الحريري يدعو إلى سرعة تشكيل الحكومة والبدء في الحلول ويخاطب «الطرابلسيين»: كرامة بيروت عندكم
[ad_1]
- الحريري يدعو إلى سرعة تشكيل الحكومة والبدء في الحلول ويخاطب «الطرابلسيين»: كرامة بيروت عندكم
بيروت ـ عمر حبنجر
ما حصل ليل أول من أمس في بيروت من مواجهات بين المتظاهرين وقوى الأمن في أعنف يوم منذ بدء الحركة الاحتجاجية ما تسبب في جرح نحو 400 شخص، لم يفت في عضد الحراك الشعبي الذي جدد تظاهره مع غروب أمس في «أحد الكرامة» رغم الطقس الغائم والممطر ورغم الإجراءات الأمنية.
وتجددت في وقت متأخر من أمس المواجهات، حيث ألقت القوى الأمنية القنابل المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين بعد أن أقدم بعض المتظاهرين على الاعتداء على عناصر قوى الأمن الداخلي، من خلال رمي عبوات المياه الفارغة والمفرقعات النارية والحجارة.
هذا، واستقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في بعبدا رئيس الوزراء المكلف حسان دياب لمناقشة التشكيل الحكومي.
«احد الكرامة» عنوان التحرك الشعبي الذي دعت اليه منسقية الحراك عبر «هاشتاغ» يتضمن القول: «كل اللبنانيين من اي دين حنكون موجودين الاحد بالأمين عصلاة المغرب 4.55م».
في وقت تفقد فيه قائد الجيش العماد جوزف عون غرفة عمليات قوى الامن الداخلي في ثكنة الحلو في بيروت بحضور المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء عماد عثمان في خطوة تأكيدية للتنسيق بين القيادات الامنية وتحضيرا لتظاهرات مساء امس. ويبدو ان منسقي الثورة لن يسمحوا بعقد اي جلسة لمجلس النواب كما فعلوا في تعطيل الجلستين التشريعيتين الاخيرتين، اصرارا على التغيير المطلوب على مستوى السلطة السياسية.
وقال احد الناشطين في ساحة الشهداء: تحركنا استكمالا للثورة القائمة منذ ثلاثة اشهر، وعن احداث مساء السبت قال: كانت موجة من موجات الغضب، وقبل ان نسأل لماذا فعل المواطنون هذا، فلنسأل السلطة هل استجابت لمطالب الناس؟
بدوره، العميد المتقاعد جورج نادر، الناشط مع الثورة، برر استمرار الحراك بالقول: حتى حكومة مستشارين ومن لون واحد لم يتفقوا عليها، فيما مسار الثورة يتحول الى العنف بسبب الجوع والاهمال وصرف الناس من اعمالها، وابدى خشيته من ان نكون في طريق الانحلال الكامل، مؤكدا ان الحل يكون بحكومة انقاذ من مستقلين وبعدها تنتهي الثورة، رافضا عودة سعد الحريري لتشكيل الحكومة.
هنا، توقف المتابعون امام ما نقلته وسائل التواصل عن حكومة عسكرية برئاسة اللواء مروان زين، وهو سفير سابق لدى المملكة العربية السعودية.
في هذا الوقت، غرد الرئيس سعد الحريري عبر تويتر قائلا: خفنا على بيروت البارحة (اول من امس) لكنها لملمت كعادتها جراح ابنائها من قوى الامن والمتظاهرين ومسحت عن وجهها آثار الغضب والشغب ودخان الحرائق، نسأل الله ان يمن على كل المصابين بالشفاء والسلامة وان يجنب بلدنا خطر الوقوع في الفتن.
واضاف: هناك طريق لتهدئة العاصفة الشعبية، توقفوا عن هدر الوقت وشكلوا الحكومة وافتحوا الباب للحلول السياسية والاقتصادية، بقاء الجيش والقوى الامنية والمتظاهرين في حالة مواجهة دوران في المشكلة وليس حلا.
وختم قائلا: اخيرا، كلمة الى اهلي في طرابلس والشمال: يعز عليّ ان يقال انه تم استقدام شبان باسمكم لأعمال العنف امس، لكنني اعلم ان كرامة بيروت امانة رفيق الحريري عندكم وانتم خط الدفاع عن سلامتها وضمير التحركات الشعبية ووجهها الطيب، احذروا رفاق السوء وراقبوا ما يقوله الشامتون بتخريب العاصمة.
وكانت وسائل اتصال صوتية اتهمت «حراس المدينة»، وهو التنظيم الذي يرعى التظاهرات في طرابلس، بقيادة اعمال العنف التي شهدتها بيروت.
واصدر نائب بيروت وزير الداخلية السابق نهاد المشنوق بيانا حيا فيه رجال قوى الامن الداخلي والجيش، وسأل: ألم يلاحظ المسؤولون واولهم رئيس الجمهورية ان الصورة انتقلت من الشارع الى داخل المستشفيات حيث زاد عدد الجرحى من الامن والمتظاهرين عن الـ 400؟ وأولم ينتبه الثوار الى ان السؤال والجواب على اسئلتهم في بعبدا؟
وخلص المشنوق الى القول بحكومة تكنوقراط لا تشبه ما سبق، وبانتخابات رئاسية مبكرة تنهي مرحلة تحطيم الوفاق وتدمير التوازن وتفجير الاستقرار.
وكانت بيروت اصبحت امس على طقس ماطر وشوارع نظيفة من آثار الليل البهيم، بالمعنى المجازي، قياسا على ما شهدنا من عنف فوضوي مفرط بين مجموعات «متقدمة» من الحراك الثوري وقوات مكافحة الشغب ومن كان بمثابتها. وتولت بلدية بيروت ازالة آثار الشغب المدمرة قبل طلوع الفجر، وبقيت واجهات المحلات المكسرة والغلاف الحجري والرخامي لأعمدة المباني التجارية الفاخرة وابرزها سوق الذهب الذي عريت جدرانه وحفظت محتوياته.
وعلى صعيد الاضرار البشرية، كان هناك 134 مصابا من رجال الامن بينهم 7 ضباط بفعل الحجارة المقتلعة من جدران المباني او ارصفة الشوارع، فضلا عن قنابل الغاز المردودة من قبل المتظاهرين، وعن 164 مصابا في جانب المتظاهرين نتيجة الرصاص المطاطي او القنابل المسيلة للدموع او الهراوات او الخشونة الزائدة، فضلا عن خراطيم المياه التي كانت بانتظارهم. وبدأت المواجهة باكرا على مداخل ساحة النجمة، حيث مجلس النواب، بين شرطة المجلس التي كانت متحضرة سلفا وطلائع المتظاهرين الذين كانوا مزودين بالكمامات الواقية من الغاز لأول مرة، فضلا عن البصل الطارد لمفعول غاز الدموع.
وبلغ عدد الموقوفين من المتظاهرين 34 شخصا، اطلقوا لاحقا بأمر من النائب العام التمييزي غسان عويدات، عدا من وجدت بحقه مذكرات قضائية بقضايا سابقة، في حين فتحت المديرية العامة لقوى الامن تحقيقا بتعرض موقوفين للضرب من قبل القوى التي كانت تسوقهم الى ثكنة الحلو.
وتدخلت دار الفتوى لاخراج العشرات من المتظاهرين رجالا ونساء وفتيانا ممن لجأوا الى مسجد محمد الامين في ساحة الشهداء وواكبت قوات مكافحة الشغب هؤلاء بأوامر من وزيرة الداخلية ريا الحسن وبمواكبة من امين دار الفتوى وامام مسجد الامين الشيخ امين الكردي الى حيث كانت تنتظرهم حافلات اعادتهم الى طرابلس وعكار والبقاع الغربي بسلام، بعد ان انضم اليهم رفاق تجمعوا في بيت حزب الكتائب القريب من ساحة الشهداء والذي تحول الى مستشفى مؤقت لمعالجة واسعاف ذوي الاصابات الطفيفة.
في الجانب الآخر من الساحة، حيث المدخل الجنوبي لمجلس النواب، أقدمت عناصر ترتدي لباس قوى الامن على احراق ثلاث خيام للمعتصمين امام مبنى العازارية، قيل انهم من شرطة مجلس النواب التي نفت ذلك لاحقا.
نقيب المحامين ملحم خلف كلف مجموعة من المحامين لتفقد الموقوفين والسعي لإطلاق من ليس مطلوبا بقضايا سابقة.
واصدرت قيادة الجيش بيانا نفت صحة ما تردد عن وفاة الطبيب د.انطوان سالم الذي اصيب خلال عراك بين قوة من الجيش ومتظاهرين في منطقة نهر الموت.
[ad_2]