كل ما يجب معرفته عن المحرقة اليهودية “الهولوكوست”
[ad_1]
تشير المحرقة أو الهولوكوست إلى فترة من تاريخ الحرب العالمية الثانية (1939-1945) والتي شهدت قتل ملايين اليهود على أساس عرقي.
ودُبرت عمليات القتل من قبل الحزب النازي الألماني، بقيادة أدولف هتلر، الذي كان يستهدف اليهود بشكل رئيسي، لذا فالعدد الأكبر من ضحايا المحرقة كان من اليهود. وتشير الأرقام إلى أن 7 من كل 10 من اليهود في أوروبا قُتلوا بسبب هوياتهم.
وإلى جانب اليهود، قتل النازيون مجموعات أخرى من البشر، بما فيهم الغجر وذوو الإعاقة. كما اعتقلوا وانتهكوا حقوق جماعات أخرى كالمثليين والمعارضين السياسيين وغيرهم.
كان الهولوكوست مثالاً للإبادة الجماعية، التي تعني قتل مجموعة كبيرة من البشر، عادة بسبب إنتمائهم لجنسية أو عرق أو دين معين.
من هم النازيون؟
النازيون هو الاسم المختصر لحزب العمال القومي الاشتراكي الألماني، الذي تأسس عام 1919، في أعقاب الحرب العالمية الأولى، ونمت شعبيته في عشرينيات القرن الماضي، بعد خسارة ألمانيا للحرب، ومعاناة الألمان من الفقر والبطالة، جراء العقوبات المالية التي فُرضت على ألمانيا بعد الحرب.
كان النازيون عنصريين؛ إذ آمنوا بتفوق عرقهم الآري على بقية الأعراق. وقد اتسموا بمعاداة السامية، وهو ما طبع سياساتهم، ودفع إلى غزو ألمانيا لعدد من الدول قبل الحرب وأثناءها.
من هو أدولف هتلر؟
وفي عام 1921، تولى أدولف هتلر قيادة الحزب النازي. وفي عام 1933، دُعي الحزب لتشكيل الحكومة بعد فوزه بأكبر نسبة من الأصوات في الانتخابات.
ومنذ اللحظة الأولى لوصول حزبه إلى السلطة، عمد هتلر لفرض القيم النازية على جميع جوانب الحياة في البلاد، مستخدماً الإرهاب والتخويف.
وعندما تُوفي الرئيس الألماني، هيندنبورغ، عام 1934، أعلن هتلر نفسه قائداً أعلى للبلاد (فوهرر).
ولعل أبرز ما آمن به النازيون هو نقاء العرق الآري، وعظمة ألمانيا، وحب الفوهرر أو أدولف هتلر لدرجة العبادة.
واستخدم الحزب الكثير من الأساليب الدعائية لحشد الدعم الشعبي؛ إذ دأب على عقد تجمعات كبيرة، واستخدم مكبرات الصوت لبث الرسائل النازية في الأماكن العامة.
الاضطهاد النازي
منذ اللحظة التي تولوا فيها السلطة، عام 1933 ، اضطهد النازيون الأشخاص الذين لم يعتقدوا في جدارتهم كأعضاء في المجتمع الألماني، وأبرزهم اليهود.
وأصدر النازيون قوانين تكرِّس للتمييز ضد اليهود وسلب حقوقهم؛ إذ مُنعوا من دخول عدد من الأماكن، كما حُظر عليهم تولي وظائف معينة.
وشرع النازيون في إقامة معسكرات اعتقال، أرسلوا إليها كل من اعتقدوا بأنهم “أعداء للدولة”، وأجبروهم على العمل.
وكان معسكر “داكاو” أول معسكر اعتقال أسسه النازيون، خارج ميونيخ، عام 1933. قبل أن يؤسسوا أكثر من 40 ألف معسكر في المناطق التي سيطروا عليها، ما بين عامي 1933 و 1945.
بعض هذه المعسكرات كان للعمل بالسخرة، والبعض الآخر كان لتأهيل السجناء وللإبادة، حيث قُتلت أعداد كبيرة من الناس على يد حراس المعسكرات أو جراء الظروف الرهيبة التي عاشوها هناك.
وفي عام 1934، صدر قانون يسمى قانون النميمة الخبيثة، الذي أصبح، بموجبه، إلقاء النكات المناهضة للنازية جريمة. كما حُظرت موسيقى الجاز، وأعيدت كتابة الكتب المدرسية لتحوي الأفكار والقيم النازية، وأُتلفت الكتب التي لم تكن على هوى النازيين.
وفي عام 1935، أغلقت 1600 صحيفة، كما لم يُسمح لما بقي من الصحف بنشر أي مقالات دون موافقة النازيين عليها.
“ليلة الزجاج المكسور” ومقتل الملايين
شهد يوم 9 نوفمبر/تشرين الثاني عام 1938، ليلة من العنف الرهيب ضد الشعب اليهودي، سُميت بليلة الزجاج المكسور؛ بسبب كميات الزجاج المحطم التي غطت الشوارع إثر مداهمة محال ومتاجر اليهود. وشهدت تلك الليلة مقتل 91 يهودياً، واعتقال 30 ألفاً آخرين، وتدمير 267 معبداً يهودياً.
وفي الأول من سبتمبر/أيلول عام 1939، غزت ألمانيا بولندا، ما أدى لاندلاع الحرب العالمية الثانية.
وأُجبر اليهود في بولندا على العيش في مناطق محددة تسمى الأحياء اليهودية، حيث عوملوا معاملة بالغة السوء كما قُتل الكثير منهم.
وفي أوائل الأربعينات، توصل النازيون إلى فكرة معسكرات الإبادة، التي أسموها “الحل النهائي”، للتخلص من السكان اليهود في أوروبا.
وبحلول نهاية عام 1941، أنشأ النازيون أول معسكر للإبادة في بولندا، تحت اسم “خيلمنو”. كما أقيمت ستة معسكرات للإبادة في المناطق التي يسيطر عليها النازيون في بولندا، كان أكبرها معسكر أوشفيتز-بيركناو. إلى جانب معسكرات أخرى في بيلاروسيا وصربيا وأوكرانيا وكرواتيا، شهدت مقتل مئات الآلاف.
من الذي قُتل أو اضطهد في المحرقة؟
تضمنت قائمة ضحايا الهولوكوست اليهود، والغجر، والسلاف وخاصة في الاتحاد السوفييتي وبولندا ويوغوسلافيا، وذوي الإعاقة، والمثليين، وجماعة “شهود يهوه”، والسود فضلاً عن المعارضين السياسيين.
كيف انتهت المحرقة؟
بينما كان الجنود، الذين يقاتلون ضد ألمانيا في الحرب العالمية الثانية، يشقون طريقهم عبر المناطق التي سيطر عليها النازيون، بدأوا في اكتشاف المعسكرات.
وعندما أصبح واضحاً أن النازيين سيُهزمون في الحرب، عمدوا إلى إخفاء الأدلة على ارتكاب جرائمهم عبر تدمير المعسكرات. كما أجبروا من تبقى على قد الحياة من السجناء على العودة، سيراً على الأقدام، إلى معسكرات الاعتقال في ألمانيا. وبطبيعة الحال، فقد الكثير من السجناء حياتهم خلال هذه المسيرات الشاقة.
ولكن لم يستطع النازيون إخفاء الأدلة على ما ارتكبوه من فظائع، ولم يمض وقت طويل حتى عرف العالم بالهولوكوست.
وكان معسكر “مجدانيك” أول معسكر يتم تحريره، صيف عام 1944. وقد تحدث من دخلوا المعسكرات لتحرير السجناء عن المشاهد المروعة التي فوجئوا بها.
والصادم أن كثراً ممن حُرروا من معسكرات الاعتقال تُوفوا جراء الأمراض التي أصيبوا بها، والمعاملة القاسية التي لقوها.
وحتى بعد انتهاء الحرب، خرج الكثيرون منهم ليواجهوا حياة بالغة الصعوبة؛ إذ وجد الناجون من المحرقة غرباء يسكنون منازلهم، ولم يتمكن بعضهم من العثور على مكان للعيش؛ إذ لم ترحب الدول الأخرى بكل هذه الأعداد من اللاجئين.
هل تمت معاقبة النازيين على الهولوكوست؟
في 11 ديسمبر/كانون الأول عام 1946، قضت الجمعية العامة للأمم المتحدة بتجريم الإبادة الجماعية بموجب القانون الدولي.
ولأن أدولف هتلر انتحر قبل نهاية الحرب، لم يكن من الممكن تقديمه إلى العدالة.
وخلال السنوات التي تلت الحرب العالمية الثانية، تمت محاكمة عدد من الشخصيات النازية التي ارتكبت جرائم ضد الإنسانية.
وفي يوليو/تموز 2015، أدانت محكمة ألمانية أوسكار جروينينغ، البالغ من العمر 94 عامًا ، والذي عمل حارساً في معسكر أوشفيتز، بسبب جرائمه. ولكن كثراً من النازيين اختفوا بعد الحرب، أو ماتوا قبل اكتشاف جرائمهم.
لماذا نحيي ذكرى المحرقة؟
ومما يدعو للأسف، أن الهولوكوست ليست الإبادة الجماعية الوحيدة في التاريخ الإنساني؛ إذ قُتل ملايين الأشخاص في كمبوديا ورواندا والبوسنة ودارفور، على أساس عرقي.
ويحيي الناس في المملكة المتحدة ذكرى الهولوكوست في 27 يناير/كانون الثاني، كل عام.
ويتزامن هذا اليوم مع تاريخ تحرير جنود الجيش السوفييتي لمعسكر أوشفيتز-بيركناو، أكبر معسكرات الاعتقال النازية، عام 1945.
ويعد إحياء ذكرى الهولوكوست، مناسبة لتذكر الملايين من ضحايا الإبادة الجماعية في جميع أنحاء العالم. ويهدف إلى تسليط الضوء على أهمية التسامح مع معتقدات الآخرين، وعدم إقصائهم.
وبحسب صندوق الهولوكوست التعليمي، يعد هذا اليوم “يوماً للعمل معاً من أجل مستقبل أفضل وأكثر أماناً”.
[ad_2]
Source link