أخبار عربية

إسقاط الطائرة الأوكرانية: خمسة أسباب وراء بقاء الأزمة الأمريكية الإيرانية متأججة

[ad_1]


محتجون إيرانيون يحرقون علمي إسرائيل والولايات المتحدة بعد اغتيال سليماني

مصدر الصورة
EPA

Image caption

محتجون إيرانيون يحرقون علمي إسرائيل والولايات المتحدة بعد اغتيال سليماني

لم تتطور الأزمة التي أشعلها اغتيال الولايات المتحدة للقائد العسكري البارز، قاسم سليماني، إلى حرب شاملة.

وقد يعني هذا أنه كان هناك شيء من تخفيف التوتر.

ولكن العوامل الأساسية التي أفضت بالبلدين إلى بلوغ حافة الحرب لم تتغير. وفيما يلي أهم الأسباب التي تشير إلى أن الأزمة لم تنته بعد.

1- تخفيف التوتر مؤقت

ما يراه بعض المحللين تخفيفا للتوتر، ليس في الحقيقة كذلك.

فقد فعل قادة إيران، الذين صدمهم قتل سليماني في الصميم، ما استطاعوا فعله، وهو أن يردوا بقصف صاروخي. أرادت إيران أن ترد بضرب أهداف أمريكية، وأرادت أن يكون هذا واضحا. ولذلك أطلقت الصواريخ من أراضيها.

ولكن كانت هناك قيود عملية وسياسية على تصرف إيران. فقد أرادت أن تفعل شيئا بسرعة، لإعادة التوازن، ولم تسع إلى بدء حرب شاملة.

وما بدأته إيران – بحسب ما أوضحه كثير من المتحدثين الإيرانيين – لم ينته.

وقيل أيضا إن تحمل إيران لمسؤولية إسقاط طائرة ركاب أوكرانية هو مسعى آخر لتخفيف التوتر. لكن هذا غير صحيح.

كان رد إيران الطبيعي هو أن تنفي ضلوعها. ولكن عندما قالت الولايات المتحدة إن استخباراتها تؤكد العكس، وحينما عثر محققون أوكرانيون على دليل على ضرب صاروخ للطائرة، وعندما أثبت محققون مستقلون صدق مقطع فيديو يظهر إسقاط الطائرة، لم يكن أمام إيران أي مجال إلا التراجع.

وكان من الواضح بعد بدء الجرافات تنظيف المكان من بقايا حطام الطائرة، أن إيران أدركت تماما ما حدث. وإذا كان هناك أي شيء يشير إلى تعرض الطائرة لحادثة، لتركت السلطات الحطام في مكانه.

ويرجع إقرار طهران بالمسؤولية أكثر إلى مشكلاتها الداخلية. فقد شهدت البلاد قبل أشهر قليلة موجة احتجاجات على الفساد، والمعاناة من الاقتصاد المنهار.

وهكذا استؤنفت الاحتجاجات مرة أخرى من جديد. وهذا يعني أن الهدف هو الحد من مدى الأضرار في الداخل، وليس تخفيف التوتر مع الأمريكيين.

2- السياسة الأمريكية لم تتغير

لماذا اغتالت الولايات المتحدة سليماني، وحاولت أن تقتل مسؤولا إيرانيا كبيرا آخر في اليمن؟ قيل إنها فعلت ذلك، وربما يكون ذلك لأسباب قانونية، للحيلولة دون وقوع هجوم وشيك على المصالح الأمريكية.

ولكن هذا التبرير لم يقنع كثيرا من المحللين، أو حتى منتقدي الرئيس في واشنطن.

مصدر الصورة
AFP

Image caption

قتل في إسقاط الطائرة الأوكرانية 176 شخصا من الركاب والطاقم

ومن المحتمل أكثر أن هجمات واشنطن كانت محاولة لإعادة رسم خط واضح للردع. وقد يفيد ذلك على المدى القصير. إذ إن على إيران أن تقيس بدقة وبعناية ما ستقدم عليه من أفعال في المستقبل.

وفي الوقت نفسه، وبينما كان الرئيس دونالد ترامب يهدد بدمار إيران، فإنه لا يزال يشير أيضا إلى رغبته في الخروج من الشرق الأوسط. فهو يرى فيه مشكلة لا تهمه، بل قد تهم طرفا آخر. ولكن قد يؤدي هذا، لا محالة، إلى إضعاف قوة أي رسالة ردع.

وستواصل الولايات المتحدة شل الاقتصاد الإيراني. ولكن هذا لم ينجح في إجبار طهران على قبول التفاوض مذعنة. بل منحها الجرأة على رد الضربة، وبدء حملة لممارسة أقصى ضغط من جانبها.

وتسعى الولايات المتحدة إلى زيادة الضغط على طهران، وتقليص الموارد التي تنشرها في المنطقة إلى حد كبير. ولكن لا يحتمل أن تنجح في الأمرين معا.

3- أهداف إيران الاستراتيجية لا تزال كما هي

قد يكون الاقتصاد الإيراني يعاني من وطأة العقوبات، ويزداد شعور كثير من الإيرانيين بالضيق، ولكن يجب ألا ننسى أن النظام في طهران “نظام ثوري”.

ولن يتخلى عن السلطة فجأة. إذ إن جماعات مثل الحرس الثوري الإيراني تتمتع بقوة ونفوذ كبيرين. وردها على أي معارضة في الداخل هو القمع، والمقاومة بشدة لأي ضغط من واشنطن في الخارج. وسوف يستمر هذا.

وهدف إيران الاستراتيجي هو إزاحة الولايات المتحدة من المنطقة، على الأقل من العراق، وقد يكون هذا قريبا من التحقق الآن أكثر بعد قتل سليماني.

وحققت سياسة طهران، من وجهة نظر السلطات الإيرانية على الأقل، كثيرا من النجاح الملحوظ. فقد أنقذت حكومة الرئيس بشار الأسد في سوريا، ومكنتها من فتح جبهة جديدة في مواجهة إسرائيل. كما أنها تتمتع بنفوذ كبير في العراق.

وبسبب تناقض سياسة الرئيس ترامب، يزداد شعور حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة بأنهم أصبحوا وحدهم. وأخذ السعوديون يجرون، على مستوى منخفض، حوارا مع طهران، وبدأت تركيا تتخذ مسارا خاصا بها وتؤسس علاقة جديدة مع روسيا. ويبدو أن حكومة إسرائيل هي الوحيدة التي تفكر في أن قتل سليماني هو بداية مرحلة انخراط متجدد لترامب في المنطقة.

ولكن آمالهم قد تخيب.

وربما تدفع المعارضة الداخلية في إيران، والاقتصاد المتداعي، الحرس الثوري الإيراني إلى زيادة الضغط على الولايات المتحدة مع مرور الوقت. فقد تعرض لضربتين مدمرتين، وعليه أن يفكر بذكاء في الانتقام.

4- هناك تناقضات في موقف العراق

تبدو المؤشرات إلى خروج قوات الولايات المتحدة من العراق الآن أكثر جرأة وصراحة من ذي قبل.

مصدر الصورة
Reuters

Image caption

واشنطن عززت وجودها في المنطقة في الفترة الأخيرة

وتعاني الحكومة العراقية المؤقتة من أزمة بعد تعرضها لموجة احتجاج شعبي عليها. ويشعر كثير من الناس بالضيق من الوجود الأمريكي والنفوذ الإيراني في البلاد على حد سواء.

ووضعت موافقة البرلمان العراقي، غير الملزمة، على خروج القوات الأمريكية القضية بثبات على الأجندة السياسية. ولا يعني هذا أن القوات الأمريكية تتهيأ للانسحاب غدا، لكن إبقاءها سيحتاج إلى بعض المهارة الدبلوماسية.

وبدلا من ذلك هدد الرئيس ترامب بتجميد أموال الحكومة العراقية في البنوك الأمريكية، إذا أجبرت القوات الأمريكية على الخروج.

ودور الولايات المتحدة وانخراطها في العراق أمر مهم. وعندما بدأت قواتها مع الحلفاء قتال مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق كان ينظر إلى وجودها هناك على أنه وجود طويل الأمد. وحتى بعد انهيار خلافة تنظيم الدولة، كان التوقع استمرار بقاء القوات الأمريكية لسنوات.

وإذا انسحبت تلك القوات، فسوف تكون مواجهة أي تمرد من قبل تنظيم الدولة أصعب. وسوف يجعل هذا من الوجود الأمريكي في شرق سوريا أمرا غير مبرر، لأن ذلك الوجود تسانده قواعد الولايات المتحدة في العراق. وما الجدل بشأن وجود القوات الأمريكية إلا بداية، وإذا خسرت الولايات المتحدة تلك الجولة، فإن هذا يعني فوز إيران فيها.

5- الاتفاق النووي الإيراني مهدد

ترجع جذور الأزمة الأخيرة إلى شهر مايو/أيار 2018 عندما انسحبت إدارة ترامب من الاتفاق النووي الإيراني.

ومنذ ذلك الوقت بدأت واشنطن تمارس أقصى ضغط على الاقتصاد الإيراني، وشرعت طهران من جانبها في شن حملة ضغط إقليمية، متخلية فيها بالتدريج عن قيود كان يفرضها الاتفاق عليها.

وإن لم يكن الاتفاق قد مات، فإن السبب الوحيد لبقائه حيا هو أنه لا يوجد شخص آخر سوى الرئيس ترامب يريد رؤية انهيار الاتفاق. وإن بقيت الأمور على حالها، فهذه بداية النهاية.

لكن الاتفاق مهم. فقبله كان خطر اندلاع الحرب ماثلا، مع احتمال هجوم إسرائيل، أو ربما إسرائيل والولايات المتحدة جنبا إلى جنب، على المنشآت النووية.

وستسعى إيران إلى إبقاء الموقعين الآخرين على الاتفاق على موقفهم قدر الإمكان. لكن الأزمة شديدة، ولا يبدو هناك سبيل إلى تخفيف الضغط الاقتصادي على طهران، بالرغم من جهود الأوربيين. وقد ينهار الاتفاق في نهاية المطاف، وقد تقترب إيران بسرعة من الوصول إلى القنبلة النووية.

إن سياسة الرئيس ترامب، بالرغم مما قد يحدث للاتفاق نفسه، جرت الولايات المتحدة مرة أخرى إلى الشرق الأوسط، في وقت تحاول فيه سياسة الأمن القومي الأمريكي إبعادها عنه.

[ad_2]

Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى