بدء العد التنازلي للحظة الانفصال الرسمي لبريطانيا عن الاتحاد ا..
[ad_1]
في حدث تاريخي تغادر بريطانيا الاتحاد الأوروبي بمزيج من مشاعر الفرح والغضب واللامبالاة في ضربة لمحاولة أوروبا تحقيق الوحدة على أنقاض الحرب العالمية الثانية. التكتل الأوروبي حذر لندن من أن مغادرته أسوأ من البقاء فيه.
فيما يمثل أهم خطوة جيوسياسية في بريطانيا منذ خسارتها إمبراطوريتها، تدير اليوم ظهرها لسبعة وأربعين عاما من عضوية الاتحاد الأوروبي وسيكون عليها أن تحدد مسارها لأجيال تالية. وبخروج بريطانيا يفقد الاتحاد الأوروبي 15 في المئة من حجم اقتصاده يتمثل الاقتصاد البريطاني، وواحدة من أكثر الدول الأعضاء به إنفاقا على التسلح، كما سيفقد لندن العاصمة المالية الدولية في عالم اليوم.
ويرى أقوى زعيمين في الاتحاد الأوروبي، وهما المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست) لحظة حزينة تمثل نقطة تحول في أوروبا.
وأحرق مؤيدون لبريكست علم الاتحاد الأوروبي خارج داوننج ستريت مقر إقامة رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون. وسخرت مجموعة من مؤيدي بريكست من مجموعة أصغر من مؤيدي الاتحاد الأوروبي في مكان قريب وهي تهتف “وداعا أوروبا” و”عار عليكم”.
وفيما يحتفل بعض البريطانيين، سيبكي البعض الآخر لكن كثيرا من منهم لن يفعل هذا أو ذاك. بالنسبة للمؤيدين يمثل خروج بريطانيا من الاتحاد حلم “يوم استقلال” بعيدا عما اعتبروه مشروعا محكوما عليه بالفشل يهيمن عليه الألمان وأخفق في تحقيق أحلام سكانه البالغ عددهم 500 مليون نسمة.
لكن المعارضين يعتقدون أن البريكست حماقة من شأنها أن تضعف الغرب، وتنسف ما تبقى من النفوذ العالمي لبريطانيا، وتقوض اقتصادها وتؤدي في نهاية المطاف إلى تحويلها لمجموعة من الجزر المنعزلة في شمال المحيط الأطلسي.
وقال جونسون أحد قادة حملة “المغادرة” قبل الاستفتاء على الخروج عام 2016 “هذه هي اللحظة التي ينبلج فيها الفجر ويرتفع الستار عن فصل جديد”. ومضى يقول “إنها لحظة من التجديد والتغيير على المستوى الوطني”.
وفي بروكسل أزيل علم الاتحاد الأوروبي من خارج السفارة البريطانية وبقي العلم البريطاني يرفرف وحيدا. وفي خطوة رمزية تم إنزال العلم البريطاني من على مبنى المجلس الأوروبي في بروكسل في الساعة السابعة لكن تم وضعه مع أعلام الدول غير الأعضاء في الاتحاد ألأوروبي.
تحذيرات أوروبية ودعم أمريكي
وبخلاف المعنى الرمزي الكامن في إنزال العلم لن يتغير الكثير فعليا حتى نهاية 2020 وهو التوقيت الذي وعد فيه جونسون بإبرام اتفاقية تجارة حرة واسعة مع الاتحاد الأوروبي أكبر تكتل تجاري في العالم.
وفيما عبر ساسة عدة دول أوروبية عن أسفهم لخروج بريطانيا، إلا أنهم يأملون في الحفاظ على علاقات ودية وحميمية مع بريطانيا في المستقبل، حذر الاتحاد الأوروبي لندن من أن مغادرته أسوأ من البقاء فيه. من جانبها قالت ميركل “من المؤكد لن تكون المفاوضات الخاصة بإبرام هذا الاتفاق سهلة” محذرة بريطانيا من أن خروجها على قواعد الاتحاد الأوروبي سيجعل وصولها إلى السوق الأوروبية محدودا.
وبلهجة أكثر حدة حذر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بريطانيا من أنها لا يمكن أن تنتظر معاملتها بنفس الطريقة التي كانت تُعامل بها عندما كانت جزءا من الاتحاد الأوروبي على الرغم من أن فرنسا تريد إقامة علاقة وثيقة معها بعد بريكست. وقال ماكرون في كلمة نقلها التلفزيون مخاطبا البريطانيين “لا يمكن أن تكونوا بالداخل والخارج” في وقت واحد. وأضاف “اختار الشعب البريطاني أن يترك الاتحاد ألأوروبي. لن تقع عليه نفس الالتزامات وبالتالي لم تعد له نفس الحقوق”.
لكن لندن تتلقى دعما وتأييدا من وراء المحيط، فلوقت طويل دعم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خروج بريطانيا. وقال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو لصحيفة ديلي تلغراف “الشعب البريطاني أراد الخروج من طغيان بروكسل”.
السفير الأمريكي في لندن وودي جونسون قال في بيان إن بلاهد تأمل في التفاوض على “اتفاق تجارة حرة موسع ” بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي “بريكست”. وأضاف أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب “طالما أيد قرار المملكة المتحدة السيادي بالانسحاب من الاتحاد الأوروبي”. وأوضح أن “المملكة المتحدة تعود الآن للسيطرة على سياستها التجارية الخاصة، ونحن نتطلع إلى تحقيق اتفاق تجارة حرة واسعة من شأنه أن يعزز الرخاء ويوفر وظائف في بلدينا”. ويقول رئيس الوزراء البريطاني بورييس جونسون إن التفاوض على اتفاق تجارة حرة مع الولايات المتحدة هو أحد أولى أولوياته في فترة ما بعد بريكست.
تحديات أمام بريطانيا
قال جيريمي كوربين زعيم حزب العمال في بيان “ستتغير مكانة بريطانيا في العالم. والسؤال هو ما هو المسار الذي نمضي فيه الآن”. “يمكننا أن نبني بريطانيا عالمية حقيقية ومتنوعة ومنفتحة أو أن ننكفئ على شؤوننا الداخلية، ونبادل مبادئنا وحقوقنا ومعاييرنا بتأمين صفقات تجارية سريعة، متحيزة، وفي ظل بيئة عمل متراجعة مع دونالد ترامب وآخرين”.
لكن البريطانيين سيقفون أمام وضع صعب وخطير يهدد وحدة البلاد بعد البريكست، فإسكتلندا ترغب مثلا في إجراء استفتاء بشأن الاستقلال من المملكة المتحدة وذلك رغبة منها في البقاء. فقد طالبت زعيمة الحزب القومي الاسكتلندي نيكولا ستورغن اليوم الجمعة بإجراء استفتاء على استقلال اسكتلندا، وذلك في خضم “لحظة حزن”. وتعهدت ستورغن، التي تترأس أيضا منصب الوزير الأول في إسكتلندا، في كلمة لها أمام حشد من أنصارها، ببناء “أمل في مستقبل أفضل، وأفضل لإسكتلندا”.
نفس الشيء يقال عن منطقة إيرلندا الشمالية، حيث اذكى البريكست فكرة الوحدة الايرلندية وذلك أيضا للبقاء في صفوف الاتحاد الأوروبي. بريطانيا اعتبارا من اليوم الأول من شهر شباط/ فبراير ستكون خارج الاتحاد الأوروبي وأمام تحديات مصيرية.
المصدر : وكالات
[ad_2]
Source link