أخبار عربية

تجارة الأفلام الإباحية: “والداي أدارا امبراطورية لإنتاج أفلام إباحية للمثليين”

[ad_1]

باري وزوجته كارين في متجر الأدوات الإباحية

مصدر الصورة
Rachel Mason

لم يكن الخيار الوظيفي الذي عمل فيه كلٌ من كارين وباري ميسون، سهل التحدث عنه علناً على مدى سنوات، إذ كان الزوجان يديران أفضل متجر إباحي للمثليين في لوس أنجليس، كما وزعا أدوات جنسية للبالغين في جميع أنحاء الولايات المتحدة.

ظاهرياً، كانا يشكلان عائلة محترمة. فقد كانت كارين تعمل صحفية في إحدى الصحف المشهورة في شيكاغو وسينسيناتي. كما عمل باري مهندساً للمؤثرات الخاصة في صناعة الأفلام، عمل في مسلسلات وأفلام معروفة مثل ستار تريك وأوديسا الفضائي.

وكانا قد التقيا ببعضهما قبل الزواج في إحدى ليالي المواعدة اليهودية، وظل أطفالهما الثلاثة يحضرون صلوات السبت ويدرسون بجد في المدرسة.

عُرف باري كمخترع في منتصف سبعينيات القرن العشرين، إذ طوّر جهاز أمان لآلات غسيل الكلى، لكن الشركة التي كان على وشك بيعه لها، طلبت بوليصات تأمين لم يكن قادراً على الإيفاء بها، فانهار المشروع، تاركاً العائلة في حاجة ماسة للمال.

وفي ذلك الوقت، عثرت كارين على إعلان لوظيفة في مجلة ” لوس أنجليس تايمز ” للعمل كموزع لمجلة ” Hustler ” وغيرها من البضائع التي ينتجها قطب صناعة المواد الإباحية لاري فلينت. وهكذا دخل الزوجان مجال صناعة الأفلام الإباحية. وباتا من أصحاب الأعمال الناجحين.

ففي غضون الأسابيع القليلة الأولى، وبجهد بسيط جداً، تلقى كل من كارين وباري 5000 طلب، ليقوما بتسليمها وتوزيعها بسيارتهما في جميع أنحاء لوس أنجليس.

وعلى الرغم من أن ” Hustler ” كانت مجلة إباحية لغير المثليين، إلا أن فلينت سرعان ما استحوذ على بعض المنشورات الإباحية الفاشلة الخاصة بالمثليين، فأصبحت هذه أيضاً جزءاً من عمل عائلة ميسون.

وبعد بضع سنوات، عندما واجه صاحب مكتبة ” بوك سيركس ” الأكثر شهرة في مجال المنشورات الإباحية للمثليين بغربي هوليوود في لوس أنجليس، مشكلة مالية، كان الزوجان قد أصبحا في وضع يؤهلهما لشراء المكتبة.

كان ذلك في عام 1982، وكان المتجر الذي أطلق عليه باري وكارين اسم ” بوك سيركس ” ، أكثر من مجرد متجر لبيع المواد الإباحية، بل كان ملجأً وملتقى لمجتمع المثليين في لوس أنجليس.

أما الأطفال الثلاثة، ميكا وراشيل وجوش، فقد تلقوا تعليمات صارمة أثناء زيارتهم للمتجر، وهي ألا ينظروا أو يلمسوا أياً من المنتجات، كما طلب منهم التزام السرية التامة وعدم إخبار أصدقائهم عن اسم المتجر.

ما حكاية الكاهن الذي أعلن عن مثليته في عمر الـ 91؟

لماذا يعاني بعض الأزواج من الانفصال العاطفي والجنسي؟

مصدر الصورة
Rachel Mason

Image caption

باري أثناء عمله في مسلسل ستار تريك

تقول كارين: “لم نكن نريدهم أن يعرفوا ما قمنا به على الإطلاق، نحن لا نتحدث عن عمل العائلة، وكنا نقول للناس إنه لدينا مكتبة لبيع الكتب، ولكن لم تكن هذه التدابير ناجحة تماماً”.

عثر ميكا، وهو أكبر الأطفال، على مقطع فيديو إباحي في صندوق سيارة والدته،( شعر بخيبة أمل عندما اكتشف أن الشريط من نوع بيتا ماكس ولا يمكن تشغيله في جهاز أشرطة الفيديوهات من نوع “في أج أس” الخاص بالعائلة.

بيد أن الإبنة راشيل كانت قد أبلغت من قبل أصدقائها، عن سر أسرتها في سن الرابعة عشرة، عندما لم تكن لديها أدنى فكرة عن ماهية الإباحية، وصُدمت بذلك.

