مظاهرات لبنان: اقتحام المصارف يعيد للأذهان عملية “بنك أوف أمريكا”
[ad_1]
شهدت الأيام الأخيرة تكسيراً لواجهات المصارف في منطقة الحمرا في العاصمة بيروت من قبل محتجين، فيما يدخل مواطنون كل يوم إلى البنوك ويعلنون سخطهم على المصارف ثم ينشرون ذلك في مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي.
وأثار التعدي على البنوك حفيظة مجموعات من الحراك رأت في مشهد العنف ضرباً من إضاعة بوصلة التظاهرات وخدمة لأهداف القوى السياسية .
وتفرض المصارف سقفا منخفضا على عملية السحب النقدي والإئتماني كما التحويلات النقدية منذ اندلعت الاحتجاجات على “الفساد والقوى السياسية الحاكمة” في منتصف أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وتدهور سعر صرف الليرة اللبنانية أمام الدولار الأميركي بعدما فقد أكثر من 40 في المئة من قيمته.
وقد أعادت هذه الأحداث ذكرى عملية اقتحام “بنك أوف أمريكا” إلى الأذهان وأعادت الحديث عن قائد تلك العملية، علي شعيب الذي أطلق عليه لقب”خاطف القلوب” رغم أنه لقي مصرعه في تلك الحادثة التي وقعت قبل 47 عاماً.
وأهتم العديد من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي بالحديث عن تلك الحادثة، ضمن تنديدهم بإجراءات المصارف.
كما دخلت مجموعة من الشبان أحد البنوك ورددوا هتافات مؤيدة لعلي شعيب ومعرفة عنه.
ما هي عملية “بنك أوف أمريكا“؟
في 18 أكتوبر/تشرين الأول 1973، إبان “حرب تشرين” بين مصر وسوريا من جهة وإسرائيل من جهة أخرى، اقتحم أربعة شبان لبنانيين مبنى “بنك الصناعة والعمل” في شارع المصارف وسط بيروت، والذي يضم عدداً من البنوك العالمية.
وشغل “بنك أوف أمريكا” ثلاثة طوابق من المبنى المذكور، حيث توزع الشبان بقيادة علي شعيب، صاحب الاسم الحركي “سعيد”، وسيطروا عليه بالأسلحة التي خبؤوها تحت معاطفهم.
وكان إلى جانب علي كل من عادل بو عاصي، وجهاد أسعد ، وعامر فروخ. لكن لماذا هاجموا “بنك أوف أمريكا” دون غيره؟
لم يكن هدف علي ورفاقه السرقة، بل تبين فيما بعد أنهم يحملون فكراً اشتراكياً، دفعهم إلى تأسيس “الحركة الثورية الاشتراكية اللبنانية” إلى جانب كل من مرشد شبو وإبراهيم حطيط.
وكانت عملية “بنك أوف أمريكا” تهدف إلى ضرب المصالح الأمريكية عبر دفع 10 ملايين دولار لمصلحة المجهود الحربي السوري والمصري والفلسطيني، والطلب من الحكومة اللبنانية بالإفراج عن جميع “الفدائيين” المعتقلين لأسباب سياسية، وإطلاق عدد من المعتقلين بسبب انتمائهم إلى “الحركة الثورية الاشتراكية اللبنانية” وترحيلهم إلى الجزائر أو اليمن.
وطلبت المجموعة من السفير الجزائري في لبنان وقتذاك، محمد يزيد، أن يكون وسيطاً، حيث كانت تريد اللجوء إلى الجزائر بعد انتهاء العملية.
وهددت المجموعة بقتل عدد من الرهائن ضمن مهلة محددة في حال عدم تلبية مطالبها. إلا أن هذه المهلة تأجلت بسبب المفاوضات بين المجموعة المقتحمة والسلطات اللبنانية ممثلة بوزير الداخلية آنذاك، بهيج تقي الدين، والسفير الجزائري، إضافة إلى السفير الأمريكي ويليام بوفوم الذي كان يرسل البرقيات إلى واشنطن لنقل تطورات الموقف، خاصة أن الأميركي جون كرافورد ماكسويل، كان بين الرهائن.
وتبنت السلطات اللبنانية الحل الأمني سبيلاً لإنهاء العملية، فبعد مفاوضات دامت 26 ساعة اقتحمت القوى الأمنية البنك وأردت علي وجهاد قتيلين، إضافة إلى جون ماكسويل، فيما قبضت على عادل متخفياً بين الرهائن، أما عامر فقد قبض عليه وكشف أمره بعد ساعة من بدء العملية إبان محاولته الخروج من المبنى عقب إصابته في تبادل إطلاق نار مع أحد أفراد الشرطة.
عمل تخريبي
واعتبرت السلطات اللبنانية حينها اقتحام البنك عملاً تخريبياً ليس أكثر، فيما رفضته الأحزاب اللبنانية ما عدا “منظمة العمل الشيوعي” وحزب “العمل الاشتراكي العربي”.
ويقول وزير الداخلية السابق مروان شربل لـ”بي بي سي” والذي كان من بين ضباط الأمن الذين شاركوا في العملية، إنه ومجموعته وصلوا إلى المكان وكانت الأمور شبه منتهية، و”لم يكن لدي حينها وجهة نظر سياسية”.
لكنه يشير إلى رفضه التعرض للمصارف بالتكسير كما حصل في الأيام الأخيرة.
من هو علي شعيب؟
وعلي توفيق شعيب من مواليد جنوب لبنان عام 1946.
وكان يعرف عن علي تذوقه للشعر، لكن أبياته ومؤلفاته المسرحية استعملها صحافيون ونسب بعضها إلى غيره، وفق رواية “26 ساعة .. بنك أوف أميركا”.
ونظم الشاعر اللبناني عباس بيضون بحقه قصيدة “يا علي” التي غناها مارسيل خليفة، لكن بيضون تبرأ منها فيما بعد، فقد منعت القوى الأمنية أهل علي من إلقاء كلمات في جنازته.
[ad_2]
Source link