أخبار عربية

كيف ترون موقف الحكام العرب من صفقة القرن؟


مصدر الصورة
AFP

Image caption

الجامعة العربية رفضت صفقة القرن خلال اجتماع وزراء خارجيتها مع محمود عباس

بين رفض الجامعة العربية، في اجتماع وزراء خارجيتها الأخير، لخطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، للسلام في الشرق الأوسط، المعروفة اعلاميا باسم صفقة القرن وحضور سفراء ثلاث دول عربية، لاحتفال إعلان الخطة في واشنطن، وتوجيه ترامب الشكر لهم بدا الأمر متناقضا بالنسبة للكثيرين في المنطقة العربية.

والذي تابع مجريات لقاء وزراء الخارجية العرب، بالرئيس الفلسطيني محمود عباس في القاهرة، السبت الأول من شباط/فبراير، وكلمات التضامن القوية مع الشعب الفلسطيني، التي جاءت على لسان وزراء الخارجية جميعا، ثم ما انتهى الاجتماع إليه، من رفض للخطة، ربما يصاب بحالة من الحيرة، في حالة مقارنة كل ذلك، بردود الفعل الأولية التي صدرت عن عدة دول عربية، والتي جاءت في معظمها مرحبة بالخطة، وإن كان ذلك في بيانات مبهمة في مجملها، هذا بجانب حضور سفراء ثلاث دول عربية، هي البحرين والإمارات وسلطنة عمان، لإعلان الرئيس الأمريكي للخطة.

ويصل الأمر ببعض المراقبين، إلى القول بأن ما حدث يجسد أسلوبا، لتعامل الأنظمة العربية مع القضية الفلسطينية، فدوما هناك كلمات يقولها ممثلو تلك الأنظمة، في المحافل العربية، عن التضامن مع الفلسطينيين، وأهمية قضيتهم، بينما يفعل حكام تلك الدول، ما هو مخالف لذلك تماما في الخفاء.

وقد بدا أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، كان على ثقة من أن عدة دول عربية، أو بالأحرى عدة أنظمة عربية، تقف معه في خندق واحد، وأنها أبدت خلف الأبواب المغلقة تأييدا للصفقة، فقد قال ترامب في تصريح له إنه يعول على “عدة دول عربية” لم يسمها، في الحصول في نهاية المطاف على موافقة الفلسطينيين على الصفقة.

ويعتبر مراقبون أن ترامب، لم يكن ليقدم على الإعلان عن صفقته المثيرة للجدل، قبل أن يتشاور بشأنها مع أطراف عربية، وقبل أن يمهد عبر سلسلة من التحركات، للحصول لضمان القبول لها في هذه المرحلة، وكانت عدة دول عربية قد شاركت، فيما عرف بورشة المنامة، التي أقيمت في العاصمة البحرينية في حزيران/ يونيو الماضي، وهي مصر والسعودية والإمارات والأردن وقطر والمغرب، إلى جانب البحرين.

ويؤكد بعض هؤلاء المراقبين، على أن ما يسمعه ترامب في الخفاء من القادة العرب، يختلف تمام الاختلاف عما يقولونه في العلن، فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، وكذلك الحال فيما يتعلق بعلاقات بعضهم، المتطورة جدا مع الجانب الإسرائيلي، ويشير البعض إلى ما وصل إليه الحال، في مجال العلاقات بين المملكة العربية السعودية وإسرائيل من تطور، في وقت ينفي فيه مسؤولون سعوديون ذلك في العلن .

وكان الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، السعودي محمد العيسى، وهو سعودي الجنسية، قد زار مؤخرا معسكر الإبادة الجماعية لليهود في بولندا، إبان الحرب العالمية الثانية (أوشفيتز)، بالتزامن مع إحياء ذكرى الهولوكوست، ونشر حساب إسرائيل بالعربية، التابع لوزارة الخارجية الإسرائيلية، شريطا مصورا للشيخ العيسى وهو يؤم وفدا من رجال الدين المسلمين في الصلاة، ليتلو ذلك قرار إسرائيلي، بالسماح للمواطنين الإسرائيليين بالسفر إلى السعودية في حالات معينة.

لكن الملفت وفق المراقبين، هو أنه وفي ظل كل تلك الخطوات، التي تدل على التقارب القوي بين البلدين، فإن وزير الخارجية السعودي خرج بتصريح قال فيه إن” الإسرائيليين غير مرحب بهم”، وهو ما يدلل كثيرا على أن هناك تناقضا بين ما يقال في العلن وما يجري في الخفاء.

غير أن كثيرين يرون أن موقف النظام الرسمي العربي، تجاه القضية الفلسطينية، لم يأت من فراغ وأنه أفضل معبر عن حالة التردي العام، التي يشهدها العالم العربي، انطلاقا من حالة التشرذم الواضحة وكذلك ضعف الدول العربية وهشاشتها وتراجع دورها الإقليمي.

فالأزمة في منطقة الخليج، شارفت على دخول عامها الثالث دون حل، وقد أدت إلى إضعاف دول المنطقة جميعها، في وقت تشن فيه السعودية، على رأس تحالف عربي حربا في اليمن، أوقعت المئات من الضحايا، هذا بجانب حالات من عدم الاستقرار، في العديد من الدول من العراق إلى سوريا إلى ليبيا، وفي وقت يبدو فيه النظام في مصر أيضا، منشغلا بقضاياه الداخلية، وبأزمات عدة على رأسها أزمة سد النهضة، في حين تسعى السعودية في ظل ولي عهدها، الشاب محمد بن سلمان، إلى مزيد من التماهي مع سياسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وكذلك إلى مزيد من التقارب مع إسرائيل، الحليف القوي لأمريكا في المنطقة.

كيف ترون موقف الحكام العرب من صفقة القرن؟

وما رأيكم فيما يقال عن وجود فجوة بين ما يعلنه القادة العرب وما يفعلونه في الخفاء تجاه القضية الفلسطينية؟

هل ترون هناك شرخا بين الموقفين الرسمي والشعبي تجاه الصفقة في العالم العربي؟

وكيف تقيمون ما يقال عن أن ترامب لم يكن ليعلن عن الصفقة لولا حصوله على موافقة أطراف عربية؟

هل تتفقون مع من يقولون بأن النظام الرسمي العربي غير قادر على الفعل في المرحلة الحالية؟

سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الإثنين 3 شباط/فبراير من برنامج نقطة حوار الساعة 16:06 جرينتش.

خطوط الاتصال تفتح قبل نصف ساعة من البرنامج على الرقم 00442031620022.

إن كنتم تريدون المشاركة عن طريق الهاتف يمكنكم إرسال رقم الهاتف عبر الإيميل على nuqtat.hewar@bbc.co.uk

يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Messageكما يمكنكم المشاركة بالرأي على الحوارات المنشورة على نفس الصفحة، وعنوانها: https://www.facebook.com/hewarbbc أو عبر تويتر على الوسم @nuqtat_hewar



Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى