إسقاط الجنين: صدمة قد تترك أثرا طويلا لدى الأمهات
[ad_1]
شعرت البريطانية توني إدواردز، ذات الـ 36 عاما، أنها كادت أن تفقد عقلها بعد أن أسقطت جنينها عام 2016.
وقالت لمراسلة بي بي سي فيليبا روكسباي: “شعرت أن حزني كان خطأ لأنه لم يكن لدي طفل حقا – لكني كنت في صدمة حقيقية”.
تمر واحدة من بين كل ست نساء يفقدن جنينا في بداية الحمل، بأعراض توتر ما بعد الصدمة والتي تستمر طويلا، وفقا لدراسة بريطانية جاء فيها أيضا أن النساء اللاتي يمررن بتجربة إسقاط جنين أو حمل خارج الرحم يحتجن رعاية خاصة.
“اعتقدت أني فقدت عقلي”
علمت توني وزوجها، المقيمان في مدينة ليستر، أن نبضات قلب جنينهما البالغ من العمر 12 أسبوعا قد توقفت، ثم سقط حملها وحده بشكل طبيعي وهي في البيت.
لم تتوقع توني أن تمر بكل تلك الانقباضات المؤلمة وبنزيف شديد لمدة ثمانية أيام. وعن تلك الفترة تقول: “شعرت أني كنت أَجن. لم أملك أية معلومة عما كنت أمر به أو عما سيحدث لي”.
وفي منتصف إحدى الليالي شعرت “بشيء بحجم راحة اليد” بين ساقيها.
عندما اتصلت بالمشفى في اليوم التالي، طلبوا منها أن تحضر “أنسجة الحمل” تلك معها للتخلص منها هناك. “لم تلك أنسجة.. بل كانت طفلي”، كما تقول.
بعد مرور أسابيع على تلك التجربة، بدأت توني تشعر بالتوتر إزاء كل شيء وخاصة عندما يتعلق الأمر بابنتها التي كانت في الرابعة، والتي تقول عنها: “كنت أخشى أن تموت – كنت أتهيأ أنها تقع”.
شخص طبيبها حالتها بأنه اضطراب ما بعد الصدمة وأحالها للحصول على استشارة نفسية لكن توني لم تذهب لأنها حملت مجددا.
عن فترة حملها الثاني تقول توني: “كانت أشهر الحمل التسعة مريعة بالنسبة لي – كنت مقتنعة أنني سأفقد طفلي مرة أخرى”.
لكن حمل توني استمر وأصبح عمر ابنتها الكبرى، فيبي، ثمانية والصغيرة، ويللو، عامين.
في دراسة شملت 650 امرأة أجرتها جامعة لندن كوليج وجامعة KU Leuven في بلجيكا، ظهرت أعراض صدمة ما بعد إسقاط الجنين على 29% من نساء هذه العينة التي شملها البحث وذلك بعد مرور شهر على فقدان الجنين؛ في حين تراجعت النسبة إلى 18% بعد مرور 9 أشهر على الفقدان.
وأسقطت معظم هؤلاء النساء جنينا في فترة مبكرة من الحمل (قبل 12 أسبوعا) بينما مرت أخريات بتجربة الحمل خارج الرحم.
وأجابت النسوة عن استمارة في كل من مستشفيات كوين تشارلوت وتشيلسيا، سنت ماري، وتشيلسيا وويستمنستر وكلها في لندن، وتضمنت الاستمارة أسئلة عن مشاعرهن خلال فترة عام.
بعد شهر من فقدان الجنين، ظهرت أعراض قلق عند 24% من النساء وأعراض اكتئاب عند 11% منهن. وتراجعت هذه النسبة إلى 17% و6% بعد مرور 9 أشهر على فقدان الجنين.
حقائق حول خسارة الحمل في مرحلة مبكرة:
– تنتهي واحدة من بين كل 4 حالات حمل في بريطانيا بإسقاط الجنين – وغالبا ما يكون هذا قبل الأسبوع الثاني عشر.
– كل عام تسجل 250 ألف حالة إسقاط حمل و10 آلاف حالة حمل خارج الرحم.
تقول الطبيبة جيسيكا فارن من جامعة لندن كولج إن إسقاط الجنين سيكون تجربة صادمة جدا: “بالنسبة لبعض النساء، قد تكون هذه المرة الأولى التي يمررن فيها بشيء خارج عن سيطرتهن. قد تكون هذه التجربة من بين المواقف المؤثرة والتي تلازم الشخص طوال الحياة”.
وتضيف: “لن يكون مفيدا القول لهن إن الجنين لم يكن إلا عبارة عن مجموعة من الخلايا”.
وحتى بين النساء اللاتي مررن بتجربة حمل بصحة جيدة وكن موضع بحث، ظهرت عند 13% منهن أعراض قلق وعند 2% أعراض اكتئاب بعد شهر على ولاداتهن.
الحاجة إلى تغيير
توصي الدراسة بتقديم الدعم النفسي للنساء اللاتي مررن بتجربة إسقاط جنين وكن بحاجة لمثل هذا الدعم، مع التركيز على ضرورة تقديم رعاية وعلاج خاص للنساء اللاتي يعانين من أعراض ما بعد الصدمة من أجل شفائهن.
ويتراوح هذا العلاج من جلسات العلاج السلوكي المعرفي وحتى العلاج بالأدوية بناء على وصفة مختصص مؤهل بهذا المجال.
وكانت دراسة قد أجريت عام 2016 توصلت إلى أن خسارة جنين في مرحلة حمل مبكرة قد تؤدي إلى أعراض توتر ما بعد الصدمة.
تقول جاين بريوين، مديرة جمعية توميز المختصة بحالات مثل هؤلاء النساء: “لفترة طويلة جدا، لم تتلق النساء الرعاية التي احتجنها بعد مرورهن بتجربة إسقاط الحمل، ويظهر هذا البحث حجم المشكلة”.
وتضيف: “يجب أن تتغير الخدمات التي تتعلق بإسقاط الحمل لنتأكد أنها متاحة لكل امرأة وأن هناك متابعة مع النساء لتقييم وضعهن النفسي وأن هناك دعما يقدم لمن تحتاجه”.
[ad_2]
Source link