انتظار “معجزة” في مؤتمر برلين وسر غياب تونس
[ad_1]
تناولت صحف عربية، ورقية وإلكترونية، مؤتمر برلين حول ليبيا الذي يعقد اليوم في ألمانيا بحضور طرفي الأزمة في الليبية وقوى إقليمية وعربية.
وتباينت الأراء حول فرص نجاح هذا المؤتمر نظرا لتعقد الأوضاع على الأرض في ليبيا بين البرلمان الليبي في طبرق والجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، من جهة، وحكومة الوفاق التي يقودها فايز السراج، المعترف بها دوليا، من جهة أخرى.
بينما يرى عدد من الكُتاب أن فرص نجاح مؤتمر برلين قد تكون ضعيفة، يعتبره آخرون بمثابة “الفرصة الأخيرة” لحل الأزمة، بينما تمنى فريق ثالث أن تحدث “معجزة” وينجح المؤتمر.
من ناحية أخرى، تساءل عدد من الكُتّاب عن أسباب غياب تونس عن المؤتمر، رغم جوارها لليبيا وتأثرها بما يجري على الأرض.
“تضارب المصالح”
ترى صحيفة “رأي اليوم” الإلكترونية ومقرها لندن، في افتتاحيتها أن “فرص نجاح مؤتمر برلين تبدو ضعيفة بسبب الخلافات بين الدول المشاركة فيه، علاوة على حالة التوتر المتزايِدة بين ممثلي الجانب الليبي، الجنرال حفتر والرئيس السراج، وهما لا يرفضان المصافحة باليد فقط، وإنما الجلوس سويا في غرفة واحدة”.
ويتوقع إبراهيم محمد الهنقاري في الصحيفة نفسها أن يفشل المؤتمر “كما فشلت الاجتماعات السابقة في المدن الأخرى”.
دول أوروبية تدين تدخل تركيا في ليبيا
هل ينجح الأوروبيون في إقناع حفتر والسراج بوقف إطلاق النار في ليبيا؟
ويرجع ذلك إلى ما يعتبره “انعدام المصداقية من الأمم المتحدة ومن بعثتها في ليبيا وبسبب تضارب المصالح بين الدول المدعوة إلى مؤتمر برلين”.
ويرى أنه “باستثناء ألمانيا، فان كل الدول الأخرى متورطة بشكل أو بآخر في الأزمة الليبية الحالية. منها من يؤيد أحد أطراف النزاع المسلح ومنها من له مطامع في ثرواتها الطبيعية وفي موقعها الجغرافي المميز ومنها من ضميره مستتر. ومنها من يطمع في استعادة السيطرة عليها لأسباب تاريخية واهية ومخزية أيضا”.
وتؤكد “القدس العربي” اللندنية أيضا، في افتتاحيتها أن “العامل الذي لعب الدور الأكبر في تحريك القضية الليبية، وجعل كل هذه العواصم مهتمة فجأة بحل الأزمة الطاحنة… هو الاتفاقية الأمنية والبحرية التي عقدتها حكومة الوفاق مع تركيا، والتي قلبت الطاولة على المراهنين الإقليميين على انتصار حفتر وفتح طرابلس، كما كشفت التواطؤ الأوروبي مع عواصم الثورة المضادة العربية”.
“الفرصة الأخيرة”
ويرى خطار أبو دياب في صحيفة “العرب” اللندنية، أن مؤتمر برلين يمثل “الفرصة الأخيرة لموفد الأمم المتحدة إلى ليبيا غسان سلامة”.
ويقول إن المؤتمر ينعقد “وسط أجواء التزاحم الخارجي ومخاطر تفاقم الوضع العسكري على الأرض، إذ ثبتت على أرض الواقع صعوبة الحسم العسكري وضرورة بلورة حل سياسي متماسك يتضمن تفكيك الميليشيات وحفظ وحدة الأراضي الليبية والرفع التدريجي للأيادي الخارجية المتورطة على الساحة”.
ويضيف: “نحن أمام ديناميكية جيوسياسية مقلقة في الملف الليبي، لكن يمكنها أن تتحول إلى منتجة في نهاية المطاف… وعلى الأقل يمكن انتزاع استقرار على المدى القصير بانتظار بلورة ملامح واضحة لحل سياسي نهائي لابد منه ولو طالت الطريق”.
ويوافقه الرأي عباس الطرابيلي في “الوفد” المصرية، قائلا إن المؤتمر “ربما يكون الفرصة الأخيرة لحل هذه القضية الأكثر إثارة الآن في الشرق الأوسط”.
ويتساءل عماد الدين حسين، رئيس تحرير “الشروق” المصرية: “هل تتحقق المعجزة الليبية في برلين؟”
ويؤكد الكاتب أنه “ما لم تحدث معجزة، فإن المؤتمر الدولي بشأن الأزمة الليبية…لن يستطيع التوصل إلى حل شامل للأزمة”.
ويرى أن “الوقائع على الأرض تقول إننا ما زلنا بعيدين عن الحل الشامل، والأسباب معروفة للجميع، لكن بعضهم لا يريد أن يرى الأمور بصورة واقعية بل بصورة حالمة حينا ومتواطئة أحيانا”.
وبعد أن استعرض الكاتب المواقف الدولية والإقليمية التي تؤيد أحد طرفي الصراع على الأرض قال بأن “معظمها متناقضة ومتصادمة ونحتاج إلى معجزة فعلا للوصول إلى حل من أجل حقن دماء الشعب الليبي”.
ويؤكد الكاتب أن “أي حل من دون نزع سلاح المليشيات ووجود جيش وطني موحد، وتوافق وطني حقيقي، سيعني مجرد مسكنات وبعدها تنفجر الأزمة، ربما بصورة أسوأ مما هي عليه الآن. ورغم ذلك نتمنى أن تحدث المعجزة ونرى حلا للأزمة عبر بوابة برلين”.
غياب تونس ومشاركة الجزائر
وعن عدم مشاركة تونس في المؤتمر، يرى الهاشمي نويرة في جريدة “الصحافة” التونسية، أن “حياد الموقف التونسي مرفوض..مرفوض”.
ويقول: “لَمْ يحدث قطّ أن كانت تونس على هامش ما يُمكن أن يحدث من خَيْر في الشقيقة ليبيا، فهي الآن على هامش ما يحدث وما يمكن أن يحدث مستقبلا”.
ويرى أن دبلوماسية تونس القائمة على “مبدأ عدم التدخّل في الشؤون الداخلية للدول فضلا عن رفضها الدخول في سياسة المحاور…لا يبدو أن طريقها سالكة نظرا إلى أن هذه السياسات هي مرفوضة بالكامل من كل القوى السياسية والحزبية الأخرى وبالخصوص من منظمات المجتمع المدني بقيادة الاتحاد العام التونسي للشغل”.
ويؤكد أن “التونسي لا يطلب من دولته غير البقاء على مسافة من النزاع الليبي تساعده على لعب دور وسيط الخير ما دام هذا النزاع داخليا لأنه إذا تشابكت مصالح بعض الأطراف الداخلية مع مصالح وأجندات خارجية فإنه يصبح لزاما على الدولة التونسية دعم الموقف الوطني الليبي”.
ويعتبر حبيب راشدين في “الشروق” الجزائرية، أن مؤتمر برلين هو “أول اختبار دبلوماسي” للرئيس الجزائري عبد المجيد تبون.
ويرى الكاتب أن المؤتمر “جاء في توقيت جيد، وسوف يمنح بلا شك للجزائر ولرئيسها فرصة تثبيت خيار حل الأزمات بالأدوات السياسية، ليس في الأزمة الليبية فحسب، بل في بقية الأزمات الإقليمية التي صنعتها القوى العظمى”.
ويؤكد الكاتب أن الجزائر “تمتلك بلا شك أوراق لعب كثيرة في هذا المؤتمر”.
[ad_2]
Source link