أخبار عربية

صليب القدس ما دلالته ولماذا يرسمه الساعي للترشح للرئاسة الأمريكية توم ستاير على يده؟

[ad_1]

الملياردير الأمريكي، توم ستاير،

مصدر الصورة
AFP/Getty Images

Image caption

لم تكن هذه هي المرة الأولى التي يُشاهد فيها الملياردير الأمريكي، توم ستاير، راسما هذا الرمز على يده

كان الملياردير الأمريكي، توم ستاير، يقف بين أبرز المتنافسين على ترشيح الحزب الديمقراطي خلال المناظرة التلفزيونية التي جمعتهم، الثلاثاء الماضي، قبل انطلاق الانتخابات التمهيدية للحزب في ولاية أيوا.

وإذا كنت شاهدت المناظرة، ربما تكون قد لاحظته واقفاً في المنتصف بين السيناتور، بيرني ساندرز، ونظيرته، إليزابيث وارن، أثناء المشادة التي وقعت بينهما، في نهاية المناظرة.

لقد كانت تلك المشادة أكثر اللحظات إثارة للاهتمام خلال المناظرة، ولكن إذا نظرت عن كثب فقد تجد ما يثير الاهتمام بدرجة أكبر.

فعلى اليد اليسرى لستاير رُسم رمز بقلم جاف يمثل صليباً كبيراً يحمل أربعة صلبان أصغر.

لم تكن هذه هي المرة الأولى التي يُشاهد فيها الملياردير الأمريكي ومدير صندوق التحوط (صندوق استثماري) وهو يضع هذا الرمز؛ فهو يرسمه بشكل يومي منذ عامين على الأقل، ولكن المناظرة التلفزيونية قدمت الرمز لجمهور جديد، مرة أخرى.

ما هو هذا الرمز؟

يُعرف رمز مشابه، يتكون من خمسة صلبان، باسم صليب القدس، وقد استُخدم، منذ القرن الثالث عشر، كشعار لمملكة بيت المقدس التيأسسها المسيحيون الأوروبيون الصليبيون الذين قاموا بغزو الأراضي الإسلامية.

ولا يوجد معنى واحد متفق عليه للصلبان الخمسة، ولكن نظريات مختلفة أشارت إلى أنها يمكن أن تمثل المسيح والأناجيل الأربعة، أو ترمز إلى خمسة جروح عاناها المسيح، أو إلى الجهات الأربع للبوصلة.

ومن المحتمل أن يكون الرمز الأصلي سابقاً على تأسيس مملكة بيت المقدس، وكان يستخدم في الدول الإقطاعية التي تُعرف الآن باسم جمهورية جورجيا، والتي وضعت الصلبان الخمسة، منذ عام 2004، على علمها الوطني.

مصدر الصورة
Getty Images

Image caption

صليب القدس عند مدخل دير الفرنسيسكان في مدينة القدس

لماذا استخدم توم ستايرهذا الرمز ؟

في مقابلة مع موقع BuzzFeed، العام الماضي ، وقبل إعلانه خوض السباق الرئاسي، سُئل ستاير عن دلالة الصليب الذي يرسمه على يده، فأجاب بالقول: “إنه يعني قول الحقيقة بغض النظر عن الكُلفة. أنا أرسمه على يدي، كل يوم، منذ فترة طويلة، لأذكِّر نفسي بقول الحقيقة دائماً، واكتشفت لاحقاً أنه يُعرف باسم صليب القدس”.

ويبدو أن ستاير بدأ في رسم الرمز على يده، شتاء عام 2017، وقد أخبر صحيفة بوليتيكو، في مايو/آيار عام 2018، بأنه كان تذكيراً له بقول الحقيقة دائماً حتى ولو وُضع على الصليب في سبيلها. وقد قال أيضاً إنه علامة دولية على التواضع، على الرغم من أن ذلك أمر غير معروف.

وستاير، الذي يُعرف بأنه متبرع وممول للقضايا الديمقراطية، هو مسيحي مؤمن. وقد صرَّح، الشهر الجاري، لأحد البرامج، بأنه كان في الثلاثين من عمره حينما وجد الله. لكنه لم يربط بين إيمانه المسيحي وبين الرمز المرسوم على يده.

في المقابل، ترتبط نزعة ستاير لقول الحقيقة بمجموعة سياسية دشنها في أكتوبر/تشرين الأول عام 2017، وأطلق عليها اسم “نحتاج إلى العزل”، تركز عملها على عزل الرئيس ترامب من منصبه.

وهي أيضاً رسالة طالما كررها ستاير، البالغ من العمر 62 عاماً، منذ خوضه السباق على الرئاسة، في يوليو/تموز الماضي. كما أدان مصالح الشركات التي تؤثر على سياسات الحكومة، وتعهد بإعلان حالة الطوارئ المناخية، في اليوم الأول من توليه الرئاسة، في حال انتخابه.

Image caption

توم ستاير في مقابلة مع بي بي سي، يونيو/حزيران 2019

بخلاف ستاير من يستخدم هذا الرمز؟

خلال السنوات الأخيرة، استولى دعاة “تفوق البيض” على الصور والمصطلحات المرتبطة بالحروب الصليبية في الشرق الأوسط.

فحينما أطلق رجل مؤمن بتفوق البيض النار على 50 شخصاً في مسجدين في مدينة كرايست تشيرش النيوزيلندية، مارس/آذار الماضي، تضمن بيانه إشارات إلى الحملات الصليبية. كما رُفعت لافتات تحمل صليب القدس مصحوباً بشعار “الله يشاء” المرتبط بالحملات الصليبية، خلال مظاهرة عنيفة في شارلوتسفيل بولاية فيرجينيا الأمريكية، عام 2017.

وعلى الرغم من ذلك، لم يتم إدراج صليب القدس كرمز من رموز الكراهية من قبل رابطة مكافحة التشهير، حتى الآن.

مصدر الصورة
NurPhoto via Getty

Image caption

رُفعت لافتات تحمل صليب القدس خلال مظاهرة عنيفة في شارلوتسفيل بولاية فيرجينيا الأمريكية، عام 2017.

ودافع نجل الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب جونيور، الأسبوع الماضي، عن نشر صورة لنفسه وهو يحمل بندقية نُقش عليها صليب القدس، إلى جانب صورة لهيلاري كلينتون وراء القضبان.

وقال المتحدث باسم ترامب الابن لواشنطن بوست إن الصورة، التي نُشرت بعد أيام من اغتيال الولايات المتحدة القائد العسكري الإيراني قاسم سليماني “تتفق مع تقليد بين مالكي الأسلحة يتمثل في تصوير مختلف المحاربين التاريخيين”.

وقالت الشركة التي أنتجت البندقية إنه “من السخف الإشارة إلى أن الصليب كان رمزًا للكراهية”.

ويقول المؤرخ، دان جونز، مؤلف كتاب “الصليبيون: التاريخ الملحمي لحروب الأراضي المقدسة” إن السياق الذي تستخدم فيه الرموز هو الفيصل فيما يتعلق بدلالتها.

واللافت أن جونز نفسه يحمل وشماً لصليب القدس على معصمه، كان قد وشمه في زيارة للقدس قبل عدة سنوات، في محاكاة لتقليد يتبعه الحجاج منذ مئات السنين.

ويقول جونز: “في سياق زيارة حج مسيحية إلى القدس، سيكون هذا رمزا للعبادة السلمية، ولكن في سياق صورة ترامب جونيور وهو يحمل بندقية فإن الدلالة واضحة، وهي العنف، العنف ضد المسلمين، وصدام الحضارات الذي يعود إلى العصور الوسطى”.

مصدر الصورة
Dan Jones

Image caption

المؤرخ دان جونز يضع وشماً لصليب القدس على معصمه

ويضيف جونز أن حقيقة أن الصليب له دلالات مختلفة، مثل الصليب المعقوف، الذي استُخدم كشعار للنازية، تعني أن أي مرشح رئاسي يجب أن يكون أكثر حذراً حيال استخدامه؛ إذ قد يحفز اقتباس مثل هذه الرموز هؤلاء الذين يستهدفون الولايات المتحدة على تنفيذ اعتداءات.

ويتابع: “من الواضح أن توم ستاير لديه أسبابه الخاصة لرسم ذلك على يده، ولكنه يجب أن يكون أكثر دراية بالسياق الآخر، ففي حال انتخابه رئيساً، قد يطلق إعلام ما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية عليه اسم (الصليبي)”.

وتجدر الإشارة إلى أن مثل هذا التطور ليس من المرجح أن يحدث، فمع دخول الديمقراطيين الانتخابات التمهيدية للحزب، وضعت استطلاعات الرأي توم ستاير في ذيل قائمة المرشحين المفضلين للحزب الديمقراطي.

[ad_2]

Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى