صفقة القرن: هل تقضي خطة ترامب للسلام على الرواية التاريخية لفلسطين أم أنها “حبر على ورق”؟
[ad_1]
توالت الإدانات في صحف عربية بنسختيها الورقية والإلكترونية لخطة السلام في الشرق الأوسط التي اقترحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والتي تعرف بـ”صفقة القرن”.
وطرح ترامب في مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض وإلى جواره رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعض بنود هذه الصفقة، متعهدا بأن تظل القدس عاصمة “غير مقسمة” لإسرائيل.
وأعرب العديد من المعلقين عن استيائهم من الخطة، واعتبرها البعض “فرصة” لإسرائيل على حساب المصالح الفلسطينية.
ودعا كتاب إلى وحدة الصف لمقاومة ” المشروع الصهيوأمريكي” في المنطقة.
“فشل ذريع”
وصف أشرف العجرمي، في صحيفة الحياة الفلسطينية، الخطة المقترحة بـ ” مولود ترامب المشوّه”، ورأى أن “الهدف الحقيقي للمشروع ‘الصفقة’ المزعومة هو هزيمة الرواية التاريخية الفلسطينية وشطب الحق الفلسطيني الطبيعي والسياسي والقانوني في فلسطين، والاعتراف فقط بالرواية اليهودية المستحدثة صهيونياً”.
وأضاف الكاتب: ” خطة ترامب تقرر من جانب واحد مصير كل المسائل الجوهرية المطروحة للمفاوضات، بما ينسجم تماماً مع موقف الحكومة الإسرائيلية”.
وانضم إليه أمجد عرار، في صحيفة القدس الفلسطينية، الذي قال: “لا يحتاج أي مراقب سياسي إلى عقل عبقري كي يعرف أن هذه الصفقة ليست سوى مولود ميّت من الناحية الدبلوماسية والسياسية. أما ما يجري تنفيذه على الأرض فهو محكوم لقوة الأمر الواقع، وبدفع من الدعم الأمريكي لـ’إسرائيل’، بصفقة أو بدون”.
وتوقعت صحيفة القدس العربي اللندنية في افتتاحيتها أن تسفر الخطة الأمريكية عن “مزيد من أضغاث أحلام ترامب وفريقه، ولسوف تنتهي إلى هامش على تواريخ صراع معقد لا يمكن اختزاله في تدابير من نوع رشوة الفلسطينيين”.
وأضافت الصحيفة: “بمعزل عن فشل ذريع سوف ينتظر الصفقة لسبب جوهري أول هو أن أية جهة فلسطينية لن تقبل بها مهما بلغت درجة التهاون والخنوع، وسبب ثان هو أنها ستجابه برفض شبه تام من المجتمع الدولي، فمن الذي يضمن أن أي رئيس أمريكي ديمقراطي مقبل سوف يصادق على حماقة سياسية ودبلوماسية وأمنية مثل هذه، تضرب عرض الحائط بعناصر مقاربة أمريكية للصراع العربي ـ الإسرائيلي عمرها عقود؟”
في سياقٍ متصل، حذر جمال زايدة، في صحيفة الأهرام المصرية، من أن “الشرق الأوسط مهدد بالاشتعال مرة أخرى” بسبب إعلان ترامب خطته، مؤكداً أن “الفلسطينيين فقدوا الثقة في الجانب الأمريكي”. وأضاف الكاتب: “لا أعتقد أن أي قيادة فسلطينية يمكن أن توافق على مقترحات [مستشار ترامب] كوشنر… بل أعتقد أن أي مسئول يفضل الموت على بيع القضية الفلسطينية لنتنياهو”.
ورأى محمد حسين المومني، في صحيفة الغد الأردنية، أن ما يطرحه الرئيس الأمريكي “يخالف قناعاته التي أفصح عنها هو شخصياً في أن أي تسوية يجب أن تكون ضمن ما تتوافق عليه الأطراف الرئيسة بالنزاع والمعنية بالتطبيق، ولا يجب أو يمكن أن يتم إملاؤه من قبل أي جهة خارجية”.
وانتقدت افتتاحية الرياض السعودية الموقف الإسرائيلي، مشيرة إلى أن “السلام في الشرق الأوسط مطلب لا حياد عنه، وكلنا ننشده دون إفراط أو تفريط… ولكن دائماً ما تريد إسرائيل سلاماً تصنعه يحقق لها مطالبها بغض النظر عن مطالب الطرف الآخر، وهو ما يعيق أي مبادرة للسلام في الشرق الأوسط”.
“لا خيار سوى المقاومة”
أشار عريب الرنتاوي في صحيفة الدستور الأردنية إلى أن “التصدي لصفقة القرن وإسقاطها، هدف ممكن، سيما وأنها لم تجد القبول سوى من حفنة ذليلة من الحكومات العربية، كما زعم ترامب نفسه… لكن هذا الهدف بحاجة لتوظيف طاقات الشعب الفلسطينية بكاملها، ومغادرة مربعات الترهل والشيخوخة والانقسام”.
وقال الرنتاوي: “لم يترك ترامب للفلسطينيين من خيار سوى المقاومة.. وكل حديث خارج هذا السياق، هو ضرب من العبث أو إتجار بالأوهام… لا شيء أكثر استفزازاً من قول ترامب إنه على يقين بأن الفلسطينيين سيقبلون بصفقته في نهاية المطاف … لا شيء أكثر إساءة من ادعائه معرفة مصالح الفلسطينيين أكثر من الفلسطينيين أنفسهم”.
ورأى عبد اللطيف عمران، في صحيفة البعث السورية، أن الخطة الأمريكية “ليست فرصة للفلسطينيين، بل فرصة واعدة للتنبيه على ضرورة التعاضد بين الشعوب لمواجهة المشروع الصهيوأمريكي في المنطقة والعالم، وبهذا يبدو أنه بإمكاننا القول – كالمعتاد – إنها لن تساوي قيمة الحبر الذي كُتبت به”.
وحذر الكاتب “العرب الذين اعتقدوا أنهم أصدقاء أمريكا” من أن “هذه الصداقة مشروطة ومرهونة بالخضوع قسراً أو طواعية لهذه الصفقة، وهذا ما سيسقط عروشهم”.
ودعت افتتاحية القدس الفلسطينية إلى “اتفاق القيادتين بالضفة وغزة على توحيد الموقف وإنهاء هذا الانقسام المدمر الذي تحاول إسرائيل تعزيزه بدعم غزة وانفصالها عن الضفة”.
وأضافت الصحيفة: “نحن نواجه تحديات مصيرية ومحاولة أمريكية إسرائيلية للقضاء كلياً على هدف الدولة المستقلة وتحويل الأمر الى مهزلة سكانية بلا أرض ولا حقوق. إن شعبنا الذي يتظاهر ضد مبادرة ترامب هذه يدعو القيادتين وبلا أي تأخير أو مماطلة لبدء العمل الوطني المشترك والموحد لأن ذلك هو الرد الأقوى فعلاً على المخططات التدميرية”.
[ad_2]
Source link