صفقة القرن: خطاب الرئيس الفلسطيني “غامض” أم “تاريخي”؟
[ad_1]
اهتمت صحف عربية بالاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب الذي عقد في القاهرة في الأول من فبراير/شباط، وتحديدا بموقف الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، الذي أعلن قطع كل العلاقات مع الولايات المتحدة وإسرائيل، بما في ذلك العلاقات الأمنية. لكن كتّاب الرأي اختلفوا بمواقفهم من خطاب الرئيس عبّاس.
وكانت جامعة الدول العربية قد أعلنت رفضها لخطة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، للسلام في الشرق الأوسط التي تعرف إعلاميا بـ “صفقة القرن”.
عباس “مرتبك”
يقول عبد الباري عطوان في جريدة “رأي اليوم” اللندنية “تابعنا خطاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمام اجتماع وزراء الخارجية العرب الذي انعقد اليوم في القاهرة، ووجدنا لزاما علينا التوقف عند الكثير من النّقاط التي وردت فيه وزادت الوضع غموضا، وأبرزها أنه لم يعلن صراحةً أنه قرر إلغاء التنسيق الأمني وحل السلطة، والانسحاب من اتفاق أوسلو وجميع الالتزامات المترتبة عليه، واكتفى بالقول إنه قرر قطع جميع العلاقات مع دولة الاحتلال بما فيها العلاقات الأمنية”.
ويتابع الكاتب “كان لافتًا أن الوضع الصحي للرئيس عبّاس في حال من التدهور، وكان مرتبكًا أثناء إلقاء الخطاب، ولاحظ من تابعوا هذا الخطاب أن الدكتور صائب عريقات يلقنه بعض فقراته، ولا نستبعد أن المحيطين به هم الذين يسيطرون على الموقف، وربما صاغوا الخطاب حتى يأتي غامضًا، وبما يؤدِّي إلى استمرار الأوضاع على حالها”.
ويضيف “إذا كانت خطوة إيقاف التنسيق الأمني جدية، وهو التنسيق الذي يشكل العمود الفقري لاتفاقات أوسلو، والسبب الرئيسي لبقاء السلطة وتدفق أموال الدول المانحة إليها، فإنه من غير المستبعد أن لا تسمح السلطات الإسرائيلية للرئيس عباس بالعودة إلى رام الله”.
ويقول عطوان إن “غموض خطاب الرئيس عباس، والرد ‘الباهت’ عليه في الأراضي المحتلة، يدفعنا إلى التريث، وإذا كانت مواقف الرئيس عباس هذه جدية ولا رجعة فيها، فإننا والملايين مثلنا سيقفون في خندقه، لأن الانسحاب من اتفاقات أوسلو، وكل ما تفرع عنها من التزامات هو الأرضية الصّلبة التي توحد الساحة الفلسطينية وتعيد القضية الفلسطينية إلى المربع الأول، مربع المقاومة بأشكالها كافة”.
“كلمة تاريخية”
أما جريدة “القدس” الفلسطينية فتقول في افتتاحيتها إن كلمة عباس أمام الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب “جاءت في الوقت المناسب ولتضع حدًا لكل من يشكك بالموقف الفلسطيني، خاصةً ما أعلن من قبل الولايات المتحدة من أن الرئيس وافق على ضم القدس [لإسرائيل]”.
وتتابع الجريدة: “باستطاعتنا القول إن كلمة الرئيس هي كلمة تاريخية، وإن توجهاته من أجل إنهاء الانقسام وإعادة الوحدة السياسية والجغرافية للساحة الفلسطينية يمكن أن نبني عليها من أجل مواجهة هذه الصفقة بموقف واحد موحد وضمن برنامج نضالي متفق عليه واستراتيجية مرحلية وبعيدة المدى”.
وتضيف “صحيح أن الرئيس أكد أن العالم سيقف مع الحق وليس مع الباطل، إلا أن ذلك منوط بالتحرك الفلسطيني الذي يجب أن يتكثف في المرحلة الحالية، على جميع المستويات، خاصةً على صعيد الأمم المتحدة ومجلس الأمن كما ذكر الرئيس، من أجل دفع دول العالم المؤيدة لحقوق شعبنا الوطنية إلى اتخاذ خطوات عملية”.
وعلى المنوال ذاته، يرى موفق مطر في جريدة “الحياة الجديدة” الفلسطينية أن “خطاب الرئيس أمام مجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية موجه لقادة الدول العربية رؤساءً وملوكا وأمراء، وقادة أحزاب وقوى سياسية، وموجه لكل من يرتبط بعلاقة ما مع إدارة ترامب أيا كانت جنسيته وقضاياه”.
ويتابع: “يراهن الرئيس محمود عباس على حياته إن قدم واحد في هذا العالم ما يثبت خلاف ما طرحه على الهواء مباشرة على أسماع جماهير الأمة العربية وقواها الحية قبل الجماهير الفلسطينية وقواها الوطنية، فالرئيس قدم ما يكفي لفتح بوابات سجن محكمة كان الهدف أن تبقى فيها بصيرة الإنسان العربي حبيسته إلى الأبد، مما يؤكد أن قائد حركة التحرر الوطنية الفلسطينية معني بتحرر الذهن العربي والذاكرة العربية، وبصيرة الإنسان العربي سواء كان في موقعه الجماهيري أو المسؤول العربي في موقع القرار والأمانة على مصالح الناس”.
وفي السياق ذاته، قالت جريدة “الأهرام” المصرية في افتتاحيتها إن “رد الجامعة [العربية] كان واضحا وسريعا، فقد أكد وزراء الخارجية رفضهم الكامل الخطة الأمريكية وجددوا تمسكهم بقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية 2002، مؤكدين أن أي خطة للسلام يجب أن تعتمد على مبادئ القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية”.
وتتابع الجريدة: “القضية الفلسطينية تمر بمنعطف صعب وأخطر ما فيها هو حال الفرقاء الفلسطينيين أنفسهم. الانقسام مستمر منذ سنوات والملف مفتوح للقوى الإقليمية وأصحاب الأجندات، كلٌ يبحث عن موطئ قدم أو نقطة ضعف أو مركز قوة يحقق من ورائه مكاسب سياسية واستراتيجية”.
[ad_2]
Source link