و كان والدها، باري، هادئاً ومتساهلاً تماماً، لكن والدتها كانت متدينة ومتمسكة بالأخلاق. كانت راشيل تظنهما من أصحاب الأعمال التجارية الصغيرة، أي مجرد أسرة عادية تدير متجراً.

وتقول راشيل: “إن فكرة أن يكون والداي من بين الناس الذين يقومون بأفعال تخالف الثقافة والتقاليد الاجتماعية، كانت مناقضة تماماً للصورة التي أحملها عنهما”.

مصدر الصورة
Rachel Mason

ضغوطات

يضيف جوش: “هناك مستوى للتمسك بالتقاليد في عائلتنا، كنا نسعى جاهدين لإظهار أسرتنا بشكل مثالي”.

وتحت إدارة كارين وباري، حققت المكتبة نجاحاً تجارياً، ولم يلبثا أن فتحا فرعاً تجارياً آخر في منطقة سيلفرليك بالمدينة. كما بدآ في إنتاج أشرطة الفيديو الإباحية للمثليين، من بطولة جيف سترايكر الذي عرف لاحقاً بأنه كاري غرانت الأفلام الإباحية.

وإلى جانب ذلك، واصلا أعمالهما في توزيع المواد الإباحية الذي قاد تقريباً إلى كارثة. فقد أبدى الرئيس الأمريكي السابق، رونالد ريغان معارضته لتجارة المواد الإباحية مراراً، ووصفها بأنها “شكل من أشكال التلوث”. كما أمر المدعي العام، إدوين ميز، بالتحقيق في هذه الصناعة، والذي بدوره نشر تقريراً مؤلفاً من ألفي صفحة في عام 1986.

وفي نفس الوقت، تم اعتماد إجراءات قضائية جديدة، وضعت عمل عائلة ميسون تحت ضغط كبير.

مصدر الصورة
Rachel Mason

وفي أعقاب ذلك، باتت الطريقة الوحيدة الآمنة لموزعي المواد الإباحية هي بيعها إلى الأشخاص الذين يعرفونهم فقط.

ولكن في أحد الأيام ارتكب أحد الموظفين خطأً. فقد اتصل أحد العملاء وطلب ثلاثة أفلام لإرسالها عبر البريد إلى متجر جو للفيديوهات.

فأدخل الموظف المعلومات في قاعدة بيانات المتجر وشحنها. وفي الواقع، لم يكن زبوناً عادياً بل كان عميلاً من مكتب التحقيقات الفيدرالي.

وتمت مداهمة المتجر على طريقة أفلام هوليوود، إذ اقتحمه عناصر أمن مسلحة. واتُهم الزوجان ميسون بالنقل غير المشروع للمواد الفاحشة عبر الاتصالات الرسمية (البريد).

ولم يعرف الأطفال ذلك، لكن باري كان يواجه عقوبة محتملة بالسجن لمدة خمس سنوات، فضلاً عن غرامات مالية كبيرة. وبات من المرجح إغلاق محلهم.

بيد أن محامي عائلة ميسون لم يستسلم ودافع عنه قائلاً إنهم محميون بموجب التعديل الأول في الدستور الأمريكي، الذي يضمن حرية التعبير، وشدد على الأثر الخطير الذي ستتركه هذه العقوبة القاسية على الأسرة.

وفي النهاية ، أقرَّ باري بالذنب ضمن تسوية قضائية، لكنه لم يُرسل إلى السجن. وظل المتجر مفتوحاً.

مصدر الصورة
Rachel Mason

وخلال تفشي مرض الإيدز، كانت كارين وزوجها باري أرباب عمل نموذجيين. إذ كان باري يزور الموظفين الذين أصيبوا بالمرض أو الذين نقلوا إلى المستشفيات في وقت كان يعد فيه مرضاً مميتاً.

وكان من المفترض ألا يعمل الموظفون الذين أصيبوا بالإيدز، ولكنهم إذا قاموا بذلك، سيفقدون تأمينهم الصحي. بيد أن كارين كانت تسمح لهم بالعمل في الأيام التي كانوا يشعرون فيها بأنهم على ما يرام وتبقي الأمر سراً.

وتقول كارين: “لقد سمحت لهم بالحضور إلى العمل ودفعت لهم نقوداً، وهو أمر غير قانوني، لكن لم يكن هناك سبب يدعو إلى فقدانهم لما كانوا عليه سابقاً. لقد شعرت دائمًا أن العمل مهم”.

لم يكن لدى العديد من الموظفين أي أسر تدعمهم، لكن أسرهم كانت تتصل لاحقاً بكارين وباري بعد وفاة أبنائها لطلب المعلومات عنهم.

وعلى الرغم من مخالطة عائلة ميسون مع المثليين في لوس أنجليس، لم تجرِ محادثات عن الأمور الجنسية في منزل العائلة.

ورغم السرية التي تحيط بعمل العائلة، بدأت الابنة الوسطى راشيل، تعيش بأسلوب حياة المثليين، إذ كانت تتسلل خارجاً دون علم والديها.

وتقول: “ذهبت إلى أندية المثليين، وكانت لديّ بطاقة هوية دون السن القانونية ، لذا كان بإمكاني الذهاب لعروض هذه النوادي التي كان يلبس فيها الرجال ملابس النساء والعكس. كنت مستمتعة تماماً بكل ذلك”.

وعلى الرغم من أن راشيل لم تعلن عن ذلك بشكل رسمي إطلاقاً، لكنها كانت دائماً تميل للفن والتمرد، لذلك لم يكن الأمر مفاجئاً لها أن تصطحب فتاة معها إلى حفلة موسيقية في المدرسة الثانوية.

وجوش، الطفل الأصغر سناً، الذي كان متفوقاً وتتوقع له والدته الكثير، كان يصارع مع نفسه كي لا يكشف سراً.

ويقول جوش: “لقد استوعبت معظم طموحات والدتي نحو الكمال، وأردت أن أكون مثالياً”.

وفي إحدى الليالي وقبيل عودته من الكلية، أصبح العبء عليه أكثر من اللازم، “لقد بدأت للتو في كتابة بعض الخربشات، أنا مثلي”، وألقيت بالقلم والدفتر على الطاولة”.

مصدر الصورة
Rachel Mason

Image caption

باري في فرع المتجر بغربي هوليوود

وقبل القيام بذلك، أعدَّ جوش نفسه لترك المنزل خوفاً من أن يتم طرده. ويقول: “قمت بحجز رحلتي بالطائرة مستبقاً الأحداث، لأن الفكرة كانت متوقعة”.

كانت استجابة كارين هي التي يمكن أن تظل معهما للأبد.

قالت كارين: “هل أنت متأكد؟ لماذا تفعل هذا؟ من المؤكد أن الله يريد معاقبتي”.

وأضافت: “على قدر تعلق الأمر بي، كانت علاقتي دائماً جيدة مع المثليين، ولكنني لم أكن مستعدة لأن يكون لدي طفلٌ مثليٌ إطلاقاً”.

أدركت كارين لاحقاً، أن رد فعلها أضر بابنها جوش، لكنها وجدت أيضاً صعوبة في التحدث عن حياته الجنسية معه، لذلك قررت أنها بحاجة للمساعدة للتحكم بمشاعرها.

مصدر الصورة
Rachel Mason

وتقول: “كنت بحاجة لفهم ماذا يعني أن تكون أماً لشخص مثلي”.

وتتابع: “انضممت إلى هذه المنظمة التي تدعى “PFLAG” (آباء وأصدقاء المثليين)، كان يتوجب علي أن أتأقلم مع ذلك، وأقبل بأن الوالدين غالباً ما يكون لديهم في واقع الأمر، توقعات لأبنائهم تعكس ما يريده الآباء أنفسهم أكثر مما يريده الأبناء”.

وتكمل كارين: “عندما تعلق الأمر بابني، أدركت بأنه لدي بعض الأفكار عن المثليين تحتاج للتغيير”.

وفي وقت لاحق، أصبح كل من باري وكارين سفيرين لهذه المنظمة لمساعدة الآخرين على فهم الاختلافات والميول الجنسية لأبنائهم.

وعندما أصبح الإنترنت متاحاً على نطاق واسع في مطلع هذا القرن، بدأ الإقبال على مكتبة “سيركس أوف بوكس” ، بالإنخفاض.

مصدر الصورة
Rachel Mason

وأغلق فرع المتجر في مدينة سيلفرليك في عام 2016، كما أغلق المتجر الواقع غربي هوليوود في فبراير/شباط من العام الماضي.

تقول راشيل: “عندما أغلق المتجر، كان أمراً غير قابل للتصديق، هكذا كان رد الفعل، كان الناس يأتون إلى المحل،وينفجرون بالبكاء”.

مصدر الصورة
Rachel Mason

وحزن العديد من الزبائن القدامى والموظفين السابقين لفقدان مكان كان يوماً ما أحد ملاذاتهم الآمنة، وكان جزءاً من تاريخ المثليين في لوس أنجليس.

لكن كارين تقول إنها في النهاية، لم تعد ترغب في أن تكون صاحبة عمل من هذا النوع، مع تراجع النشاط التجاري، ولم تتمكن من تزويد الموظفين بالمزايا التي كانوا يتلقونها في الماضي.

وتضيف: “لقد عملت مع هؤلاء الأشخاص قدر استطاعتي، لأرى أنهم التحقوا ببرامج تعليمية، أو على الأقل حصلوا على عمل آخر بدوام جزئي”. “وقد اقتنعت وتأقلمت مع إغلاق المحل”

[ad_2]

Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى