت روز الانتحار بعد خروجها من المستشفى في اليوم التالي، لأنها لم تكن قادرة على تخيل كيف يمكن أن تعيش حياة طبيعية بعد تلك الحادثة. ولكن شقيقها أنقذها بعد أن وصل في الوقت المناسب.

بعد بضعة أشهر، كانت روز تتصفح موقع “ماي سبيس” عندما وجدت أن هناك عدة أشخاص من مدرستها يشاركون رابطاً فيما بينهم، ويشيرون إليها بوسم على الانترنت. وعندما ضغطت على الرابط تبين لها أنه موقع لنشر المواد الإباحية.

وشعرت بغثيان شديد، لأن الرابط كان عبارة عن عدة مقاطع فيديو لحادث الاعتداء عليها.

لقد كانت عناوين مقاطع الفيديو المحمّلة على الموقع الإباحي هي” بكاء مراهقة وهي تُصفع”، و “مراهقة تتحطم”، و “مراهقة يغشى عليها”.

وقد وصل عدد مشاهدي أحد تلك الفيديوهات إلى 400 ألف مشاهدة، بحسب ما تتذكر روز. “وكانت أسوأ مقاطع الفيديو هي تلك التي غبت فيها عن الوعي، إن رؤية نفسي وأنا أتعرض للاعتداء دون أن أدرك ما كان يحصل لي كانت الأسوأ”.

وتضيف أنها قررت على الفور عدم إخبار أسرتها عن مقاطع الفيديو، وخاصة أن معظم أفراد أسرتها لم يدعموها في محنتها، وإخبارهم لن يحقق شيئاً.

وفي غضون أيام، كان من الواضح أن معظم أقرانها في المدرسة قد شاهدوا مقاطع الفيديو.

“لقد تعرضت للتنمر والتخويف”، تقول روز “سيقول الناس أنني أنا من طلبت ذلك واستملت الرجال إلي وإنني عاهرة”.

وقال بعض الأولاد إن أولياء أمورهم أمروهم بالابتعاد عنها، لئلا تغريهم ثم تتهمهم بالاغتصاب.

إنه من السهل أن يلقي الناس باللائمة على الضحية.

وتقول روز إنها راسلت الموقع الإباحي عدة مرات خلال فترة ستة أشهر في عام 2009 للمطالبة بحذف مقاطع الفيديو الخاصة بها.

“لقد بعثت برسائل إلى الموقع الإباحي متوسلة إليهم، من فضلكم، أنا فتاة قاصر، وكان هذا اعتداءً، من فضلكم أحذفوها”.

ولم تتلقً أي ردود على رسائلها وبقيت الفيديوهات تُعرض على الموقع. وتتذكر قائلة: “في السنة التي تلت الحادثة، أصبحت انطوائية ومنعزلة. كنت أشعر بالخواء. كنت مخدَّرة تماماً، وانكمشت على نفسي”.

كانت تتساءل في قرارة نفسها، عندما كانت تلتقي عيناها مع أي شخص غريب، يا ترى هل شاهد مقاطع الفيديو؟ و”هل تجنبوا (الآخرون) مشاهدة الفيديو؟ أم هل استمتعوا برؤية اغتصابي؟”.

لم تقوَ روز على النظر إلى نفسها في المرآة، لهذا غطت جميع مرايا المنزل بالبطانيات. وكانت تنظف أسنانها وتستحم في الظلام، وتفكر دائماً في من قد يكون شاهد مقاطع الفيديو.

وأخيرا، خطرت لها فكرة. فأنشأت عنوان بريد إلكتروني جديدا، إدعت فيه أنها محامية وأرسلت رسالة بريد إلكتروني إلى الموقع الإباحي تهدد فيه باللجوء إلى الإجراءات القانونية.

و “في غضون 48 ساعة، اختفت مقاطع الفيديو”.

بعد ذلك بأشهر، بدأت روز في حضور جلسات استشارات نفسية، وكشفت أخيراً عن هوية مهاجميها إلى الطبيب النفسي، الذي كان من واجبه إبلاغ الشرطة بالأمر. لكنها لم تخبر أسرتها أو الشرطة عن مقاطع الفيديو.

وقامت الشرطة بتدوين أقوال الضحية وشهادات أعضاء عائلتها. بيد أن محاميّ المعتدين دفعوا بأن روز مارست الجنس معهم بالتراضي، فحكم على المغتصبين بالسجن مع وقف التنفيذ، ولكن ليس بتهمة الاغتصاب بل بجنحة “مساهمتهم في جنوح قاصر”. ولم يكن لدى روز وعائلتها الطاقة أو الموارد الكافية لخوض معركة من أجل عقوبة أشد.

