أخبار عربية

ما الذي نستطيع فعله للمساعدة في إبطاء ظاهرة التغيّر المناخي

[ad_1]

مصدر الصورة
Getty Images

من المتوقع أن يتسبب التغيّر المناخي في تحولات كبيرة وخطيرة لكوكبنا: فمستويات مياه البحار سترتفع وسيتقلص إنتاج المواد الغذائية وستواجه الكثير من الكائنات خطر الإنقراض.

وحثّت الأمم المتحدة جميع الدول على تحديد ارتفاع درجة حرارة الأرض بـ 1,5 درجة مئوية أعلى من درجات الحرارة التي كانت سائدة قبل بدء العصر الصناعي. ولكن علماء يقولون إن الالتزام بهدف 1,5 درجة سيستدعي إجراء “تغييرات سريعة وجذرية وغير مسبوقة” تطال كل جوانب المجتمع البشري.

ولكن إلى أي مدى ارتفعت حرارة الأرض، وما الذي يمكننا فعله للتصدي لهذا الارتفاع؟

1. العالم يزداد حرارة

تقول منظمة الرصد الجوي العالمية ( WMO) إن العالم الآن أكثر سخونة بدرجة مئوية واحدة تقريبا عما كان عليه قبل انتشار النشاط الصناعي بكثافة.

فمعدل درجة الحرارة على مستوى العالم في الأشهر العشرة الأولى من 2018 كان أعلى بـ 0,98 درجة مئوية مما كان عليه في الفترة من 1850 إلى 1900 حسب ما بينت خمس قواعد بيانات مختلفة.

(إذا لم تتمكن من رؤية المخطط، أضغط هنا)

وكانت السنوات الـ 20 الأكثر سخونة محصورة في السنوات الـ 22 الأخيرة، بينما كانت السنوات الأربع الأكثر سخونة على الإطلاق هي سنوات 2015 و2016 و2017 و2018، حسب تقول منظمة الرصد الجوي العالمية.

وإذا استمر هذا النهج، قد ترتفع درجات الحرارة بـ 3 إلى 5 درجات مئوية بحلول عام 2100

قد لا يبدو للوهلة الأولى أن ارتفاعا لا يتجاوز درجة مئوية واحدة هو أمر كبير، ولكن، وحسب ما تقول الهيئة الحكومية لتغير المناخ، إذا تقاعست الحكومات عن اتخاذ الاجراءات الضرورية، فسيواجه العالم تغيرات كارثية، حيث سترتفع مستويات مياه البحار وستواجه قدرتنا على انتاج محاصيل كالأرز والحنطة والشعير مخاطر جديّة.

2. كسر عام 2019 العديد من الأرقام القياسية

سجل في صيف عام 2019 أربعمئة رقم قياسي تقريبا لدرجات حرارة مرتفعة في نصف الكرة الأرضية الشمالي.

فقد سجلت درجات حرارة قياسية في 29 بلد في الفترة المحصورة بين الأول من أيار / مايو والثلاثين من آب / أغسطس. وسجل ثلث هذه الأرقام القياسية في ألمانيا تلتها فرنسا ثم هولندا.

وسُجِّلَت هذه الأرقام القياسية الأوروبية وسط موجات حر شهدتها القارة الأوروبية ارتفعت فيها درجات الحرارة بشكل ملفت في شهري حزيران / يونيو وتموز / يوليو.

ففي الفترة المبينة في الخارطة أدناه، والتي تمثل درجات الحرارة في الفترة بين أيار / مايو وآب / أغسطس 2019، تبيّن النقاط الصفراء الأماكن التي سجلت فيها درجات حرارة قياسية في تاريخ معين، أما النقاط الوردية فتمثل الأماكن التي شهدت أعلى درجة حرارة فيها على الاطلاق في الشهر المذكور، بينما تمثل النقاط الحمراء الأماكن التي شهدت أعلى درجات حرارة منذ بدء تسجيل معلومات الأنواء الجوية.

أعلى درجة حرارة شهدها هذا المكان

Sorry, your browser cannot display this map

روبرت روهد، بيركلي أيرث. انتجت الخارطة بواسطة كارتو

وتبين الأرقام التي جمعتها منظمة ( Berkeley Earth) غير الربحية أن أكثر من 30 رقما قياسيا حطّم في الولايات المتحدة في تلك السنة، أما في اليابان، التي مات فيها 11 شخصا جراء موجة الحر التي شهدتها البلاد في نفس الفترة، فقد سجّلت 10 أرقام قياسية جديدة لدرجات الحرارة المرتفعة.

3. لا نسير في الطريق الصحيح لتحقيق أهداف التصدي للتغير المناخي

حتى إذا نفذت كل الوعود والتعهدات حول خفض الانبعاثات التي قطعتها على نفسها الدول الموقعة على اتفاقية باريس المناخية، ستزداد مع ذلك درجات الحرارة عالميا بمعدل 3 درجات مئوية بحلول نهاية القرن الحالي.

غيّر علماء المناخ في السنوات القليلة الماضية تعريفهم لما يعتقدون أنه الحد “الآمن” للتغير المناخي.

فلعدة عقود مضت، كان الباحثون يصرون على ضرورة إبقاء وتيرة ارتفاع درجات الحرارة العالمية تحت معدل 2 درجة مئوية بحلول نهاية القرن الحالي لتجنب أسوأ عواقب الاحتباس الحراري.

وتعهدت الدول الموقعة على اتفاق باريس بإبقاء درجات الحرارة “أقل من درجتين مئويتين بكثير أعلى من الدرجات التي كانت سائدة قبل فورة التصنيع وببذل الجهود الحثيثة لتحديد ارتفاع درجات الحرارة بـ 1,5 درجة مئوية”.

ولكن العلماء متفقون اليوم على أنه من الضروري تحديد ارتفاع درجات الحرارة بـ 1,5 درجة مئوية.

4. أكثر دولتين انتاجا للانبعاثات هما الصين والولايات المتحدة

الدولتان المسؤولتان إلى حد بعيد عن انتاج أكبر كميات من الانبعاثات الكربونية هما الصين والولايات المتحدة، إذ انهما مسؤولتان عن أكثر من 40 في المئة من المجموع العالمي، حسب ما جاء في الأرقام الخاصة بعام 2017 والصادرة عن مركز الأبحاث المشترك للإتحاد الأوروبي ووكالة تقييم البيئة الهولندية.

تبدّلت السياسات البيئية في الولايات المتحدة بعد مجيء إدارة الرئيس دونالد ترامب إلى الحكم، وهي إدارة تتبع برنامجا مؤيدا لاستخدام الوقود الأحفوري من نفط وفحم وغاز.

وشرع الرئيس ترامب بالفعل بعملية سحب الولايات المتحدة من اتفاق باريس للمناخ.

ويحاجج ترامب بأن ذلك الاتفاق الذي أبرم في عام 2015 يضر بمصالح الشركات الأمريكية والعمال الأمريكان.

5. المناطق الحضرية مهددة بشكل خاص

جاء في تقرير أصدرته مؤسسة فيريسك مايبلكروفت لتحليل المخاطر أن كل المدن تقريبا (95 في المئة منها) التي تواجه مخاطر كبيرة جراء التغيّر المناخي تقع في القارتين الإفريقية والآسيوية.

أما أكثر هذه المدن تعرضا للخطر فهي المدن التي تشهد نموا سريعا، بما فيها مدن كبرى مثل لاغوس في نيجيريا وكينشاسا في جمهورية الكونغو الديمقراطية.

وتواجه 84 من المدن المئة الأسرع نموا مخاطر “بليغة” نتيجة ارتفاع درجات الحرارة والتقلبات الجوية العنيفة المتأتية عن تغيّر المناخ.

6. جليد المحيط المتجمد الشمالي يواجه مخاطر هو الآخر

انحسر حجم الغطاء الجليدي في المحيط المتجمد الشمالي في السنوات الأخيرة، ووصل إلى أدنى مستوى له على الإطلاق في عام 2012.

مما لا شك فيه أن الجليد في المحيط المتجمد الشمالي ينحسر منذ عدة عقود، ولكن وتيرة هذا الإنحسار تسارعت منذ أوائل القرن الحالي حسب ما ذكرت لجنة مراقبة البيئة المنبثقة عن البرلمان البريطاني.

وقالت اللجنة إن المحيط المتجمد الشمالي قد يكون خاليا من الجليد بشكل كامل في أشهر الصيف في فترة قد لا تتجاوز 2050، ما لم تتخذ اجراءات فعّالة للحد من الانبعاثات.

يذكر أن مساحة الغطاء الجليدي في المحيط المتجمد الشمالي في عام 2019 كانت مساوية لما كانت عليه في عامي 2007 و2016، كثاني أقل مساحة مسجلة. أما الحد الأعلى لمساحة الغطاء الجليدي، والتي سجلت في آذار / مارس 2019، فكان مساويا لما كانت عليه في عام 2007 كسابع أدنى مساحة منذ 40 عاما عند بدء الرصد الفضائي للمنطقة القطبية.

7. بوسعنا جميعا عمل المزيد للتصدي لظاهرة التغيّر المناخي

بينما ينبغي للحكومات أن تعتمد تغييرات جوهرية في سياساتها، بإمكان الناس العاديين أن يلعبوا دورا في هذا المضمار أيضا.

ويقول علماء إن علينا جميعا تغيير أنماط حياتنا بشكل جذري من أجل تجنب مخاطر التغيّر المناخي.

وتقول اللجنة الحكومية للتغيّر المناخي إنه ينبغي علينا جميعا أن نقلل من استهلاك اللحوم والحليب والأجبان والبيض، وأن نتناول كميات أكبر من المنتجات الغذائية المحلية (غير المستوردة)، وأن نتجنب رمي كميات كبيرة من الطعام في القمامة، وأن نبدأ باقتناء وقيادة السيارات الكهربائية للرحلات الطويلة واعتماد الدراجات الهوائية والمشي للمسافات القصيرة، وأن نستقل الحافلات والقطارات عوضا عن الطائرات في أسفارنا، وأن نعقد اجتماعاتنا بواسطة الفيديو بدل السفر لمسافات بعيدة لحضورها، وأن نستخدم حبال تجفيف الملابس بدل الآلات الكهربائية، وأن نجيد عزل منازلنا، وأن نصر على شراء السلع الاستهلاكية التي لا يتطلب انتاجها الكثير من الانبعاثات الكربونية.

أما الخطوة الأكبر التي بإمكانك اتخاذها لخفض تأثيرك البيئي السلبي على كوكبنا فتتلخص في تغيير نظامك الغذائي بحيث تستهلك كميات أقل من اللحوم، حسب ما ورد في دراسات أجريت مؤخرا.

ويقول علماء إنه ينبغي علينا أن نتناول كميات أصغر من اللحوم بسبب الانبعاثات الكبيرة التي ينتجها قطاع انتاج اللحوم، علاوة على تأثيراته البيئية السلبية الأخرى.

وسلّطت دراسة نشرتها مؤخرا مجلة (ساينس) الضوء على الإختلاف الكبير في التأثير البيئي لانتاج نفس المواد الغذائية.

فعلى سبيل المثال، تنتج أبقار اللحوم التي ترعى في أراض أزيلت عنها الغابات كميات من الغازات التي تسبب الاحتباس الحراري تبلغ 12 ضعف كميات الغازات التي تنتجها الأبقار التي ترعى في الحقول الطبيعية.

ومن النتائج المهمة التي توصلت إليها الدراسة أن اللحوم المنتجة بأقل تأثير بيئي تنتج مع ذلك انبعاثات غازية ضارة أكثر من تلك التي تنتجها زراعة الخضروات والحبوب باستخدام أقل السبل مراعاة للبيئة.

وتشير دراسات إلى أن الأساليب المتبعة في القطاع الزراعي يجب أن تتغير بشكل جذري من أجل منفعة البيئة، هذا علاوة على ضرورة تغيير نظامنا الغذائي.

تأليف ناسوس ستيليانو وكلارا غويبورغ ودانيال دانفورد ولوسي روجرز وديفيد براون وبول رينكون

[ad_2]

Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى