أخبار متنوعةمقالاتنشاطات علمية

تجاوز الذات لدى تخصصات مهن المساعدة الانسانية

مقال للدكتورة خديجة عبود ال معدي أستاذ الارشاد والصحة النفسية المساعد- قسم علم النفس- بجامعه الملك خالد المملكة العربية السعودية

 

تجاوز الذات لدى تخصصات مهن المساعدة الانسانية
د. خديجة عبود ال معدي
أستاذ الارشاد والصحة النفسية المساعد- قسم علم النفس- بجامعه الملك خالد
المملكة العربية السعودية

إن المجتمعات – بغض النظر عن تقدمها أو تأخرها – تحتضن كثيرا من المهن كالطب والمحاماة والقضاء والإرشاد والتعليم، وغيرها في سلم المهن. ومع التغيرات الاجتماعية والثقافية والتطور التكنولوجي الهائل أفرزت العديد من المشكلات النفسية والاجتماعية والصحية التي تحتاج إلى أفراد متخصصين بمهن المساعدة الإنسانية كعلم النفس والاجتماع والطب والتمريض والتربية الخاصة ورياض الأطفال. والمتتبع لموقف المجتمعات من هذه التخصصات الإنسانية المهنية؛ يلاحظ أن جميعها تلتزم بأخلاقيات يؤمن بها أصحابها الذين يعتزون بها ويسلكون بمقتضاها ويعملون على ترسيخها وتعميقها لدى المنتمين إليها منطلقين من إيمانهم بأهداف المهنة الإنسانية وأدوارها التي تحقق طموحات المجتمع في التحديث والرقي. وعلى هذا فأن الدستور الأخلاقي لأي مهنة؛ أنما ينبع من المبادئ الأخلاقية العامة ولكنه يُدخل في اعتباره القدرات والسمات والخصائص والقوى والفضائل الإنسانية التي تُميز المنتمين لتخصصات مهن المساعدة الإنسانية عن غيرها من المهن. والذي يجب أن يتسم المتخصص فيها باليقظة الذهنية والملكة العلمية والثقافية والمرونة النفسية والوعي الحسي والمسؤولية الشخصية والاجتماعية من تجاوز للذات إلى مستوى عالِ من المهارات الحياتية.
وفي السياق ذاته تشير النظريات إلى إن أنماط الشخصية في نظرية “هولاند” Holland يقابلها ستة أنماط في البيئات المهنية كالبيئة الواقعية, والبحثية, والتقليدية, والفنية, وبيئة المغامرة, والبيئة الاجتماعية التي تعتمد على العلاقات الاجتماعية المباشرة في شتى مجالات الحياة. ولتحقيق الأهداف المهنية لبيئة مهن المساعدة الإنسانية؛ “فأنها تحتاج للشخصية المتميزة بالاستجابة السريعة واليقظة الذهنية والوعي الحسي للمحيط وسياق العمل؛ القائم على الانفتاح على الحداثة والارتباط العالي للأهداف لتوليد فكرة مبتكرة, والبحث عن ما هو جديد وجعل التحدي في الفكر هو المحدد للسلوك المستقبلي. هذا فضلاً عن, التفحص الدقيق للتوقعات والتأمل المعرفي والتفكير التلقائي المستمر بالأحداث والمواقف, في محاولة لتقديم إبداعات متنوعة واستباق الزمن في المجال المهني, لما يسلكه من سلوك يتناسب وإنسانيته عن طريق تجاوز الذات, والتوجه للانفتاح على الآخر والحياة والتجاوز والتسامي والانطلاق إلى ما وراء الذات الشخصية للارتقاء بحياته ووجوده, وإن مثل هذا الوجود قد يتعرض للانهيار والتداعي إذا لم يرتكز على فكره قوية يستند إليها لأجل التسامي بالذات والارتقاء بها ليكون جديراً بثقة الآخرين ويلقى محبتهم.