ومن الواضح أن رون كاليمبا ظل يفكر كثيراً في ما حدث لابنته طوال تلك السنوات الماضية.

ويتساءل: ما الذي كان بإمكانه فعله، ربما استطاع فعل الكثير وبطريقة مختلفة لو عرف تفاصيل أكثر.

لقد تغيرت ابنته بعد الاعتداء، فبعد أن كانت طالبة مجدة ومتفوقة، تحولت إلى فتاة أخرى تغيب عن مدرستها ونادراً ما تقوم بواجبها المدرسي.

وظل رون وابنته يجلسان في حديقة قريبة من منزله، ويقرآن معا بعض المقاطع من الكتاب المقدس، ونادراً ما يتحدثان عن الماضي.

ويقول: “أشعر أن العالم كله خذلها، فالإساءة لها بدت للجميع مجرد مزحة كبيرة. لقد غيّرت حياتها كليا وخذلها الناس في كل خطوة خطتها”.

لم يعلم رون بأمر مقاطع الفيديو على الموقع الإباحي إلا في عام 2019، عندما انتشرت التدوينة التي نشرتها روز حول ما تعرضت له، في وسائل التواصل الاجتماعي. ولم يكن لديه أي فكرة عن أن فيديو اغتصاب ابنته شوهد من قبل العديد من الناس، كما لم يكن يعلم أن زملاءها سخروا منها في المدرسة.

ويتذكر رون حادثة مر بها في أيام الدراسة قائلاً: “كنت أعرف فتاة في الصف الثامن، كان الناس يجرحونّها ويسيئون إليها وكانت تتعرض للضرب، ولم يتفوه أي منا بحرف، كنا نتفرج على ما يحدث فقط”.

ويضيف : “لقد صادفتها بعد سنوات. كانت تعتقد أنني كنت متنمراً عليها أيضاً، لأنني لم أفعل شيئاً حيال ما كانت تتعرض له”.

ويضيف: “في الواقع، من كانوا يؤذونها حينها هما اثنان فقط، لكنها ظنت أننا جميعاً كنا ضدها لأننا شاهدنا ما حدث ولم نقل أي شيء، وهذا كان شعورها حيال صمتنا”.

هل يعتقد أن هذا ما حدث لروز؟

يقول رون: “نعم، لكن الأمر كان أسوأ بالنسبة لها، كان لديها حشد من الأشخاص المتنمرين على الإنترنت أيضاً. البعض صمت والبعض أساء. ونحن هنا إزاء عالم مختلف”.

Image caption

والد روز يقول : كان هناك الكثير من التعليقات المهينة لها على الانترنت

وخلال السنوات القليلة اللاحقة، اعتادت روز غالبا أن تغرق في العالم الرقمي مبتعدة عن العالم الواقعي. فاستغرقت في الكتابة، لتعبر عن نفسها في المدونات ووسائل التواصل الاجتماعي، لتكتب باسمها حيناً وبأسماء مستعارة حيناً آخر.

وفي أحد الأيام في عام 2019، شاهدت عدداً من المنشورات عن الموقع الإباحي (Pornhub ).عندما كانت تقلب في المنشورات على صفحاتها في مواقع التواصل الاجتماعي. كان الناس يثنون عليه لتقديمه تبرعات لجمعيات خيرية للحفاظ على النحل، وإضافة تسهيلات توضيحية على الموقع للمشاهدين الصمّ، والتبرع لمساعدة الجمعيات الخيرية التي ترعى الذين تعرضوا للعنف المنزلي، وتقديم منحة دراسية بمبلغ 25 ألف دولاراً للنساء الراغبات في دخول صناعة التكنولوجيا.

ووفقًا للموقع نفسه، ثمة 42 مليار زيارة له على الإنترنت في عام 2019، بزيادة قدرها 8.5 مليار عن العام السابق، وبمتوسط يومي يصل إلى حوالي 115 مليون. و 1200 عملية بحث في الثانية. وتقول روز: “من المستحيل أن يفوتك هذا الموقع إذا كنت من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي”.

وتضيف “لقد قاموا بعمل رائع في إظهار أنفسهم يؤدون مهمة “خيرة”، وأنهم تجاوزوا الإباحية تقريباً، ولكن لا تزال هناك مقاطع فيديو تحمل عناوين تشبه العناوين التي وُضعت لفيديوهاتي على الموقع. ولا توجد طريقة لمعرفة ما إذا كانت هناك مقاطع لعمليات اغتصاب لا تعلم ضحاياها بها”.

مصدر الصورة
Rose Kalemba

Image caption

روز مع والدها عندما كانت طفلة

في الشهادة التي نشرتها في مدونتها وانتشرت على نطاق واسع، شاركت روز القرّاء، بسرد مفصل لحادث اغتصابها، وكيف أهمل الموقع الإباحي نداءاتها ورسائلها حتى تظاهرت بأنها محامية.

وعلّق العشرات من النساء وبعض الرجال على التدوينة قائلين إنهم شاهدوا مقاطع الفيديو التي صوّرتهم وهم يتعرضون لاعتداءات جنسية على ذلك الموقع أيضاً.

وقالت إدارة موقع “بورن هاب” الإباحي في تصريح لبي بي سي: “ترجع هذه المزاعم المروّعة إلى عام 2009، قبل عدة سنوات من امتلاك أصحاب الموقع الحاليين له. لذلك ليست لدينا معلومات عن كيفية التعامل معها في ذلك الوقت. ومنذ تغيير مالكيه، دأب الموقع على تطبيق إجراءات حماية وسياسات صارمة في هذه الصناعة، عندما يتعلق الأمر بمكافحة المحتوى غير المصرح به وغير القانوني، كجزء من إلتزامنا بمكافحة مواد الاعتداء الجنسي على الأطفال. كما وظفت الإدارة جهة خارجية مختصة في كيفية التحقق من الفيديوهات المحمّلة تقوم بجرد أي عمليات تحميل جديدة بحثاً عن أي مواد يحتمل انطباق مواصفات المادة غير القانونية عليها، وتتأكد من عدم عودة الفيديو الأصلي للظهور على منصاتنا”.

وردا على سؤال عن سبب استمرار عرض مقاطع فيديو على الموقع تحمل عناوين مماثلة لتلك التي كانت تعرض عملية اغتصاب روز من أمثال: “اعتداء على مراهقة وهي نائمة”، أو “اعتداء على مراهقة في حالة سكر أثناء نومها”، أو “اعتداء قاس على مراهقة”، قالت الشركة: “نحن نسمح بجميع أشكال التعبير عن الجنس التي تتبع شروط الاستخدام الخاصة بنا، وقد يجد بعض الناس هذه المشاهد غير مناسبة، لكنها قد تروق للكثيرين حول العالم، وهي محمية بمختلف قوانين حرية التعبير”.

ووضع الموقع علامة تبويب خاصة للإبلاغ عن أي محتوى غير لائق في عام 2015، لكن القصص حول مقاطع فيديو عن اعتداءات جنسية على الموقع الإلكتروني تستمر في الظهور.

وفي أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي، واجه رجل في الثلاثين من عمره في فلوريدا، يدعى كريستوفر جونسون، تهماً بالاعتداء الجنسي على شاب يبلغ من العمر 15 عاماً، ونشر مقاطع فيديو عن الاعتداء على الموقع نفسه.

وفي تصريح لبي بي سي بشأن هذه الحالة، قال الموقع إن سياسته هي “إزالة المحتوى غير القانوني بمجرد أن نعلم به، وهو بالضبط ما فعلناه في هذه الحالة”.

وفي عام 2019 ، قام الموقع أيضا بإلغاء قناة تُدعى”غيرلز دو بورن”، عندما رفعت 22 امرأة دعوى قضائية عليها يتهمن القناة فيها بإجبارهن على المشاركة في مقاطع الفيديو، واُتُهم وقتها مالكو القناة بالاتجار بالجنس.

تقول روز: “قد يقول الناس إن ما حدث لي منذ عقد مضى لا يمثل الواقع اليوم، ولكن ببساطة، هذه ليست القضية. لقد أخبرتني نساء بعد أن قرأنّ مدونتي، أن هذا الأمر ما زال يحدث. وهن نساء غربيات يشاركن على منصات وسائل التواصل الاجتماعي”.

وتضيف “لا أشك في أن مقاطع الفيديو في أجزاء أخرى من العالم، وفي الأماكن التي نعرف أن الأفلام الإباحية تُستهلك بكثرة مثل الشرق الأوسط وآسيا، هي أماكن قد لا تدرك فيها الضحية أن فيديوهات الاعتداء عليها يتم تداولها في مثل هذه المواقع”.

Image caption

تعليق تُرك على الموقع الإباحي يطلب من إدارة الموقع إزالة الفيديو

وتحدثت بي بي سي إلى امرأة من كاليفورنيا كانت راسلت روز عبر البريد الإلكتروني، والتي ظل فيديو يصور اعتداء جنسيا عليها يعرض على موقع أصغر لسنوات، على الرغم من أنها تقول إنها راسلت الشركة عدة مرات، كما تركت تعليقات أسفل الفيديو على الموقع نفسه.

وتقول المرأة: “لقد تم تحميل ومشاركة الفيديو من قبل مواقع إباحية أخرى أيضاً، إلا أن محاميّ الموقع قالوا لبي بي سي إن موكليهم لا يعلمون بأي شيء من هذا القبيل”.

وقدمت بي بي سي بعد ذلك رابطاً للفيديو، فضلا عن صور تعليقات المرأة التي طلبت فيها حذفه. فقاموا أخيرا بحذفه في الأيام التالية.

وتقول كيت إيزاكس من جماعة”نوت يور بورن” التي تحقق بنشاطات المواقع الإباحية”ما حدث لروز في عام 2009، لا يزال يحدث إلى يومنا هذا في العديد من المواقع الإباحية المجانية وليس فقط في موقع (بورن هاب)”.

وتضيف: “لا يمكننا القيام بأي شيء حيال المواقع الإباحية المضرة الصغيرة التي أنشأها أفراد، بيد أن المواقع التجارية الكبيرة مثل (بورن هاب) يجب أن تتعرض للمساءلة، ولكن ليس في الحال لأنه لا توجد قوانين الآن تسري عليها”.

مصدر الصورة
Rose Kalemba

Image caption

ترنو روز إلى المستقبل لتجاوز صدمتها

وثمة ما يعرف بـ “الأفلام الإباحية الكيدية “،والتي تُعرف أيضاً باسم الإساءة الجنسية المبنية على الصور، وتتمثل بالقيام بتركيب صور حميمية لشخص ما دون إذنه، وتوزيعها بقصد. ويعد صنع مثل هذا المحتوى جريمة جنائية في إنجلترا وويلز منذ عام 2015 ويعاقب عليه بالسجن لمدة تصل إلى عامين حالياً. وعلى الرغم من أن المنصات التي يُنشر فيها مثل هذا المحتوى، لا تخضع حتى الآن للمساءلة القانونية.

وتقول إيزاكس : “تدرك المواقع الإباحية أن هناك محتوى مزعجاً وغير مقبول على منصاتها. وهم يعلمون أنه لا توجد طريقة يمكننا من خلالها التمييز بين المشاهد التمثيلية الخيالية أو السيناريوهات غير الحقيقية المنتجة أو مشاهد الإساءة الحقيقية”.

وتشير إلى أنها قامت بتشكيل جماعة “نوت يور بورن” إثر تحميل ستة مقاطع فيديوهات جنسية لأحدى صديقاتها (وكان عمرها أقل من 16 عاماً)، على موقع بورن هاب.

وتضيف: “إن أكثر من 50 امرأة في المملكة المتحدة قلنَ لها خلال الأشهر الستة الماضية إنه تم نشر مقاطع فيديو جنسية لهن من دون موافقتهن على المواقع الإباحية، وإن ثلاثين منهن حُملت الفيديوهات عنهن في موقع بورن هاب”.

وأشارت أيضا إلى أن موقع بورن هاب ومواقع أخرى تُمكِّن المشاهدين من تنزيل مقاطع الفيديو على أجهزة الكمبيوتر الخاصة بهم، لذلك، حتى لو تم حذف الفيديو من إحد هذه المواقع الإباحية، فمن السهل على المستخدمين تداول الفيديو وتحميله في أي موقع آخر لمرات عديدة.

وتقوم مجموعة”نوت يور بورن” بحملات تحض على تشريع قوانين في المملكة المتحدة من شأنها اعتبار مشاركة مقاطع الفيديو الإباحية غير الموافق عليها جريمة جنائية.

ترنو روز الآن إلى المستقبل، بعد أن التقت في أوائل العشرينات من عمرها بصديقها روبرت، الذي تقول إنه ساعدها على مناقشة الاعتداء الذي تعرضت له وطريقة التعامل معه. و تأمل في أن تتزوج قريباً وتنجب ابنة.

كما ترى أن كلبها، الذي سمته بيلا وهو من نوع بيتبول، يشكل مصدر قوة لها، وتقول: “لقد نشأت مع كلاب البيتبول، قد تحمل سمعة سيئة بأنها عدوانية ولكنها جميلة للغاية”.

وتضيف: “بصراحة إنها تصبح عدوانية فقط إذا تعرضت لإيذاء من البشر”.

وتكمل “أشعر بأنني محكومة بالسجن مدى الحياة بشتى الطرق، حتى هذه اللحظة، قد أكون في محل البقالة وأرى شخصا غريبا فأتساءل في قرارة نفسي عما إذا كان قد شاهد فيديو الاعتداء علي”.

لكن روز تقول إنها لم تعد ترغب بالبقاء صامتة بعد الآن.

[ad_2]

Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى