ثورة يناير: جدل متجدد بين المصريين حول نتائج الثورة في ذكراها التاسعة
[ad_1]
رغم مرور تسع سنوات على ثورة 25 يناير، التي أسقطت الرئيس المصري السابق حسني مبارك في 2011، لا تزال تفاصيلها ونتائجها تثير جدلا بين كثيرين.
هناك من يرى أن هذه “الثورة الشعبية” كانت تحمل أهدافا نبيلة، لكن من قاموا بها لم يتمكنوا من تحقيق أهدافها، ومن بين هؤلاء من لا يزال يعتقد أن “الثورة مستمرة”، وهناك فريق يرى أنها كانت مجرد “مؤامرة” لنشر الفوضى في البلاد.
وهناك آخرون يعتقدون أنها كانت ضرورية، لكنها “سُرقت” من أصحابها، وباتت سببا في مزيد من التدهور الاقتصادي والسياسي على حد سواء، وهناك من يرى أن الجيش “أنقذ البلاد” من الفوضى ومن “حكم الإسلاميين”، بينما يرى آخرون أن الجيش “هو السبب في إفشالها”.
لكن لو عاد بك الزمن إلى عام 2011، هل كنت ستشارك في ثورة يناير؟
“ثورة بلا قيادة”
قال عمرو، وهو رجل أعمال مصري، لبي بي سي إنه لو عاد به الزمن إلى عام 2011، ما كان ليشارك في ثورة يناير.
وقال عمرو: “كانت الثورة شيء جميل، لكنها تعرضت للخيانة، وتم توجيهها إلى تحقيق أهداف خاصة بقوى معينة، ولم تكن لها قيادة. وما كنت لأكرر نفس الخطأ، وما كنت لأضع البلاد على طاولة يتقاسمها ناشطون ومستفيدون”.
وأضاف: “أشتاق إلى أيام ثورة يناير، لكنني لن أشارك في ثورة بلا قيادة، وبلا خطة، ولن أشارك في ثورة مع فصائل تستهدف السلطة على حساب أي شيء آخر”.
وتابع قائلا: “الصبر في دولة أفضل من الانقسام مع عدم وجود دولة”.
أما سماح، ربة منزل، فتقول إنها تتمنى أن يعود بها الزمن إلى الوراء حتى تعيد تجربتها في المشاركة في ثورة يناير 2011 من جديد، وتتابع: “لا يصح السكوت على الظلم والفساد، ولا يمكن العيش في بيئة مغلقة في غياب الحريات، ولا بد أن نكون فاعلين، وأن لا نستسلم للأوضاع التي فرضت علينا”.
وأضافت سماح: “كسر حاجز الخوف واطمئنان الناس ببعضهم البعض، وبداية عهد جديد من القدرة على التعبير عن الرأي هي أهم الإيجابيات التي أحدثتها ثورة يناير”.
وأشارت سماح إلى ضرورة أن يكون هناك “قدر أكبر من التنظيم بين المدنيين غير المحسوبين على النظام أو جماعة الإخوان، وإبعاد زمام الأمور في مصر عن هذين الفصيلين”.
وحذرت سماح من الانسياق وراء دعوات العنف أثناء أي تظاهرات في المستقبل، مؤكدة أن المصريين أصبح لديهم صورة واضحة عن الأمور في الوقت الحالي وسوف يتعلمون من أخطاء ارتكبوها أثناء ثورة يناير 2011.
لكن أحمد، الذي يعمل مهندسا في القطاع الخاص، فيقول إنه كان في ميدان التحرير أثناء الثورة وشارك فيها، لكن لو عاد به الزمن مرة ثانية فلن يشارك في أي حركات احتجاجية.
وكان لأحمد منظور مختلف، إذ يرى أن الأوضاع الاقتصادية الصعبة باتت ترهق كثيرا من المصريين، خاصة بعد تعويم الجنيه المصري، “الذي فقد أغلب قيمته مقابل الدولار في دولة تعتمد على استيراد أغلب احتياجاتها”.
وقال أحمد لبي بي سي: “لو عاد بي الزمن لن أشارك في الثورة لأنني أعاني الآن من تبعاتها الاقتصادية التي أرهقتني كثيرا، وضاعفت من الأعباء الواقعة على كاهلي؛ فأنا لا أحب السياسة، ولا أفهم فيها، ولا أهتم بها”.
أما محمد، الذي يعمل مصمم غرافيكس، فيؤكد أنه سوف يشارك في ثورة يناير إذا عاد به الزمن إلى 2011، وقال: “الثورة هي الحل الوحيد لإصلاح البلد، وأعتقد أن فكرة العودة بالزمن جيدة، لأننا سوف نستفيد من الأخطاء التي وقعنا فيها من قبل، ونعمل على تجنبها في المرة الثانية” .
وأكد محمد أن أفضل ما خلفته ثورة يناير هو “كشف جميع الحقائق أمام الشعب المصري، والتأكيد على تعرضه لعشرات السنوات من التضليل والكذب، تحت شعارات مختلفة مثل الوطنية الزائفة”.
ويرى محمد أن “هناك من شاركوا في الثورة ثم كفروا بها في الوقت الراهن، ونسبوا إليها التضييق الأمني وقمع الحريات الذي تشهده البلاد، ومنهم من فقد الامتيازات التي كان يتمتع بها قبل الثورة، وأمثال هؤلاء لا ينظرون إلا إلى مصلحتهم الشخصية، وقد تحول أغلب هؤلاء إلى نواب في البرلمان وإعلاميين”.
وأضاف محمد: “سوف أعود للثورة التي تتدارك الأخطاء التي وقع فيها الجميع في 2011”.
[ad_2]
Source link