شكل تجاوز الذات سؤالاً فلسفيا يختص بهدف وأهمية الوجود البشري، وكان هذا السؤال موضوع نظريات فلسفية وعلمية ولاهوتية على مدار التاريخ البشري. كما يوجد العديد من الإجابات التي تختلف باختلاف الثقافة والأيدولوجيات المتنوعة، كما يختلط بأفكار فلسفية ودينية عن الوجود، الوعي، السعادة، الأمل, التسامي بالذات, ويتقاطع مع قضايا أخرى كثيرة منها: القيمة، الهدف، الأخلاق، الخير والشر، الإرادة الحرة، أفكار عن الله وصفاته ووجوده، وأفكار عن الروح والحياة بعد الموت. أما أهمية هذا السؤال لكونه يتعلق بهدف الحياة التي نحياها، ويعتبر متزامناً ومتوافقاً مع الوصول إلى الحقيقة المطلقة.
لقد تعددت المفاهيم الدالة على تجاوز الذات Self-Transcendence إذ تعددت صيغ التعريب فمره تترجم إلى التجاوز, وأخرى الإنشاء, وثالثة إلى التخطي, ورابعة إلى السمو والأخير أقرب إلى ما اعتمده معجم مصطلحات العلوم الاجتماعية في توصيف مذهب التعالي أو المذهب السامي للأصل الانجليزي Transcendentalism, وعندما يقرن المصطلح بالذات يعرب إلى تجاوز الذات أو سمو الذات. وفي المباحث النفسية المهتمة بالموضوعات الدينية والروحية يرد مصطلح التسامي الروحي بدلالات قريبة من دلالة المصطلح النفسي (تجاوز الذات). وبحثت بعض نظريات الشخصية في مثل هذا النوع من الظواهر الإنسانية بوصفها جزءاً من خصائص الشخصية السليمة ومن علامات الصحة النفسية, وعنصراً لابد من توافره في نمط الحياة السليم والمثمر. وتعد الحاجة للتجاوز إحدى الحاجات النفسية الاجتماعية المميزة للوجود الإنساني التي دًرست بأشكال مختلفة في الأدبيات الفلسفية والدينية, وكمفهوم هو نابع من الأساس الديني الإسلامي والمتمثل في الطقوس الدينية الصوفية التي تهتم بالروحانيات ونسيان التمركز حول الذات من خلال تجاوزها والتسامي عليها.
قدم فرانكل (1982) تصوراً وجودياً فردياً عن الإنسان, فكل شخص في العالم كائن إنساني مختلف ومتفرد ومميز, وهو ليس موجوداً فحسب وإنما يقرر دائماً وجوده الذي سيكون عليه, فمن وجهة نظرة لا يمكن مقارنة إنسان بإنسان آخر, ولا مصير إنسان بمصير إنسان آخر. فيرى أن ليس هناك موقف يعيد نفسه بالضبط كما كان, بل أن كل موقف يستدعي استجابة مختلفة؛ ففي بعض الأحيان قد يستلزم الموقف من الإنسان القيام بالأعمال والأفعال لتشكيل مصيره أو قدره, وفي بعض الأحيان قد تفيد وتجدي نفعاً أكثر.
وفي نهاية الحياة المهنية لعالم النفس أبراهام ماسلو أضاف “المستوى السادس” لهرم الاحتياجات الإنسانية سماها ” السمو الذاتي” لأنه يمتد إلى أبعد من احتياجات النقص والحاجة لتحقيق الذات. هذا العنصر المفقود حتى الآن؛ شكلت جذور علم نفس ما وراء الشخصية. عندما ينتقل الناس خارج نطاق مواجهة الذات الذي يشار إليها باسم “التعالي”، أو “ذروة الأداء” التي تصبح فيها الإمكانات البشرية في أقصى مداها. فذروة الخبرات هي مشاعر مفاجئة من السعادة الشديدة والرفاه؛ مصحوبة بشعور عالِ من السيطرة على الجسم، والعواطف والأفكار، مما يساعد في توجيه الوعي والتفرد بالشعور والوعي الإنساني مع التجارب والخبرات الحياتية.
وكتب فيكتور فرانكل، في مناقشة العلاقة بين الذات وتجاوز الذات عن بحث الإنسان عن المعنى (1993)، حيث يرى “إن المعنى الحقيقي للحياة يمكن العثور عليه في العالم الخارجي بدلا من تكوينه النفسي الداخلي والتمركز حول الذات. ويقول إن التجربة الإنسانية هي التعالي على الذات وتجاوزها بدلا من تحقيق الذات, فأن تحقيق الذات بحسب فرانكل ليس هو الهدف والغاية القصوى, ولا حتى مقصده الأول؛ ذلك أن تحقيق الذات إذا صار غاية فأنه يتعارض مع خاصية تجاوز الذات, وهي الخاصية الأساسية للإنسان وللوجود الإنساني بشكل عام”.
لذا يعد تجاوز الذات الدافع الحقيقي في حياتنا وليس البحث عن ذواتنا وتحقيقها فقط, وإنما تجاوزها والتسامي فوقها؛ فالإنسان لا يكـــــــــون إنسان إلا إذا تجــــــــــــــاوز ذاته وارتقــى بإنسانيته إلــــــى مـــــا وراءهـا.
كما أن هناك بعض المفاهيم التي لها علاقة بتجاوز الذات كالإيثار والروحانية لكنها لا تعني بالضرورة تجاوز للذات بشكل عام لكنها سلوكيات ناتجة عن تجاوز الذات كصفه إنسانية وجودية, وهذا الأمر يحمل الباحثة لتوضيح كل مفهوم على حده وعلاقته بتجاوز الذات:
الإيثارAltruism : هو سلوك إرادي تطوعي, ومبدأ اعتقادي خلقي, يشمل: التمسك بالأخلاق, والمشاركة الاجتماعية, وتحمل المسؤولية تجاه الآخرين, واحترام مشاعر وسعادة الآخرين, والثقة والحب في الآخرين. وكل ذلك يدفعنا إلى تأمل النص القرآني العظيم الذي أشار إلى صفة من صفات تجاوز الذات عند المهاجرين والأنصار وهي صفة الإيثار في قوله تعالى: (والذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة) سورة الحشر آية (9).
أما الروحانية Spirituality: فهي الإدراك الأخلاقي والسلوكيات ذات السعي الشخصي لفهم الإجابة عن الأسئلة النهائية حول الحياة ومعناها الوجودي الروحي، وعن العلاقة مع المقدسات الدينية، والتي قد تؤدي إلى تطوير الطقوس الدينية وتشكيل المجتمع. كما أنها أمر ضروري للشخصية والتعايش الاجتماعي لأنها تدل الإنسان على السعي المستمر للإحساس بالمعنى، والغرض من الحياة، ومظهر من مظاهر تطبيقها هو: المبادئ الأخلاقية، والصلوات, والدعاء, وتطبيق الفرائض العقدية والدينية. لذلك تشير الروحانية إلى البحث عن القدسية أو الإلهية في الوجود الكوني, والتوجه الداخلي الفردي على نحو أكبر من الواقع المتسامي؛ فالروحانية لديها تأثير تحفيزي في النظام النفسي البشري؛ باعتبارها واحدة من جوانب القيم الشخصية ومن السلوكيات الناتجة عن تجاوز الذات.
– تجاوز الذات كمفهوم نفسي:
يعد تجاوز الذات من الموضوعات المهمة في سيكولوجية الشخصية, وقدم هذا المفهوم في علم النفس الوجودي أولا وقبل كل شيء، فرانكل (1966). حيث صور الإنسان بأنه وحده لها ثلاثة إبعاد متكاملة ومتفاعلة هي: البعد العضوي والنفسي والروحي, ويقصد بالبعد العضوي: الحياة البشرية في الواقع الجسدي, والبعد النفسي يمثل الدوافع والانفعالات والسلوكيات جميعها, أما البعد الروحي فيمثل كل ما يدفع بالإنسان إلى زيادة توتره وبشكل ملائم وموجة نحو تحقيق قيم أو أهداف محددة, ونحو تحقيق معنى للحياة, ويركز فرانكل على البعد الروحي أكثر من البعدين الآخرين؛ إذ يجعل هذا البعد من الإنسان كائناً حراً فاعلاً شجاعاً ومسؤولاً عن اتخاذ قراراته, وقد يدفع بالإنسان إلى السمو فوق حاجاته وغرائزه النفسية والجسدية.
مفهوم تجاوز الذات وفقا للنظرية الوجودية لفرانكل (فرانكل,1982): بأنه خاصية إنسانية تتمثل في التوجه إلى ما هو خارج المرء, والانفتاح على العالم وتحقيق المعاني الجوهرية عن طريق البحث عن معنى الحياة والاهتمام بالأنشطة الدينية وحب الجمال والابتكار والتطور والمسؤولية الاجتماعية تجاه الآخرين والأمل:
البحث عن معنى الحياة: يشير إلى مفهومين يجب التفرقة بينهما في البداية, المفهوم الأول يرتبط بمعنى الحياة في عمومها؛ حياة البشر وعلاقتها بسائر الموجودات في العالم, أي نظام الكون وانتظام علاقات البشر بعضهم البعض, وبالعالم المادي من حولهم؛ فهو إجابة عن السؤال: ما هو معنى الحياة؟. أما السؤال: ما معنى حياتي؟ فهذا هو المعنى الذي يرتبط به المفهوم الثاني, أي التصور الشخصي والفردي لمعنى الحياة؛ إنه طرح السؤال بين الإنسان ونفسه: لماذا أعيش؟ ومن أجل ماذا؟ ولمن؟. واهتم “فرانكل” بالتمييز بين المفهومين على نفس الأساس تقريباُ؛ لكنه صرف معظم اهتمامه إلى المعنى الفردي للحياة, وذلك رغم تأكيده على أن المعنى الفردي مرتبط بطريقة أو بأخرى بالمعنى المطلق للحياة, وذلك عبر جسر تجاوز الذات. فالهدف الحقيقي للوجود الإنساني لا يمكن أن يوجد فيما يسمى بتحقيق الذات؛ فالوجود الإنساني هو بالضرورة تسامي بالذات, وتجاوزها أكثر من أن يكون تحقيق للذات.
الاهتمام الديني: هي التجربة الروحانية الدينية الواعية كالاتصال الوثيق بالله المتمثل في الطقوس الدينية والعبادات والأعمال والفضائل الإيمانية النابعة من الأديان السماوية.
القيم الجمالية: هي القيم الكاملة المطلقه لكل ما هو جميل بالحياة, والتي تعمل على ضبط السلوك الإنساني, وتحكمه وتسعى إلى توجيهه للحفاظ على المجتمع, وتطويره والمتمثلة في الفن والحب والثقافة والطبيعة.
التطور والابتكارية: هو ما يمنحه الإنسان للعالم الخارجي من أعمال ومنجزات ذات معنى ومغزى وقيمه إنسانيه في مختلف المجالات الحياتية, والنابع من الإدراك الوجودي والوعي الإنساني للمسؤولية الاجتمـــــاعية.
المسؤولية الاجتماعية تجاه الآخرين: شعور الإنسان وإحساسه بروح المسؤولية تجاه الآخرين والالتزام (احترام) بقوانين المجتمع الذي يعيش فيه وبتقاليده ونظمه, والقدرة على حرية الاختيار بثقة, وتحمل مسؤولية ما يختاره ويقرره.
التسامي بالذات: قدرة الإنسان على البحث عن قيم وغايات سامية تتجاوز المصالح والاهتمامات الشخصية؛ كاهتمامه بالجماعة التي ينتمي إليها, وفهمه لمشكلاتها ومشاركته في حلها, ومدى إدراكه بأن وجوده في هذا العالم يكون وجـــــــــــود مؤثر بقدر ما يقدمه من عطاء للمجتمع والعــــــــالـــــم الــــذي يعيش فيــــه.
الأمل: استعداد نفسي وتهيؤ معرفي, واتجاه عاطفي؛ يكون موجه نحو غاية إنسانية ورغبة يطمح الإنسان من خلالها أن يصل ويتوقع النجاح.
الرغبة والحماس في الانجاز: حالة من ارتفاع الدافعية تتضمن الإيمان بامتلاك القدرة على التخطيط والعمل المستمر في سبيل انجاز الأعمال لتحقيق الأهداف المبتغاة.
– أهداف تجاوز الذات:
يشير “فرانكل” إلى أهداف تجاوز الذات وهي:
– التحرر الشخصي: بمعنى تحرير شخصياتنا من الجوانب المقيدة لها, أو ما يدعى بالذات الزائفة التي تتمثل في الانصياع للمجتمع وتنمية وعي زائف بالسعادة.
– البحث عن معنى الحياة: لإيجاد معاني كبيرة بحياتنا والبحث عن ما وراء الأنا والتغلب على محددات الذات للوصول للسعادة, والابتعاد عن اللامبالاة والضجر والكآبة القدرية.
– فوائد تجاوز الذات:
ويظهر في أشكال سلوكية متعددة كما أشارت لها العديد من البحوث والدراسات كدراسة كلاً من كيري (Chairy,2012), جونسون Johnson, 2015)), (العبيدي والجبوري, 2017) وهي كالآتي:
– النزوع الإنساني والاهتمام بالآخرين المتجرد من أي منفعة شخصية.
– التوجه الديني والروحاني.
– الإبداع في مختلف المجالات بما في ذلك المواقف الحياتية البسيطة.
– التذوق الجمالي لمدى واسع من المواقف التي لا يعبأ بها الآخرون.
– التوحد مع الآخرين فيما يتعرضون له من خبرات صعبة استثنائية.
– القدرات الفائقة.
– الالتزام والشعور بالمسؤولية.
– الإيثار.
خصائص تجاوز الذات:
لقد أشار الكثير من الباحثين في الدراسات والبحوث الخاصة بتجاوز الذات؛ عدداً من الخصائص التي تميز الحالة المميزة للأفراد الذين يتسمون بتجاوز الذات وهي :
– يتميز الفرد بامتلاكه مجموعة من خصائص الشخصية السليمة والتي من أهمها إدراكه بفاعلية للواقع وتكوين علاقات مريحة معه بما في ذلك الآخرين, وأن يتقبل ذاته والآخرين والطبيعة, والتركيز على المشكلات خارج نفسه أكثر من التركيز على الذات ولدية استقلالية وقدرة على مما حوله من مثيرات, ولديه شعور قوي بالانتماء والتوحد مع الآخر, متسامح جداً, ويتقبل أي شخص بدون تحيز عنصري أو ديني أو اجتماعي ولديه مقاومة كبيرة للضغوطات الاجتماعية والثقافية وهو مرن وتلقائي ومتواضع وصريح.
– كما يتسمون بالتوجه الروحي, ونسيان الذات عبر الانغماس الكلي لموضوع ما, التوحد مع موضوعات خارج الذات, وزراعة الصبر بالنفس والآخرين, وعدم الحكم على النفس والآخرين والأحداث عند وقوعها, الحكمة بمعرفة النفس والاستمتاع بجمال وحداثة كل لحظة, والشفقة عبر التعاطف النفسي, التصرف بوعي أنساني عالي والحكم من خلال التجربة والإصغاء للإحساس والتصور والمشاعر والتفكير.
ومن خلال ما سبق نرى أن للوعي الإنساني (تجاوز الذات) أهمية كبرى؛ باعتباره مُنبئ بمخرجات الصحة النفسية لدى المتخصصين بمهن المساعدة الانسانية. فقد دأب العلماء والباحثين بدءاً من الفلسفات والممارسات الدينية البوذية والصوفية، إلى العلوم والعلاجات السريرية, وصولاً للبحوث الاجتماعية والشخصية، وعلم النفس الإيجابي إلى التحدث عن آثاره الايجابية على الشخصية في رفع مستوى القدرات للقيام بسلوك ايجابي والتعامل بفاعليه مع متطلبات وتحديات الحياة اليومية من خلال عدة مهارات حياتيه؛ كحل المشكلات واتخاذ القرار, والتصرف بوعي, والتعاطف والإصغاء للإحساس, التفكير الإبداعي والناقد, إدارة المشاعر ومواجهة الضغوط, والتواصل مع الآخرين, والحكم من خلال التجربة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى