أخبار عربية

أغنية “بنت الجيران” للمطرب المصري حسن شاكوش تحقق نجاحا مثيرا للدهشة على موقعي ساوندكلاود ويوتيوب


مصدر الصورة
Facebook

على وقع الضوضاء في شارع مزدحم، انتظر سائق توكتوك (مركبة نارية ذات ثلات عجلات) أمام مصنع للغزل لحين قدوم زبائن يستقلون مركبته، في أحد أحياء القاهرة الشعبية في شبرا الخيمة شمالي العاصمة.

رفع السائق الذي يدعى وائل صوت مشغل الأغاني على أغنية واحدة كررها عدة مرات، وهي أغنية “بنت الجيران”، التي تنتمي لما يعرف في مصر بـ “أغاني المهرجانات”، وقد لفتت كلماتها انتباه المارة ما بين مستمتع بها ومستاء منها.

لكن ربما لم يعلم وائل وزملاؤه من السائقين الذين يداومون على سماع هذا اللون من الأغاني خلال يوم عملهم، أن الأسبوع الماضي يعتبر الأبرز في تاريخ “أغاني المهرجانات” المصرية، فقد حصدت أغنية “بنت الجيران”، للفنان حسن شاكوش، المركز الثاني في قائمة المواد الأكثر استماعا على موقع “ساوند كلاود” الشهير، بأكثر من خمسة ملايين مستمع خلال أسبوع واحد، وأكثر من 45 مليون مستمع إجمالا، فضلا عن أكثر من 70 مليون مشاهدة على موقع يوتيوب.

وقد تجاوزت أغنية “بنت الجيران” أغنيات ومقاطع صوتية عالمية أخرى، أبرزها أغنية حديثة لرجل الأعمال الأمريكي الشهير “إيلون ماسك” التي حلت في المركز الثامن، وليس هذا فحسب، بل تفوق شاكوش على ماسك أيضا بأغنية أخرى بعنوان “شمس المجرة” – بمشاركة المطرب المصري الشهير في هذا النوع من الأغاني “حمو بيكا” – التي احتلت المركز السابع في نفس القائمة.

ويقول وائل لبي بي سي إنه يستمع لهذا “المهرجان” للمطرب حسن شاكوش وغيره من المهرجانات، طوال ساعات عمله، ويضيف: “هذا النوع من الأغاني يجذب انتباه الزبائن ويساعد على العمل بتركيز من دون ملل”، موضحا أنه لا يمكن الاستماع إلى أغاني المهرجانات بصوت خفيض، وعلل ذلك بالقول إن معظم الناس في هذه المنطقة ألفت أغاني المهرجانات منذ سنوات.

ويغني في مهرجان “بنت الجيران” مع شاكوش صديقه عمر كمال، وتتغزل كلمات الأغنية التي ألفها مصطفى حدوتة في فتاة الجيران، وتوضح مدى التعلق بها، لدرجة أن تخليها عنه سيجعله يفقد طريقه ويشرب “الخمر والحشيش”.

وظهرت أغاني المهرجانات في مصر قبل نحو عقد ونصف في أوساط الشباب من الطبقات العمالية وتحت المتوسطة، في المناطق الشعبية، وبعض وسائل المواصلات، وحفلات الزفاف الشعبية، غير أنها اجتذبت جمهورا أكبر من المستمعين من طبقات أخرى خلال السنوات الخمس الأخيرة.

ويلجأ مغنو المهرجانات ومعظمهم لم يدرس الغناء بشكل أكاديمي إلى مؤلفين من الشباب يكتبون كلمات معظمها من وحي العيش في الأماكن الشعبية، ثم يقومون بتلحينها إلكترونيا، مع إضافة بعض المؤثرات الصوتية إليها.

درع يوتيوب

وتعليقا على وصول مهرجان “بنت الجيران” للمركز الثاني على ساوند كلاود في الأسبوع الأخير، يقول حسن شاكوش إن ذلك “بفضل دعوات والدتي” ومساندة الأصدقاء والمحبين.

مصدر الصورة
Youtube

وأضاف شاكوش، في تصريح صحفي لإحدى الصحف المحلية نشره على صفحته على موقع فيسبوك: “كنت نائمًا، واستيقظت على اتصالات هاتفية من أصدقائي ومعارفي يقدمون التهنئة بحصول أغنية بنت الجيران على المرتبه الثانية على الموقع الشهير”.

كان شاكوش لاعب كرة قدم بنادي الإسماعيلي، الذي يمثل مدينة الإسماعيلية شرقي مصر، ويقول إنه ترك كرة القدم قسرا بسبب عدم حصوله على مقابل مالي مناسب، قبل أن يتجه لغناء المهرجانات قبل عشر سنوات، موضحا أنه حقق حلم والده بأن يصبح لاعب كرة أو مطربا مشهورا.

وتخطت قناة شاكوش الرسمية على موقع يوتيوب حاجز المليون مشترك قبل أيام، وأهداه الموقع درعا بهذه المناسبة تسلمه شاكوش هذا الأسبوع.

وبينما قال شاكوش إنه عضو بنقابة المهن الموسيقية، تقول النقابة إنه ليس كذلك حتى الآن، رغم أنه تقدم للحصول على عضوية النقابة مؤخرا وأجرى الاختبارات اللازمة، غير أن نتائج هذه الاختبارات لم تظهر بعد، وفقا لمسؤولي النقابة.

ومنعت نقابة المهن الموسيقية في مصر، وهي الجهة المخولة بمنح تصاريح الغناء في البلاد، 16 من مطربي المهرجانات من الغناء، أو إقامة أي حفلات، ورفضت انضمامهم للنقابة.

ويقول طارق مرتضى، المتحدث باسم نقابة الموسيقيين، لبي بي سي إنه يجب ألا ندعم مثل هذا النوع من الظواهر التي لا علاقة لها بالفن، مضيفا “هذا إسفاف وللأسف أصبح يشكل وجدا الكثيرين”.

ويضيف مرتضى أن “مواجهة هذا النوع من الظواهر يكون من خلال تقديم فن جاد هادف ودعمه”، معتبرا أن هناك قصورا من الدولة ومن الموسيقيين سمح بانتشار ظاهرة أغاني المهرجانات.

وأوضح مرتضى في معرض رده على أسباب تحقيق أغاني المهرجانات لكل هذه الملايين من المسمتعين بأن “الجمهور يفتقد إلى الفن الجيد بسبب خلو سوق الموسيقى الغنائية الشعبية من المواهب الإيجابية”.

وحذرت النقابة من عقوبة رادعة تتمثل في الحبس من شهر إلى ثلاثة أشهر، والغرامة من 10 إلى 50 ألف جنيه، ضد أى منهم فى حال مشاركتهم فى حفلات غنائية، ولمن يسهل مشاركتهم فى الغناء.

مصدر الصورة
Youtube

Image caption

احتلت الأغنية الشعبية المصرية “شمس المجرة” المركز السابع على موقع ساوندكلاود هذا الأسبوع

ابتذال أم امتداد للفن الشعبي؟

وتثير أغاني المهرجانات منذ ظهورها كثيرا من الجدل في مصر، بين من يعتبرها نوع مبتزل من الأغاني، يسيء إلى الذوق العام ويشكل تأثيرا سلبيا على النشئ، وبين من يراها امتدادا طبيعيا للفن الشعبي الذي يلبي مطالب المتلقي والمستمع، والذي يختارها طوعا دون غيرها.

لكن انتشار سماع أغاني المهرجانات خارج مصر خلق نوعا ثالثا بين الفريقين، وهو من يطالب بتدريب فناني أغاني المهرجانات والاستفادة مما يحققونه من انتشار واسع كـ “قوة ناعمة”.

يقول محمد صقر، وهو ناقد موسيقي، إن هذا النوع من الفن الموسيقي “يخرج من واقع حقيقي، والجمهور يستمع إليه رغم بساطته بسبب أنه متسق مع الواقع، ويضع يده على مشكلات البسطاء”.

ويضيف صقر في حديث مع بي بي سي أن ظاهرة أغاني المهرجانات يمكن أن تستمر لسنوات، وهي ليست ظاهرة سلبية كما يصورها البعض، بل هي نوع مختلف من الفن.

ويوضح صقر أنه “ضد مواجهة المهرجانات بالمنع والتحذير، وأن السبيل لمواجهة الفن يكون بفن آخر يصل إلى الجمهور بشكل أفضل”.

ومؤخرا بدأ منظمو الحفلات في التعاقد مع مغني المهرجانات للغناء في فنادق كبرى ومطاعم شهيرة، والسفر للخارج لإحياء الحفلات.

ويقول خالد منتصر، وهو طبيب وكاتب مصري، إن أغاني المهرجانات أصبحت تفرض جدلا كبيرا، ويتساءل: “هل هي ظاهرة لا بد أن نستوعبها ونسايرها ونقبلها، والأهم ندرسها؟ هل هم السبب فى هبوط الذوق كما يقال، أم أن الذوق هابط من قبل تلك الأغانى؟… هل تلك الأغانى سبب أم نتيجة؟”.

ويضيف منتصر أن البعض يعترض على هذه المهرجانات معتبرا أن رقص الجمهور عند سماعها ليس مبرراً للحكم عليها بأنها رديئة، وهنا “سيكون الرد: وما هو معيار الرداءة؟ إذا كنت تقصد الكلمات فكلمات أشهر الأغانى الأمريكية قليلة القيمة وتافهة، وممكن أن يكون ردك: التفاهة مختلفة عن البساطة، أغانيهم بسيطة وليست تافهة… إلخ”، بحسب منتصر.

وتدور معظم أغاني المهرجانات حول مشكلات الفقر والتهميش، والمخدرات، والصداقة، واتسع صداها تدريجيا ليشمل طلاب المدارس والجامعات خلال الأعوام القليلة الماضية.



Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى