مظاهرات العراق: هل يهدف الهجوم على المعتصمين إلى إحباط خطة مقتدى الصدر؟
[ad_1]
تناولت صحف عربية التظاهرات في العراق بعد أن أعاد المتظاهرون المحتشدون نصْب الخيام في ساحات الاعتصام في العاصمة بغداد وفي مدن جنوبية، بعد أن هاجم مسلحون تلك الساحات وأحرقوا الخيام.
ويسعى المعتصمون إلى مواصلة احتجاجاتهم، وذلك بعد أن هدد هجوم صاروخي على مقرّ السفارة الأمريكية في بغداد بتصعيد الموقف.
“يوم الغدر الأكبر”
يقول إبراهيم الزبيدي في صحيفة العرب اللندنية: “بكل المعايير والمقاييس أصبح يوم السبت الخامس والعشرون من يناير 2020 يوم الغدر الأكبر الذي لن ينساه العراقيون. ومع الأسف الشديد فإن هذا الواقع المعلن الجديد يضع المنتفضين المُصرّين على العودة إلى أماكن تجمعاتهم في بغداد والمحافظات الأخرى أمام تحديات خطيرة تكون مواجهتُها بالسلمية وبالأغاني والأناشيد والهتاف وانتظار هبوط المنّ والسلوى من السماء، أشبه بالقبول بالموت البطيء والانتحار”.
ويضيف الكاتب: “واقعيا وعمليا ليس هناك من حلّ أفضل من المبادرة العملية المبتكرة التي اقترحها الدكتور علاء الركابي، أحد القادة المنتفضين في الناصرية، … وتتلخص في إطلاق مسيرة شعبية سلمية تبدأ يوم الجمعة القادم من البصرة، سيرا على الأقدام، ولا يحمل المشاركون فيها سوى الأعلام العراقية أو شدّات الورود، ثم تلتحق بها جماهير الناصرية والعمارة والكوت وباقي المحافظات والمدن التي تمرّ بها المسيرة، وصولا إلى بغداد، لمحاصرة المنطقة الخضراء، وإعطاء القيادات الحكومية والبرلمانية مهلة محددة بيوم الخامس عشر من فبراير/شباط القادم لتعيين رئيس وزراء مستقل”.
- مظاهرات العراق: مغردون يتهمون الصدر بالتخلي عن المحتجين لحساب إيران
- مظاهرات العراق: قوات الأمن العراقية تهاجم موقعا للاحتجاجات في بغداد
أما صحيفة القدس العربي اللندنية فتتناول في افتتاحيتها قرار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر سحْب أنصاره من ساحات الاحتجاج والاعتصام.
وتقول الصحيفة: “هذا الموقف كان بمثابة ضوء أخضر للقوى الأمنية التي سارعت بالفعل إلى اتخاذ سلسلة من التدابير الجديدة المتشددة، في بغداد والبصرة والناصرية والنجف والكوت وذي قار، فاقتحمت التجمعات وأحرقت خيام المعتصمين واستخدمت الذخيرة الحية في حالات عديدة، مما أسفر عن قتلى وجرحى جدد”.
وتضيف الصحيفة أنه “لا تكتمل عناصر هذا المشهد المعقد إلا مع استمرار عجز الهيئات المعنية، البرلمان والرئاسة والأحزاب، عن تسمية شخصية تتولى تأليف حكومة جديدة تخلف عادل عبد المهدي، المسترخي في موقعه والمرتاح إلى ما يتمتع به من صلاحيات رغم استقالته. وأما قوى الدولة العميقة فإنها تتمتع من جانبها بنفس الاسترخاء والارتياح، فتحتكر السلطة وتمارسها من دون رقيب أو حسيب، وتكشّر عن أنياب العنف في وجه الشعب متى شاءت”.
ويقول صباح علي الشاهر في صحيفة رأي اليوم اللندنية إن “المرجعية كانت قد أعلنت مرارا وتكرارا، وإن كان بشكل غير مباشر، تأييدها للمنتفضين، وكانت تعتبر الانتفاضة ردها العملي على تجاهل الساسة الفاسدين لتوجيهاتها، وبالوضع الذي حدث يوم 24 من يناير/كانون الثاني، فإنها كانت ستفقد تأثيرها، ليس على المجريات السياسية في البلد، وإنما ستفقد الكثير من نفوذها، فكان أن أحبطت إجراءات التيار الصدري بإجراء سريع ومباشر، بحيث أوعزت لأتباعها في اليوم الثاني لكي يملؤا الفراغ الذي تركه انسحاب التيار الصدري، فامتلأت ساحات الاعتصام بمتظاهرين موالين لها، وأزاحت الأحداث عمامة لتنصب عمامة أخرى”.
” ثمن واجب الدفع”
ويتساءل فاتح عبدالسلام في صحيفة الزمان عن “الخيارات المتاحة للحكومة العراقية بعد أن طلبت واشنطن منها رسمياً حماية مقارّها الدبلوماسية.”
يرى الكاتب أن “الإدانة والصوت الخفيض وعدم الرضا من قصف متكرر لبعثة أجنبية، بغضّ النظر عن جنسيتها، يدل على أن الخيارات محدودة لمنع القصف مجددا، بالرغم من إمكانات استخباراتية داخل بغداد لتشخيص الجهات التي تتبنى إطلاق الصواريخ، وربما بالأسماء أيضا”.
ويضيف الكاتب أن “تكرار القصف على السفارة الأمريكية قد يقود إلى تصعيد من جانب واشنطن يعود بالسوء المباشر على العراق، وليس إيران بأي حال من الأحوال . ذلك أنّ الصواريخ عمياء ونتائجها غير محسوبة، لا سيما أنّ الرئيس ترامب قد أجاز ضمنياً من خلال عملية قتل الجنرال الإيراني سليماني إزالة أي أهداف تمثل تهديدات مشابهة للمصالح الأمريكية في العراق . هناك ثمن مؤجل لكنه واجب الدفع، والعراق وحده سيدفعه”.
[ad_2]
Source link